أكدت مرجعيات سياحية أن عددا من السعوديين والخليجيين يعتزم المجيء إلى لبنان في الصيف المقبل. هذه المعلومات موثوقة وموثقة، غير ان هناك مخاوف من السجالات السياسية المحلية التي تسيء إلى المسألة وتظهر في الإعلام الفضائي المفتوح على الخارج.
وقد نصحت جهات سياسية بعدم الاستمرار في السجالات وببث الشائعات، داعية إلى شد عصب الحكومة مجتمعة والإنصراف إلى تثمير ما تحقق في مؤتمري "سيدر" و"بروكسل".
وتبقى الأنظار في هذه الأوقات مركزة على جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل، وتطويق السجال الذي اندلع بين "التيار الوطني الحر" وتيار "المستقبل".
كذلك تتجه الأنظار إلى زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بيروت الأسبوع المقبل، في سياق جولته في المنطقة. وتأتي زيارة بومبيو قبل يومين من سفر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى موسكو. وقد أعلنت الخارجية الأميركية أن جولة بومبيو تتم بين التاسع عشر والثاني والعشرين من الشهر الحالي، وتشمل لبنان واسرائيل والكويت.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
يعود الزخم إلى الملفات الساخنة مطلع الأسبوع المقبل، مع عودة رئيس الحكومة سعد الحريري من بروكسل 3. الحريري الذي عرج على باريس لإجراء فحوصات طبية، ستخضع حكومته إلى فحص مخبري في التضامن الحكومي، بعد التصدع الذي أصابها جراء ملف النزوح تاركا العديد من الآثار الجانبية على العلاقة بين تياري "المستقبل" و"الوطني الحر".
آثار تم رصدها في التصريحات المتبادلة عبر المنابر ووسائل الاعلام الزرقاء والبرتقالية، التي استحضرت أمورا تؤجج الخلاف من الإبراء إلى الإفتراء، مرورا بملف الكهرباء الذي يفرض توترا عاليا وعائما من الممكن أن يطير الحكومة إذا لم يتم حله خلاله شهر أو شهرين، أو بالحد الأدنى يفرض تعديلا وزاريا بطلب من رئيس الجمهورية ميشال عون والوزير جبران باسيل، وفق ما يتم تداوله من قبل "التيار الوطني الحر".
على أي حال، فإن الحريري طلب من مؤتمر بروكسيل ثلاثة مليارات دولار، و"إن شاء الله يسمعوا منه"، بحسب ما عبر الرئيس نبيه بري.
الأسبوع المقبل سيشهد أيضا بدء مناقشة الموازنة التي أطلق الرئيس نبيه بري معركة إنجازها.
هذا كله "كوم"، وزيارة بومبيو إلى بيروت "كوم آخر"، فرأس الديبلوماسية الأميركية الذي يحمل في أجندته مواجهة ايران و"حزب الله"، سيكمل ما بدأه مبعوثه ساترفيلد، فكيف ستتعاطى معه القوى السياسية؟، وهل النأي بالنفس ينسحب على عواصم القرار فيدرك لبنان أن ليس أمامه سوى التفرغ موحدا لحماية نفطه وأخذ حقه مع فلسطين المحتلة ترسيما.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"
تداعيات ما انتهى إليه مؤتمر بروكسل، وتحديات المحادثات التي سيجريها في بيروت وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، ستكون العنوان الأبرز للأسبوع السياسي المقبل، وسط اصطفافات دفعت إلى أسئلة بشأن التضامن الحكومي في مواجهة الملفات الساخنة، من بينها النزوح السوري وما يحمله من أعباء اقتصادية ومالية على لبنان، والاصلاحات المدرجة في مؤتمر "سيدر"، وتخفيض العجز في قطاع الكهرباء وانجاز الموازنة.
واليوم، وردا على ما قالته مصادر تكتل "لبنان القوي" ل"وكالة الأنباء المركزية"، بأن زمن الدلع والغنج السياسي انتهى، وخصوصا في ملف اللاجئين السوريين، وأن كلام الوزير باسيل الأخير يأتي لحث الرئيس سعد الحريري على المضي في تأمين انتاجية الحكومة، بدلا من إضاعة الوقت في السفر، استغربت مصادر كتلة "المستقبل" لموقع "ليبانون ديبايت"، كيف أن من عطل تشكيل الحكومة طوال تسعة أشهر، بات حريصا اليوم على السؤال عن إنجازاتها، بعد ثلاثة أسابيع من انطلاقتها.
وسألت مصادر كتلة "المستقبل": كيف ينوي من لم يستعد معتقلا لبنانيا واحدا من سجون النظام السوري، خلال 12 عاما، أن يعيد مليونا ونصف مليون نازح إلى سوريا، علما أن لا أحد يمنعه عن القيام بذلك؟.
وختمت مصادر الكتلة بالقول: بالنسبة لنا، طريق الحكومة للإنجاز واضح، وقد تضمنه البيان الوزاري، وحدده الرئيس سعد الحريري في أكثر من مناسبة، ولا سيما في جلسات الثقة. أما إذا كان البعض يعتقد أنه يحقق إنجازات بالخطابات الشعبوية والمزايدات الفارغة والنكايات، فلا شك أنه مخطىء، فالزمن زمن العمل من أجل مصالحِ كل اللبنانيين، وليس زمن انتخابات وخطابات شعبوية لا تنجز شيئا.
وبعيدا من الضجيج الكلامي، فإن عودة رئيس مجلس الوزراء إلى بيروت عائدا من باريس، بعد زيارة خاصة لإجراء فحوصات طبية، ستعيد تفعيل العمل الحكومي وفق المسار الذي رسمه البيان الوزاري.
وفي باريس اليوم ساحة حرب حقيقية، تدمير وحرق عدد كبير من المحال والسيارات في احتجاجات السترات الصفراء الأسبوعية. أما نيوزلندا فشيعت، وسط أجواء الصدمة والحزن، ضحايا الاعتداءين الإرهابيين، في وقت مثل السفاح الأوسترالي أمام المحكمة.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
مطولا سيبقى العالم في صدمته الناجمة عن الهجوم الارهابي الوحشي في نيوزيلندا، وها هي التوقعات تذهب إلى احتمال تكرار هذا المشهد السوريالي في إجرامه إلى حيث أمعن الالغائيون تحريضا ودفعا للقتل. ما حصل بالأمس في زاوية من أهدأ زوايا العالم، يضرب الإنذار في أغلب الدول المهيئة بأيدي حكامها لمثل هذه الأفعال التي كانت قرينة لنشأة بعضها تاريخيا.
وتفرض حادثة نيوزلندا وقاية مسبقة، عبر نشر خطاب التسامح مقابل فكر التطرف الذي قالت شبكة "سي ان ان" إنه قابل لانتاج جيل من الارهابيين في أميركا أشد قسوة من "داعش"، ويكون لدونالد لترامب الحصة في اطلاق ظاهرته جراء ما يمارسه ضد المهاجرين وغيرهم.
أحدث الشواهد على الاجرام الذي فتك بالمنطقة مؤخرا، ويمكن أن يتكرر بأوجه أخرى، يأتي اليوم من ناحية بلدة كوجو في شمال العراق التي تستعيد رفات المئات من أبنائها وبناتها الأيزيديين من المقابر الجماعية التي خلفها الارهابيون فيها، فيما لا يزال مئات آخرون من أبناء البلدة نفسها في عداد المفقودين والمسبيين.
في المشهد اللبناني، خطاب التهدئة يبقى الأكثر طلبا، خاصة مع السجالات التي تحط فجأة على الساحة السياسية وتهدد استقرارها، فالرسائل نارية بين "التيار الوطني الحر" وتيار "المستقبل"، أطلقتها عودة النازحين وحماها التوتر العالي إلى ملفات أخرى. لكن لا داعي للقلق، قالت مصادر الطرفين ل"المنار"، فالرسائل قد وصلت والصدارة الاستقرار وحكومة إلى العمل، أضافت المصادر. ورغم القيل والقال فإن الملفات المفتوحة لن تشوش عليها السجالات، ولن يغلقها النسيان، طالما أن المواطنين والصادقين بمعركة محاسبة الفساد عند خياراتهم، والمعركة الحقيقية كما القرار: اما محاربة الفساد ووقف الهدر، أو الذهاب إلى المجهول.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
بات من نافل القول إن الأولويات الأساسية عند رئيس البلاد العماد ميشال عون، هي معالجة أزمة الكهرباء المزمنة، والانتهاء من مشكلة النفايات ومكافحة الفساد، وإقفال ملف النازحين بما يكفل أمن العائدين وأمان اللبنانيين السيادي والاقتصادي والاجتماعي، والتصدي للعجز المتنامي عبر اصلاحات بنيوية مؤسساتية هيكلية جذرية.
النازحون قضية وطنية جامعة تخص المسيحيين والمسلمين، حلفاء وخصوم. وتلقي بثقلها على جيل بكامله من شاباتنا وشباننا الذين يتخرجون للخارج وتستنزف عافية البلد وموارده وتهدد الجغرافيا والديمغرافيا، وتدفع بالوضع الاقتصادي تدهورا وتدحرجا. والهاجس الأهم عند اللبنانيين هو ليس ماذا يمكن أن يحصل للنازحين إذا عادوا بل ماذا سيحصل للبنانيين إذا بقي النازحون في لبنان؟.
مضى شهر ونصف الشهر على تشكيل الحكومة. فترة السماح والانتظار تكاد تنفذ. اللبنانيون موعودون بالأمل والعمل لا بالسجالات وخيبة الأمل. الجميع مسؤولون ويتحملون المسؤولية، والكلمة التي ألقاها الوزير جبران باسيل في الذكرى ال30 ل14 آذار، قصد بها الجميع بمن فيهم "التيار الوطني الحر" ورئيس الجمهورية، فلماذا اعتبر البعض انهم وحدهم معنيون بموقف باسيل؟.
الأولوية للأفعال الاقتصادية الانقاذية وليس للمواقف السياسية السجالية.
الاستحقاقات تتراكم وتتقادم . وزير الخارجية الأميركية في بيروت الأسبوع الطالع. رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في موسكو في 25 الجاري، ونتائج مؤثرة منتظرة من الزيارة إلى عاصمة القياصرة، وتعيينات مرتقبة في الأسابيع المقبلة. انتخابات اسرائيل التشريعية تقترب في نيسان، وقد يرتكب نتنياهو حماقة من نوع أن يشن اعتداء أو ضربة في لبنان أو سوريا للتغطية على فساده وللتعمية على اخفاقاته الداخلية.
الحكومة أمام امتحان العمل، كما شعارها، لا الجدل، وهو ما لا يتمناه أي مخلص وصادق.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
أسست الإشتباكات العنيفة بين تيار "المستقبل" و"التيار الوطني الحر"، لأزمة غير مسبوقة بين الطرفين، ستكون لها تداعياتها على عمل الحكومة، فركنا التسوية لا يختلفان منبريا في زمن الإنتخابات النيابية- علما بأنهما لم يختلفا آنذاك- بل يختلفان عاموديا على كل الملفات.
فعندما يتهم وزير الخارجية رئيس حكومته بأنه ضالع في مؤامرة إبقاء النازحين السوريين في لبنان، ويختلف معه على مسألة التطبيع مع سوريا، ويعتنق مفاهيم "حزب الله" في الداخل والإقليم، وينفض الغبار عن كتاب "الإبراء المستحيل"، فإن هذه الإختلافات لا بد أن تؤدي إلى أمر من إثنين، إما تراجع أحد الفريقين للآخر، أو إسقاط الحكومة والإتيان بغيرها وإختيار شخصية غير سعد الحريري لرئاستها. ولا ينفع تلطيف الأمور وتفسير الهجمات المتبادلة، على أنها محاولة حض على الخروج من الكسل، ودعوات إلى "التشمير" عن السواعد والإنصراف إلى العمل.
والمنطق التمويهي يفترض أن الفريقين الرئيسين في الحكومة يتفقان أقله على ملف الكهرباء والنفايات، وعلى خطط واحدة للنهوض الإقتصادي، وهذا غير صحيح على الإطلاق. والرهان الآن لا يقوم على السعي للتوصل إلى هدنة موضوعية تعيد الحكومة إلى العمل والإنتاج، ولو بالحد الأدنى، بل الرهان قائم على أن مساعي التبريد والتخدير ستؤتي ثمارها من الآن وإلى أن يعود الرئيس الحريري من باريس، حيث قيل أنه يخضع لفحوصات طبية روتينية.
في هذه الأجواء الداخلية المحمومة والمكشوفة، يصل وزير الخارجية الأميركية بيروت، ولغرابة الصدف انه آت للبحث في نفس الملفات الخلافية مع نفس القيادات اللبنانية المنقسمة حول كل الملفات، أي أن بومبيو سيقابل أكثر من لبنان الرسمي خلال زيارته، وهنا تكمن المشكلة.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
إنه جنون السياسة بمفهومها اللبناني، الذي يضع البلاد بين فترة وأخرى على حافة الانهيار، مرة الاقتصادي ومرة المالي ومرة السياسي، ليتبين بعد ذلك، أن كل ما قيل وما سيقال لا يتعدى التصادم السياسي لأن الاشتباك الفعلي غير وارد على الأقل حتى الساعة.
فكلام وزير الخارجية جبران باسيل العالي السقف، ورد تلفزيون "المستقبل" ومن خلف تلفزيون "المستقبل" عليه، ليس اشتباكا إنما هو قواعد سياسية جديدة تفترض مع كل هجوم كلامي تصديا قاسيا.
تقول مصادر كتلة "المستقبل" إن كلام باسيل الذي لا يصرف في أي مكان، خيض على 3 محاور:
- محور بروكسل وعودة النازحين التي حرص الرئيس الحريري على استخدام حرفية ما جاء في البيان الوزاري حولها عندما تحدث عن العودة الآمنة.
- محور العودة إلى سوريا التي تساءلت هذه المصادر: لماذا لم تحصل حتى الساعة على الرغم من مساعي اللواء عباس ابرهيم وزيارات الوزراء المتكررة إلى دمشق وموافقة الحكومة على المبادرة الروسية؟.
- محور الفساد و"الابراء المستحيل" الذي أصبح افتراء مستحيلا على الرغم من التمسك بضرب الفساد إنما عبر تطبيق القوانين.
وانطلاقا من تفنيد هذه المحاور، تتساءل مصادر كتلة "المستقبل": ما الذي يريده وزير الخارجية؟، هل يريد تقديم أوراق اعتماد جديدة ل"حزب الله" ذات أهداف رئاسية قبيل زيارة نظيره الأميركي مايك بومبيو، أم هو يريد فعلا أن يقلع العهد ومعه حكومته الأولى بالعمل، لأننا نحن، تقول هذه المصادر، لا نريد تعطيل الحكومة؟.
المصادر المقربة من وزير الخارجية، اعتبرت من جهتها أن كلام باسيل لا ينطوي على أي خلاف، إنما يهدف إلى مقاربة جديدة للأمور في موضوع عودة النازحين، وهي تكون أو لا تكون، وفي مقاربة صفر الفساد، إضافة إلى عدم النية لدى "التيار الوطني الحر" بالسيطرة على مؤسسات الدولة.
هذه المصادر تساءلت: لماذا اعتبر تيار "المستقبل" والرئيس السنيورة نفسيهما مستهدفين، فيما المطلوب مقاربة سليمة للأمور؟.
بين هذين الخطين، وقف اللبنانيون في الساعات الأخيرة، فيما نقل زوار رئيس الجمهورية عنه اليوم قوله: إنها السياسة اللبنانية وطريقة ممارستها، وما نشهده مسألة طبيعية وهناك مفهومان مختلفان لمقاربة الأمور داخل الحكومة. أما من يراهن على تعبي فكما راهن على عدم وضع قانون للانتخاب وفشل، فسيفشل إذا ما راهن على أن الاصلاح لن يحصل، قال العماد عون.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
إعادة فرز سياسي حتمه مؤتمر بروكسل للنازحين السوريين، والمنعقد على نية بقائهم حيث يصرف لهم، شرط عدم التفكير بالهجرة إلى أوروبا. ومع المليار والربع الممنوحة على الورق، استحصل لبنان على خلافات شقت التيارات السياسية، واندلعت الحرب من محطة "المستقبل" التلفزيونية باتجاه وزير الخارجية جبران باسيل. فيما شهدت المختارة على مؤازرة وليد جنبلاط، في ذكرى اغتيال والده الزعيم كمال جنبلاط.
ومطر أعالي الجبل، تشارك فيه "التقدمي" و"المستقبل"، بوصول النائبة بهية الحريري التي أعلنت أن "سعد ما بينخاف عليه". فيما كان الكلام الأبعد مدى للوزير وائل أبو فاعور، الذي كشف عن معلومات يملكها "الاشتراكي" بشأن العائدين من النازحين إلى سوريا. وسأل وزير الصناعة: هل تملك الدولة معطيات حقيقية عما يحصل، وهل صحيح أن قسما كبيرا من الرجال الذين أعيدوا بموجب بعض المبادرات اللبنانية قد تم إعدامهم؟.
و"الجديد" حملت هذه الأسئلة إلى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، أحد الضالعين في مبادرات العودة بموجب ضمانات من الدولة السورية، فأعلن أنه جاهز للمراجعة حول ملف أي نازح عائد إلى سوريا عن طريق العودة الطوعية والمنظمة بين السلطات السورية المعنية والأمن العام. وقال إن تسجيل أسماء النازحين طالبي العودة مستمر وبصورة طبيعية، ولم نتبلغ أن أي جهة تقدمت بشكوى في هذا الخصوص.
والنزاع السياسي الناشئ على النزوح، هو واحد من سلة "نكد" أفرغت مرة واحدة بين طرفي "التيار" و"المستقبل"، ودخل على خطها "الاشتراكي" خرزة زرقاء مساندة ملف النزوح والعودة.
وفي السلة القابلة لاعادة التفاوض: خلافات ناشئة بأزمتي التعيينات والكهرباء. لكن طرفي الحريري وباسيل يتنازعان التعيينات خارج الآلية الموضوعة، والتي صاغها الوزير محمد فنيش، وأبدى الجميع تأييده لها، فإذا احتكما إلى هذه الآلية تنتفي المشكلة ويسقط الجدل الأول، غير أن النية غير موجودة لا للتعيين وفق آليات قانونية، ولا لإصلاح جدي أو الاحتكام بمحاربة الفساد إلى القضاء.
ويكفي الاستماع إلى مقابلة وزير الاتصالات محمد شقير على اذاعة "صوت لبنان"، مدافعا عن مدير عام "أوجيرو" عماد كريدية، لنكون على يقين بأن أي موظف محمي لن تكتب له المساءلة. وقد رفض شقير إعطاء الاذن لمثول كردية أمام المدعي العام المالي علي ابراهيم، وبرر عدم موافقته على تقديم الرجل إلى القضاء بأن كريدية "بيحب لبنان"، لكن إذا "بتحب لبنان حب قضاؤا"، والقضاء يقرر ما إذا كان مدانا أم بريئا.
أما إذا اتبع شقير خطى سلفه جمال باشا الجراح، في رفض الامتثال لحضور أي من جلسات الاستماع أمام القضاء، فوجب عنذئذ سحب المدير مع وزيره إلى اقرب نظارة عدل، ومن هنا تبدأ خطوات الاصلاح، وطبقا لشعار الشهيد رفيق الحريري نفسه بأنه "ما حدا أكبر من بلدو".
وليس الوزراء والمدراء يتجرأون على قضائهم، إذ أن إدارة الجمارك تقدم نموذجا آخر من ضروب هدم أبواب الدولة، فتقرر تعيين متهمين بالفساد في هيئة مكافحة الفساد، والعنبر رقم 19 هو عينة من عنابر البلد الضالع في رشوة مزمنة. وفي هذه النشرة "افتح يا سمسم" مرة جديدة.