يلتقي غدا الجمعة زعيما الكوريتين عند الخط الفاصل بين البلدين في قمة توصف بالتاريخية، وقد تشكل خطوة أولى نحو إنهاء حالة الحرب القائمة منذ منتصف القرن الماضي، ونزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية.
وتأتي هذه القمة بعد لقاءين عُقدا بين الكوريتين في بيونغ يانغ عامي 2000 و2007، وهي تسبق قمة أخرى مرتقبة قد تعقد خلال أسابيع بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والزعيم الكوري الشمالي.
ومن المقرر أن يعبر كيم الخط الفاصل بين البلدين في المنطقة المنزوعة السلاح سيرا على الأقدام، ليصبح أول زعيم كوري شمالي يطأ أرض الجنوب منذ انتهاء الحرب الكورية قبل 65 عاما.
وقد كشفت سول عن مكان القمة حيث ستعقد في قصر السلام بقرية بان مون جوم على الحدود بين شطري الكوريتين. وقال المسؤولون الجنوبيون إن المبنى أعيد تجديده بالكامل ليحتضن اللقاء التاريخي.
قضايا للنقاش
وينتظر أن تبحث القمة إبرام اتفاق سلام بدل الهدنة القائمة منذ انتهاء الحرب الكورية التي دارت بين 1950 و1953، كما أن على جدول أعمالها قضايا مهمة على رأسها نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية، وفق مسؤولين جنوبيين. وينتظر أن تتناول المحادثات قضايا أخرى مثل لم شمل العائلات.
وأحيت القمة والتقارب -الذي سبقها بين سول وبيونغ يانغ- الأمل في إنهاء أجواء الحرب والعداء بين الجارتين اللدودتين، لكن مراقبين يحذرون من أن التوصل لتسوية القضايا الشائكة، ومنها نزع الأسلحة النووية، سيتطلب وقتا وجهودا مضنية.
وكان كيم أعلن أن بلاده ستوقف بدءا من 21 من الشهر الحالي تجاربها النووية والصاروخية، وتحدث عن حوار مع المجتمع الدولي من أجل إحلال السلام والنمو الاقتصادي، وأثارت هذه الخطوة ترحيبا غربيا.
وكانت التجارب الكورية الشمالية أثارت العام الماضي توترا كاد يشعل مواجهة بشبه الجزيرة الكورية، بيد أن تقاربا حدث بين البلدين وبدأ بمشاركة الشمال في الألعاب الأولمبية التي استضافها الجنوب مطلع العام الجاري، كما تبادل مسؤولون من البلدين الزيارات.
وفي العاصمة واشنطن، تحدث الرئيس دونالد ترمب اليوم -في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز- عن عدة مواعيد وأماكن محتملة للقمة التي يتوقع أن تجمعه بالزعيم الكوري الشمالي. وكان ترمب ومساعدوه اعتبروا أن بيونغ يانغ قررت الجلوس إلى طاولة الحوار بفعل العقوبات والضغوط الدبلوماسية.