تحمل الساعات المقبلة- صبيحة الأحد، مشهدية سعف النخل والزيتون في أحد الشعانين، وبشائر رجاء بانفتاح الوطن على التجدد والقيامة المؤسساتية والاقتصادية والمعيشية، كما يحمل صباح لبنان وتحديدا من الشمال، تجدد فعل الإيمان بالديمقراطية التي تتمثل بالإنتخاب النيابي الفرعي على مقعد دائرة طرابلس، حيث يتنافس ستة مرشحين، في مقدمتهم الدكتورة ديما جمالي التي كانت قد خضعت نيابتها للطعن. وقد اكتملت الاستعدادات الإدارية واللوجستية وكذلك الإحاطة الأمنية لضمان أمن مسارها.
تزامنا، توسعت الإهتمامات الرسمية خصوصا الوزارية في الساعات الماضية، لتشمل كل المناطق ومعظم الملفات.
في أي حال، سيشهد مطلع الأسبوع اجتماعا يرأسه رئيس الجمهورية العماد عون للمجلس الأعلى للدفاع، وينتصف الأسبوع على جلسة تشريعية أبرز ما فيها مشروع قانون معجل يخص خطة الكهرباء، وفي بحر الأسبوع أيضا جلسة لمجلس الوزراء.
أما في المنطقة، فيبدو أن تداول السلطة ديمقراطيا، دونه صعوبات ومخاطر، ومنه على سبيل المثال لا الحصر في السودان، حيث يرتقب تنفيذ خطة عمل الرئيس الجديد للمجلس العسكري الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان، في وقت يسجل رفض لتسليم الرئيس عمر البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية، مع التشديد على محاكمة محلية.
وفي الجزائر، الشعب مازال في الشارع مطالبا بانتخابات رئاسية عاجلة. وفي ليبيا المعارك مستمرة في محيط طرابلس الغرب، بين جيش حفتر والقوات الحكومية.
وفي المنطقة المتاخمة للبنان، وتحديدا في بقعة الجولان المحتل، سلاح الجو في جيش الاحتلال الاسرائيلي، قصف أهدافا في غرب سوريا، وأصاب عددا من المباني، بحسب ما بث التلفزيون الاسرائيلي.
وكانت وكالة "سانا" السورية، قد نقلت عن مصدر عسكري أنه في الساعة الثانية والنصف من فجر اليوم، قام الطيران الحربي الإسرائيلي من فوق الأجواء اللبنانية، بتنفيذ ضربة جوية على أحد المواقع العسكرية في اتجاه مدينة مصياف بريف حماه الجنوبي الغربي، وعلى الفور تصدت وسائط الدفاع الجوي السوري للصواريخ المعادية وأسقطت بعضها قبل الوصول إلى أهدافها، وقد أسفر العدوان عن تدمير بعض المباني وإصابة ثلاثة مقاتلين بجروح.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
13 نيسان 2019، إنها الذكرى الرابعة والأربعون للحرب، ذكرى واحدة من أقسى وأفظع مراحل عاشها لبنان، يجب أن تبقى ساكنة في عقول اللبنانيين ووجدانهم، ليس لنبش مآسيها، بل لأخذ العبر منها "حتى تنذكر وما تنعاد".
في "13 نيسان" الفرعي، صمت انتخابي ليس في الدائرة الصغرى (طرابلس) فقط، بل على مستوى كل لبنان حتى إقفال صناديق الاقتراع مساء غد.
كل الاستعدادات السياسية والتعبوية واللوجستية اكتملت لليوم الانتخابي، الذي يبدأ صباح الأحد، وتبقى العين على نسبة المشاركة.
من طرابلس إلى بيروت حيث يفترض أن يشهد الأسبوع المقبل حراكا ناشطا على خطي خطة الكهرباء وموازنة العام 2019. الخطة تحط الأربعاء على مشرحة مجلس النواب من باب مشروع القانون 288 الذي تتفحصه لجنة الأشغال والطاقة الاثنين.
في هذا الموضوع رفض رئيس مجلس النواب نبيه بري الدخول في تفاصيل خطة الكهرباء، وما إذا كانت تعتريها ألغام كما يتردد، لكنه أشار إلى أنه بمعزل عن هذه الخطة ومضمونها، فمن حيث المبدأ فإن المجلس النيابي سيد نفسه ويستطيع أن يصدق على المشاريع التي تحال إليه من الحكومة كما هي، ويستطيع ايضا أن يدخل التعديلات التي يريدها عليها، ما يعني أنه ليس مقيدا.
من جانبه، أعلن الوزير علي حسن خليل أن وجهة نظر الرئيس نبيه بري بشأن الكهرباء تم الأخذ بها بالكامل.
وعلى صعيد الموازنة، أوضح وزير المال أنه لم يعد هناك مجال لكي تتأخر، كما أن النقاش فيها إذا طرحت على مجلس الوزراء الأسبوع المقبل، لا ينبغي أن يستغرق وقتا طويلا، معربا عن أمله في أن تكون الموازنة في عهدة مجلس النواب خلال الأيام القليلة المقبلة.
بينما يعمل اللبنانيون على ترتيب أوضاعهم الداخلية، أطل العامل العدواني الاسرائيلي مرة جديدة، إذ دب الذعر في نفوس المواطنين في العديد من المناطق اللبنانية التي حلق الطيران المعادي فجر اليوم في أجوائها على علو منخفض، منفذا غارات وهمية ومطلقا الصواريخ على الأراضي السورية.
المعلومات الرسمية السورية أشارت إلى أن العدوان استهدف موقعا عسكريا في مصياف بريف حماه، حيث تصدت له الدفاعات الجوية وأسقطت بعض الصواريخ.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"
في مثل هذا اليوم من العام 1975 اندلعت شرارة الحرب الأهلية اللبنانية، التي يستذكر اللبنانيون كل عام مآسيها والآلام، آملين أن يبقى بلدهم محصنا في مواجهة شرور الحروب التي يشهدها عدد من دول المنطقة في ظل تعدد أسبابها والخلفيات.
وفيما تلاحقت المواقف رفضا لويلات الحروب، فإن الأسبوع السياسي يقفل غدا على معركة الانتخابات الفرعية في طرابلس. التحضيرات اللوجستية والأمنية اكتملت، فيما أعلنت غرفة العمليات المركزية أنه تم استلام 416 صندوقا من رؤساء الأقلام ومساعديهم، وتم إيداعهم المراكز الانتخابية المعنية.
وبانتظار أن يقول أهل طرابلس كلمتهم، تعود البلاد الأسبوع المقبل إلى دورة الاهتمام الرسمي بشؤون مفصلية، من بينها موازنة العام 2019 وما تحمله من اجراءات تقشف، من شأنها أن تخفض العجز وتستجيب للاصلاحات المدرجة في مؤتمر "سيدر"، وخطة الكهرباء التي تحدثت عنها اليوم الوزيرة ندى البستاني لتكون على طاولة البحث في المجلس النيابي بعد اقرارها في مجلس الوزراء.
إقليميا، وفي السودان، وفي أول خطاب له بعد توليه منصبه خلفا لعوض بن عوف، تعهد عبد الفتاح البرهان بإعادة هيكلة مؤسسات الدولة ومحاربة الفساد واجتثاث النظام ورموزه. كما أعلن عن إلغاء حظر التجوال وأمر بإطلاق سراح جميع المعتقلين.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
بعد أربعة وأربعين عاما على اندلاع حرب لبنان الأهلية، وتسعة وعشرين عاما على اطفاء شرارتها، حروب المنطقة تحيط ببلدنا، وعبورها نحوه مرفوض بكل منطق وشريعة.
اليوم، يتطلع اللبنانيون إلى مناعة وطنية أفضل من قبل، متمسكين بانجازات حققوها بوجه عواصف المنطقة وموجات الارهاب والعدوان، وباستثمار موقفهم الرسمي والوطني الذي اختبر وحدتهم مؤخرا أمام ضغوط ادارة ترامب وافتراءات وزير خارجيته من بيروت، وصولا إلى تأكيد التمسك بالأراضي اللبنانية المحتلة وبحق تحريرها واستعادتها، وحماية ثروات لبنان النفطية أمام الأطماع الصهيونية.
حرب الفتنة والاقتتال ينبذها اللبنانيون قطعا، أما الحرب على الفساد فهي أول مطالبهم، ولا صبر طويلا في انتظار تفعيلها. لهذه الحرب مسارات يتقدمها تنظيم ادارة الدولة الخاضع حاليا لاختبار البحث عن الموازنة التي تحمل في صفحاتها- بحسب وزير المال- تخفيضا من ثلاثة في المئة، وحفظا للرواتب وحقوق الموظفين.
الدولة اللبنانية بوزاراتها واداراتها إلى "الموازنة در" في الأسبوع المقبل، ولا مجال بعد لتضييع الوقت ولا لفرض العراقيل، بعد تجاوز قطوع خطة الكهرباء، واختبار الاجماع الحكومي، ونيل التصفيق الدولي على الانتهاء من أعقد شروط مؤتمر "سيدر". وللتذكير، فإن الوضع الاقتصادي يبقى دقيقا جدا، كما صرح قبل يومين رئيس المجلس النيابي نبيه بري.
في المنطقة، سيناريوهات متقلبة بين ساعة وأخرى. السودان يتصدر الأحداث المتدحرجة، والانتقال السياسي فيه بعد عمر البشير يبقى بيد العسكر، أما وصول الشارع إلى مطالبه بحكومة مدنية فهو مستهدف بغزارة الوعود والدعوات إلى الحوار وإعلان إلغاء قانون الطوارئ واطلاق سراح المعتقلين.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
في مثل هذا اليوم منذ 44 عاما، بدأت حرب الأغراب على لبنان بمساعدة غربان الداخل. حاول البعض تسميتها بغير ما تستحق ومن دون وجه حق. من حروب الآخرين إلى حروب الطائفيين إلى مخططات الانعزاليين والأميركيين والاسرائيليين وبعض العرب، الذين دفعوا مالا كثيرا وفيرا لابعاد حملة البنادق وحروب الخنادق عنهم، إلى معجم كامل من التفنن اللغوي والتلاعب الكلامي والتحريض الغرائزي والكذب الطائفي.
كانت حرب التوطين أولا وأخيرا. وكل ما عدا ذلك فهو تضليل وتعمية وحرف للحقائق. بعد أقل من نصف قرن، بدأت الحقيقة تظهر: عشرات الكتب التي تتحدث عن تلك المرحلة تقول إن مخابرات عربية وأجنبية هي من نفذ بوسطة عين الرمانة وليس "الكتائب" أو "الأحرار" أو سكان عين الرمانة.
تحقيقات الأجهزة الأمنية اللبنانية حينذاك والتي يكشف عنها اليوم، تقول إن من طالب برأس اللبنانيين الذين تصدوا للمخطط الشيطاني يومها، كان يعلم علم اليقين أن المسيحيين والمسلمين استدرجوا ل13 نيسان، وأن المطلوب بعد اتفاقية الكيلومتر 101 في سيناء بين مصر واسرائيل برعاية أميركية، أن تحرك الساحة اللبنانية للتعمية ورمي القنابل الدخانية. لا بل أكثر: اغتيال المناضل الصيداوي الناصري معروف سعد، كان هدفه اتهام الجيش وضربه وتفتيته، تماما كما اتهم المسيحيون بعين الرمانة لتبرير الهجوم على مناطقهم واخضاعهم وتهجيرهم واستسلامهم، كما حلم أحدهم.
نظرية كسينجر يومها أن في المنطقة 5 شعوب و4 دول، هي بحد ذاتها اعتراف بمن أشعل الحرب. خمسة شعوب: سوري، أردني، فلسطيني، لبناني، اسرائيلي، وأربع دول: سوريا، لبنان، الأردن والكيان الاسرائيلي. إذا ماذا نفعل بالفلسطينيين؟، فلنذهب بهم إلى لبنان وليذهب لبنان إلى الحرب وليذهب اللبنانيون إلى الاستسلام أو الهجرة وإلى الجحيم لا فرق، المهم ان لا يبقوا في أرضهم.
لم يستسلم الشرفاء المقاومون اللبنانيون ولم يهاجروا. بقوا في أرضهم، بقوا على ايمانهم، بقوا في الأرز وبشري ودير الأحمر والقاع واهدن وزغرتا ومجدليا وشكا وحامات والعاقورة وبسكنتا وعيون السيمان وصنين وجزين ومرجعيون، قاتلوا في الأسواق والهايكازيان والهوليدان ان والأشرفية وعين الرمانة وفرن الشباك والحدث وقنات وزحلة والغرفة الفرنسية وبحمدون ودير القمر والمطلة والشحار والاقليم وشرق صيدا.
في كل ساحات الشرف وميادين الكرامة. لم يتوقع لهم أحد أن يصمدوا في وجه جيوش الشر الزاحفة عليهم من الرمال النازلة عليهم من الجبال، لكنهم صمدوا وتصدوا وانتصروا لأنهم رجال. قاتلوا مثل جدعون وليونايدس وهنيبعل وفخر الدين ويوسف بك كرم ودانيال الحدشيتي، ولم يكونوا- ولن يكونوا- مثل ابن الصبحا.
في 13 نيسان 1975، انتصر اللبنانيون وانكسر التوطينيون. عندما فشل التوطين في حجز مكان له بعد عام على نشوب الحرب، فتحوا للفتنة مسربا للطائفية، فكان السبت الأسود، وتحولت الحرب طائفية منذ ذاك الحين بجهود التوطينيين ومن معهم.
بعد 44 عاما، ما زال اللبنانيون موحدين رافضين للتوطين مسلمين ومسيحيين. وبعد 44 عاما تطل مؤامرة جديدة: توطين النازحين، لكنها ستسقط ولن يكون هناك حرب ولن يتقاتل اللبنانيون هذه المرة، لأنهم اعتبروا وتعلموا ولن يكونوا وقودا ولا كبش محرقة ولا أضحية ولا قرابين على مذبح المنافقين ولعبة الأمم. المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين ولبنان بلد الايمان.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
إنه الثالث عشر من نيسان، ذكرى الحرب المشؤومة، لن نغرق في النصائح والوجدانيات، لكن نستعير من البابا فرنسيس الذي قبل أقدام زعماء جنوب السودان راجيا إياهم المحافظة على السلام، فننحني مثله على أقدام بعض القيادات في لبنان نتوسلها جديا العمل على صناعة سلامنا الوطني.
وربما قائل أن الحرب توقفت في لبنان العام 1990، ونجيب بأن الحرب اتخذت شكلا آخر وهي مستمرة عبر استمرار الفساد وإعارة القرار السيادي وغياب الرؤية الإستراتيجية. ولا يخفى على أحد أن عورات مماثلة أدت إلى حرب عام 1975، وهنا نفتح هلالين لمثلين فاقعين، الأول عن الهيئة الموقتة لإدارة مرفأ بيروت التي بات عمرها حوالي ربع قرن، والتي لم تحول إلى خزينة الدولة سوى 900 مليون ليرة، فيما مدخولها السنوي يتجاوز 600 مليون دولار. والمثل الثاني عن تخلي الدولة عن قرار السلم والحرب ل"حزب الله"، وهذا ما ارتكبته قبلها الدولة زمن الجمهورية الأولى، عندما تخلت للفلسطيني عن قرار الحرب والسلم، فوقعت الكارثة، فهل من يتعظ؟.
ولعل ما نشهده اليوم من محاولات لتحفيز الدولة كي تنهض من كبوتها وتلملم شتاتها عبر مؤتمر "سيدر"، والضغوط الأميركية والأوروبية على الدولة كي تستعيد قرارها السيادي، هي خير دليل على أن القيمين على الدولة يرتكبون ما يمكن أن يكرر حادثة بوسطة عين الرمانة أو ما يعادلها في الإقتصاد أو المال.
لكن ولنعطي أنفسنا فسحة أمل بغد أفضل، نشير إلى أن أهل الحكم جادون في ورشة تصحيح المسار، وجهدهم يرتكز الأسبوع الطالع على وضع مشروع الموازنة، بعد الكهرباء، على طاولة مجلس الوزراء لإنجازه. كما يشهد الأسبوع المقبل أيضا إنعقاد الإجتماع المالي المنتظر في بعبدا لبحث الشأن المالي والشأن الإقتصادي المتفرع منه، ووضع تصور واضح للخروج من الأزمة الضاربة في القطاعين.
توازيا، طرابلس تنتخب الأحد لملء المقعد السني الذي شغر إثر الطعن بنيابة ديما جمالي، وقد دخلت المعركة تحت مظلة الصمت الإنتخابي بحسب القانون، تاركة الكلام لصناديق الإقتراع، هل تعيد الثقة بجمالي، أم يختار الطرابلسيون أحد منافسيها؟.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
نحن لم نخرج من الحرب. حقيقة بشعة يجب أن نواجهها وبكل جرأة، علنا نصلح ما يمكن إصلاحه.
في مثل هذا اليوم من العام 1975، دخل لبنان حربا دامت خمسة عشر عاما، قضت على الدولة وعلى الحجر والبشر، وكشفت أن بيننا أناسا، تربوا على خلفية طائفية ومذهبية، أفسدوا في الأرض ما أفسدوه، حتى تحكموا بالحرب، وبما بعد الحرب وصولا إلى يومنا هذا.
صحيح أن أدوات الحرب صمتت، فلم نعد نسمع أزيز الرصاص أو هدير المدفع، إلا أن طبول الحرب تقرع دائما، واللبنانيون يبدون على أهبة الاستعداد للغرق مجددا في ما سبق وصنعت أيديهم، لأن التاريخ لم يعلمهم.
فعند كل مفترق خطير، سياسي أو أمني أو حتى مالي أو اقتصادي، تنبش دفاتر الحرب وأحقادها، ويلوح كل فريق للفريق الآخر بورقة التهديد، والأبشع في كل ذلك كيف يصطف اللبنانيون بلحظات بعيدة من الوطنية، وراء هذا الزعيم أو ذاك أو وراء هذا الحزب أو ذاك.
بعد تسعة وعشرين عاما على وقف الحرب، نستذكرها كل ثالث عشر من نيسان، وندرك سنة بعد سنة أننا لم نخرج منها، فآثارها موجودة في يومياتنا، وفي الصور المعلقة على حيطان مدننا، إما لأحزابنا وإما لزعمائنا وإما حتى لشهدائنا.
آخر آثار الحرب شهدتها مدينة طرابلس في السنوات الماضية، حيث خيضت معارك شوارع بين أحيائها. هذه المدينة ستشهد تحديا من نوع آخر غدا، وسترفع فيها متاريس وهمية لمعركة انتخابية فرعية، فيما المطلوب واحد: من سينقذ طرابلس، المدينة الأكثر فقرا على شاطئ المتوسط؟.
مع فجر الغد، ستتحرك الماكينات الانتخابية وتشحن النفوس، وستفتح صناديق الاقتراع لتغلق مساء، وسيكون لطرابلس نائب ثامن، ولكن ماذا عن فجر الاثنين والثلثاء وسائر الأيام، وماذا عن حاجات المدينة وأهلها؟.
صوت الطرابلسيين سيصل غدا، فإما يكون مرتفعا من حيث نسبة المشاركة، وإما يكون صاخبا من حيث نسبة اللامبالاة. وفي الحالتين، من له أذنان للسماع من السياسيين فليسمع.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
عملا بسريان مفعول الصمت الانتخابي وفقا للقانون، فإن هيئة الإشراف لن تجد ما يكسر هذا الصمت، لأن الأمن الانتخابي مستتب، والمرشحة المعنية محظورة عن التصريح، فهي محجوبة الصوت والتصويت معا، لكونها مسجلة في نفوس الباشورة- بيروت، وليس في مسقط رأسها الانتخابي طرابلس. وما خلا ذلك، فإن بوسطة التصويت تسير غدا، ورئاسة الحكومة ترعاها مع ثلة من الحرس السياسي لإنفاذ مهمة الرابع عشر من نيسان.
وعلى توقيت الثالث عشر من نيسان، ذكرى أول الرصاص اللبناني، بادرت اليوم مجموعة حرب معتزلة، إلى تسيير بوسطة حرب سلمية على خط عين الرمانة- الشياح. محاربون قدامى افتتحوا صباح اليوم الأسود بالورد، والجلوس جنبا إلى جنب من يمين ويسار في بوسطة الندم، لإرشاد الأجيال "ما تعملوا متلنا". بعضهم يذكره التاريخ بالقتال الشرس، وبعضهم الآخر كان يظن أنه يدافع عن الوطن من أخيه في الوطن، قناصون ومحترفو سلاح، اقتنصوا الذكرى وأطلقوا عليها النار حتى لا تعود.
وعلى مرمى بيت من صار اليوم ذاكرة للحرب في السوديكو، كانت الصور الفوتوغرافية لأيام الحرب، ترتفع على جدران بيت منتصف المدينة، الذي كان المقاتلون يستخدمونه شرفة للقتال والحرب. مئة صورة للعبرة عن زمن ينزف، تم عرضها بمبادرة من نقابة المصورين.
وفي الحروب السياسية الباردة التي استخدمت فيها "الغارات الحبية" بين "حزب الله" و"الحزب الاشتراكي"، رد وزير الصحة جميل جبق اليوم، ومن عرسال، على وزير الصناعة وائل ابو فاعور الذي كان انتقد "اغارة" جبق مستشفى راشيا. وجاء رد وزير الصحة مدروسا بعناية فائقة، قائلا: "لم أكن أعلم أن دخولي المستشفى يحتاج إلى فيزا". أما قوة الإسناد الناري، فقد سددها وزير التجارة الخارجية حسن عبد الرحيم مراد، فتوجه إلى أبو فاعور بضرورة علاج بعض الأمراض الطائفية المستعصية على نفقة وزارة الصحة.
وسرعان ما دفعت هذه الراجمات باتجاه إعادة الانتشار السياسي وتصحيح المواقف، فأكد وزير الصناعة عدم مطابقة مواصفات تصريحه على الوزير جميل جبق، وقال: أنا رحبت به في منطقته وبين أهله وكل المستشفيات تحت وصايته. وتحدث أبو فاعور عن محاولة البعض استغلال زيارة وزير الصحة، وقد أجهضت هذه المحاولة.
وفي الإجهاض المالي، رمى وزير الخارجية جبران باسيل بقنبلة ستسقط موظفي الدولة بين مصاب وجريح، وهو أعلن أننا مقبلون على تحد كبير في الموازنة وخفض الإنفاق، وكشف عن قرارات صعبة لا يجرؤ أحد على إعلانها، وبموجبها فإن على موظفي الدولة أن يقبلوا بخفض رواتبهم، وإلا "ما رح يطلعلن شي بقى".