تخطّت الولايات المتحدة حاجز الـ600 ألف إصابة، وأكثر من 25 ألف حالة وفاة ناتجة عن فيروس كورونا، حتى صباح الأربعاء.
وكان لافتا أن نحو 33 بالمئة من إصابات الولايات المتحدة سجلت في نيويورك، فيما وصلت نسبة الوفيات بالولاية نحو 44 بالمئة من المجموع الكلي لجميع الولايات.
وحتى صباح الأربعاء، سجلت نيويورك وحدها أكثر من 203 آلاف إصابة، ونحو 11 ألف حالة وفاة، لتتجاوز وفياتها أربع قارات مجتمعة (آسيا، أفريقيا، أميركا الجنوبية، أوقيانوسيا).
كما تجاوزت حالات الإصابة المسجلة في نيويورك دولا أوروبية فتك بها فيروس كورونا، مثل إسبانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وألمانيا.
أرقام ومفارقات
مساحة ولاية نيويورك تساوي تقريبا مساحة بنغلاديش، وبرغم أن الأخيرة يبلغ تعداد سكانها 162 مليون نسمة، إلا أنها لم تسجل سوى 1012 حالة إصابة بفيروس كورونا (الحالات بنيويورك 200 ضعف حالات بنغلاديش).
واللافت أن غالبية الإصابات في ولاية نيويورك تركزت في المدينة التي تحمل اسمها "نيويورك"، رغم أن مساحتها لا تشكل سوى (0.5 بالمئة) من مساحة الولاية الكلية.
وتفشى فيروس كورونا في الأحياء الخمسة الشهيرة بنيويورك (مانهاتن، وبرونكس، وبروكلين، وكوينز، وستاتن آيلاند).
وتعد نيويورك من أكثر المدن كثافة سكانية بالعالم، بواقع 8.3 مليون نسمة، من أصل نحو 19.8 مليون يسكنون في الولاية.
ومن المفارقات المثيرة، أن مقاطعة سانت لورنس في ولاية نيويورك لم يسجل فيها سوى 92 حالة إصابة بفيروس كورونا، رغم أن مساحتها تساوي 10 أضعاف مساحة نيويورك.
وبحسب أرقام جامعة هوبكنز، فإن الهيئات الصحية في ولاية نيويورك أجرت لغاية صباح الأربعاء نصف مليون فحص كورونا، أظهرت النتائج الإيجابية نحو 202 ألف حالة.
أسباب التفشي
وتراجع كومو عن تصريح سابق له، قال فيه إن نيويورك تجاوزت المرحلة الأسوأ في مواجهة فيروس كورونا، قائلا: "لست واثقا من أن الأسوأ قد انتهى، بحسب "سي إن بي سي".
وتتهم إدارة ولاية نيويورك بالتسبب في تفشي الفيروس بالتهوين منه ابتداء، والتباطؤ في تنفيذ الإجراءات الاحترازية، مثل قرار إغلاق المدارس ومؤسسات أخرى في العشرين من آذار/ مارس الماضي، بعد 20 يوما من تسجيل أول إصابة.
وبحسب وسائل إعلام أمريكية، فإن تردد الصينيين، ومختلف جنسيات العالم، على نيويورك، كونها واجهة سياحية، واقتصادية هامة، سهّل من كونها بؤرة كورونا الجديدة.
بدورها، قالت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، إن الأحياء المكتظة والفقيرة في نيويورك، مثل "كوينز" و"برونكس"، هي بيئة خصبة لانتشار الأمراض والأوبئة.
وذكرت الصحيفة أن الخدمات الطبية لا تقدم بالشكل المطلوب لهذه الأحياء الفقيرة وغير المنظمة.
وسجّل في حي "كوينز" فقط 35 ألف إصابة بكورونا، من أصل 63 ألف فحص أجري للسكان، في نسبة مرتفعة وغير مسبوقة وصلت إلى 55 بالمئة، بحسب موقع "worldmaster".
ويعد حي "كوينز" من ضمن أكثر المناطق كثافة سكانية بالعالم (4980 نسمة لكل كيلو متر مربع)، وهي نسبة مقاربة لقطاع غزة.
نقص حاد بالمعدات
حذّر عمدة نيويورك، بيل دي بلاسيو، من نقص حاد في المعدات الطبية خلال الشهر الجاري.
وأوضح في تصريحات صحفية، أن الولاية بحاجة ماسة إلى ملايين الكمامات، ونحو 15 ألف جهاز تنفس صناعي، ومستلزمات طبية أخرى.
واستجاب نحو 21 ألف ممرض في مختلف الولايات لدعوة دي بلاسيو بتقديم الخدمة للمرضى في بؤرة الفيروس بأميركا.
مقابر جماعية
صحيفة "نيويورك بوست"، قالت إن السلطات المحلية قررت إنشاء مقابر جماعية في جزيرة هارت (مخصصة لدفن مجهولي الهوية).
وقالت الصحيفة إن شركات زراعية شرعت في حفر مقابر جماعية، والمثير أن أحد ملاك تلك الشركات قال إنه بفضل هذه القبور تم توفير وظائف لعاطلين عن العمل، في إشارة إلى أنه استنجد بهم في أعمال الحفر.
وأوضحت الصحيفة أن اللجوء للعمال، الذين لم يسبق لهم دفن الموتى وحفر القبور، جاء بعد رفض السلطات توكيل المهمة للسجناء، كما جرت العادة، وذلك تخوفا من تفشي الفيروس بينهم.