شهدت سوريا فجر اليوم عدوانًا “أميركيًا – فرنسيًا – بريطانيًا” إستهدف عددا من المواقع في سوريا في عملية قيل أنها جاءت لمعاقبة دمشق على شنها هجوما كيميائيا مزعوما في دوما بالغوطة الشرقية فبل أسبوع. وقد أفاد مراسل ملحق في دمشق، عن تصدي الدفاعات الجوية السورية لـ 13 صاروخ كانت قد أطلقتها قوى العدوان على عدة نقاط منها مركز البحوث العلمية في برزة، جمرايا، و نقاط في مصياف و التيفور.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فجر اليوم، أن الولايات المتحدة وجهت ضربات عسكرية ضد سوريا بالتعاون مع بريطانيا وفرنسا، فيما أفادت مصادر صحافية عن سماع أصوات إنفجارات في العاصمة السورية دمشق. وأشار التلفزيون السوري إلى أن الدفاعات الجوية السورية تصدت لصواريخ الطائرات المعادية.
وأوضح ترامب بأن العملية العسكرية على سوريا جاءت كنتيجة لـ “فشل روسيا” في وقف هجمات النظام الكيميائية. على حد تعبيره.
ومن جهتها أكدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن القوات المسلحة وجهت ضربات منسقة ضد “النظام السوري”، مشيرة إلى أن الضربات ستكون محدودة.
بدوره أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه أمر بتدخل الجيش الفرنسي في سوريا.
وكان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتس أعلن خلال مؤتمر صحافي أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا قد نفذوا غارات جوية على سوريا إستهدفوا فيها بعض المواقع التابعة للجيش السوري، مشيرا إلى أنه “ليس لدينا اي تخطيط لشن غارات جديدة والقرار يعود لترامب في المستقبل”.
وأوضح أنه على الدول المتحضرة ان تتوحد لوضع حد للحرب الأهلية في سوريا
هذا وأعلن البنتاغون، إلى أنه تم إختار هذه الأهداف لتخفيف وقوع ضحايا بين المدنيين، لافتا إلى أنه “الآن ليس لدينا أي غارات أخرى”.
من جانبها أعلنت مصادر عسكرية سورية “إن الضربة الأميركية التي استمرت لـ 50 دقيقة استهدفت نحو 10 مواقع في سوريا تركزت غالبيتها في دمشق وريفها إضافة لحمص وسط البلاد”.
وبحسب المصادر فقد استهدفت المواقع التالية:
1- الحرس الجمهوري اللواء 105 – دمشق
2- قاعدة دفاع جوي – جبل قاسيون دمشق
3- مطار المزة العسكري -دمشق
4- مطار الضمير العسكري
5- البحوث العلمية – برزة دمشق
6- البحوث العلمية – جمرايا ريف دمشق
7- اللواء 41 قوات خاصة – ريف دمشق
8- مواقع عسكرية قرب الرحيبة في القلمون الشرقي – ريف دمشق
9- مواقع في الكسوة- ريف دمشق
إدانات العدوان الثلاثي
الخارجية السورية دانت بـ “أشد العبارات العدوان الثلاثي الغاشم الأميركي البريطاني الفرنسي ضد سورية والذي يشكل انتهاكاً سافراً للقانون الدولي ومبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة ويظهر مجدداً استهتار دول العدوان بالشرعية الدولية”.
وقال مصدر في الخارجية السورية إن “عدوان أنظمة الغطرسة والهيمنة الغربية جاء نتيجة الشعور بالإحباط لفشل المشروع التآمري على سورية وردا على اندحار أدواتهم من التنظيمات الإرهابية أمام تقدم الجيش العربي السوري ولن يكون مصير الأصلاء أفضل حالا من الأدوات وإن الهزيمة والفشل والعار بانتظارهم
ولفت المصدر إلى أن “توقيت العدوان الذي يتزامن مع وصول بعثة التحقيق التابعة لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية الى سورية للتحقيق في الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما يهدف اساسا الى اعاقة عمل البعثة واستباق نتائجها والضغط عليها في محاولة لعدم فضح اكاذيبهم وفبركاتهم”.
وطالبت سوريا “المجتمع الدولي بادانة حازمة لهذا العدوان الذي لن يؤدي الا الى تاجيج التوترات في العالم ويشكل تهديدا للسلم والامن الدولي برمته”.
ونوّهت الخارجية بمعنويات الشعب السوري، موضحة “العدوان البربري الغاشم الذي قوبل بمعنويات عالية من الشعب السوري لن يؤثر باي شكل من الاشكال على عزيمة واصرار الشعب السوري وقواته المسلحة الباسلة بالاستمرار في مطاردة فلول الارهاب التكفيري والدفاع عن سيادة #سورية ووحدتها ارضا وشعبا واعادة الامن والاستقرار الى ربوعها كافة”.
الشعب السوري وتحديداً أهالي دمشق، في الوقت الذي إستهدفت الضربات الأميركية مواقع في سوريا، نزلوا في مسيرات عفوية في ساحة الامويين تحديا منهم بوجه العدوان الثلاثي.
وفي السياق نددت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية بـ “العدوان العداون الثلاثي الأمريكي البريطاني الفرنسي على سورية”، مؤكدة “استمرارها في الدفاع عن سوريا وحماية مواطنيها”.
وأصدرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة بيانًا جاء فيه:
عدوانٌ ثلاثي غادر نفذته في الساعة الثالثة وخمس وخمسين دقيقة من فجر اليوم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا عبر إطلاق حوالي مئة وعشرة صواريخ باتجاه أهداف سورية في دمشق وخارجها.
القيادة العامة للجيش تؤكد استمرارها في الدفاع عن سورية وحماية مواطنيها وتشدد على أن مثل هذه الاعتداءات لن تثني قواتنا المسلحة والقوات الرديفة عن الاستمرار في سحق ما تبقى من مجاميع إرهابية مسلحة على امتداد الجغرافية السورية، ولن يزيدنا هذا العدوان إلا تصميماً على الدفاع عن مقومات السيادة والكرامة و عن أمن الوطن والمواطنين”.
من جهة أخرى أكد الجانب الروسي على أن “عملية عسكرية في سوريا كالتي حصلت فجر اليوم، لن تمر دون تداعيات، وأشار السفير الروسي في واشنطن إلى أن “أسوأ تقديرات موسكو تحققت لأن كل التحذيرات لم تسمع حول استهداف سوريا”.
من الجانب اللبناني، دانت “حركة امل” العدوان الثلاثي على الجمهورية العربية السورية ورأت الحركة في بيان أن العدوان يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي واعتداءا صارخا على الدولة السورية العضو المؤسسس للامم المتحدة .
وقالت الحركة في بيانها: ان العدوان الثلاثي ومعه تحالف الراغبين قد فتح الباب على مصراعيه لجعل المنطقة ساحة حرب على امتداد قواعد العدوان العابر للاجواء والحدود الذي قد يؤدي لتداعيات خطرة على اﻻمن والسلم الدوليين.
واضاف البيان: ان حركة أمل ومعها كل الشرفاء ﻻ يمكنهم ان ينأووا بانفسهم عن استهداف سوريا ودورها خصوصاً ان هذا العدوان في تداعياته يطاول منطقة الشرق اﻻوسط، فهو يأتي في توقيت مشبوه يتزامن مع تحرير الجيش العربي السوري لمساحات واسعة من الجغرافية السورية من سطوة اﻻرهاب ومع انصراف العراق ولبنان ﻻنجاز استحقاقاتهما التشريعية ومع هبّة الشعب الفلسطيني للتأكيد على حقه في العودة واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وختمت الحركة بيانها: ان حركة امل بقدر ما تعبر عن شجبها واستنكارها لهذا العدوان، تشيد بشجاعة القيادة والجيش والشعب السوري في تحفزهم وتأهبهم الذي مكنهم من اسقاط اهداف العدوان.
وفي سياق متصل أصدر حزب الله بيانا علق فيه على العدوان على سوريا، وجاء في البيان:
يدين حزب الله بأقصى شدة العدوان الثلاثي الأميركي – البريطاني – الفرنسي الغادر على سوريا الشقيقة، ويعتبره انتهاكاً صارخاً للسيادة السورية وكرامة الشعب السوري وسائر شعوب المنطقة، وهو استكمال واضح للعدوان الصهيوني الاخير على سوريا ويمثل تأييداً صريحاً ومباشراً لعصابات الإجرام والقتل والارهاب التي طالما رعاها وموّلها ووفّر لها أسباب الدعم المادي والسياسي والإعلامي، وتدخل لنصرتها كلما انهزمت أمام أبطال الجيش العربي السوري في الميدان.
ان الذرائع والمبررات التي استند اليها أهل العدوان الثلاثي الجديد، هي ذرائع واهية لا تستقيم أمام العقل والمنطق، وتستند الى مسرحيات هزلية فاشلة، أمروا هم بإعدادها وتسخيرها في خدمة آلة العدوان المجرم، وتمثل غاية الاستهتار والاهانة بما تبقى من الامم المتحدة ومجلس الامن وما يسمى بالمجتمع الدولي.
اننا في حزب الله اذ نعلن وقوفنا الصريح والثابت الى جانب الشعب السوري وقيادته وشعبه الباسل ونشيد بتصدي قوات الدفاع الجوي في الجيش العربي السوري للعدوان، نؤكد ان الحرب التي تخوضها أمريكا ضد سوريا وضد شعوب المنطقة وحركات المقاومة والتحرر لن تحقق أهدافها بل إن الأمة سوف تخرج أكثر قوة وعزيمة وإيماناً واصراراً على المواجهة والانتصار.
وفي إيران دانت الخارجية الإيرانية بشدة العدوان الثلاثي الذي شنته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، فجر اليوم، على سوريا، وحذرت من تبعاته.
وفي حين إدانة روسية وإيران وحزب الله للعدوان على سوريا، رحبت الخارجية التركية بالعملية العسكرية التي شنتها دول غربية ضد النظام السوري فجر اليوم.
ترحيب تركي
وفي أول تعليق رسمي تركي على العملية أعلنت وزارة الخارجية أن “أنقرة ترحب بالعملية الأميركية البريطانية الفرنسية التي جرت ضد النظام السوري رداً على استخدامه الأسلحة الكيميائية في دوما”.
وجاء في بيان للخارجية التركي: “نرحب بالعملية العسكرية التي ترجمت مشاعر الضمير الإنساني بأسره في مواجهة الهجوم الكيماوي على دوما”.
وأضاف البيان “تركيا تعتبر العملية العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضد النظام السوري ردًّا في محله”.
من جانبها إعتبرت صحيفة “يديعوت احرونوت” العبرية أن “الصواريخ التي استهدفت سوريا كانت ذكية وجميلة وحديثة لكن اثرها الفعلي يساوي صفرا”، حسبما أوردت قناة المنار.
ونقلت مصادر صحفية عن “يديعوت احرونوت” قولها إن “الضربة الأميركية البريطانية الفرنسية في سوريا اقل مما كانت تتوقعه اسرائيل وهي لن تؤثر على صمود الرئيس الأسد وقدرته على مواصلة الانتصارات في معركته ضد المجموعات المسلحة في سوريا، فالصواريخ التي أطلقت كانت ذكية وجميلة وحديثة لكن أثرها الفعلي يساوي صفراً وهذا الأمر لا يمثل خبرا جيدا بالنسبة لإسرائيل.”