بين حل الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية كمعادلة استعادت حضورها خلال جولة وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، الذي زار عمان بعد القاهرة، ومتابعة بنيامين نتنياهو البناء على معادلة ترامب- "صفعة القرن"، باستباحة الأراضي العربية وتوسيع الاستيطان من دون منازع، تطفو كل القضايا المتنازع عليها في المنطقة إلى السطح، بما يشبه حربا غير معلنة بين جبارين، يحلو للبعض تسميتها حربا باردة، على رغم أنها تلهب مناطق كانت هادئة نسبيا قبل حين، وتأججت بؤر تفجير مستجدة كليبيا والسودان والجزائر.
القضية الفلسطينية، بقيت اليوم محورا أساسيا من محاور المؤتمر البرلماني في الدوحة، حيث ألقى الرئيس بري كلمته، وقد شدد فيها على أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالوحدة والمقاومة.
رئيس البرلمان طرح مع المسؤولين القطريين ورؤساء الوفود العربية الذين التقاهم، الهموم اللبنانية، من محاولات اسرائيل التعدي على السيادة والثروات اللبنانية برا وبحرا وجوا، إلى ملف النازحين السوريين، إلى الهم الاقتصادي الذي طلب بشأنه من قطر منح اللبنانيين إقامات على أرضها لتسهيل فرص العمل.
في الغضون، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أكد في حديث للتلفزيون الرسمي التونسي، أن لبنان قلب للغرب وعقل للشرق. ودعا إلى اتخاذ موقف عربي موحد من الصراع العربي- الاسرائيلي.
أما داخليا، فالموازنة وخطة الكهرباء في طليعة الاهتمامات والمناقشات، بعدما أنجز على طريق إقرارهما ملفان وزاريان باتا في عهدة رئيس الحكومة ومجلس الوزراء، تمهيدا لاحالتهما إلى مجلس النواب، في اطار تسريع البت بهما لملاقاة التحضيرات لمؤتمر "سيدر".
مجلس الوزراء ينعقد في جلسة خاصة بخطة الكهرباء في قصر بعبدا بعد ظهر غد، ويتوقع أن تقر، ولو اقتضى الأمر التصويت عليها.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
في برية المؤتمر البرلماني الدولي في الدوحة، علا صوت رئيس مجلس النواب نبيه بري، منتصرا لليس للبنان فقط بل لسوريا ولقضية فلسطين أيضا، مدينا الإحتلال الإسرائيلي. "لآتي أعظم بعد التشريع الأميركي للإحتلال في الجولان واعتبار دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل". تحذير أطلقه عميد الديبلوماسية البرلمانية، الذي لفت إنتباه الإتحاد البرلماني إلى أن من مسؤولياته إدانة إستخدام القناصة الإسرائيليين الرصاص الحي لقتل الفلسطينيين المتظاهرين للمطالبة بحق العودة.
خطاب الرئيس بري أمام البرلمانيين، تضمن أيضا إشارة إلى الأحزمة الإستيطانية التي من شأنها تحويل المناطق الفلسطينية إلى معتقل كبير.
على هذه الوقائع استند الرئيس بري ليرسخ خلاصة مدوية: ما أخذ بالقوة أو بالهبة لا يسترد إلا بأمرين: الوحدة والمقاومة، الوحدة والمقاومة. هو موقف لقي تقديرا عاليا وهنأه عليه عدد من رؤساء المجالس العربية.
تحذير رئيس المجلس النيابي في الدوحة من التشريع الأميركي للإحتلال في الجولان، لاقاه رئيس الجمهورية ميشال عون في بيروت، عندما قال إن القدس ضاعت والجولان أيضا يضيع، ونخشى أن يأتي الدور على مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانية. وفي كلامه أيضا أن سوريا كانت تنعت بقلب العروبة النابض، فماذا فعلنا بهذا القلب؟.
على المستوى الداخلي، يبدو أن الاستحقاق السياسي- الاقتصادي الأقرب، هو جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية المقرر انعقادها غدا في قصر بعبدا على نية خطة الكهرباء. وحتى ساعة بدء الجلسة، يفترض أن تتواصل الاتصالات أمام الأضواء وخلفها، توصلا إلى صيغة توافقية من شأنها ردم الخلافات حول النقاط العالقة المتصلة خصوصا بالمناقصات والهيئة الناظمة وأعضاء مجلس ادارة مؤسسة الكهرباء المنتهية ولايتهم.
واذا كانت وزيرة الطاقة قد بدت متفائلة بإقرار الخطة غدا، فإن البعض يبدي حذرا ولاسيما أن أطرافا ما زالوا يكمنون لبعضهم على الكوع، ويشير في هذا الإطار إلى السجال الكهربائي الأخير بين رئيس الجمهورية ورئيس حزب "القوات اللبنانية".
وعلى ضفاف الكهرباء، رصدت أصوات نيابية تنصح بسلوك ممر إدارة المناقصات، وتحذر من تبني ممر اللجنة الوزارية باعتماد مجلس الوزراء في هذه المسألة.
أما رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط، فكان يطل عبر الفضاء الإفتراضي، مطلقا تحذيرا واقعيا من أن خطة الكهرباء ما تزال تتعرض للرياح والعواصف الضارية والعنيفة.
على خط الموازنة، تفاؤل أبداه رئيس الحكومة بإقرارها متقشفة قريبا بعدما وصلنا إلى وضع اقتصادي واجتماعي صعب.
وإذا كانت الموزانة ستكون متقشفة، فإنها لن تطاول الطبقات المتوسطة والفقيرة ولن تمس بالحقوق المكتسبة، على ما أكد وزير المال مرة أخرى.
وبين موازنة من هنا وخطة كهربائية من هناك، لم تضع عاصفة هجوم وزير الاقتصاد على حاكم مصرف لبنان، أوزارها. فالوزير منصور بطيش قال إنه طرح عشية إنجاز مشروع الموازنة أفكارا، وطالب بأن تكون هناك شفافية، مضيفا: كل ما قلته مصر عليه من دون خلفيات.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"
الاستحقاق الذي طال انتظاره، بات على قاب قوسين أو أدنى من الانجاز. فقطاع الكهرباء الذي يحمل الدولة ما يقدر بملياري دولار سنويا، من المنتظر أن تقر خطته غدا في جلسة استثنائية لمجلس الوزراء، وسط خلافات تطال بعض النقاط في الخطة.
مصادر وزارية معنية، أكدت ل"المستقبل" أن الآمال معقودة على تصاعد الدخان الأبيض من الجلسة، نظرا لأهمية الخطة في مسار الثقة بلبنان، ولكونها المفتاح للدخول إلى الاصلاحات المدرجة في الموازنة الموعودة.
وقالت المصادر نفسها إن خطة الكهرباء ينتظرها المجتمع الدولي أيضا، ليعيد الثقة بلبنان وبمسؤوليه وبقدرتهم على الدخول بالبلاد إلى مرحلة النهوض الاقتصادي، تمهيدا للحصول على المساعدات المدرجة في مؤتمر "سيدر".
وعشية جلسة مجلس الوزراء، أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة أن الاهمال والتأخير الحاصل في تنفيذ توصيات "سيدر"، إنما ينال من سمعة لبنان وصدقيته وشفافيته تجاه الأسرة الدولية. وأكد الراعي أن أساس هذه الإصلاحات هو مكافحة الفساد المستشري.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
درس سريع في التاريخ خلال حوار بشأن موضوع مختلف، كان كفيلا بأن يهب الرئيس الأميركي الجولان إلى كيان الاحتلال. هذا ما قاله دونالد ترامب أمام تجمع يهودي في لاس فيغاس، معبرا عن استهزائه بالقوانين والقرارات الدولية.
القرار الذي اتخذ بحضور ديفيد فريدمان سفير واشنطن لدى كيان الاحتلال، وصهره جاريد كوشنر بالطبع، لا يعبر عن سرعة بديهة وقدرة مميزة على استنباط الأحكام، بل عن مدى انسياقه خلف مصلحة الصهاينة، ومسلفا بنيامين نتنياهو ومن خلفه اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة ما يرغب باسترداده دعما في معركة الرئاسة لولاية ثانية.
وحتى ذلك التاريخ، لا يستبعد أن يطبع ترامب صكوك ملكية لصالح نتنياهو لا تقتصر على الجولان، فكلام الأخير بالأمس عن الضفة الغربية إشارة إلى أنها قد تلقى المصير نفسه.
إشارات فهمت جيدا في لبنان، فعبر رئيس الجمهورية ميشال عون عن مخاوفه بالقول في مقابلة مع التلفزيون التونسي: القدس ضاعت والجولان أيضا يضيع، ونخشى أن يأتي الدور على مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. العماد عون وصف ما سمي ب"الربيع العربي" بأنه أقرب إلى الجهنم العربي.
جهنم التي تلفظ حممها هذه الأيام في ليبيا. اشتداد المعارك حول العاصمة طرابلس بين الفصائل المتناحرة، كشف عن وجود قوات أميركية داخل العاصمة مع اعلان القيادة الأميركية العسكرية في افريقيا عن اجلاء جنود ومجموعات تابعة لها في عملية بحرية.
وفي عملية حكومية لبنانية، جلسة حاسمة حول خطة الكهرباء غدا، فهل تصفى النيات، وتنطلق الخطوات نحو كهرباء أربعا وعشرين على أربع وعشرين، أم أن الخلافات ستبقي البلد في التعتيم؟.
على أنه ليس من المقبول بعد الآن التعتيم على الأزمة الاقتصادية في البلد. عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، يصف الوضع بالخطير وغير المسبوق، مشددا على موقف حاسم وحازم: "حزب الله" لن يسمح بإمرار أي ضرائب على الفقراء، ولن يتخلى عن مسؤولياته في مقاومة الفساد والناهبين للمال العام.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
المؤشرات الحيوية لخطة الاصلاح الكهربائية تنبىء بالايجابية. الحكومة أمام الامتحان الأهم غدا، ورحلة الألف ميل الاصلاحية تبدأ بانقاذ الكهرباء، وتسير بالتوازي مع المعالجات الاقتصادية والمالية، وإقرار الموازنة والقضاء وضرب الفساد، واعادة الاعتبار لدولة القانون واستعادة ثقة اللبنانيين بمؤسساتهم، وإعادة النازحين إلى ديارهم.
خطة الكهرباء إلى الاقرار غدا، من دون مواقف مسبقة ولا أحكام مبرمة. والكلام الذي أدلى به نائب "القوات اللبنانية" اليوم جورج عقيص حول خطة الكهرباء، يدل على ايجابية ينتظر أن تتظهر وتترجم في موقف وزراء "القوات" غدا في جلسة مجلس الوزراء الكهربائية في قصر بعبدا، اللهم إلا إذا أعاقت بعض الاعتراضات سير الخطة لأجل معلوم ولسبب مفهوم، من دون أن تقف حائلا دون إقرار الخطة ولو بالتصويت، كما أثير في الساعات الماضية.
في هذا الوقت يترسخ المشهد العدلي إصلاحا وتنزيها، من دون إغفال التوقيت القضائي لبعض المواقف السياسية المتنوعة الانتماءات الحزبية والجهوية. في حين تخطو الموازنة- ولو ببطء- خطواتها نحو الانجاز لملاقاة متطلبات "سيدر" وموافاة الاستحقاقات الداخلية الملحة.
وإذا كان الأحد الماضي تميز بموقف عربي- لبناني- وطني لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قمة تونس العربية، فإن كلام الرئيس عون هذا الأحد قرع أكثر من ناقوس خطر، ودق أكثر من جرس إنذار، لجهة مخطط قضم وهضم الأراضي العربية، مبديا الخشية بعد القدس والجولان على مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، واصفا "الربيع العربي" بالجهنم العربي.
ولاقاه الرئيس نبيه بري الموجود في الدوحة، بموقف حذر فيه من أن الآتي أعظم بعد التشريع الأميركي للاحتلال الاسرائيلي في الجولان. في وقت برز من عمان موقف لافت لوزير الدفاع الياس بوصعب من الاجراءات الأميركية العقابية حيال "حزب الله"، فاعتبر أن السياسة الأميركية تجاه الحزب لن تؤتي ثمارا. في حين كان رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل يجول في قضاء زغرتا، منوها بالتعددية المرادفة للحرية، ومشيدا بالعلاقة مع النائب ميشال معوض وآفاقها المناطقية والوطنية، راسما صورة مستقبلية للمشهد الزغرتاوي، مطالبا بأن يكون ل"التيار الوطني الحر" في الانتخابات النيابية المقبلة نائب في زغرتا.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
بدءا من الإثنين، تخوض الحكومة اختبار الصدقية أمام الشعب والعالم، ليس عبر انتقالها من هذا المحور إلى ذاك في التموضعات الإقليمية والدولية، بل عبر ملف الكهرباء.
الإثنين يجتمع مجلس الوزراء لقراءة الخطط بالتعديلات التي توافق عليها أركان الحكومة، لكن الأهم والأخطر في الجلسة هي البنود العالقة التي لم تحظ بالتوافق، والتي يستحيل التوافق عليها غدا. فهل يلجأ مجلس الوزراء إلى التصويت؟، ووفق أي "بوانتاج"؟، وإذا بقيت "القوات" على موقفها الثابت في بند المناقصات، وهي ستبقى، فهل سيتراجع "حزب الله" و"أمل" و"الإشتراكي" عن مواقفهم المتناغمة معا حتى الأمس؟.
ولا تتوقف المتابعة المحلية والدولية اللصيقة لأداء الحكومة عند ملف الكهرباء، بل تتعداه إلى ملف أخطر هو إقرار الموازنة بعدما أنجزها وزير المالية.
والسؤال البديهي: هل ستنجح الحكومة في عبور إختبار الموازنة، خصوصا أنها كانت تلقت في بحر الأسبوع الجاري، سيلا من الدعوات من البنك الدولي والدول الصديقة للانتهاء من هذا الواجب؟، وهل تعي الحكومة أن لبنان مهدد بخسارة مكتسبات "سيدر"، الذي أطفأ شمعته الأولى، من دون أن يستفيد منه لإطفاء قرش واحد من دينه؟.
في سياق متصل بالضغوط على لبنان من بوابة دعمه "حزب الله"، من قبل بعض الدلة وعدد من الأحزاب والفئات، يتحضر الوفد اللبناني الذي يزور أميركا لتلقي رسائل ساخنة من الإدارة هناك، لا يمكن التنبؤ بما إذا كان سيقدر على تأجيلها أو تخفيف وطأتها، كما فعل في المرة السابقة.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
غدا ستوضع "حكومة إلى العمل" أمام الخيار الأدق، فإما تقر خطة الكهرباء، وإما تؤجل لجلسة أخرى، وإما تدخل البلاد في مرحلة جديدة، علما أن الخيارات ضاقت أمام الجميع.
الجلسة التي تستهل في الثالثة من بعد الظهر قد تطول لساعات وساعات. صحيح أن المناقشات ستدور حول نقطتين علقتا أمام اللجنة المكلفة دراسة الخطة، وهما تحديدا الهيئة الناظمة ومجلس ادارة كهرباء لبنان من جهة، ومن سيدير مناقصات الخطة من جهة ثانية. إلا أن النقطة الثانية تبقى الأبرز، فإذا توصل الفرقاء إلى تفاهم على ادارة المناقصات من ضمن عمل الدولة ومؤسساتها، مع الأخذ بالاعتبار طبيعة العقود مثل الbot وإشراك القطاع الخاص بشكل أساسي وضرورة السرعة في التنفيذ، تكون الخطة قد انطلقت، ويكون لبنان وضع على خط الon.
ولمن لا يتذكر، فإن lebanon on، جزء من حملة دعائية أطلقتها وزارة الطاقة العام 2010، حينها وقف الوزير المعني جبران باسيل يقول: أعلن بكل فرح، أن مجلس الوزراء أقر خطة الكهرباء، بتوافق الجميع، وأننا سنحصل على التوازن الكهربائي في العام 2014، ونلغي عجز الكهرباء في العام نفسه، لكن باسيل ختم كلامه قائلا: وتبقى العبرة في التنفيذ.
مرت السنوات، وأصبح لبنان على خط الoff. فتنفيذ الخطة عرقل لألف سبب وسبب، وعجز الكهرباء وحده بات يشكل ثلث عجز ميزانية الدولة الذي يلامس ال 100 مليار دولار.
لكن اليوم ليس كالأمس، ولبنان 2010 ليس لبنان 2019، الواقف على شفير الهاوية ينتظر الانقاذ الآتي من "سيدر"، والمرتبط، وبمعرفة الجميع، بحل مشكلة الكهرباء.
فهل يختلف الوزراء غدا على النقطتين العالقتين وندخل في دوامة جديدة، أم يتفقون على تمرير الخطة بالتوافق أو التصويت، لتبدأ عرقلتها لاحقا كما سبق وحصل، أم فعلا يتخذ الجميع قرار إنقاذ ما يمكن إنقاذه لأن الوضع الاقتصادي والمالي أخطر من خطير؟.
ساعات طويلة تفصلنا عن الاجابة، وسط تكتم شديد من قبل معظم المعنيين، وفي ظل كلام عن أن طرح التصويت يعني فعليا تمرير الخطة بأي ثمن.
وفيما لا تخجل السلطة من أنها لا تزال تناقش، في العام 2019، كيفية تأمين الكهرباء، توجه وفد برلماني إلى واشنطن ليشارك في اجتماعات البنك الدولي ويلتقي عددا من المسؤولين الأميركيين. وقد أعلن عضو الوفد، النائب ابراهيم كنعان، أن الوفد سيناقش في اجتماعاته الاصلاح المالي وجديته، وأن كل ملف سيبحثه، ومن ضمنه العقوبات الأميركية المرتقبة، سيتم تحت سقف الاستقرار الداخلي ووحدة لبنان وسيادته.
أما الرسالة الاعلامية التي وجهت إلى الوفد، عبر الحديث عن عقوبات ستطال حركة "أمل"، فيرى فيها المعنيون، إما رسالة دس، وإما ضغطا وإما تأكيدا على مدى جدية الأمور.
على وقع هذين الملفين، يستهل الأسبوع العملي، إلا أن ملفا ثالثا سيكون أيضا تحت الأضواء: ملف تنقية الجسم القضائي من شوائبه.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
يختبر لبنان الأسبوع الطالع، قدرته على إقرار خطة كهرباء، من دون التعليق السياسي على أعمدتها. ويمتحن السياسيون اللبنانيون أيضا قدرتهم على التأثير في المحفل الأميركي الضاغط في المال والعقوبات.
وفي ذكرى مرور عام على مؤتمر "سيدر"، يحمل وزير الاقتصاد منصور بطيش نقاطه الثماني إلى صندوق النقد الدولي، مترأسا الوفد اللبناني إلى اجتماعات واشنطن، رافعا شعار الشفافية الكاملة للإصلاحات المالية. لكن الطريق إلى واشنطن مزروعة بتوسيع لوائح الشخصيات التي ستشملها العقوبات، من هنا تبدأ من الغد لقاءات الوفود النيابية- الوزارية اللبنانية مع أعضاء الكونغرس، في لقاءات سوف تستمر حتى الرابع عشر من نيسان.
وقال نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني الذي يتوجه لاحقا إلى العاصمة الأميركية للالتحاق باجتماعات منفصلة: إن المهم بالنسبة إلى لبنان هو عدم شمول العقوبات المصارف المحلية، وألا تؤثر على مؤسسة الجيش اللبناني.
ونظرا إلى ضغط السير على خطوط واشنطن- بيروت، عدل وزير الدفاع الياس بو صعب عن الإقلاع، لكنه ترك رسائله غير المشفرة في الأردن، وقال بوضوح إن لبنان بلد الفسيفساء، وأهله يعرفون كيف يتعاملون مع الوضع من دون بلوغ الحرب الأهلية، ولا يمكن لأحد أن يدفعنا في اتجاه عدم الاستقرار. وتحدث بو صعب عن حوار مع الأميركيين لشرح الواقع اللبناني، والإشارة لهم أن "حزب الله" هو حزب لبناني له تمثيله في الحكومة ومجلس النواب والبلديات والمجتمع ككل.
لكن الرسل إلى واشنطن سيكتفون بهذا القدر، ولن يفتحوا في الخارج جروح الداخل، وكيف نحارب بعضنا بعضا في الإصلاح والتغيير والتعبير، كيف نحارب الفساد ونعززه في اللحظة نفسها، ندعم الهيئات الرقابية وأجهزة المحاسبة، ثم نرفع شعار النصر عندما نعين شخصية محسوبة على طرف سياسي. هذا المشهد تجلى بين منطقتين أمس، فمع إعلان وزير الصحة جميل جبق عن تفعيل جهاز مجلس الخدمة المدنية وحتمية مرور التعيينات الإدارية عبره في المستشفيات، كان الزعيم وليد جنبلاط يحتفي في المختارة بقدرته على إيصال أمين العرم رئيسا للأركان، معلنا انتصاره في المعركة العسكرية، مزودا ركنه بأمر اليوم المحمول على منصة أبعاد سياسية، والصورة تكتمل عندما "ينتشي" رئيس الأركان على خطى اسمه، معرما، مزهوا بالتعليمات، مصغيا للنصائح.
والإصلاح يأخذ مجراه ويشتد عوده في تصريحات السياسيين، والذين سوف يستحصلون الأسبوع المقبل على دروس في فن الخروج من الأزمة، عبر زيارة رئيس اليونان إلى لبنان، فالدولة التي سقط عليها هيكلها المالي عادت اليوم رشيقة، تعطي النصح للخروج من الأزمة، لاسيما بعدما أعلنت إفلاسها ووضع عليها كل من البنك الدولي والاتحاد الأوروبي شروطا قاسية لخفض الإنفاق وترشيده، تماما كحالنا مع شروط "سيدر" اليوم، والذي احتفل بمرور عامه الأول بلا إصلاح أو تخفيض، وبدل حكومة العمل، ذهب الأفرقاء إلى حكومة المناكفة، سواء في خطة الكهرباء أو الحرب على الفساد، مع فروع أخرى تتعلق بالنزاع على عودة النازحين والعلاقة مع سوريا.
هذه سوريا التي رأى فيها الرئيس ميشال عون اليوم قلب العروبة النابض، سائلا: "ماذا فعلنا بهذا القلب؟"، و"إذا كنت ضد نظام الحكم لا يجب أن تقتل الشعب، والشعب السوري هو الضحية". وفي موقف اتسم بالشفافية العربية، رأى عون أن "الربيع العربي" كان أقرب إلى "الجهنم العربي"، لأن الإرهاب ظهر والمنطقة لا تزال تعاني تبعات هذا الإرهاب، سائلا: "أين ليبيا وسوريا واليمن ومصر اليوم؟".
لكن قبل سؤال رئيس جمهورية لبنان عن الدول العربية، وطالما أنه يدرك الهاوية التي وصل إليها العرب، فلماذا لا يضع بدعة النأي بالنفس جانبا، ويأخذ بعضه متوجها إلى سوريا قلب العروبة النابض، فلنا مع دمشق ملفات أقلها أكثر أهمية، من لبنانية مزارع شبعا وتداخلها مع جبل الشيخ، إلى معبر نصيب الحدودي شرايين الحياة للبنان، مرورا بأزمة النازحين. كل هذه الملفات تستلزم العبور إلى الدولة السورية، من دون التفاتة إلى الوراء نحو العرب. أما لمعترضي الداخل، فأنت الرئيس الذي اختبره اللبنانيون عنيدا يضرب على الطاولة، ووحدها الحقيقة تحرره.