واصل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري جولته الانتخابية في منطقة عكار، فزار عند الساعة الثانية من بعد الظهر بلدة البيرة، يرافقه مرشحو لائحة “المستقبل لعكار”، حيث أقيم له استقبال حاشد من قبل الأهالي، الذين رفعوا أعلام تيار “المستقبل” ورددوا شعارات التأييد وأطلقوا المفرقعات.
وخاطب الحريري الحشود، قائلا: “أنتم الصادقون الأوفياء، وهذه المنطقة التي حرم الرئيس الشهيد رفيق الحريري من زيارتها لكي يحقق حلمه، أنا وأنتم إن شاء الله سنحقق حلم رفيق الحريري في 6 أيار. هناك من يريد أن يغير هوية هذه المنطقة ونحن سنقول لهم في صناديق الاقتراع أن هويتها لبنانية فقط”.
أضاف: “نريد أن نسمع الجميع صوت عكار الأبية والبطلة الشريفة الوفية لمسيرة الشهيد رفيق الحريري ولسعد الحريري، الذي هو واحد من هذه المنطقة. أنا سآتي دائما إن شاء الله إلى هذه المنطقة، التي أردت هذه المرة أن أزورها مباشرة لكي أرى المآسي فيها، نحن سنبادل وفاء هذه المنطقة بوفاء أكبر إن شاء الله، وسترون أن هناك الكثير من المشاريع التي ستستفيد منها هذه المنطقة”.
ثم قطع الحريري قالب حلوى كبير، أعدته سيدات من البيرة لمناسبة عيد ميلاده، وعليه صورته والخرزة الزرقاء.
وفي وقفة ثانية له في البيرة، حيث احتشد عدد كبير من الأهالي، دعا الحريري إلى “قراءة الفاتحة عن روح الشهيد الشيخ أحمد عبد الواحد”، ثم خاطب الحشود، قائلا: “لقد شهدتم في المرحلة السابقة حجم الهجوم على سعد الحريري وتيار المستقبل، بدءا من اغتيال الشهيد رفيق الحريري ولغاية اليوم، حتى أن البعض خرج ليدعي أنه مع مسيرة الشهيد ولكنه فعليا يطعن بابن الشهيد وبمسيرة الشهيد. وفي السادس من أيار، إن لم تصوتوا فسيكون الحق معهم”.
أضاف: “نحن مسيرتنا علم وإنماء وإعمار وازدهار، أما هم فما مسيرتهم سوى مصادرة قرار المنطقة لمصلحة دولة أخرى! أنتم قدمتم الشهداء ونحن قدمنا الشهداء، إنها معركة مصيرية لكم ولنا وللبنان، لذلك سنكون معا في 6 أيار إن شاء الله، لاستكمال مشوار الحق والعدالة والسيادة”.
بعد ذلك، زار الحريري منزل والدة الشيخ الشهيد عبد الواحد واطمأن إلى صحتها.
وزار الحريري أيضا، بلدة الدوسة، حيث احتشد المواطنون لاستقباله وإلقاء التحية عليه، وبعدها وصل إلى بلدة الكويخات حيث أقيم له استقبال شعبي ضخم من قبل الأهالي، الذين نثروا الأرز والورود وقدموا له درعا عربون محبة ووفاء.
وخاطب الحريري الحشود، قائلا: “يريدون تغيير ألوان عكار، ولكن ما أجمل الأزرق. إلى أي لون يريدون تغييرها ما دامت السماء زرقاء وأنتم الخرزة الزرقاء؟ أردت أن أزور كل قرى عكار الأبية، عكار الشهداء الذين دافعوا عن الوطن في الجيش اللبناني، عكار التي أحبت الرئيس الشهيد رفيق الحريري، عكار التي تعطي كل لبنان، وقد آن الأوان أن يعطي لبنان عكار”.
أضاف: “6 أيار قادم، وسننزل جميعا إلى صناديق الاقتراع، وطبيعة القانون غير مهمة، لكن المهم أنتم الذين ستقررون ما سيكون عليه لون عكار وهواها. في 6 أيار سنكتب مستقبلا جديدا لعكار، بكثافة التصويت”.
كذلك، زار الحريري بلدة حلبا، حيث أعد له الأهالي استقبالا حاشدا، وتحدث أمامهم فقال: “أنتم كنتم معنا دائما، منذ لحظة استشهاد الشهيد رفيق الحريري وحتى اليوم. وفي 6 أيار سنواجه التحديات الكبرى واللوائح الأخرى، التي تريد أن تغير لون عكار. أنا سأبقى معكم لأنني أحب الأشخاص الأوفياء الصادقين الطيبين، الأشخاص الذين يريدون بالفعل لهذه المنطقة أن تعمر وتزدهر. جميعنا سنعمل معا لمصلحة عكار وأنا لم أترككم وسأبقى معكم وسأزور بلدات عكار باستمرار”.
أضاف: “في كل المؤتمرات التي شاركت فيها، كان كل هدفي أن آتي بمشاريع لكل المناطق المحرومة في لبنان، والحمد لله حققنا نجاحا كبيرا، ولا سيما في مؤتمر باريس، وجزء كبير من مشاريع “سيدر” هي لعكار، وبعد الانتخابات ستأخذ هذه المنطقة حقها من البلد بعدما أعطت البلد الكثير”.
بعد ذلك، زار الحريري دائرة الأوقاف الإسلامية في عكار، حيث كان في استقباله رئيس الدائرة الشيخ مالك الجديدة والقاضي الشيخ خلدون عريمط وعدد كبير من المشايخ ورجال الدين وفاعليات، في حضور المرشحين: هادي حبيش ومحمد سليمان وطارق المرعبي.
ولدى وصوله إلى مدخل الدائرة، عزفت كشافة التربية الوطنية- مفوضية عكار النشيد الوطني والموسيقى الترحيبية.
وخلال اللقاء، تحدث الشيخ الجديدة فقال: “الانتخابات مفصل من مفاصل الحياة في مسيرة الوطن، وعلى الإنسان ألا يكون رماديا وأن يكون منحازا لوطنه واعتداله ومصلحة أبناء هذا الوطن. ونحن نعلم كم ضحيت وتضحي، وأنك ابن بيت أعطى الوطن فلا يزايد عليه، أعطيتم رجلا على مستوى أمة وعلى مستوى الإنسانية، ذكر لبنان باسمه”.
أضاف: “نحن نريد دولة الاعتدال والعدالة، ليس للون ولا لطائفة أو مذهب أو منطقة، إنما للوطن كله. ونؤمن أنه لا ينبغي أن ينتقص من كرامة أي فرد في هذا الوطن، ومطمئنون بإذن الله أنه لم ينتقص من كرامتنا. لا نقبل أن يلغى أحد ولا أن نلغى نحن. ونحن واجهنا الإرهاب لتبقى مسيرة الوطن والوحدة الوطنية، ونعلم أنك أول من طرح مسألة العدل والعفو وعمل لها بإخلاص، لأنه يريد أن يستأنف مسيرة للوطن بلا جراح”.
وختم “العربي الأصيل لا يخون، والمؤمن الأصيل لا يخون. ونحن لك ومعك من أجل كل خير ومن أجل هذا الوطن الحبيب. فحتى في المؤسسة الدينية، كنتم أنتم من أنصفتمونا، لذلك نشكركم ونشعر أن لنا سندا وعونا في هذه الدولة سيبقينا أوفياء لهذه المسيرة وهذه الدولة”.
ثم تحدث الحريري، فقال: “لا شك أن المستهدف اليوم هو تيار الاعتدال المتمسك بمسيرة الشهيد رفيق الحريري، وهو تيار المستقبل، لكن الحمد لله ربما سبحانه وتعالى يعطي الحق لكل من ظلم، والشهيد ظلم. ربما لم يشهد بحياته الإجماع الذي حصل حين استشهاده، واكتشفوا ما الذي كان يقدمه للوطن، نحن أكملنا هذه المسيرة، لكن خلال السنوات الـ13 كان هناك من حاول وضع العصي في الدواليب، وهناك من كان عديم الوفاء، في حين أن ديننا علمنا على الصدق والوفاء”.
أضاف: “نحن أمام معركة انتخابية يستهدفون فيها وحدة الصف. البعض يقول إنه يجب أن نجتمع مع بعضنا بعضا، ولكن نتجمع مع من؟ مع من يطعن ويخون؟ مع من لا يكون صادقا؟ أنا لا أستطيع أن أتحد مع هذه الصفات. حاولت في السابق واجتمعت مع هؤلاء وخضنا انتخابات مشتركة واتفقنا على أساس أن نحافظ على وحدة الصف، لكن كان هناك من يخون، وبالتأكيد لست أنا. فإذا كنتم فعلا تريدون وحدة الصف في هذه الانتخابات، فعليكم أن تقولوا كلمة حق. المسؤولية تقع عليكم، هناك من جر شبابنا إلى الهاوية، فمن المسؤول؟ خطابي في عز الاحتقان كان معتدلا، في وقت كان هناك من يريد أن يجر شبابنا إلى أماكن لا تحمد عقباها، والآن ندفع الثمن. نعمل على قانون عفو بسبب هؤلاء الذين حرضوا الشباب وأوصلوهم إلى ما هم فيه اليوم”.
وختم “قانون العفو سيقر بإذن الله، وأنا متأكد أننا نسير على الدرب الصحيح، لكن هذه الانتخابات مصيرية لعكار ولنا ولخط الاعتدال ووحدة الصف. ووحدة الصحف يجب أن تكون من أشخاص يخافون على الصف وليست لديهم مصالح شخصية. هذا هو الفارق بين من يضحي ويقيم تسويات لمصلحة البلد والناس وبين من يغتنم الفرص. ليس هذا ما علمني إياه الشهيد رفيق الحريري. من هنا أود أن أشكر هذه العمائم التي كانت دائما تقول كلمة الحق والتواضع والصدق والسلام والمحبة”.
ثم زار الحريري منزل المرشح جان موسى في بلدة جبرايل، حيث تجمع المواطنون وأقاموا له احتفالا شعبيا حاشدا.
وتحدث الحريري بالمناسبة، فأكد أن “هذه المنطقة هي أفضل نموذج للعيش المشترك والاعتدال الذي تم استهدافه باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والذي يحاولون استهدافه اليوم بضرب مسيرة تيار المستقبل”.
أضاف: “في 6 أيار هناك معركة في كل لبنان ومن ضمنها عكار واللوائح التي ضدنا لا تشبه القرار اللبناني، أما نحن، وخلال عام ونصف العام من وجودنا في الحكومة، فقد أثبتنا بالفعل وليس فقط بالقول ومن خلال أعمالنا، بأننا نعمل لمصلحة كل اللبنانيين ومن أجل الإنماء في كل لبنان. أما غيرنا فماذا فعل؟ تكلم وتكلم وما زال يتكلم. ونحن نستغرب اليوم الكرم المفاجئ عند بعض السياسيين، الذين يستغلون الوضع الاقتصادي الصعب في هذه الانتخابات”.