الإرهاب لا دين له ولا طائفة ولا حتى بلد.
الإرهاب الذي ضرب نيوزيلندا نفذه رجل بأعصاب هادئة وبأسلحة عدة في مسجدين.
العملية الإرهابية هذه أدت الى مقتل وجرح العشرات من المصلين.
هدف الإرهابي وفق ما قاله منع الغرباء واللاجئين من المجيء والإقامة في نيوزيلندا وأوروبا.
الإرهاب ضرب في مكان آخر من هذا العالم أيضا، فقد استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي مئة موقع في قطاع غزة، والسبب سقوط صاروخين في تل أبيب حسبما قاله الناطق باسم جيش الحرب الإسرائيلي، رغم نفي حركتي حماس والجهاد المسؤرولية عن سقوط الصاروخين.
وعلى ما يبدو فإن الأمر مدبر في إطار الحرب الإنتخابية التي يخوضها نتنياهو.
محليا الطقس الماطر حديث الناس وهو يستمر غدا أيضا قبيل حلول فصل الربيع.
وهناك جانب آخر من حديث الناس يتعلق بدهم قوى الأمن أربع مستودعات فيها مواد فاسدة بالأطنان.
سياسيا لا جديد بإنتظار مجيء وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وأيضا بإنتظار ورشتي العمل في مجلسي الوزراء والنواب.
مقدمة نشرةاخبار تلفزيون "ان بي ان"
من مدينة الصلاة في فلسطين المحتلة الى مساجد الله في نيوزيلندا، محاولات اختراق مرض خبيث اسمه العنصرية بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه.
في المسجد الأقصى المبارك إرهاب دولة يقفل باب الرحمة أمام المصلين ويعتدي عليهم، وفي مسجد النور إرهابي ظلامي يستنسخ الجرائم الاسرائيلية ويفتح النار من خلف المصلين، فيقتلهم بدم بارد وهم يقفون بين يدي الله.
إنه الارهاب نفسه يثبت مجددا أنه لا ينتمي الى دين ولا يمر بجانب الانسانية، بيد انه خلطة من الشعبوية والقومية التي تولد تطرفا يمينيا يحول الموت الى لعبة.
إنه الارهاب نفسه والمفارقة بين مشهدي الأقصى والنور أن الإسرائيليين الغزاة يستبيحون الأرض وأهلها، في ظل سياسة التهجير وتحت رعاية وصمت دوليين، وأن سفاحي نيوزيلندا ينظرون الى مواطنين في دولتهم يختلفون عنهم فقط في الدين ويتساوون معهم في كل شيء على أنهم غزاة يجب ترحيلهم، هو فصل من فصول الكيل بمكيالين وسياسة الصيف والشتاء تحت سقف واحد هي النازية والصهيونية وجهان لارهاب واحد.
ولعل أبلغ ما يؤكد ذلك هو بيان منفذ المجزرة الذي أكد دعمه للرئيس الأميركي دونالد ترامب كرمز للهوية البيضاء المتجددة، في إشارة الى التطرف الذي يبديه الأخير إزاء المهاجرين وتحديدا المسلمين.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المستقبل"
تصريحات تنسى البيان الوزاري الذي نالت الحكومة على اساسه ثقة المجلس النيابي، وتضرب عرض الحائط بمبدأ التضامن الوزاري، لتغطية السموات بالقبوات.
خطاب اعتبر ان مؤتمر بروكسل للنازحين السوريين هدفه تمويل بقائهم في مكانهم , وتجاهل ان معالجة هذا الملف تمر بالتفاهم مع المجتمع الدولي عبر العودة الآمنة التي اقرتها قمة بيروت , وتضمنها البيان الوزاري للحكومة، وعبر تأمين المساعدات , ليواجه لبنان الاعباء الاقتصادية والاجتماعية لهذا اللجوء.
فليتفضل مقدمو أوراق الاعتماد للممانعة بإعادة النازحين، فلا احد يمنعهم وهم يوفدون الوزراء الى دمشق، فوق التفويض الرسمي المعطى الى اللواء عباس ابراهيم بالتنسيق مع الجانب السوري، اضافة الى المبادرة الروسية التي تتعاون معها الحكومة.
الا يزعمون, ان العلاقة مع سوريا طبيعية، متجاهلين موقف الجامعة العربية، وان لبنان جزء من هذه الجامعة ويلتزم ميثاقها؟ فهم يريدون تطبيع العلاقة مع نظام بشار الاسد, الذي يضع رئيس حكومتهم على لوائح الارهاب , وأرسل ميشال سماحة محملا بمتفجرات الحب والعلاقات الاخوية، وهو نفسه من فجر مسجدي التقوى والسلام , حاصدا اكثر من خمسين شهيدا لبنانيا.
يعرفون ان هذا الملف غير قابل للمساومة، وأن الفساد يبدأ هنا، ولا تنازل عن الثوابتن قالها منذ زمن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري.
اما الكلام عن محاسبة الفساد ,وادعاء البطولات, داخل مجلس الوزراء, في وقف صفقات ومناقصات , فهي مزحة سمجة , والأحرى الالتزام بالقوانين عبر الافعال , بدلا من الشعارات الفارغة، وهذا ملف فتح ولن نغلقه، مهما اشتدت محاولات الضغط ، وآخرها ما يحصل في القضاء عبر حصر صلاحية ملفات مكافحة الفساد, بالنواب العامين.
اخيرا، يقولون إن الابراء المستحيل أصبح قانونا، وهم يعرفون أنه الافتراء المستحيل، وأن واضعيه قدموه أوراق اعتماد لدى حزب الله، ضمن أجندات خاصة لا علاقة لها بالاستقامة السياسية. أوراق اعتماد متناثرة لن توصلهم الى مكان فيما هم غير آبهين انها قد تمنع البلد والعهد من اي انجاز.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"
في حادثة لم تشهدها نيوزيلندا في تاريخها، مذبحة قام بها شاب لم يبلغ الثلاثين أدت إلى مقتل خمسين شخصا داخل أحد المساجد وإلى سقوط نحو اربعين جريحا.
حادثة إطلاق النار استغرقت نحو سبع عشرة دقيقة، وهزت العالم خصوصا انها وقعت في بلد يعتبر في الطليعة من حيث الإستقرار وهدوء الحياة اليومية، لكنه أثبت أن الإرهاب عابر للقارات وللجغرافيا وأنه إرهاب معولم بحيث لم يعد هناك أي بلد في مأمن منه.
في ملف آخر، الأسبوع المقبل أسبوع أميركي بامتياز في المنطقة، وزير الخارجية مايك بامبيو في جولة تشمل لبنان واسرائيل والكويت وقبرص، ويبدو من خلال بيان الخارجية الاميركية ان ملف الغاز سيكون أولوية حيث ورد في البيان ان بومبيو سيجري محادثات مع زعماء قبارصة ويونانيين في القدس في شان أمن الطاقة في البحر المتوسط.
لبنانيا، يتابع المسؤولون ما أسفر عنه مؤتمر بروكسل للنازحين السوريين، خصوصا انه لم يتوضح بعد حجم المساعدات التي ستخصص للبنان، وسيتوضح هذا الأمر بعد ان تكتمل عودة الوفد اللبناني من بروكسل إلى بيروت.
لبنانيا أيضا، سيكون الاسبوع الطالع محطة إضافية لمتابعة ملفات الغش والفساد، ولاسيما ملف الشهادات الجامعية المزورة، والتي في كل يوم يتكشف حجم الضرر التي سببته وتسببه هذه العمليات، وما تعني من تفلت على المستوى الجامعي واستعمال هذا الغش للوصول إلى أعمال وشركات بطرق ملتوية، ويبدو ان هذا الملف سائر إلى أبعد درجات التوسع.
وسط كل هذه الملفات، يطل بصيص أمل، جسر جل الديب يفتتح غدا، فبعد مضي نحو عشرة أعوام على تفكيك الجسر الحديد القديم، وبعد معاناة المنطقة والاوتوستراد من اختناق السير على مدى عشرة أعوام، بنهاراتها ولياليها وبكل فصولها، يفتتح الجسر صباح غد بعد عامين من الأشغال وبعد تأخير في موعد التسليم، وكل التضرعات والشفاعات من المارين أن يخفف اختناق السير في هذا الشريان الحيوي.
وسط كل هذه الملفات، من نيوزيلاند إلى جسر جل الديب، وما بينهما من ملفات تبدأ بجولة وزير الخارجية الاميركي وتصل إلى ملفات الغش والفساد، لم يجد رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع سوى التركيز على ملف قال القضاء كلمته في حكم البداية.
لم يكتف جعجع بالإستئناف بل عاود الهجوم على القاضية فاطمة الجوني، فبعدما وصفها في تعليق له على الحكم بأن لديها "طعجة" عاود اليوم هجومه فوصف الحكم المحكي عنه بأنه "مختل المنطق، فاقد الشرعية".
لم يتوقف عند هذا الحد، أو الإكتفاء بتقديم الإستئناف بل تحدث عما قال إنه "الحق بمراجعة التفتيش القضائي لتقديم شكوى رسمية بحق القاضية في ما رآه عيوبا جوهرية في حكمها تستوجب اتخاذ التدابير اللازمة بحقها، كما لم يتوقف عند هذا الحد بل تحدث عن سلوك قضائي رأى فيه خطرا كبيرا".
من "الطعجة" إلى "حكم مختل المنطق" ثم مناشدة الرؤساء الثلاثة ووزير العدل "التوقف مطولا عند الانحراف الجوهري الذي طبع الحكم موضع الشكوى، واتخاذ كل التدابير اللازمة"، هذا الهجوم على القاضية الجوني، هل كان ليحدث لو أن الحكم جاء بغير ما صدر؟ هل يحق لأي سياسي موجود في السلطة أن يستغل هذه السلطة لشن حملة على حكم قضائي لم يأت وفق رغباته؟
أين كانت هذه الحملة على القضاء حين جاء قرار القاضي فادي عنيسي؟ هل يكون القضاء عادلا إذا جاء لمصلحته ويكون "مطعوجا" أو "مختل المنطق" حين لا يكون لمصلحته؟
في مطلق الأحوال انشغالات الناس في مكان آخر، وكذلك انشغالات السياسيين، ونسيان كل الملفات للتوقف عند حكم قضائي يعني أن معيار مقاربة الملفات ليس صحيا.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "الجديد"
الحدث المروع جاء من أكثر الدول سكونا، من نيوزيلندا عاصمة الهدوء في العالم ومنها أطل داعش الغرب ليحاور داعش الشرق في الإجرام، فكان مشهد الحقد الاستعراضي المنقول مباشرة عبر الفيسبوك لسفاح أسترالي أفرغ الكراهية ودللها بالموسيقى وبالكراهية.
الاقرب جغرافيا كانت إسرائيل - سيدة الإجرام الأولى، تختبئ تحت سابع أرض تخوفا من صاروخين فقط صاروخان فقط من قطاع غزة المحاصر إلى قلب تل أبيب، وحدهما هزا وهزأ كيان العنكبوت وبثا الخوف في أرجائه، وهددا المستقبل السياسي لنتنياهو الذي كان قبل يومين يتباهى بأن حكومته على اتصال بست دول عربية وإسلامية مصنفة من البلدان "المعادية لإسرائيل" وانفجار الصاروخين في قلب فلسطين المحتلة أصاب أصدقاء لإسرائيل من أهل وارسو، المتهافتين وجالسي القرفصاء على التطبيع المجاني مع العدو.
والفلسطينيون بصاروخين اثنين يستعيدون وهج المقاومة التي يسعى المطبعون لإطفائه، وهو النهج الذي سيدفع تل أبيب إلى طلب التفاوض، فعندما كانت منظمة التحرير ترفع البندقية والكفاح المسلح شعارا ونهجا وممارسة، استجدت إسرائيل السلام معها بأي ثمن وشغلت الوسطاء للقبول بمبدأ التفاوض، وعندما كانت مصر وسوريا تقودان المواجهة انهالت عروض السلام على أفكار لاسترجاع الارض المحتلة بما فيها القدس، وفي ذروة حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل أواخر الستينيات كان ضرب العدو يضرب ألف حساب قبل وضع حجر واحد في المستوطنات.
صاروخان فقط يمكن أن يعيدا عقارب الساعة الى الوراء فماذا لو دخلت إسرائيل في حرب استنزاف بفرعها الثاني بعد أكثر من خمسين عاما، احتسب العدو أيامها بألف ليلة وليلة؟ والجواب لن تتحمله قبة حديدية منتهية الصلاحية أصابها الصدأ وبلغة العقارب تمكن مؤتمر بروكسل للنازحين من لدغ لبنان عبر خطة تبقي الحال على ما هي عليه، مع تعويض مالي تحت مسمى المساعدات، ومن المليارات السبعة الممنوحة افتراضيا في المؤتمر ستكون حصة لبنان مليارا وستمئة مليون دولار، لكن هذا المبلغ سيكون عربون صداقة لبقاء النازحين في البلدان المضيفة ومنها لبنان، حيث شدد البيان الختامي للمؤتمر على توفير الدعم المستدام لهم في دول الجوار، ولم يشر البيان الختامي الى أحد عشر مليونا داخل سوريا في حاجة الى مساعدات، من بينهم أكثر من ستة ملايين من المشردين في الداخل وأكثر من مليوني شخص خارج المدرسة في سوريا،. لكن البيان التفت في المقابل الى المعارضين السوريين النازحين الى الفنادق ومرفهي العيش، الذين يسافرون بين باريس وإسطنبول والرياض، وقرر الاجتماع بهم للاطلاع على مأساة نزوحهم وحاجاتهم.
ومن سطور بيان بروكسل يتضح أنه مؤتمر لدعم الدول الاوروبية وتجنيبها نزوح النازحين الى عواصمها، وهذه الدول مستعدة لدفع المال في مقابل بقاء السوريين حيث هم لذلك جاءت صواريخ جبران باسيل بالامس لتضرب في مكانها وتصيب اهدافها قائلا: اما عودة نازحين وإما لا حكومة لافتا إلى أن "دولا كبيرة تمنع عودة النازحين إلى بلادهم وان مؤتمرات مثل بروكسل تمول بقاء النازحين ونحن نريد مؤتمرات تعيدهم الى بلادهم ولا يعتقد أحد انه يقدر أن يغرينا بمساعدات مالية، أو ان يهددنا بحصار مالي فبالنسبة الينا "سيدر" هو رزمة إصلاحات لمصلحة بلدنا، وفي اليوم التي يستعملها احد ليفرض علينا قروضا مقابل النزوح، نجيبه: ما بدنا لا قروضك ولا نزوحك، فلبنان أرضه وهويته ورسالته أغلى من كل أموالك، وعلى جرأة هذا الموقف فإن مضمونه اغلى من المليارات السبعة ومن بروكسل واحد واثنين وثلاثة، وما سيتفرع عنها من مؤتمرات ورقية.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"
مجددا، لا لون للارهاب ولا دين.
ومرة أخرى، لا خلاص من التطرف بالأمن فقط، بل بتعزيز نماذج العيش الواحد والشراكة، كما في لبنان كذلك في كل العالم، ومن هنا "أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" التي طرح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إنشاءها على ارض لبنان في خطابه امام الجمعية العمومية للامم المتحدة في ايلول 2017، والتي تابع وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية مسار تأسيسها في باريس قبل أيام.
ومن باريس إلى بروكسل، حيث لا تزال ارتدادات كلام رئيس الحكومة سعد الحريري حاضرة على الساحة الداخلية، اذ تحدث بوضوح عن التزام الحكومة اللبنانية أي مبادرة تحقق العودة الآمنة للنازحين السوريين، وهو موقف رأى وزير الدفاع الياس بو صعب في حديث للـ OTV أنه يشكل انتصارا للديبلوماسية اللبنانية، وأنه لا يتعارض بأي شكل من الأشكال مع مواقف وزير الخارجية جبران باسيل الذي حذر خلال عشاء التيار الوطني الحر أمس في ذكرى الرابع عشر من آذار، من الموقف الدولي من ملف العودة، ومن استخدام المساعدات الدولية في سياق لا يصب في مصلحة لبنان.
وفي الموازاة، لا يزال اللبنانيون يعلقون الآمال على تحقيق الحكومة خطوات نوعية على مستوى الداخل، في مكافحة الفساد وتفعيل الاقتصاد الى جانب ملف النزوح، وإلا فلا حكومة، كما قال باسيل أيضا أمس، علما أن ملف الكهرباء يشكل اشارة واضحة الى المسار الذي ستسلكه الامور فور طرح الخطة المحدثة على مجلس الوزراء. هذا مع الاشارة، الى ان ملف الفساد في العدلية خطا خطوة اضافية نحو الامام في المدة الاخيرة، اذ تشير معلومات الـ OTV الى ان مرافق المدعي العام التمييزي موقوف.
لكن، قبل الدخول في كل تلك التفاصيل، نشير إلى ان بعد انتظار دام اكثر من سبع سنوات، جسرا جل الديب الجديدان سيصبحان سالكين اعتبارا من السادسة من صباح الغد، على أمل أن يسهما في الحد من أزمة السير على الاوتوستراد الساحلي، الذي لا يزال يحتاج، مع الطرقات الداخلية في المنطقة، لاستكمال التأهيل حتى يعتبر المشروع منجزا بشكل كامل
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ام تي في"
هكذا وصفت رئيس الوزراء النيوزيلندية الاعتداء الارهابي الذي استهدف مسجدين في بلدها واسفر عن مقتل خمسين شخصا حتى الان، لكن الجمعة الاسود الذي اثار حالة استنكار في كل انحاء العالم يمكن ان يكون ليس احد احلك الايام في تاريخ نيوزيلندا فحسب، بل في تاريخ العالم اجمع، اذ ان المجزرة المزدوجة اثارت الخوف من تنامي ظاهرة العنف والكراهية مستقبلا، ومن تهديد نظرية التعايش بين الاديان وتثبيت نظرية صراع الحضارات.
في لبنان العاصفة الامنية القضائية مستمرة، فالفضائح تتوالى كاشفة الكثير من الوقائع والمواقع والاسماء، والابرز اليوم توقيف احد مرافقي المدعي العام سمير حمود بجرم تعاطي رشوات بالنسبة الى مؤتمر بروكسيل.
الجميع في انتظار عودة الرئيس الحريري لرصد حقيقة موقف الدول من مسألة النازحين، علما ان المؤشرات الاولية لا تبعث على الارتياح ولا سيما في ظل عدم وجود رؤية لبنانية رسمية واحدة لمعالجة الملف الشائك والمتفجر.
من مدينة الصلاة في فلسطين المحتلة الى مساجد الله في نيوزيلندا محاولات اختراق مرض خبيث اسمه العنصرية، بيوت امن الله ترفع، ويذكر فيها اسمه فإن المسجد الاقصى المبارك ارهاب دولة يقفل باب الرحمة امام المصلين ويعتدي عليهم وفي مسجد النور ارهابي ظلامي ستنسف الجرائم الارهابية ويفتح النار من خلف المصلين ويقتلهم بدم بارد وهم يقفون بين يدي الله.
انه الارهاب نفسه يثبت مجددا انه لا ينتمي الى دين ولا يمر بجانب الانسانية بيد انه خلطة من الشعبوية والتوجيه التي تولد تطرفا يمينيا يحول الموتى الى لعبة. انه الارهاب نفسه والمفارقة بين مشهدي الاقصى والنور.
ان الاسرائيليين الغزاة يستبيحون الارض واهلها في ظل سياسة التهجير وتحت رعاية وصمت دوليين، وان سفاحي نيوزيلندا ينظرون الى مواطنين في دولتهم يختلفون عنهم فقط في الدين ويتساوون معهم في كل شيء على انهم غزاة يجب ترحيلهم.
هو فصل من فصول الكيل بمكيالين وسياسة الصيف والشتاء تحت سقف واحد هي النازية والصهيونية وجهان لارهاب واحد. ولعل ابلغ ما يؤكد ذلك هو بيان منفذ المجزرة الذي اكد دعمه للرئيس الاميركي دونالد ترامب كرمز للهوية البيضاء المتجددة في اشارة الى التطرف الذي يبديه الاخير ازاء المهاجمين وتحديدا المسلمين.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"
لأن الارهاب فعل ثقافة عنصرية، وليس انتماء ديانة كان عابرا للمذاهب والاديان والمناطق والالوان، وابشع الوانه اليوم مذبحة نيوزيلندا غير المعزولة عن ذاك الفعل الذي ادمى العالم.
ليس صدفة ان يكون الارهابي هنا متأثرا بافكار الرئيس الاميركي دونالد ترامب العنصرية. والارهابيون في سوريا والعراق مدعومون من هذا الرئيس واترابه.
فتربة التطرف الخصبة المروية من ثقافة التحريض والعنصرية تنبت ما نشهده من قتل في مساجد نيوزلندا، كما قتلت وتقتل في مساجد باكستان وافغانستان والعراق وأكثر من مكان.
ثقافة تارة تحرك افرادا كما حدث اليوم واوقع نحو خمسين شهيدا، وطورا تحرك جماعات تحت مسميات داعش والنصرة وبوكو حرام وغيرها.،ثقافة منشؤها فعل كيانات ودول، وابرز تجلياتها ارهاب العدو الصهيوني ضد الفلسطينيين، وحرب الابادة على اليمنيين.
وبعيدا عن اليمين واليسار والشرق والغرب، فان فعل الاستنكار لم يعد يكفي، وان السكين التي شحذت لتفتيت الشعوب الفقيرة لن تنجو منها الدول الغنية، ومثال الرفاه الانساني نيوزيلندا وقبلها كندا وحتى اميركا خير دليل.
انها العنصرية الآفة المجتمعية التي تؤمن بالأحادية وترفض التعددية، انها داعش وترامب ونتنياهو والكثير الكثير من حلفائهم وصولا الى القاتل الاسترالي في نيوزلندا.
ولكي لا تقتل الفرادة اللبنانية التي يحتاجها العالم اليوم مثالا للتنوع، هل من امكانية لنبذ العنصرية التي يغذيها هؤلاء القتلة امتدادا لمشاريعهم التدميرية؟ هل من يسكت منابر الفتنة والتحريض المحلية والاقليمية والدولية؟ وهل من اجوبة قاطعة للرسائل التي سيحملها ممثلهم مايك بومبيو الى لبنان قريبا؟
ولكي لا يقترب اللبنانيون من اليأس مجددا مع ترنح الوعود وتناقض المقترحات والخطابات، اين حكومة الى العمل وفق الاجندة والاولويات اللبنانية، وابرز الملفات اليوم النازحون وما يريده العالم من توطينهم كما قال وزير الخارجية اللبنانية.