حظي لبنان بمساحة واسعة من مناقشات القمة العربية في تونس، التي أكدت لبنانية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر. وأجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مشاورات على هامش القمة، تدعيما لكلمته التي شدد فيها على عودة النازحين السوريين إلى بلدهم وعدم انتظار الحل السياسي الذي سيطول. وقد حضر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الفترة الأخيرة من القمة، التي غادرها على الفور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وقد برز في القمة اجتماع أمير قطر والعاهل السعودي لأول مرة منذ بدء الأزمة الخليجية في العام 2017. وركزت القمة على سورية الجولان، وعلى الحل العادل للقضية الفلسطينية، وفيه شرق القدس عاصمة لفسطين.
وفي بغداد، يجري رئيس المجلس النيابي نبيه بري محادثات تصب، كما قال، في خانة لبنان والعراق.
وفي الجزائر، يحتكم الأطراف إلى الجيش لتأمين دستورية انتخاب رئيس جديد للبلاد.
وفي الداخل اللبناني، استعاد الرئيس سعد الحريري نشاطه والتقى بين الخامسة والسابعة من هذا المساء، شخصيات ووفودا هنأته بابلاله من وعكته الصحية. وقد أكد الحريري أن جميع الفرقاء يتحملون مسؤولية حل المشاكل التي يعانيها البلد، لافتا إلى قرارات صعبة تتعلق بالموازنة والاصلاحات على الجميع أن يتشارك بمسؤولية اتخاذها، لا أن ينشغلوا بالمهاترات وتبادل الاتهامات.
عودة إلى تونس، وكلمة الرئيس عون التي أشار فيها إلى أن قرار ترامب يهدد سيادة لبنان، وان مصطلح العودة الطوعية يقلقنا.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
في بلاد الرافدين حل رئيس مجلس النواب نبيه بري. في هذا البلد العريق والشقيق، بما يضم من تاريخ تليد ومرجعية رشيدة ومقامات مقدسة وشعب طيب وأبي.
ضيف العراق الذي وصف رئيس مجلس نواب البلد المضيف زيارته بالتاريخية، أعرب عن سروره أن يعود مرة ثانية ويتوضأ من هذا المحراب بعد طرد "داعش" والانتصار على الإرهاب.
إنني قادم من بلد الأرز، أحمل رسالة إلى بلد الخيل والليل والنخيل والعزة والسؤدد والشعر، قال الرئيس بري في مستهل هذه الزيارة التي تختلف عن غيرها لأنني أريد أن تنجح عراقيا ولبنانيا ولبنانيا وعراقيا، على ما أعلن.
الرئيس بري حظي بإستقبال حافل وحفاوة لافتة، بدءا من المطار وصولا إلى مقر إقامته في دار ضيافة رئاسة الوزراء. وخلال الزيارة التي تستمر أياما، ستكون لضيف العراق لقاءات مع كبار القادة والمسؤولين ومع المرجع الأعلى السيد علي السيستاني.
بينما حل رئيس مجلس النواب في بلاد الرافدين، كان رئيس الجمهورية يعلن مواجع لبنان ومخاوفه أمام الأشقاء في قمتهم العربية الثلاثين في تونس. على مرأى ومسمع منهم قال: مصطلح العودة الطوعية للنازحين السوريين يقلقنا، تماما كما يقلقنا الإصرار على ربط عودتهم بالحل السياسي.
أما قرار دونالد ترامب بشأن الجولان، فلا يهدد سيادة دولة شقيقة فحسب، بل يهدد سيادة الدولة اللبنانية التي تمتلك أراضي قضمتها إسرائيل تدريجا، قال الرئيس ميشال عون، قبل أن يسأل: كيف سنطمئن، نحن الدول الصغيرة، عندما تطعن الشرعية الدولية؟. ومن هذا المنطلق سأل أيضا: ما هو مصير المبادرة العربية للسلام بعد ما حصل؟، هل ما زالت قائمة أم اطلقت عليها رصاصة الرحمة وباتت بلا جدوى، ذلك انه بعد ضياع الأرض ماذا يبقى من السلام؟!!.
على أن اللافت أن القمة العربية التي أطلق عليها رئيس البلد المضيف "قمة العزم والتضامن"، شهدت إجماعا نادرا على رفض قرار ترامب أسرلة الجولان، لكن هل سيتخطى الأمر الموقف الكلامي إلى ما يرقى لمرتبة اتخاذ قرار مضاد لمواجهته فتثبت القمة انها قمة غير باردة في ظرف ساخن؟!.
وفيما كانت قمة تونس تشدد على سورية الجولان، كان كيان العدو الإسرائيلي يحضر لخطوة استفزازية مستقويا بقرار دونالد ترامب. هذه الخطوة تتمثل في عقد اجتماعات لحكومة بنيامين نتنياهو ولحزب الليكود على أرض الجولان الأربعاء المقبل.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"
ابتداء من يوم غد، يستأنف رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري نشاطه، بعد عملية القسطرة التي أجراها مطلع الأسبوع الحالي، ومعه تعود حركة النشاط السياسي إلى سابق عهدها.
الرئيس الحريري أعلن أنه بدءا من الغد، فإن ملفات الكهرباء والموازنة وكل ما له علاقة بالإصلاحات سنبدأ بالعمل عليها وهذا وعدي لكم. وقال خلال استقباله مواطنين وشخصيات هنأته بالسلامة، إن الإصلاحات والإجراءات التي سنقوم بها سيتأثر بها الجميع، ولكن أقل واحد سيتأثر بها هو المواطن اللبناني، وأكثر من سيتأثر بها هي الإدارة اللبنانية، لأنه علينا أن نشد الأحزمة وأن نحارب الفساد والهدر وننفذ مشاريع الكهرباء، كما وعدنا المواطنين، وكل هذه الأمور أدرجت في البيان الوزاري.
وبالانتظار فإن أسبوعين بالتمام والكمال يفصلان عن الانتخابات النيابية الفرعية للمقعد السني الخامس في طرابلس، على أن تنتهي مهلة سحب طلبات الترشيح منتصف ليل الأربعاء، بعدما أنجزت وزارة الداخلية كل الاجراءات اللازمة. وقد شهدت عاصمة الشمال حركة سياسية وانتخابية ناشطة استعدادا لهذا الاستحقاق.
أما في تونس، حيث انعقدت القمة العربية، فقد أعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن قلقه من اصرار المجتمع الدولي "على إبقاء النازحين السوريين في لبنان رغم معرفته بالظروف السيئة التي يعيشون فيها، ورغم معرفته بأن معظم المناطق السورية قد أضحت آمنة، ورغم معرفته بأن لبنان لم يعد قادرا على تحمل هذا العبء الذي يضغط عليه من كافة النواحي الاقتصادية والاجتماعية والأمنية".
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
أغرب أنواع التناقض عاشته قمة العرب اليوم في تونس: دفاع عن الجولان السوري المحتل ضد قرار ترامب، فيما سوريا- صاحبة الأرض والحق - مستبعدة عن مقعدها في الجامعة العربية منذ العام 2011.
قرار ترامب أضاف إلى قائمة الاستنكارات العربية استنكارا جديدا تكرره قمم "نشدد، نؤكد" في دوراتها المقبلة، ولا شك لن تكون شريكة الشعوب ومقاومتها في منع ترامب ونتنياهو معا من اتمام صفقة القرن على حساب فلسطين ولبنان وسوريا وخارطة كل المنطقة.
في القمة، عن جراح الأمة تحدث رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، ولم يتردد في السؤال عن مصير المبادرة العربية للسلام بعد القرارات الأميركية ضد القدس والجولان. بقلق اللبنانيين واجه رئيس الجمهورية الأشقاء العرب المشتتين: القلق من إصرار المجتمع الدولي على إبقاء النازحين في لبنان، القلق من الترويج لعودتهم الطوعية، وكأن مليونا ونصف مليون نازح هم لاجئون سياسيون، بلدنا لم يعد قادرا على استضافة المزيد من اللاجئين، قال الرئيس عون، وبالنسبة إليه فإن ما يفوق ضرورة دعم الدول المضيفة لهم، هو تقديم المساعدة للعائدين منهم داخل بلدهم.
في القمة أيضا، لبنان يسأل عما تفعله الاستنكارات والادانات حيال ما جرى ويجري في المنطقة، وماذا بقي من المبادرة العربية للسلام التي أقرت في بيروت عام 2002؟.
اليوم، بيروت مطمئنة حيال ما يجنبها تداعيات الضغوط الأميركية على الاستقرار الوطني، وليس بعيدا عن ذلك مواجهة الموقف الرسمي الموحد لتدخلات مايك بومبيو. ما يبقى وبالحاح، وحدة مطلوبة فعليا للارتقاء بالوطن من أزمات عالقة لا تقل خطورة عن الضغوط الخارجية في ملف النازحين وغيره، كأزمة الكهرباء التي تعد معالجتها منفذا لتخفيف العبء الاقتصادي، وكذلك الموازنة التي يجب أن تلحظ تخفيضا في الإنفاق. وأمام هذين الملفين تقف الحكومة في جلستها المقبلة وفوق رأسها مطرقة عدم رضى البنك الدولي عما قدمته إلى الآن من اصلاحات، وهاجس الاخفاق مع مقررات مؤتمر "سيدر".
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
في قمتهم التي تحمل الرقم ثلاثين، حمل العرب همومهم إلى تونس، مكررين ذر رماد المواقف في عيون الجبهات المشتعلة على أكثر من صعيد. وفي ترؤسه وفد لبنان للمرة الثالثة إلى القمة العربية، برزت مجددا مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، التي حملت أولا دعوة مفتوحة مكررة إلى بعض التنسيق والتعاون لمجابهة ما ينتظرنا، وثانيا تفنيدا لأزمة النزوح التي تتربص بلبنان، الذي لم يعد قادرا على استضافة ما يوازي أكثر من نصف مواطنيه، وهو قطعا لن يقبل بأي شكل من أشكال التوطين.
ولأن لا تقدم ملموسا نحو الحل، توجه الرئيس عون إلى المعنيين شاهرا سؤالا يختصر في ثناياه مسار عرقلة العودة: هل يسعى المجتمع الدولي لجعل النازحين رهائن لاستعمالهم أداة ضغط على سوريا وأيضا على لبنان، للقبول بما قد يفرض من حلول؟، سأل رئيس الجمهورية، مبديا في السياق عينه قلقا مزدوجا: فمصطلح "العودة الطوعية" والتعاطي مع مليون ونصف المليون نازح وكأنهم جميعا لاجئون سياسيون، بينما معظمهم لجأ بسبب الأمن أو الضائقة الاقتصادية، "يقلقنا". والإصرار على ربط عودة النازحين بالحل السياسي، لا بل إعطاء الأولوية للحل السياسي، رغم معرفتنا بأنه قد يطول، "يقلقنا".
وإذا كان الشق الأكبر من الكلمة الرئاسية اللبنانية في القمة العربية، عبر عن الهواجس اللبنانية في ملف النزوح، فإن الرئيس عون تناول أيضا قضية الجولان السوري المحتل، مشددا على أن قرار الرئيس الأميركي لا يهدد سيادة دولة شقيقة فحسب، بل يهدد أيضا سيادة الدولة اللبنانية التي تمتلك أراضي قضمتها إسرائيل تدريجيا، لا سيما في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر، والملكية اللبنانية لهذه الأراضي مثبتة بالوثائق والخرائط المعترف بها دوليا.
باختصار، حاول الرئيس عون تضميد جرح النزوح عربيا من جديد، ووضع الاصبع على الجروحات العربية الأخرى، مختصرا في دقائق مشكلات سنين، ليكون السباق أيضا في محاولة رأب الصدع العربي: فعودة سوريا إلى الكنف العربي لم تغب عن سياق الكلام، ولا عن هوامش اللقاءات وصلبها، ليلعب لبنان بذلك دوره الطبيعي في الجمع لا التفرقة.
هذا على المستوى العربي. أما داخليا، فاللبنانيون مقبلون على أسبوع مصيري على مستوى خطة الكهرباء، التي يعتبر اقرارها والبدء بتنفيذها المدخل الجدي الأساسي لمعالجة العجز المالي: فهل يصر البعض على كهربة الأجواء السياسية بحملات سياسية وإعلامية وإعلانية مبرمجة؟، أم يجرؤون، ولو لمرة، على مراجعة مسؤولة لمواقفهم التي غالبا ما ضربت مصلحة الوطن والمواطنين، من دون أن تحقق لصاحبها إلا كسبا شعبويا مرحليا يدفع ثمنه في السياسة بعد حين؟. مع أن غالبية اللبنانيين تعرف مسبقا الجواب، لا بأس هذه المرة أيضا من الانتظار، لعل وعسى.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
الرتابة ميزت القمة العربية الثلاثين في تونس، ولولا مغادرة أمير قطر القمة من دون إلقاء كلمة بعد جلسة الإفتتاح، لكان اليوم الطويل مر من دون تطور يذكر. هذا في العام، أما في الخاص فالقلق هو عنوان الحضور اللبناني في القمة، فرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بنى كلمته على القلق اللبناني من أمرين: عدم عودة النازحين السوريين إلى بلدهم إذا تأخر الحل السياسي، وبقاء الفلسطينيين في لبنان بعد كل التطورات السلبية التي تحصل في المنطقة. وبعد عرضه القلق، انتهى عون إلى التأكيد أن لبنان لن يقبل أي شكل من أشكال التوطين.
طبعا البيان الختامي للقمة، لن يكون بعيدا نظريا عن التوجهات اللبنانية، لكن في العملي والعقلي لن يتحقق شيء، فالخطب ألقيت والقمة انتهت وسيعود كل وفد إلى بلده، وسيبقى لبنان يعاني تداعيات النزوح السوري واللجوء الفلسطيني، وحيدا من دون أي عون حقيقي ممن يفترض أنهم أشقاؤه في العروبة والقومية والإنتماء.
في الملفات الداخلية، الأسبوع الطالع حافل بالاستحقاقات، والاستحقاق الأبرز الثلاثاء في اجتماع اللجنة الوزراية المكلفة دراسة خطة الكهرباء. وينتظر من الإجتماع المذكور أن يكون مفصليا، فإما أن يتم التوافق على الخطة بعد إدخال بعض التعديلات عليها، وإما أن يتطور الخلاف بين أعضاء اللجنة، ما يؤدي إلى تأجيل البت بالموضوع.
لكن تداعيات التأجيل، إذا حصل، ستكون كارثية هذه المرة، فإضافة إلى استمرار النزف بالنسبة إلى خزينة الدولة، سيتأكد المجتمع الدولي بأن المسؤولين اللبنانيين غير قادرين على تحقيق الإصلاحات التي وعدوا بتحقيقها في مؤتمر "سيدر"، وبالتالي سيصبح المؤتمر ومقرارته في مهب الريح.
وهذا الأمر أشار إليه البطريرك الراعي في عظته، حيث تحدث عن عجز السلطات السياسية عن بت أي موضوع، وعن تحقيق أي إصلاح، معتبرا أن المجتمع الدولي حريص على لبنان أكثر من السلطات السياسية فيه. فهل بمثل هذه السلطات إما العاجزة أو الفاسدة، التي انتقدها الراعي اليوم، سيتوقف الهدر ويتحقق الإصلاح ويقضى على الفساد؟.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
اليوم الواحد والثلاثون من آذار، هل يعني هذا التاريخ شيئا؟. في الزيارة الأخيرة للموفد الرئاسي الفرنسي بيار دوكان لبيروت، تمنى أن تكون موازنة العام 2019 قد أنجزت. حل الواحد والثلاثون من آذار: الموازنة لم تصل بعد إلى طاولة مجلس الوزراء، وإذا وصلت قريبا فإن درسها في مجلس الوزراء ثم إحالتها إلى مجلس النواب لمناقشتها والمصادقة عليها لأصدارها بقانون، لن يكونا قبل شهرين في أقل تقدير. إذا أحد شروط تطبيق مقررات "سيدر" لم يطبق.
الشرط الثاني المتعلِّق بإصلاح قطاع الكهرباء، مازال في مرحلة ما قبل الورق، فخطة وزيرة الطاقة على طاولة اللجنة الوزارية التي لم تعقد حتى الآن سوى اجتماع يتيم، على أن تجتمع بعد غد الثلاثاء، فإذا أنجزت تقريرها تطرح الخطة في جلسة مجلس الوزراء. وبالتالي فإن الشرط الثاني من شروط "سيدر" لم يتحقق بعد.
وفي الطريق إلى إعداد الموازنة تتكشف أرقام مخيفة: 750 مليار ليرة، تذهب هدرا تحت مسميات: جمعيات، عطاءات ومساعدات. فكيف يمكن ترشيق الموازنة في ظل هذه الأثقال؟. وهذا يعني أن شرط التقشف في الموازنة يبدو حبرا على ورق حتى الساعة، ما يسقط شرطا من شروط تطبيق مقررات "سيدر".
وعليه، هل تعرف السلطة التنفيذية، أنها عن سابق تصور وتصميم، تضرب فرصة "سيدر"؟، ولو لم يكن الأمر كذلك، كيف تتباطأ في الموازنة؟، وكيف لا تحسم في فضيحة التوظيف؟، وكيف لا تنجز الإصلاح في ملف الكهرباء؟.
من صرخات الداخل إلى صرخة الخارج، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أطلق من قمة تونس سلسلة نداءات، أبرزها:
يقلقنا إصرار المجتمع الدولي على إبقاء النازحين السوريين في لبنان، رغم معرفته بالظروف السيئة التي يعيشون فيها، ورغم معرفته أن معظم المناطق السورية قد أضحت آمنة، ورغم معرفته أن لبنان لم يعد قادرا على تحمل هذا العبء الذي يضغط عليه من كل النواحي الاقتصادية والاجتماعية والأمنية.
يقلقنا مصطلح "العودة الطوعية" والتعاطي مع مليون ونصف ممليون نازح وكأنهم جميعا لاجئون سياسيون، بينما معظمهم لجأ بسبب الأمن أو الضائقة الاقتصادية التي ترافق عادة الحروب.
الرئيس سأل بعد النداءات: بعد ضياع الأرض، ماذا يبقى من السلام؟. كيف سنواجه المخططات والاعتداءات على حقوقنا؟، هل بحدود لا تزال مغلقة بين دولنا، أم بمقاعد لا تزال شاغرة بيننا هنا؟، هل نريد لسوريا أن تعود إلى مكانها الطبيعي بيننا وإلى الحضن العربي؟.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
بما توفر من زعماء لم تضبطهم الكاميرا قيد النعاس وفي نوم عربي عميق، فإن مقررات قمة تونس يبدو أنها أيدت حق الشعوب في المقاومة لاسترجاع الأرض. وإذا ما صحت الفقرة المسربة عن البيان الختامي، فإن الدول العربية ستعلن رفضها الإعتراف بضم الجولان لإسرائيل، وستؤكد على الدعم العربي الكامل لحق سوريا في استعادة الجولان العربي المحتل، وحق لبنان في استرجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر.
وهذا البيان سيرتب على قمة تونس اعلانها وتغطيتها استعادة الأرض بالوسائل المتاحة. لكن الخوف أن يكون هذا القرار قد اتخذ أثناء غفوة العرب، وأن القادة الذين غادروا تونس قبل صدور البيان الختامي، سوف يصحون على "خبر" آخر لدى وصولهم إلى عواصمهم.
وسوريا التي غابت في التمثيل السياسي عن فعاليات القمة، حضرت في مقرراتها وفي شوارع الحبيب بورقيبة التي سمحت لتظاهرات جريئة غير متاحة في العديد من الدول العربية. وحتى عندما رفض العرب أي اجراء يمس بالسيادة السورية على الجولان، فإنهم بذلك قد اعترفوا بالسيادة السورية الحالية التي ظلت كرسيها فارغة في قمتهم.
والهضبة السورية المسلوبة، اعتلت الكلمات العربية اليوم، فأكد الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز رفض المملكة القاطع للقرار الأميركي- الاسرائيلي، ولأي إجراءات من شأنها المساس بالسيادة السورية على الجولان. فيما تصدرت فلسطين النصف الثاني من المواقف العربية، واعتبر أمير دولة الكويت صباح الأحمد الصباح، أن القضية الفلسطينية تبقى القضية المحورية الأولى للعرب، معتبرا أن أي ترتيبات لعملية السلام لا تستند إلى المرجعيات المتفق عليها، غير مقبولة.
وتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى زعماء القمة بالقول "نتطلع إليكم لنصرة فلسطين.. قضية العرب الأولى".
وبعيد الافتتاح، غادر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في خروج متفق عليه مع رئاسة القمة، وبعد كلمة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي. وهو أبرق للسبسي عقب مغادرته تونس، عبر عن شكره وتقديره لتونس على تنظيمها القمة وضيافتها.
ولما كانت الكلمات العربية مفتوحة على كل تأويل، فإن خطاب الرئيس العماد ميشال عون أمام القمة، كان مباشرا ونحو الهدف في السؤال والجواب الضمني عليه. وهو قال: لعلكم إخواني تتساءلون معي: هل نريد لسوريا أن تعود إلى مكانها الطبيعي بيننا وإلى الحضن العربي؟، هل نريد لليمن أن يعود سعيدا وينعم شعبه بالأمن والاستقرار؟، هل نريد لفلسطين أن لا تضيع وتستباح معها القدس وكل مقدسات الأديان؟، لا بل أكثر من ذلك، هل نريد لكل دولنا الأمن والاستقرار، ولشعوبنا الأمان والازدهار؟.
وأضاف في السؤال الأبعد مدى: إن كنا ونحن مجتمعين موحدين بالكاد نقدر على مجابهة هكذا مشاريع، فكيف الأمر إن كنا مبعثرين مشتتين كما هو حالنا اليوم؟.
ومع عودته إلى بيروت سيكون على رئيس الجمهورية البحث عن سبل الوحدة الداخلية، لاسيما مع صدور مواقف هذا المساء لرئيس الحكومة سعد الحريري يعلن فيها أن جميع الأفرقاء السياسيين يتحملون مسؤولية حل المشكلات في البلد، ولا يمكن لفريق سياسي أن يعتقد أن باستطاعته تحميل المسؤولية للآخرين. وأكد الحريري وجود قرارات صعبة في الموازنة والاصلاحات، وعلى الجميع أن يتشارك بمسؤوليتها وأن لا ينشغلوا بالمهاترات وتبادل الاتهامات.