تلاحقت التطورات اليوم بين واشنطن وغزة وموسكو. ففي واشنطن، وتمهيدا لعقد "صفقة القرن"، وعلى غرار اعترافه بالقدس عاصمة للكيان الاسرائيلي، وقع ترامب اليوم مرسوم الإعتراف بسيادة الكيان الإسرائيلي على الجولان المحتل. ولم يكتف بذلك، بل تعهد الاعتراف المطلق بحق هذا الكيان بالدفاع عن نفسه. ورد نتنياهو شاكرا بأن "ليس عندنا أفضل صديق منك، وقد برهنت دعمك بوضوح، ولن نتخلى عن هضبة الجولان أبدا".
الرد الروسي جاء على لسان لافروف، واصفا هذا الإعتراف بالإنتهاك السافر للقانون الدولي، فيما اعتبرت دمشق أن هذا القرار هو اعتداء صارخ على سيادة ووحدة أراضينا.
وعلى وقع هذا الإعلان في واشنطن، تصاعد التوتر في غزة، وقوات الإحتلال نشرت القبة الحديدية في كل البلاد تحسبا لضربة على غزة، فيما مروحيات العدو قصفت أهدافا غرب المدينة متوعدة برد ملائم على إطلاق صاروخ بإتجاه إسرائيل.
في ظل هذه الأجواء، لبنان بين المعسكرين الأميركي والروسي. فبومبيو كان في بيروت مطلقا عاصفة من التهديدات، سيرد عليها السيد حسن نصرالله غدا. والرئيس عون في موسكو للقاء بوتين غدا مفندا توضيحاته، وأزمة النزوح السوري في صدارة البحث، ومعولا على النفوذ الروسي في المنطقة لمساعدة لبنان في إنهاء وجود النازحين على أرضه.
هذه الزيارة أعلن رئيس حزب "القوات" سمير جعجع التعويل عليها كثيرا، مشيرا إلى أن الروس هم أول من وضع خطة لعودة النازحين، رافضا ربط عودتهم بالحل السياسي في سوريا.
توازيا، شدد باسيل من موسكو على أن لبنان بلد التوازنات، لافتا إلى خلاف بين لبنان وواشنطن حول "حزب الله"، داعيا لقيام تحالف بين شركات أميركية وروسية في موضوع الغاز.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
هو صاروخ غزاوي يتيم سقط على تل أبيب، فاختصر زيارة بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، ونغص عليه حضور توقيع دونالد ترامب على الاعتراف الأميركي بسيادة الكيان الصهيوني على مرتفعات الجولان السوري المحتل.
وقبل أن تطأ قدماه أرض فلسطين المحتلة في رحلة العودة، بدأ جيش الإحتلال هذا المساء موجة من القصف المدفعي والجوي على مناطق عديدة في قطاع غزة.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده قبل قليل مع بنيامين نتنياهو، أكد الرئيس الأميركي قراره حول سيادة إسرائيل على الجولان. وقال إن وجود إيران في سوريا يجعل من الهضبة السورية الإستراتيجية منطلقا لهجمات ضد إسرائيل.
أما نتنياهو فقد امتدح قرار ترامب بشأن الجولان، وقال إن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها ضد الوجود الإيراني في سوريا، كما هدد بالرد على الصاروخ الفلسطيني الذي أطلق على شمال تل أبيب.
صاحبة الأرض، سوريا، أعلنت في بيان لوزارة خارجيتها قبل قليل رفضها المطلق والقاطع لقرار الرئيس الأميركي، مؤكدة أن الجولان كان وسيبقى سوريا، وشددت على تحرير هذه الهضبة بكل الوسائل المتاحة.
بدوره أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لنظيره الأميركي مايك بومبيو، أن الإعتراف الأميركي بسيادة إسرائيل على الجولان إنتهاك للقانون الدولي.
بعد الصاروخ الغزاوي على شمال تل أبيب، قضبان السجان لم تقو هي الأخرى على كسر عزيمة ومقاومة الأسرى الفلسطينيين، فهناك في معتقل النقب من استل سكينا وطعن بها سجانيه، واختفى لينتفض بعد ذلك السجناء الأحرار في حالة رفض امتدت إلى سجون ريمون ونفحة وإيشل وجلبوع.
من الصاروخ إلى السكين، ومن تل أبيب إلى النقب، يعيش نتنياهو مأزقا انتخابيا جعل الأميركيين يقفون على تل من المواقف التصعيدية، وينقبون عن كل ما من شأنه أن يحقق هدفا واحدا: تعويم رئيس وزراء العدو في ظل أسهم تنحو هبوطا قبل موعد الإنتخابات في التاسع من نيسان المقبل.
لبنانيا، وصل رئيس الجمهورية ميشال عون إلى موسكو في زيارة تستمر يومين يلتقي خلالها عددا من المسؤولين، على أن يجتمع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم غد، وسيكون في محاور الزيارة مسألة عودة النازحين السوريين.
وفي باريس خضع رئيس الحكومة سعد الحريري لقسطرة قلب في المستشفى الأميركي التي سيغادرها مساء اليوم، وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد أجرى اتصالا بالحريري مطمئنا إلى صحته، كما اتصل به رئيس الجمهورية من موسكو.
في شأن وزاري مختلف، أفادت مصادر في وزارة المال للـnbn بأنه تم التوقيع على ما طلبته وزارة الطاقة من اعتمادات لصالح مؤسسة كهرباء لبنان وأخذ مساره إلى التنفيذ.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"
بين باريس وموسكو، حضر لبنان. في العاصمة الفرنسية خضع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لقسطرة القلب "تمييل"، ووضع دعامة في المستشفى الأميركي في باريس، حيث أفاد الطبيب الخاص للرئيس الحريري أن العملية تكللت بالنجاح، وأن الرئيس الحريري في حال صحية جيدة، وهو غادر المستشفى إلى منزله في باريس هذا المساء، وقد تلقى سلسلة إتصالات مهنئة بالسلامة.
أما في العاصمة الروسية، فقد بدأ رئيس الجمهورية ميشال عون زيارة رسمية تستغرق يومين، يلتقي خلالها يوم غد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومن المقرر أن تتناول المباحثات تطورات الوضع في الشرق الأوسط في ضوء المستجدات الأخيرة، والسعي إلى إيجاد حل لمسألة النازحين السوريين.
أما في واشنطن، فقد وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال إستقباله رئيس وزراء إسرئيل بنيامين نتنياهو على قرار إعتراف رسمي بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، قائلا: إن لإسرائيل الحق المطلق في الدفاع عن نفسها. خطوة الرئيس الأميركي التي لقيت إشادة من رئيس وزراء الإحتلال، قابلها سلسلة ردود منددة، باعتبار الإعتراف هذا إنتهاك للقانون الدولي يؤزم الوضع في المنطقة.
أما في قطاع غزة، يشهد القطاع سلسلة غارات جوية للطيران الإسرائيلي، بدأت عصرا مع إعلان قوات الإحتلال بدء عملياتها العسكرية، ردا على صاروخ سقط شمالي تل أبيب فجرا. يأتي العدوان الجديد بعد سلسلة إجراءات وتدابير، وكلام عن قطع نتنياهو زيارته إلى وشنطن والعودة إلى إسرائيل.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
انتشرت شظايا الصاروخ الذي أطلق من قطاع غزة إلى شمال تل أبيب، على كامل مساحة كيان الاحتلال، لا بل كان عابرا للقارات ليصيب بنيامن نتنياهو وهو في واشنطن. فالرجل الذي غادر مزهوا بأنه سيعود محملا باعتراف رسمي لدونالد ترامب بضم الجولان إلى كيان الاحتلال، يبدو أنه سيرجع على عجل محاصرا بخيارات أفضلها مر للتعامل مع الواقع المستجد.
وابل من الاتهامات أطلقها خصومه باتجاهه لفشله في مواجهة الفلسطينيين الذين حطموا قدرة الردع الاسرائيلية، يقول هؤلاء، ليقع رئيس حكومة العدو بين ناري قطاع غزة المتأهب لرد العدوان، والمعارضة الصهيونية التي تتحين الفرص لاطلاق رصاصات الرحمة على مستقبله السياسي مع قرب موعد انتخابات الكنيست.
أوساط صهيونية تتحدث عن أن الصاروخ سقط مبكرا في صناديق الاقتراع لصالح خصوم نتنياهو، وأن الأخير لن يجازف بحرب واسعة على غزة لانعكاساتها السلبية على الانتخابات.
وترى المصادر الصهيونية أن رئيس الحكومة مضطر في نهاية المطاف للقيام برد محسوب واحتواء أي تصعيد. لكن في حال قرر نتنياهو المغامرة، تؤكد المقاومة الفلسطينية أنها جاهزة للمواجهة إلى أبعد الحدود، محذرة من حماقات، ومتسلحة بحقها وارادتها.
الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله يتحدث غدا عبر "المنار"، عن آخر التطورات وهو الذي لا تغيب عنه فلسطين وتطوراتها طرفة عين.
وبعين الحريص على لبنان وشعبه، بدأ الرئيس ميشال عون زيارة لموسكو لبحث العلاقات الثنائية وآلية تطويرها، غير آبه بأصوات تخويفية وتحذيرية أميركية. الزيارة يتصدرها موضوع النازحين السوريين وضرورة تفعيل الدور الروسي في هذا الملف لتسريع العودة بعد شهادات أممية عن وضع مطمئن يعيشه العائدون.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
بعد قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وما أثاره من ردود فعل، الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوقع على مرسوم يعترف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل، في مستهل اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال في موازاة عدوان جديد على غزة: "لن نتخلى أبدا عن الجولان".
رد الفعل الأول، صدر عن سوريا، التي اعتبرت قرار واشنطن "اعتداء صارخا على سيادتها ووحدة أراضيها"، في وقت يسأل كثيرون عن الموقف العربي العام من تطور بهذه الخطورة، استدعى تحذيرا روسيا فوريا من "موجة جديدة من التوترات في الشرق الأوسط"، بفعل الخطوة الأميركية التي تأتي في ظل غياب سوريا عن جامعة الدول العربية، وتغييب البحث في عودتها عن جدول الأعمال.
أما لبنانيا، فرأت وزارة الخارجية والمغتربين أن الإعلان الرئاسي الأميركي يقوض أي جهد للوصول إلى السلام العادل، فعندما لا تبقى من أرض لتعاد، لا يبقى من سلام ليعطى.
في ظل هذه الأجواء، المعطوفة على مضمون تصريحات وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو من فلسطين المحتلة ثم بيروت، يطل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله غدا، ليضع النقاط على الحروف، مستكملا بذلك الإطباق الوطني على التحريض المفضوح، والسعي المكشوف لإدخال لبنان في متاهات، هو في غنى عنها، خصوصا أن الأولويات المحلية في مكان آخر، يختصر بإعادة إطلاق عجلة الاقتصاد، والسير قدما في مكافحة الفساد، ووضع حد نهائي لمأساة النزوح السوري، الذي يشكل أحد عناوين الزيارة التي بدأها رئيس الجمهورية لموسكو اليوم، والتي تتوج غدا بلقاء قمة يجمعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي الانتظار، الاستحقاقات الداخلية كثيرة، وأولها الكهرباء، المسؤولة عن الجزء الأساسي من العجز في الموازنة، وهذا ما يتطلب قرارا، لأن الخطة جاهزة، كما قال الوزير جبران باسيل أمس. قرار لا يبدو أن "القوات اللبنانية" مستعدة لتسهيل اتخاذه، وفق ما فهم من المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيسها اليوم. علما ان علامات استفهام عدة تطرح حول مصير اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة درس خطة الكهرباء هذا الأسبوع، وحتى جلسة مجلس الوزراء الخميس، في ضوء عملية تمييل القلب التي خضع لها في باريس رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي تلقى سلسلة اتصالات اطمئنان، أبرزها من الرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
إنه أسبوع دقيق سياسيا وإقتصاديا، محليا وإقليميا. في لبنان تتجمع غدا فقط ثلاثة استحقاقات معا، الرئيس عون الذي بدأ زيارته إلى موسكو يلتقي الرئيس بوتين وعلى رأس جدول الأعمال قضية النازحين. وغدا أيضا كلمة متلفزة للسيد حسن نصرالله ينتظر أن تشكل ردا مباشرا على ما قاله وزير خارجية أميركا أثناء زيارته لبنان، ووفق الملعومات فإن الرد سيكون قاسيا، ولا سيما بعدما استبقه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بوصفه تصريحات بومبيو في لبنان بالوقحة والحمقاء. وغدا أيضا وأيضا تعقد اللجنة الوزارية المكلفة دراسة الخطة الكهربائية إجتماعها الثاني، فهل سينتج عن الإجتماع توافق، أم تتكهرب الأجواء كالعادة ولا تحل أزمة الكهرباء؟.
إقتصاديا، كل يوم يثار موضوع جديد، فبعد قرار وزير المال بالحد من الإنفاق، وبعد تغريدات حاكم مصرف لبنان المحذرة، جاءت اليوم قضية 22 مليار دولار، بعدما تردد أن موازنة المصرف المركزي تراجعت 22 مليارا، لكن حاكم مصرف لبنان أكد ل "أم تي في" أن الأمر مجرد عملية حسابية، تماشيا مع القرارات المالية الدولية.
الوضع لم يغب عن إجتماعات الرئيس عون في موسكو، وقد عقد عون إجتماعا بعد ظهر اليوم مع مسؤولين عن كبار الشركات الروسية، وتم التوافق على تعزيز التعاون بين لبنان وهذه الشركات، وهو أمر له أهمية على الصعيد الإقتصادي.
إقليميا، تطور خطير تمثل في توقيع الرئيس الأميركي مرسوما رئاسيا، بسيادة إسرائيل على الجولان، ما يعني أن المنطقة أمام عاصفة قد تكون بدايتها ما يحصل في غزة، والبقية تأتي.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
حزيران 1967 إسرائيل تحتل الجولان، آذار 2019 الولايات المتحدة الأميركية تعترف بسيادة إسرائيل على الجولان. إثنان وخمسون عاما تغير فيها حكَّام ورؤساء ووزراء دفاع، وطارت أنظمة، لكن إسرائيل، ووراءها واشنطن، في مسار متقدم. في إسرائيل: من ليفي أشكول إلى بنيامين نتنياهو، وفي واشنطن من ليندون جونسون إلى دونالد ترامب. وفي سوريا من شكري القوتلي ووزير دفاعه حافظ الأسد، إلى بشار الأسد، أكثر من نصف قرن على هذه التطورات التاريخية.
إسرائيل، ومعها واشنطن، تتقدم منتهكة كل القوانين الدولية، لكنها تتقدم، والعرب يتسلحون بالقوانين الدولية، لكنهم يتراجعون. من القدس إلى الجولان في شهور معدودة. أما المشترك بين الحدثين فهو الإدانات في مقابل الإنتهاكات. في كل خمسين عاما تضرب الصهيونية ضربتها. في أواخر القرن التاسع عشر، مؤتمر بال في سويسرا، ووعد بدولة إسرائيل. خمسون عاما وتولد الدولة. ربع قرن ويسقط الجولان. خمسون عاما وتعلن القدس عاصمة لأسرائيل وتعترف واشنطن بهذا الإعلان، وما هي إلا شهور حتى تعترف واشنطن بسيادة إسرائيل على الجولان.
إنه زمن التقهقر العربي. إسرائيل تحمل توقيعا أميركيا بسيادتها على الجولان، فيما الحرب في سوريا تطوي عامها الثامن وتدخل عامها التاسع. أكثر من خمسة ملايين من أبنائها يحملون بطاقة نازح خارج بلدهم، بالإضافة إلى نازحي الداخل. أكثر من أربعمئة ألف قتيل، ودمار هائل وخسائر بمئات المليارات، ومع ذلك يبقى من يدفنون رؤوسهم في الرمال ويوزعون الهزائم والإنتصارات والشعارات. والسؤال الذي يطرح بقوة بعد كل حدث على هذا المستوى: من سيرد؟، وكيف سيكون الرد؟، هل ستبدأ مقاومة سورية في الجولان بعد نصف قرن من هدوئه؟.
الإعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، يأتي في وقت بدأت فيه إسرائيل عملية على غزة، ردا على إطلاق صاروخ من غزة على تل أبيب.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
على توقيت صاروخ استهدف تل أبيب، حشدت اسرائيل ترسانتها لضرب قطاع غزة، وبدأت عدوانا ضغط على زره من البيت الأبيض في اجتماع ترامب- نتنياهو، وسجل التاريخ أن هذا اللقاء هو الأغلى ثمنا، بفرق أن الرجل الأميركي لم يدفع والرجل الاسرائيلي قبض من "جيبة" العرب، إذ تلقى نتنياهو هدية من ترامب في جولة واحدة، هضبة جولان، وهي الأرض السورية المحتلة والصادرة بحقها قرارات دولية ثبتت سوريتها.
لكن الرئيس الأميركي داس الأمم وفتح صرفه الصحي على قراراتها. تخطى الشرعية وصانعيها، واستل قلما وورقة "شخبط" عليها توقيعا جير خلاله الجولان المحتل.. للمحتل، منح أرضا توازي خمس مساحة لبنان إلى إسرائيل من دون أن يسأل أهل الجولان رأيهم.
أميركا الدولة التي تدعي تزعمها الديمقراطية في العالم، تسرق مدنا وتتبرع بها بلا استفتاء لسكانها، وتقدم هذه المدن كمنحة انتخابية إلى رئيس مجلس وزراء إسرائيل المحشور في انتخاباته المقبلة. هذه أميركا وديمقراطيتها، تعمل بدوام كامل في خدمة إسرائيل، وتؤمن لها بوليصة الانتخابات ولو كان الثمن اقتطاع الأرض.
وقد نجت حتى الآن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر من سلة الهدايا الأميركية لإسرائيل. كما نجا لبنان من "غارة" بومبيو التي كانت تستهدف الإيقاع بين المكونات السياسية. وربطا أعلن وزير الخارجية جبران باسيل على هامش بدء زيارة الرئيس ميشال عون لموسكو، أن العلاقات الجيدة بأميركا لا تعني تذويب أنفسنا وكياننا. وقال إن نتنياهو بكل جبروته وترسانته العسكرية لا يمكنه أن يهزم لبنان، فنحن هزمناه بالمباشر ولن يهزمنا بالواسطة، أي عبر زيارة بومبيو.
وعلى الأغلب، فإن وزير خارجية أميركا ما زال يكرر اسم "حزب الله" حتى بعيد وصوله إلى بلاده، وأصابع يده ما انفكت تحتسب عتاده وعديده، ورهاب "حزب الله" دفعه في بيروت إلى تكرار اسمه في مؤتمر صحافي وحسب واحدة وعشرين مرة. لكن الأكثر استغرابا هو إجراؤه مقارنة بين ما قدمته الولايات المتحدة للبنان وما قدمه "حزب الله"، فدولة عظمى كأميركا تجد نفسها في موقع مقارنة بحزب، ما يعني أن "حزب الله" يشكل في نظر واشنطن قوة عالمية عظمى ومعادلة لا تقاس إلا بالدول.
هي حالة إفلاس لمندوب إسرائيل الأميركي إلى لبنان، الذي كشفت المعارضة الإسرائيلية عن محتواه، وقالت إن مهمته إدارة حملة نتنياهو الانتخابية وإطلاق التهديد لإيران من بيروت. لكن قلق بومبيو قد يكون في محله، لأن إيران أصبحت فاعلة في المنطقة، وتمثلها جبهات أربع: "حزب الله" في لبنان، "حماس" في قطاع غزة، حشد شعبي في العراق، و"أنصار الله" في اليمن.
وهذا صاروخ واحد ينطلق من القطاع على تل أبيب، يقيم إسرائيل ويقعدها في الملاجىء التي فتحت اليوم على أوسع أبوابها.
وعلى توقيت الصاروخ، استقبل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله وفدا من حركة "حماس"، وجاء في بيان اللقاء أن الاجتماع بحث التعاون الثنائي، وما أدراك ما ثنائية "حزب الله"- "حماس".