استكمل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري صباحا، اليوم الثاني من جولته البقاعية بزيارة بلدة القرعون، حيث أقيم له احتفال شعبي حاشد في ساحة البلدة، في حضور المرشحين على لائحتي المستقبل في البقاعين الغربي والأوسط: محمد القرعاوي، زياد القادري، أمين وهبة وماري جان بيليزيكجيان، وحشد من فاعليات البلدة والأهالي الذين رفعوا صور الرئيس الحريري وأعلام تيار المستقبل، مرددين الشعارات المؤيدة له ولسياساته.
بداية النشيد الوطني، وبعد كلمة ترحيبية لرئيس بلدية القرعون يحيى ضاهر، تحدث الرئيس الحريري إلى المحتشدين فقال: “أجمل ما في هذا الاحتفال أن يكون بين مسجد وكنيسة، هذا هو بالفعل العيش المشترك الذي حافظتم عليه في هذه المنطقة الجميلة، هذه المنطقة الزاخرة بالكرامة والمحبة والسلام. هذه المنطقة التي طردت العدو الإسرائيلي وكانت من أول المقاومات، أنتم علمتم غيركم المقاومة. بالفعل، يكبر قلب المرء حين يكون بينكم ويصبح لا يريد أن يترك البقاع، لهذا أبني بيتا لكي أقضي وقتا في البقاع بينكم وبين هؤلاء الأشخاص الطيبين”.
وأضاف: “لدينا انتخابات مصيرية بالنسبة الى لبنان والبقاع. وقد صدرت مؤخرا لوائح يجهرون بالعلن أنهم يمثلون بشار الأسد، وهم فخورون بذلك، لكن القرعون ستظهر لهم في 6 أيار من هو تيار المستقبل وما هو قرار البقاع وقرار القرعون وما هي الكرامة، وأن القرعون يستحيل أن تكون عليها وصاية إلا وصاية أهلها وناسها وشعبها. وفي هذه الانتخابات علينا أن نعمل ليل نهار. صحيح أن تيار المستقبل لديه ماكينة انتخابية، لكني أعتبر كل واحد وواحدة فيكم هم الماكينة الانتخابية، ولا سيما السيدات بينكم، اللواتي سيصطحبن الرجال معهن إلى صناديق الاقتراع”.
وتابع: “هذه المنطقة بحاجة إلى العديد من المشاريع الواجب تنفيذها، وفي مؤتمر باريس وضعنا كل المشاريع المطلوبة لهذه المنطقة الطيبة، ربما في السابق كانت المشاريع محددة ولكن لم يكن لها تمويل، أما اليوم فلا حجة، التمويل بات متوفرا، وكل ما علينا هو إنجاز بعض الإصلاحات والقضاء على الفساد، وكل المال موجود بإذن الله لكل هذه المشاريع، من كهرباء إلى طرقات ومشاريع الليطاني والقرعون وتنظيف كل المجاري. هذه المشاريع باتت كلها برسم الدولة وتمويلها موجود. ولكن لتتم هذه المشاريع، عليكم جميعا أن تعرفوا أننا ذهبنا إلى المؤتمر وقلنا لهم أننا نعمل ليل نهار، ولكن حتى يتمكن سعد الحريري من تنفيذ كل هذه المشاريع، فهو بحاجة إلى كل أصواتكم، لكي نعود بكتلة وازنة في مجلس النواب، وأنا متأكد أنكم أهل الوفاء والكرامة”.
وقدم الرئيس الحريري للأهالي مرشحي تيار المستقبل في المنطقة وقال: “إن شاء الله سنظهر للجميع في السادس من أيار من هو المارد الأزرق ومن هو رفيق الحريري ومن هو تيار المستقبل. وإن شاء الله تبقى القرعون دائما بيت الوسط. أود أن أشكر رئيس البلدية الذي يقوم بعمل جيد جدا في هذه المنطقة، وأطلب منكم أن تحافظوا على العيش المشترك لأنه هذا هو لبنان، وهكذا سيبقى، رغم كل من يحاول تغيير هذا المنطق. العيش المشترك في لبنان هو الأساس، وهو ما أراده رفيق الحريري وما يريده سعد الحريري لبناء الوطن ككل”.
وفي محطته الثانية، زار الرئيس الحريري بلدة كامد اللوز، حيث أعد له لقاء شعبي حاشد في حضور الوزير السابق محمد رحال والنائبين زياد القادري وأمين وهبة والمرشح محمد القرعاوي.
وخاطب الحريري المحتشدين بالقول: “يكبر القلب برؤية هؤلاء الناس الطيبين، ويزداد ثقة. أعتقد أن الفريق الآخر يتساءل اليوم: ماذا حصل ويحصل في البقاع؟ هم لا يعرفون أن هذا الأمر حاصل منذ زمن وأنكم أنتم، الناس الطيبين، رفضتم الوصاية، التي يحاولون اليوم إعادتها بلوائح حليفة للنظام في سوريا. لكني لدي كامل الثقة بكل واحد وواحدة فيكم، بالناس الطيبة في كامد اللوز وكل البقاع”.
وأضاف: “نحن مقبلون على انتخابات نيابية في هذه المنطقة وكل لبنان، وأطلب منكم جميعا أن نعمل ليل نهار حتى حلول وقت هذه الانتخابات. فهناك الكثير من المغرضين، الذين يحاولون أن يختطفوا قرار البقاع الغربي وراشيا وكل البقاع، ونحن يجب أن نكون لهم بالمرصاد، وأن نرسل لهم في 6 أيار رسالة بأن تيار الشهيد رفيق الحريري وتيار سعد الحريري سينزل كله إلى صناديق الاقتراع، وسنمطرهم بأصواتنا، لكي يفهموا أن هذا البقاع ليس مكانا لفرض الوصاية، بل هو لأصحاب الكرامة الذين يحبون بلدهم والذين يقولون لبنان أولا، وليس النظام السوري أولا، وهو ليس لمن يبيعون ويشترون بلدهم. كلا لبنان أولا، ومصلحة البلد ستتحقق رغم كل شيء. سنقول لكل من يفخرون بأنهم حلفاء النظام الذي يقتل الأطفال، أن حسابكم في السادس من أيار، الشعب سيحاسبكم على هذه العلاقة مع الإجرام”.
وختم قائلا: “هذه المنطقة الطيبة لديها حقوق، وقد وضعنا كل المشاريع التي يحتاجها كل البقاع في مؤتمر “سيدر”، من كهرباء ومياه وشبكات وطرقات واتصالات ومدارس ومستشفيات وجامعات، فكفانا يحملوننا جميلا في بعض الجامعات، ويشترطون على طلابها التصويت لهم وإلا يطردون من الجامعة، هذه المرة نحن سنطردهم. ونلتقي قريبا في السادس من أيار إن شاء الله”.
ثم زار الرئيس الحريري بلدات لالا وبعلول والسلطان يعقوب وحوش الحريمي، حيث أقيمت له احتفالات حاشدة في كل بلدة، واستقبله الأهالي بالزغاريد ونثر الأرز والورود ورفعوا صوره وأعلام تيار المستقبل، مرددين شعارات التأييد والولاء.
بعد ذلك، زار الحريري بلدة غزة، حيث أقام له رئيس البلدية محمد حسين المجذوب احتفالا شعبيا في دارته، واحتشد أبناء البلدة مرددين هتافات التأييد والولاء للرئيس الحريري.
استهل الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني، ثم تحدث رئيس البلدية فاعتبر أنه يوم تاريخي واستثنائي لهذا العملاق الكبير المتواضع، الشيخ سعد الحريري. وقال:”اليوم غزة والبقاع الغربي يحاكيان عكار وطرابلس وصيدا وبيروت والإقليم وبعلبك الهرمل والبقاع الأوسط وشبعا، ونحن ننتظر السادس من أيار، صامدين كصمود جبل الشيخ، وأقوياء كصخر جبل صنين، فنحن أبناء مشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسنكمل هذا المشوار”.
ثم تحدث الرئيس الحريري فقال: “أشكركم جميعا، خاصة غزة، هذه المدينة التي أحبت رفيق الحريري واعتبرته واحدا منها، وإن شاء الله تعتبر سعد الحريري واحدا منها أيضا. في 6 أيار سنظهر للجميع ما هي هوية غزة والبقاع الغربي، وإن شاء الله سنذهب إلى صناديق الاقتراع، جميعنا في البقاع وفي غزة تحديدا، وسنضع لائحة المستقبل “زي ما هي”، وإن شاء الله سنكمل هذا المشوار معا”.
وعند الثانية من بعد الظهر، انتقل الرئيس الحريري إلى بلدة بر الياس حيث احتشد آلاف المواطنين وقطعوا الطرقات لاستقباله بفرق الخيالة والكشافة وقرع الطبول وإطلاق الأسهم النارية ونثر الأرز والزهور على الموكب. وكان في مقدمة المستقبلين رجال الدين ووجهاء البلدة وفعالياتها.