بعد ساعات على مغادرة وزير الخارجية الأميركية بيروت، الذي وفق مصادر الرئيس نبيه بري فشل في تسويق مشروع "هوف" لتسوية ملف النفط اللبناني مع حكومة العدو، على حساب الحقوق اللبنانية، تجمع قمة لبنانية- روسية غدا الرئيس العماد ميشال عون والرئيس فلاديمير بوتين يتقدمها البحث بملف عودة النازحين السوريين وتفعيل المبادرة الروسية في هذا الصدد، دون ان تغيب تداعيات التطورات الاقليمية على لبنان وملفات التعاون الثنائي.
تعقد القمة غدا قمة وسط عواصف المنطقة خارجيا، ووسط تحضير الملفات الداخلية الاقتصادية- الحياتية التي ستطرح في جلسة حكومية الخميس المقبل، وتسبقها جلسة الأسئلة النيابية في السابع والعشرين من الجاري، فيما أعلن اليوم عن اطلالة يوم الثلاثاء للأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله يتطرق فيها للتطورات في لبنان والمنطقة.
ويعيش المجتمعان الدولي والعربي ترددات موقف الرئيس الأميركي بدعم قرار ضم الجولان السوري المحتل، واعتباره أرضا تابعة لقوات الاحتلال الاسرائيلية، ضاربا بعرض الحائط القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة.
وفيما أعلن في تل أبيب ان ترامب سيوقع على قرار خطي غدا بهذا المعنى، وصف نتنياهو كلام ترامب بالتاريخي، وذلك قبيل مغادرته لواشنطن ليجري محادثات مع الرئيس الأميركي.
وبالتزامن مع الامتعاض البريطاني وردود الفعل الدولية الرافضة لموقف ترامب، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن "موقف الأمم المتحدة وموقفه هو شخصيا ثابت ومعروف ويستند إلى قرارات الشرعية الدولية التي نصت صراحة على أن الجولان هو أرض عربية سورية تحتلها إسرائيل".
وأشار غوتيريس إلى أنه "وعلى الرغم من سياسته المهنية القائمة على عدم التعليق على أي تصريحات يتم نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن خطورة الموقف الذي صدر عن الرئيس الأميركي دفعته إلى الطلب من الناطق الرسمي باسم الأمانة العامة للأمم المتحدة إصدار بيان يتضمن التأكيد على أن موقف الأمم المتحدة ثابت لا يتغير، وأن الجولان هو أرض عربية سورية تحتلها إسرائيل تأكيدا لقرارات الشرعية الدولية ولا سيما قرار مجلس الأمن الدولي 497 الذي صدر في العام 1981"، مؤكدا في هذا الصدد أن تصريحات الناطق الرسمي باسمه تمثل موقفه هو كأمين عام للأمم المتحدة.
فهل تبقى قرارات الشرعية الدولية مرة اخرى حبرا على ورق؟، وماذا بعد؟.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
قطوع زيارة رئيس الدبلوماسية الأميركية لبيروت، تجاوزه لبنان بقوة موقفه الرسمي الجامع، الكافل لحماية السلم الأهلي.
حزم مايك بومبيو حقائبه وغادر، ومواقفه الخشنة لا يبدو أنها قادرة على ترك تشظيات في الواقع السياسي اللبناني.
هذه المواقف يفترض أن يخصص لها حيز في الكلمة التي يلقيها الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله عصر الثلاثاء المقبل.
على أي حال، فإنه بمغادرة بومبيو لبنان، يتقدم الموقف الروسي من باب الزيارة التي يقوم بها رئيس الجمهورية ميشال عون إلى موسكو اعتبارا من يوم غد.
وفي الداخل، تتقدم مجددا اليوميات اللبنانية لملاحقة ملفات مطروحة مثل الفساد والتوظيف المخالف والاصلاح والكهرباء والموازنة.
وفي أجندة الأسبوع الطالع جلسة برلمانية رقابية الأربعاء المقبل في برنامجها عدد من الأسئلة النيابية الموجهة إلى الحكومة.
في الأجندة الإقليمية زيارة بدأها بنيامين نتنياهو لواشنطن ليشهد التوقيع الصوري للرئيس الأميركي على قرار الاعتراف بضم هضبة الجولان السورية المحتلة للسيادة الإسرائيلية. اعتراف كان محل إدانة عالمية، فيما أبناء الأرض، أهالي الجولان، انتفضوا في وقفات احتجاجية أبرزها في مجدل شمس، مؤكدين تمسكهم بأرضهم وهويتهم.
إقليميا أيضا برزت القمة المصرية- الأردنية- العراقية التي انعقدت في القاهرة، وأكدت في بيانها الختامي على أهمية استكمال المعركة الشاملة على الإرهاب في ضوء انتصار العراق على "داعش"، مشددة على دعم حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة بما فيها إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"
الاهتزاز الذي شهدته الساحة السياسية بفعل أصداء تصريحات وزير الخارجية الأميركية مايك بوبيو، سيتخطاها الوسط السياسي المحلي إلى ملف آخر يتصل بقضية النازحين السوريين، بفعل الزيارة التي سيبدأها رئيس الجمهورية ميشال عون إلى روسيا مطلع الأسبوع.
وفي المعلومات أن رئيس الجمهورية سيطلب خلال لقاءاته في موسكو تفعيل المبادرة الروسية بشأن النازحين، كما سيتحدث عن تأثيرات النزوح على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
سياسيا، سجل اليوم كلام لوزير الخاجية جبران باسيل أشار فيه إلى أن الإقتصاد اللبناني لا يحتاج إلى الكثير كي ينطلق، مؤكدا أن العمل يجب أن يكون على تكبير الإقتصاد وخفض الديون، ولافتا إلى أن هذا الأمر يحتاج إلى قرارات صعبة أن يتحملها الجميع.
إقليميا، فإن ما كشف عن أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيوقع غدا الاثنين، قرار الاعتراف الرسمي لواشنطن بسيادة الاحتلال الإسرائيلي على مرتفعات الجولان السورية، يثير موجة من الرفض وردود الفعل عربيا ودوليا.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
فاسد يتكئ على فاشل: حال شريكي التجارة الانتخابية بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب، وبين الرجلين الملاحقين في إدارتيهما هدايا لإرضاء اللوبيات من جعبة فلسطين تارة، ومن حقوق سوريا تارة أخرى.
لن يبدل اعتراف ترامب باحتلال الجولان شيئا، وهذا اعترافه بالقدس عاصمة للكيان المعادي لن يحقق مكائده، وكذا "صفقة القرن" يسقطها أبناء فلسطين في غزة الصامدين، وضفة الصابرين.
نتنياهو في واشنطن ببرنامج عمل منسوخ عما حمله وزير خارجية ترامب مايك بومبيو إلى بيروت قبل يومين، حيث كان سقوط التحريض والفتنة أمام تماسك الموقف الرسمي منعا لمس الاستقرار الداخلي.
في الحسابات البعيدة، اختبر لبنان نفسه أمام الضغوط الأميركية التي لن تنفك تزداد كما هدد بومبيو، وعليه فإن تجربة اجتياز هذا النوع من التهويلات الترامبية في جولتها الأولى المكثفة يدفع نحو التزام كل الأطراف بالتكاتف السياسي في الشأن الداخلي، وشبك الأيادي لإنقاذ الحكومة وعملها وتفعيل دورها.
وبعد عيد البشارة وعطلته الرسمية غدا، أسبوع طالع لا يريده اللبنانيون من دون بشارة ولا من سنخ ما مر من عمر الحكومة، بل أكثر انتاجية تحت سقوف التهدئة واجتراح الحلول وفك الأزمات، وسط التحديات المالية الراهنة وسطوة معدلات العجز.
وحول التطورات، حدد الأمين العام ل"حزب الله" الخامسة من عصر يوم الثلاثاء موعدا لإطلالته الجديدة عبر شاشة "المنار"، وفي هذه المرحلة ما يستدعي مزيدا من المواقف الحاسمة وتثبيت المعادلات حماية للبنان أولا، وتوضيحا لمسار المنطقة ثانيا.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
بعد كلام رئيس الجمهورية وموقف رئيس مجلس النواب والصمت المعبر لرئيس الحكومة والبيان الواضح لوزير الخارجية، الأنظار نحو الإطلالة المرتقبة للأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الثلاثاء المقبل، والتي علمت ال"OTV" أنها ستتضمن ردا على كل كلمة وردت على لسان وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، ولاسيما من بيروت.
الإطلالة التي تأتي في ظل أحداث إقليمية ودولية متسارعة، ولاسيما إثر إعلان "قوات سوريا الديموقراطية" نهاية خلافة "داعش"، وبعيد الاعتراف المرتقب على لسان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل غدا، في حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من المتوقع أن يشير نصرالله في سياقها وفق معلومات ال"OTV"، إلى أن الإساءة الأكبر التي صدرت عن بومبيو، تمثلت بمحاولة تحريض اللبنانيين على بعضهم البعض، حيث بدا أن في كلامه مشروع حرب أهلية جديدة، لم يستجب له أحد. ومن المرجح أيضا وفق المعلومات، أن يثني الأمين العام ل"حزب الله" على الموقف اللبناني الرسمي الموحد الذي يشكل عامل قوة، مثمنا بشكل خاص كلام وزير الخارجية في حضرة الضيف الأميركي، ومجددا توجيه التحية إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
وبعيدا من الشؤون اللبنانية ذات الارتباط الإقليمي والدولي، تبقى مسؤولية اللبنانيين كبيرة في تدارك الانهيار الداخلي المحتمل، على مستوى الاقتصاد، إذا تأخر تطبيق الحل الجاهز لمسألة عجز الكهرباء، على ما حذر الوزير جبران باسيل اليوم خلال جولة في المنية والضنية، علما أن اللبنانيين يترقبون بأمل عمل اللجنة الوزارية، ويتطلعون إلى نهاية المهلة التي أعطيت لها، لمعرفة إلى أين تتجه الأمور.
لكن، في موازاة الملفين السابقين، ملف قديم جديد تستهل ال"OTV" نشرتها الإخبارية به اليوم. ملف يستحق بكل راحة ضمير وموضوعية مهنية، أن تطلق عليه تسمية "الفضيحة الوطنية" بكل ما في الكلمة من معنى.
فالنهر الأكبر في لبنان مياهه ملوثة، بفعل اللبنانيين أولا، والنازحين السوريين ثانيا. وفي الملف المذكور، تداخل بين تجاهل مفوضية اللاجئين للمخاطر، ولاسيما على البيئة والصحة، وبين فساد لا يتخيله كمه ونوعه عقل، حيث وصل الأمر إلى حد بناء مجمع على أرض مستملكة لبناء محطة تكرير، فضلا عن تأسيس جمعيات تنشيء حمامات للنازحين على ضفاف الليطاني، مع قساطل للتصريف الصحي، تصب مياهها الآسنة في النهر الذي تروي مياهه مزروعات البقاع، ويأكل منها كل لبنان، وهو ما سيكون موضع شكوى أمام القضاء المختص في اليومين المقبلين، وفق معلومات ال"OTV"، ناهيك عن كوارث مخالفات البناء ورمي النفايات والزيوت والدم الناتج عن المسالخ في مجرى النهر المذكور.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
أيها اللبنانيون لا تؤخذوا بمطالعات التبصير عما يمكن أن تتخذه أميركا من إجراءات في حق لبنان بعد زيارة بومبيو، وذلك إن لم يوقف حكامه إنزلاق البلاد إلى تحت عباءة "حزب الله" وإيران، فالزلزال الذي يهددنا فعلا هو من صنع لبناني 100%، إذ يكفي أن نسمع ونقرأ التحذيرات التي أطلقها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ووزير المالية علي حسن خليل وجمعيتا المصارف والصناعيين، والليلة سينضم إليهم عبر ال"ام تي في" أمين عام الهيئات الإقتصادية نقولا الشماس، إضافة إلى الدول الصديقة، وتلك التي اجتمعت من أجلنا في "سيدر" وبروكسل.
يكفي أن نستمع إلى هؤلاء جميعا لنعي بأن في واشنطن وحتى تل أبيب، لن تجدا في لبنان ما تحاصرانه أو تدمرانه، لأننا برعونتنا المستدامة نكون تكفلنا بالقضاء على كل مقومات الصمود والنمو والعافية فيه. ولعل أول مؤشرات الوعي أن نهب إلى تنظيم شؤون دولتنا إرضاء لضمائرنا وصونا لمصالحنا، وليس خوفا من عقاب البنك الدولي أو أي دولة مانحة.
في هذه الأجواء المأزومة داخليا وشديدة التوتر في المنطقة، وفيما يوقع الرئيس ترامب الإثنين إعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، بحسب الإذاعة الإسرائيلية، يحمل الرئيس ميشال عون إلى موسكو الإثنين أيضا ملف المخاطر الإقليمية التي تتهدد لبنان، من إعادة النازحين السوريين، إلى حماية حقوق لبنان في نفطه وغازه من أطماع إسرائيل، وصولا إلى إشراك موسكو في مشاريعنا الإنمائية ومساعدتنا على أن نكون جزءا من ورشة إعادة بناء سوريا.
في الأثناء، لبنان الشعبي والدول الصديقة يترقبان باهتمام كيف ستقارب الحكومة ملفي الكهرباء والنفايات، كنموذجين إنمائيين، على أساسهما يستعيد الشعب والأصدقاء ثقتهما بلبنان الدولة، أم ينفضان أيديهما منه. إلى هذين الملفين، العيون مفتوحة لمعاينة ما إذا كانت البرامج الإصلاحية ووقف الإهدار والتوظيف ومحاربة الفساد والتقشف المالي، سترى النور فعليا لا نظريا، لأن من شأن هذه التدابير أن تعيد بناء الثقة وتطلق عجلة الإنماء والإستثمار والأعمال.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
غدا وبتوقيع على الورق، سيعترف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسيادة اسرائيل، الدولة المحتلة لفلسطين، على مرتفعات الجولان السورية.
الاعتراف الأميركي سيتزامن مع زيارة رئيس الحكومة الاسرائيلية إلى دونالد ترامب، الذي لن يثنيه شيء عن التوقيع، لا روسيا ولا تركيا اللتين حذرتا من الخطوة، ولا ايران ولا حتى التنديد العربي الخجول.
لكن الاعلان الأميركي لن يمر هذه المرة بسهولة تمرير اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لاسرائيل، لأن في الجولان صراعا بين الكبار، والأهم صراع بين القوى التي تتحكم بأرض المعركة هناك.
الاعلان الأميركي يأتي قبل يوم واحد من اطلالة الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله عصر الثلثاء، أي بعد ستة أيام من تاريخ وصول وزير الخارجية الأميركية مارك بومبيو إلى بيروت، ليتحدث عن آخر التطورات المحلية والاقليمية، ما يعني بالمبدأ أن الحزب غير قلق من الزيارة وأبعادها، أو أنه تأنى في اختيار نوعية الرد.
في الحالتين، للحزب الكثير من الكلام ليقال، في موقف المسؤولين الرسميين اللبنانيين، الوحدة الداخلية، تفنيد منطق الولايات المتحدة والرد على تصريحات وزير خارجيتها.
صحيح ان السيد نصر، وعندما سيتحدث عن الموقف الرسمي اللبناني فإنه، وبحسب ما علمت ال"LBCI"، سيصفه بالشجاع، إلا أن الاخطر في كلام السيد سيكون في مكان آخر، وتحديدا في نقطة تحريض بومبيو فريقا من اللبنانيين على فريق آخر. سيشدد السيد على ضرورة الوحدة الداخلية، والتمسك بمفاعيل التسوية الرئاسية التي أثبتت أنها حتى الساعة أقوى من كل الخضات، ومن بينها خضة بومبيو.
في كلام السيد، أكثر من رسالة، فهل يطمئن اللبنانيون إلى الآتي من الأيام، لا سيما وانهم أصبحوا وسط كباش سياسي خطير، وفي وسط نفق معتم يكاد لا ينتهي؟.
هذا النفق المعتم، لم يعد افتراضيا، ففي القطاع المالي، أعلن الوزير علي حسن خليل وقف كل نفقات الدولة باستثناء دفع الرواتب، الأمر الذي اعتبره الوزير جورج قرم قرارا متطرفا، حسب ما قال لل"LBCI".
والنفق معتم كذلك في قطاع الكهرباء، التي ستطفئ معاملها تباعا اعتبارا من الثلثاء، لنغرق أكثر فأكثر في عتمة "دكانة"، نسي من فوض تسيير أمورها كيفية العد، لضبط المداخيل والمصاريف، ومن بينها مزراب الكهرباء الذي استنزف الدكانة.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
من لا يملك سيعطي لمن لا يستحق. والجولان الأرض السورية العربية المحتلة، المحروسة بقرارين للأمم المتحدة عام 1981 يؤكدان عروبتها. هي الأرض نفسها التي سيوقع دونالد ترامب على إسرائيليتها، هكذا تباع الهضاب والعواصم والدول، في قرار قد يتخذه رئيس أميركي بتغريدة، ويقفز فيها على قرارات دولية سبق وأن ثبتت الحق لأصحابه.
لكن إسرائيل عندما تلتقي مصالحها مع أميركا فإن الطرفين "يبلان القرارات الأممية ويشربان ميتها"، وما يجعل ترامب مستعجلا على ضم الجولان إلى السيطرة الاسرائيلية هو غياب الأصوات العربية المعترضة، والتي لم تتفق إلى اليوم على عودة مقعد سوريا إلى الجامعة العربية على عتبات قمة تونس آخر الشهر الجاري.
بدا الرئيس الأميركي مرتاحا لأن الخصم مفقود، وثلاثية عربية اجتمعت اليوم في القاهرة على مستوى القمة من دون أن توجه تحذيرا يخص قضم الأرض العربية.
صمت الرجال العرب. وكان الناطق بالحق العربي: امرأة لبنانية من شمال لبنان تدعى ستريدا طوق جعجع، نائبة في البرلمان اللبناني، سطرت موقفا في بيان لم نلحظه في لسان حال العرب. وهي إذ اجتمعت والدكتور سمير جعجع مع وزير خارجية أميركا مارك بومبيو في عوكر، قالت في بيان أعقب اللقاء إن الموقف الصادر عن الرئيس الأميركي هو قضاء على أي إمكانية لإحلال السلام في المنطقة، لأن أي سلام يستوجب أولا انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة. ورأت أن هذا الموقف يتعارض بشكل صارخ مع القرارات الدولية التي رفضت ضم الجولان إلى إسرائيل واعتبرته باطلا ولاغيا. وقالت جعجع إن منطقة الشرق الأوسط لن تستقر من دون إنهاء الصراع العربي- الإسرائيلي، وأول خطوة على هذا الطريق هي في إعادة الأراضي العربية المحتلة إلى أصحابها وخصوصا في فلسطين المحتلة.
كلام لسيدة معراب يرقى إلى مستوى قمة تونس، التي لن يعرف محلها من الإعراب ما لم تتجه إلى قرارات تندرج تحت الفصل السابع مع استخدام الفيتو ضد أميركا وإسرائيل معا، لا سيما أن العدو لا ينفك عن تلقين العرب دروسا، وهو دخل مدارس فلسطين في أكثر المشاهد ضربا للإنسانية وحقوق الطفل، وفي الساعات الماضية أقدم العدو على اقتحام مدرسة في الضفة واقتاد منها طفلا بعمر السنوات السبع، بتهمة أنه شقيق الشهيد عمر أبو ليلى.
وهذه الحال، أصبح العرب أمام مشهد لا نزاع عليه: أراض عربية تقضم من تحت أقدامهم، وحشية إسرائيلية في الداخل الفلسطيني، قدس صارت مهودة، ومارك بومبيو يعلن بالفم الملآن وبكل ايمان أن "الرب أرسل ترامب إلى الأرض لحماية إسرائيل"، وبموجبه فإن العرب الذين أصابهم رهاب المرشد العام الإيراني، أصبحوا اليوم أمام حكم المرشد العام الأميركاني، وعملية الإرشاد قد تقود الرئيس الأخرق إلى هدايا أخرى لإسرائيل من "كيس العرب" وأرضهم، وربما بينها مزارع شبعا ومرتفعات كفرشوبا والغجر، البقعة المطلة جغرافيا على الجولان.
وفي ملفات الداخل اللبناني، فإنها مطلة على عتمة في التيار الكهربائي. فمؤسسة كهرباء لبنان أصبحت على وقع "كتبنا وما كتبنا ولهلق ما جاوبنا"، وتأخير الاعتمادات سيؤدي إلى زيادة ساعات التقنين بحلول الأسبوع المقبل. أما في خطة الكهرباء الشاملة، فالرياح تجري بما تشتهي السفن، وذلك على توقيت ساعة رجل غامض، يدير لبنان من دون أن يكون له مكتب واحد، خواجة في الغياب، باشا في الحضور على مستوى التعهدات والتلزيمات.