أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفض التفريط بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية والتنازل عن قضية اللاجئين واستمرار الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية. جاء ذلك في كلمته أمام المجلس الوطني الفلسطيني الذي انطلقت أعماله مساء أمس.
وقال في مستهل أعمال الدورة الـ 23 للمجلس "إذا انتهت القدس، وبقي الاستيطان، وأنهوا قضية اللاجئين، ماذا يتبقى لنا؟". ولفت إلى أن القيادة الفلسطينية ستتخذ خطوات "مهمة وخطيرة" خلال الفترة المقبلة، غير أنه لم يحددها.
وجدد عباس موقف القيادة الرافض للرعاية الأميركية الوحيدة لأي مفاوضات سياسية مقبلة. وأضاف: إذا ما قدمت الولايات المتحدة عرضا للحل فيجب أن يكون مع خيار الدولتين وأن تكون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين.
وأضاف أن "صفقة القرن هي صفعة لإنهاء السلام كونها أخرجت قضيتي القدس واللاجئين من المفاوضات وسمحت بشرعنة الاستيطان الإسرائيلي".
وصفقة القرن الأميركية -التي لم يتم الإعلان عنها بشكل واضح- تقوم وفق تصريحات مختلفة على قيام سلام نهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين يتم خلالها تنازل فلسطيني عن القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل، إلى جانب تنازل عن حق عودة اللاجئين لديارهم التي هجروا منها منذ عام 1948، والإبقاء على المستوطنات الكبرى في الضفة الغربية وضمها لدولة إسرائيل.
ابن سلمان
وتأتي تصريحات عباس بعد أن بثت القناة العاشرة الإسرائيلية، مساء الأحد الماضي، تقريرا حول لقاء سري جمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع بعض المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة يوم 27 من مارس/آذار الماضي هاجم فيه القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها عباس.
ونقل التقرير عن ابن سلمان قوله "منذ 40 عاما والقيادة الفلسطينية تفوّت الفرص حيث رفضت جميع المقترحات التي قدمت لها. لقد حان الوقت كي يقبل الفلسطينيون الاقتراحات والعروض، وعليهم العودة إلى طاولة المفاوضات أو فليصمتوا ويتوقفوا عن التذمر".
وذكر نفس التقرير أن ابن سلمان قال للقادة اليهود إن "القضية الفلسطينية ليست الأولوية القصوى لحكومة المملكة ولا للرأي العام، وهناك قضايا أكثر أهمية، وأكثر إلحاحا للتعامل معها مثل إيران".
وانطلقت في مدينة رام الله اجتماعات المجلس الوطني مساء أمس، وينتظر أن تستمر ثلاثة أيام من دون مشاركة حركتي حماس والجهاد الإسلاميتين اللتين ليستا من أعضاء المنظمة، ولا تشارك أيضا الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي تعد ثاني أكبر فصائل المنظمة.