كشف المسؤول الأممي للشؤون الإنسانية والإغاثة مارك لوكوك أن الجهات المانحة لسوريا تعهدت بنحو 4.4 مليارات دولار من المساعدات لهذا العام، لكن المبلغ أقل من الهدف الذي حددته الأمم المتحدة، وذلك بعد رفض الولايات المتحدة التعهد بشيء.
وجمع المؤتمر أيضا تعهدات بمبلغ 3.4 مليارات دولار لعامي 2019 و2020، وقال كريستوس ستايلندس مفوض شؤون المساعدات الإنسانية بالاتحاد الأوروبي إن مشاركة التكتل والدول الأعضاء في هذا المبلغ ستكون الأكبر.
لكن التعهدات أقل من الستة مليارات دولار التي تم جمعها لعام 2017 بعد أن قرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب خفض المساعدات الخارجية التي تقدمها بلاده.
وكانت الأمم المتحدة قدرت الحاجة إلى 3,5 مليارات دولار للمساعدة الإنسانية في سوريا و5,6 مليارات دعما للاجئين بالبلدان المجاورة. وأكدت المنظمة أن 13 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة بينهم 5,6 ملايين في وضع مُلح.
ومن المقرر إرسال مساعدات إنسانية أيضا إلى لبنان والأردن والعراق ودول أخرى تستضيف نحو ستة ملايين لاجئ سوري.
من جهتها أكدت أورسولا مولر نائبة وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية أن التعهدات التي تم الإعلان عنها في بروكسل لدعم سوريا تأتي في وقت حرج تمر به البلاد، وأضافت -خلال إحاطة قدمتها لأعضاء مجلس الأمن بشأن الأوضاع الإنسانية في سوريا- إن الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية وصلت هذا العام إلى أعلى مستوياتها منذ بدء الأزمة.
من جانبها قالت وزيرة التنمية البريطانية بيني موردانت في تصريح للجزيرة إن بلادها تعهدت بدفع أكثر من 450 مليون إسترليني لدعم الجهود الأممية لإغاثة الشعب السوري، مضيفة أن روسيا تتحمل مسؤولية الوضع الإنساني المتدهور هناك بعد إعطائها رئيس النظام بشار الأسد ما وصفته بالضوء الأخضر لارتكاب فظاعات بحق شعبه باستعمالها المتكرر لحق الفيتو في مجلس الأمن.
وأكدت موردانت أن السلام لا يمكن أن يتحقق في سوريا إلا عبر حل سياسي شامل، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك لجلب الأسد إلى طاولة المفاوضات.
موغيريني: الرسالة الرئيسية أن سوريا ليست رقعة شطرنج أو لعبة جيوسياسية (رويترز) |
الشق السياسي
ولم يكن الجانب السياسي في مؤتمر بروكسل سهلا في ظل مشاركة أكثر من ثمانين بلدا ومنظمة غير حكومية ووكالة إنسانية، فقد قال المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا "لم نتوقع اختراقا سياسيا اليوم، لقد تجنبنا مواجهة".
وقال دي ميستورا إنه يجب على من يعتقد أنه يمكن الوصول إلى السلام عبر تحركات عسكرية فإن ذلك سيكون انتصارا زائفا، مضيفا أن من مصلحة الحكومة السورية التوصل لحل سياسي.
وفي كلمة لها أمام المؤتمر، طالبت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني من وصفتهم باللاعبين الكبار (روسيا وإيران وتركيا) بالتحرك فورا لإحلال السلام في سوريا.
وقالت موغيريني إن "الرسالة الرئيسية هي أن سوريا ليست رقعة شطرنج، وليست لعبة جيوسياسية".