بعد أربعة أسابيع فقط من نيلها ثقة المجلس النيابي، تدخل الحكومة غرفة العناية الفائقة، بفعل الخلاف الناشب بين تياري "المستقبل" و"الوطني الحر". وما يزيد من خطورة هذا الوضع، مجيء وزير الخارجية الأميركي بعد أيام قليلة إلى بيروت، للبحث في مواضيع حساسة تتعلق ب"حزب الله" والغاز البحري والنفط. ويضغط مايك بومبيو على لبنان للقبول بالخط الأزرق حدودا، وبالمنطقة البحرية المتنازع عليها كما هي، وكما يراها فيدريك هوف صالحة في البلوك الرقم 9 من الغاز.
وتأتي زيارة بومبيو بيروت، قبل يومين من سفر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى موسكو، في زيارة وصفت بالمهمة. ويتوقع أن يوجه بومبيو تحذيرات من مغبة عدم الإلتزام بتطبيق العقوبات على "حزب الله" وإيران.
وفيما يقول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إن لبنان لم يخالف هذه العقوبات، يبقى الوضع الحكومي مهتزا بفعل كلام الوزير جبران باسيل على خطوات قام بها الرئيس سعد الحريري، خصوصا في مؤتمر بروكسل المتعلق بالنازحين السوريين. وتؤكد أوساط الرئيس الحريري أن موقفه في بروكسل ظل مقيدا بالبيان الوزاري.
في الغضون، أكد المستشار الاعلامي لرئاسة الجمهورية رفيق شلالا، في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن "المعلومات التي يتم تداولها على مواقع التواصل عن صحة الرئيس عون لا أساس لها"، مشيرا إلى أننا نستعد الأسبوع المقبل لزيارة رسمية إلى موسكو ومن ثم إلى القمة العربية في تونس، وفي وقت لاحق سنلبي دعوة رسمية لزيارة الصين.
إذن، الوزير باسيل في المؤتمر السنوي ل"التيار الوطني الحر" أعاد التأكيد على الثوابت الثلاث: نزوح، فساد واقتصاد. وأضاف باسيل: لا يجب أن أكون وزيرا وقبلت من أجل "التيار" والرئيس والبلد.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
بين بعلبك اللبنانية و"سلفيت" الفلسطينية، الحديث والحدث اليوم، فكيف إذا كان ثمة رابط بين الإثنتين من 17 آذار 1974 إلى 17 آذار 2019... إنه المقاومة.
في مدينة الشمس، لم تغب شمس إمام أقسم، ولم يخفت هدير قسم أمم حقوق الناس، فكانت حركة اللبناني نحو الأفضل، معول فلاح، أنين أم، وقلق مثقف وطالب، وحامل أمانة، فما ضاع حق وراءه وأمامه وفي كل جهاته نبيه يطالب.
هم قسم لكل زمان، بكرامة مواطن وشرف إنسان، عصي على الدهر، لا تنتهي صلاحيته طالما أن هناك منطقة محرومة أو حتى محروم واحد عند حدود الدولة والمجتمع.
في ذلك اليوم المضيء، قبل خمسة وأربعين عاما كان الوعد والموعد: إمام الوطن السيد موسى الصدر يخترق تلك الأمواج البشرية بالآلاف على نية القسم. هم يحملون الأحلام الفتية، وهو يمتشق كلمة السر في برنامج رفع الحرمان والقهر ونصرة المظلومين وشعار: إسرائيل شر مطلق والسلاح زينة الرجال.
من بعلبك أطلق الإمام نداءه الشهير: "هبوا للتدريب فالعدو طامع بأرضنا"، فكانت المعسكرات وكانت "أفواج المقاومة اللبنانية- أمل" وما بدلت تبديلا.
مفاعيل نداء الإمام الصدر قبل خمسة وأربعين عاما، تخطت حدود لبنان، وعلى هدي هذا النداء تأتي مقارعة العدو الصهيوني على أرض فلسطين. هناك سطر الشباب المقاوم اليوم بالذات ملحمة بطولة أخرى أصابت العدو في الصميم. شاب فلسطيني يفتك بمجموعة من الجنود والمستوطنين الصهاينة قرب "سلفيت" بالضفة الغربية، يطعن بعضهم، ويستولي على سلاح أحدهم ويستخدمه ضدهم، والحصيلة ثلاثة قتلى صهاينة وعدد من الجرحى بعضهم في حال ميؤوس منها.
العملية الفلسطينية الجريئة أفقدت العدو صوابه وأصابته بالإرباك، واستدعت دعوة إلى اجتماع إسرائيلي طارىء للمجلس الوزاري السياسي والأمني المصغر.
في لبنان، رصد للاجتماع العادي الذي يفترض أن يعقده مجلس الوزراء الخميس المقبل، لقياس درجات حرارة التضامن الحكومي، واستشعار الاتجاهات السياسية في ضوء موجة السجالات الجديدة على خط التيارين الأزرق والبرتقالي.
هذه السجالات تواصلت في الساعات الأخيرة بين الطرفين، في حرب مقدمات عكستها المحطتان الناطقتان باسميهما. فهل سيتصاعد هذا الاشتباك أم يتم تداركه عبر اتصالات ووساطات لتأمين انعقاد آمن لمجلس الوزراء من جهة، واستقبال طبيعي لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي يزور لبنان في إطار جولة تمتد من التاسع عشر حتى الثالث والعشرين من الشهر الحالي.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"
مرتا مرتا تهتمين بأمور كثيرة والمطلوب واحد.
المطلوب الإبتعاد عن الشعارات الفارغة، والإنخراط في ورشة العمل. المطلوب الإبتعاد عن السقوف العالية والذهاب نحو الإنتاجية. المطلوب مكافحة الفساد بالأفعال وليس بالأقوال، عبر السماح بتطبيق القوانين وعدم التدخل في شؤون القضاء.
محطات كثيرة يشهدها الأسبوع الطالع، تبدأ بالاستمرار بالتحقيقات بملفات الفساد التي كشفتها شعبة المعلومات. ويشهد يوم الثلاثاء إطلاق مؤتمر نحو سياحة مستدامة إستعدادا لبدء موسم السياحة، والأربعاء تعلن جمعية الصناعيين عن حالة طوارىء صناعية بعد التراجع غير المقبول في حجم الأعمال. أما سياسيا فيستعد لبنان لاستقبال وزير الخاجية الأميركية مايك بومبيو يوم الجمعة.
بالتوازي، أقل من شهر على موعد الإنتخابات النيابية الفرعية في طرابلس، المقرر إجراؤها في الرابع عشر من نيسان . واليوم زارت مرشحة تيار "المستقبل" لهذه الانتخابات ديما جمالي، الوزير السابق اللواء أشرف ريفي، وقالت: نحن أقوى بهذه التحالفات، وإن المعركة مستمرة ويجب عدم التهاون بها. أما اللواء أشرف ريفي فقد دعا الطرابلسيين لإسقاط خيار قوى الثامن من آذار، لأن طرابلس لن تكون مرتعا ل"حزب الله".
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
وإن أقفل الصهاينة باب الرحمة في المسجد الأقصى، وهو دينهم وديدنهم عبر التاريخ، فإن الله يفتح ألف باب رحمة ورحمة على أيدي رجال صامدين مقاومين. فمن حيث لم يحسب المحتلون، ومن باب دكان صغير، خرج مقاوم ليفتح أبواب الجحيم على مغتصبي الأرض. ليس المشهد هوليووديا، بل فعل مقاومة.
خرج الشاب الفلسطيني يحمل سكينا صغيرا، يطعن جنديا ويستولي على سلاحه، ليبدأ فصل مثير آخر، يطلق النار باتجاه سيارات المستوطنين والجنود، وينسحب من المكان باتجاه قرية "بروقين"، ويشتبك مجددا مع جنود الاحتلال، بحسب وسائل اعلام العدو. ومع هول الصدمة، وحجم العملية يبدأ العدو بالحديث عن مجموعة منفذين ليبرر استدعاء القوات الخاصة وجماعات المستعربين.
فهل يهرب بنيامين نتنياهو إلى الأمام، وهو المحاصر بملفات الفساد والمتربصين من خصوم سياسيين؟. فالخيارات تضيق أمامه على أعتاب انتخابات الكنيست التي ستحدد مستقبله السياسي، والمجازفة بالتصعيد على قطاع غزة دونها محاذير، ألمحت إليها صحافة العدو سخرية بالقول: العملية في الضفة الغربية على غرار صواريخ غزة، تمت عن طريق الخطأ، في إشارة إلى الصاروخين اللذين أطلقا باتجاه تل أبيب قبل أيام قليلة.
وأيا تكن الخيارات أمام رئيس وزراء العدو، فإن خرق اليوم يثبت أن كل اجراءات القمع والتضييق في الضفة والقدس المحتلتين، لن تمنع مقاوما آخر من أن يشحذ همته ويسير على هدى بطل "سلفيت" ومن سبقوه من الجبارين والأعرج ومطير، وغيرهم كثيرون، ممن دونوا في سجل المقاومين بأن الطريق إلى تحرير فلسطين، كل فلسطين، لن يكون إلا بالرصاصة والسكين، وكل ما ملكت ايمانهم من وسائل مشروعة لمقاومة المحتلين.
المحتلون الذين لا شك يقلقهم اجتماع هام سيعقد غدا في دمشق، يجمع رئيس هيئة الأركان الايرانية ونظيريه العراقي والسوري، والهدف إغلاق كل بوابات الارهاب.
ويبقى الدعاء أن يفتح الله أبواب الرحمة على اللبنانيين، ليعود الوئام بين السياسيين، وينطلق قطار الحكومة، وحتى لا يقفل ما تبقى من باب أو بالأحرى طاقة نور يستمدون منها أملا بالتغيير.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
أسبوع جديد ينطلق غدا محملا بعناوين الأيام الماضية، من النازحين إلى محاربة الفساد، إلى معالجة الأوضاع الاقتصادية والمالية.
على صعيد النازحين، وبعد أيام من مؤتمر بروكسيل، وفي الوقت الذي يستمر الدفع في اتجاه العودة الآمنة، فمن المفيد التذكير أن في لبنان سفيرا معتمدا للدولة السورية، كما أن هناك سفيرا للبنان في دمشق، ما يعني أن العلاقات الديبلوماسية مستمرة بين البلدين، والتواصل مع الحكومة السورية لتأمين العودة الآمنة لا يأتي في سياق المحرمات، بل الضرورات، التي تفترضها المساعي الجدية لعدم بقاء أكثر من مليون ونصف مليون نازح في لبنان، مع ما يرتبه ذلك من أعباء. وفي سياق النشرة حديث مع السفير علي عبد الكريم علي عن الموقف السوري الرسمي.
أما في ملف مكافحة الفساد، فالحراك مستمر على هذا الصعيد، وزاريا ونيابيا وقضائيا. وغدا، ستواصل لجنة المال والموازنة تفنيدها لملف التوظيف العشوائي، في إطار عملها الرقابي الجدي للوصول إلى نتائج، لاصلاح الواقع نعم، ولكن الأهم، لعدم تكرار مسار المخالفات.
وفيما لم يتأكد بعد موعد انعقاد مجلس الوزراء، لا يزال الانتظار مستمرا لمناقشة الحكومة لموازنة العام 2019 وإقرارها وإحالتها إلى المجلس النيابي، مع إصلاحاتها التي تعهدت بها الحكومة ويطالب بها المجتمع الدولي، ليستكمل المسار الايجابي الذي ظهر من خلال طلائع السياح السعوديين والعودة الاماراتية إلى لبنان، كمقدمة لعودة الخليجيين، وما لذلك من انعكاسات اقتصادية ايجابية.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
ماذا يحصل بين تياري "المستقبل" و"الوطني الحر"، وهل المواجهة غير المباشرة بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل، ذاهبة باتجاه التصعيد أم نحو التهدئة؟، مع أن تقديم جواب حاسم ونهائي صعب، لكن المؤشرات تنبئ أن المواجهة الحالية بلغت مداها، وأن الأمور تسير نحو التبريد.
في المعلومات أن الوزير باسيل أوعز إلى نواب تكتل "لبنان القوي" بعدم الإنجرار إلى الرد على مسؤولي "المستقبل"، وطالبهم في تعميم داخلي بالإكتفاء بالقول إنه في خطابه قصد الجميع بمن فيهم رئيس الجمهورية و"التيار الوطني الحر"، وبالتالي فإنه ليس على تيار "المستقبل" أن يشعر أنه المستهدف، بما قاله أمام مناصريه في احتفال البيال.
وعليه فإن الأسبوع الطالع حاسم بالنسبة إلى العلاقة بين الطرفين، والمحك المنتظر جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل، وما ستظهره بالنسبة إلى نوعية العلاقة بين الطرفين. كذلك ثمة إستحقاق ثان يتعلق بزيارة بومبيو إلى لبنان.
لكن المعطيات المتوافرة تشير إلى أن تصاعد الخلاف بين الحريري وباسيل في العمق، لا يتعلق بملف النازحين ولا بملف "سيدر"، وإنما بأمرين إثنين: الأول التعيينات الإدارية وسعي باسيل إلى الإستئثار بالحصة المسيحية، ما يسبب إحراجا للحريري. أما الثاني فسعي باسيل إلى إقرار خطة كهرباء ترتكز على البواخر، وهذا الأمر لم يعد الرئيس الحريري متحمسا للسير به.
في هذا الوقت، مسلسل الفضائح مستمر، فحرب الجمارك مستمرة، وخلية الرشاوى والسمسرة تظهر كل يوم المزيد من الأسماء. أما الجرائم الجرثومية والبيئية فتهدد ما تبقى من مظاهر السلامة في لبنان الأخضر.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
إنها جمهورية الغرائب والمعجزات. في هذه الجمهورية يستطيع "طالب الشهادات" أن يحصل على الـ TS" وشهادة الهندسة في سنة واحدة، ويتوظف، ويصبح رئيس مصلحة.
في هذه الجمهورية ترفع الحصانة عن محامية في قضية عادية نسبيا، ولكن لا ترفع عنها في قضية أكثر خطورة، والسبب في ذلك أن البعض ممن يتخذون قرار رفع الحصانة، لديه حساباته الإنتخابية، خصوصا ان انتخابات النقابة على الأبواب، فتكون "الأصوات" أهم من "التصويت" حتى وإن كانت القضية تستلزم التعمق في ملف خطير جدا هو ملف أطنان من المخدرات.
في هذه الجمهورية يتساجل رئيس حكومة مع وزير في حكومته، فيتبادلان الإتهامات التي لو أخذ بها لكان طرح الثقة هو أضعف الإيمان. ولكن ما إن تهدأ الحروب الكلامية حتى يقال: من يطرق الباب يسمع الجواب، وكأن لا مضاعفات ولا مفاعيل لما يلقى من اتهامات. فإذا كانت خطيرة، فكيف السكوت عنها؟، وإذا كانت هامشية، فلماذا إثارتها؟، إلا إذا كانت من باب "الكلام للكلام" أو من باب "الحكي اللي ما عليه جمرك".
وزير يخاطب رئيسه فيدعوه إلى الإنتاجية بدلا من إضاعة الوقت في السفر، فيرد عليه رئيسه: من عطل تشكيل الحكومة تسعة أشهر، بات حريصا على السؤال عن إنجازاتها. وبعد كل هذا التصعيد، يبدأ تدوير الزوايا في الكلام، فيقال: إنه خطاب تنفيسي أو استيعابي، ولكن بعد ماذا؟.
بعد تسميم الأجواء السياسية والحكومية، والسؤال هنا: هل سينعقد مجلس الوزراء في الأسبوع الطالع؟، وهل انهى الرئيس الحريري فحوصه الطبية في العاصمة الفرنسية، ليعود ويحدد موعدا لجلسة مجلس الوزراء؟، ماذا عن جدول الأعمال، وهل سيتضمن تعيينات؟، أم أن الخلافات بشأنها قد تؤجلها؟. هل ينتقل الوضع الحكومي من شعار: "إلى العمل" إلى شعار "إلى الفشل"؟. هل ستنشغل السلطة بالإعداد لزيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأسبوع الطالع؟.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
طلائع محاربة الفساد رفعت أولا حواجز طائفية، ثم ارتطمت ثانيا بالبلوكات السياسية، وآخر العراقيل إعلان وزارة الاتصالات العصيان القضائي، رافضة إعطاء الإذن بمثول المدير العام لهيئة "أوجيرو" عماد كردية أمام المدعي العام المالي علي ابراهيم، ولو لمجرد الاستئناس برأيه.
وعلى خطى السلف الوزير جمال الجراح الذي نجح في تخطي سباق المئة متر القضائي، فإن الوزير محمد شقير كان "فلتة الشوط"، وكسر حواجز السبق من أوله، فأدى قسم اليمين السلكية واللاسلكية بأنه لن يسمح لمؤسسات فاشلة بمعاقبة المؤسسات الناجحة كهيئة "أوجيرو" والتي تدر أرباحا على الدولة تربو على نصف مليار دولار. وفي اتصال مع "الجديد" رفض شقير السماح بالاستماع إلى عماد كريدية، لأن استدعاءه هو بقرار سياسي ويستلزم معالجة سياسية.
ولفت في كلام وزير الاتصالات أنه احتسب كريدية على جهة سياسية معينة، كما قال جازما "بحرمة" الاستدعاء. وفي محاولة من "الجديد" لاستقصاء رد القاضي علي ابراهيم، بدا المدعي العام المالي في حالة إحباط قضائي، مكتفيا بعبارة "يسكروا هالدكانة".
وعينة القوة الضاربة في وجه محاربة الفساد، نقطة في البحر الطويل لمنظومة الهدر المالية، وقد تسنى ل"الجديد" الاطلاع في جزء ثان على حفنة من المليارات المخصصة لأبواب مغلقة، غير محددة، وإذا جرى تحديدها فإنها تأتي على شكل الغرابة بعينها وتتوزع المليارات على: علاقات عامة، بذور ونصوب وشتول، معارض ومهرجانات، أعياد وتمثيل، مساهمات لا تتوخى الربح، هواتف السياسيين، ونفقات شتى متنوعة وأخرى خالية من التنوع، هي موازنة تحمل على متنها "صدقات جارية" و"بتوفي الندر".
مليارات هائمة لميزانية على سفينة تغرق، لمؤسسات وجمعيات لا تتوخى الربح لكنها تتوخى النصب، والدولة "تفوتر" وتهب وتمنح، وتعلن على السطر نفسه أننا في زمن مكافحة الفساد، فإذا كانت موازنة عام 2018 قد أصبحت من الماضي وصارت أموالها في مجاري الصرف الصحي، فإن العبرة في موازنة العام الحالي، فمن يدعي أنه "ضراب سيوف" بالفساد، فليتطوع غدا في الحرب، ولينزع عن الموازنة أرقامها المنثورة هباء، أطول الطرق في لجنة المال والموازنة، وأقصرها في اقتراح قانون معجل مكرر سيقدمه النائب حسن فضل الله في الجلسة التشريعية المقبلة لخفض هذه النفقات، والتي يصل مجموعها إلى نحو ثمانمئة مليار ليرة لبنانية، وتصويت النواب على هذا المشروع سيبين "القرعة من أم عيون".