خطفت القمة العربية الأوروبية الأضواء من أمام الاحداث الإقليمية والدولية، وان كان الرئيس التركي قد شن حملة على السعودية وعلى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، واتهمه بمعرفة من قتل خاشقجي.
وفي قمة شرم الشيخ، أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أهمية حل القضية الفلسطينية بعدالة، وأزمة اليمن سياسيا ووقف التدخل الايراني في الشؤون العربية، ويشارك رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على رأس وفد وزاري بهذه القمة وقد عقد لقاءات كثيرة مع عدد من رؤساء الوفود.
محليا، يطلق رئيس مجلس النواب نبيه بري ورشة في البرلمان تواكب عمل الحكومة في تنفيذ العديد من مشاريع القوانين، ومن بينها ما يتعلق بمقررات مؤتمر "سيدر"، ورددت معلومات ان موضوع العلاقة مع سوريا سيطوى ملفه العلني ليكون هناك اتصالات بين بيروت ودمشق حول موضوع النازحين السوريين، استنادا إلى قاعدتين، الأولى: المبادرة الروسية، والثانية العودة السورية إلى جامعة الدول العربية. وقالت المعلومات نفسها إن وزير الخارجية جبران باسيل سيواكب هذا الملف بالتشاور مع الرئيس الحريري، وإن مفتاح العلاقة المتجددة مع دمشق سيكون إلغاء النظام السوري قرار وضع الرئيس الحريري وشخصيات لبنانية أبرزها الزعيم وليد جنبلاط على قائمة ما سمي بالارهاب.
بداية من شرم الشيخ، والكلمات التي تطرقت إلى نزاعات المنطقة وخطر الإرهاب والشراكة العربية- الأوروبية.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
أسبوع الإنطلاقة الحكومية يطوي صفحة آخر أيامه، على هدوء في نبرة الخطاب السياسي الذي أشعله النزوح السوري في جلسة مجلس الوزراء.
لا مناوشات حول الصلاحيات سمعت لها أصداء، ولا قرقعة هجمات متبادلة بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" رصدت على نطاق واسع اليوم، بعد انخراط وزراء ونواب في حملات متبادلة قاسية.
من هنا جاء وعظ البطريرك الماروني لأعضاء الحكومة بالتعالي على الخلافات والاتهامات، وعدم النزاع حول الشكليات حتى نسيان المواضيع الجوهرية.
أما الأسبوع المقبل، فإن أجندته تتضمن إطلاق نفير معركة مكافحة الفساد من جانب مجلس النواب ممثلا بلجنة المال والموازنة، التي تعكف اعتبارا من يوم غد على عقد جلسات لملاحقة التوظيف غير القانوني، تمهيدا لرفع حصيلة عملها إلى الرئيس نبيه بري ليبني على الشيء مقتضاه.
وإلى الجنوب در في عودة خمسا وثلاثين سنة إلى الماضي ذكرى المواجهات الشعبية الأولى ضد العدو الإسرائيلي في بلدة معركة، يوم انتصرت القبضة الحسينية على القبضة الحديدية بقوة دماء الشهداء والجرحى قبل أن تتسع الانتفاضات على مستوى قرى الجنوب.
في الذكرى جددت حركة "أمل" التمسك بأهداب المقاومة وبما أعلنه الشهيدان محمد سعد وداوود داوود في ذلك اليوم: التعامل مع إسرائيل حرام ومرفوض والعصر هو عصر المقاومة وليس عصر إسرائيل والمنطقة سوف تشتعل بالعمليات ضد العدو.
إقليميا، سلسلة حوادث أمنية ومحطات سياسية تمتد من سوريا حيث استشهد أربعة وعشرون عاملا بانفجار لغم "داعشي" في ريف حماه. ومن فلسطين المحتلة حيث اعتقلت سلطات الاحتلال رئيس مجلس الأوقاف بالقدس ثم فرضت قيودا. مرورا بالسعودية التي عينت الأميرة ريما بنت بندر سفيرة للمملكة في الولايات المتحدة. وصولا إلى شرم الشيخ المصرية التي تشهد أول قمة عربية- أوروبية وسط مشاركات عربية وأوروبية تقدمهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك السعودي ورئيس الوزراء البريطانية، وتمثل لبنان برئيس الحكومة سعد الحريري على رأس وفد من ثلاثة وزراء.
السيسي حذر من أن خطر الإرهاب بات مستشريا في العالم كالوباء اللعين، وباتت الدول تستخدمه أداة لإثارة الفوضى، واعتبر أن ترك النزاعات في سوريا واليمن وليبيا بدون تسوية سياسية يمثل تقصيرا ستسأل الأجيال الحالية والقادمة عنه.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"
بين تمني البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي للحكومة النجاح بمكافحة الفساد، وشد روابط الوحدة والتعاون بين أعضائها والعمل بروح الدستور، والورشة المنتظرة في المجلس النيابي عبر جلسات لجنة المال والموازنة، تستمر عيون الداخل مشدودة إلى الإصلاحات التي ركز عليها مؤتمر "سيدر"، إلى جانب الإجراءات لمكافحة الفساد.
وبانتظار ما ستؤول اليه التحركات البرلمانية في هذا السياق، والجلسة المقبلة للحكومة، فإن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري شارك اليوم، وعلى رأس وفد وزاري، في أعمال القمة العربية- الأوروبية التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ تحت عنوان "الاستثمار في الاستقرار"، وأجرى سلسلة لقاءات تناولت العلاقة اللبنانية- الأوروبية وأوضاع المنطقة.
القمة، وهي الأولى بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، تبحث في سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول العربية والأوروبية، كما تناقش التطورات السياسية والأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب قضايا الإرهاب والتطرف واللجوء.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
على أبواب عمل حكومي معقود بالوعود يقف اللبنانيون، وسرعة تحقيق النتائج مطلوبة بإلحاح، وكذلك أن تكون الجلسات الوزارية لتعويض ما فات وليس للسجالات.
في وزارة الصحة، ربط للمناطق بالاهتمام بعد اشتراكها بالمعاناة، وتقديم الخدمات عبر المستشفيات الحكومية حق للمواطن، أكد عليه اليوم الوزير جميل جبق من النبطية، وبالأمس من الشمال وبعلبك، وكذلك الموت على أبواب الطوارئ بسبب المال أمر لن يتكرر، ودونه إجراءات تحفظ الكرامات.
العيش الكريم يتوق اليه اللبناني في دولة تقي نفسها الإنهيارات، وبالأرقام المفصلة التي تكشف واقع ماليتنا يتحدث غدا النائب حسن فضل الله من المجلس النيابي، وعبره من "حزب الله" إلى المواطنين رزمة أخرى من الحقائق والمعطيات التي ستكفي لإدراك الحجم الحقيقي للفساد المسيطر على المؤسسات والإدارات.
رياضيا، حاول لبنان التأهل لنهائيات كرة السلة، ولكنه لم يفلح أمام كوريا الجنوبية. ذهبت الفرصة وبقيت الروح الرياضية التي يجب ان تتعامل بمثلها وزارات الدولة مع الأزمات المتراكمة: وفي ترتيب الأولويات الكهرباء والنفايات أولا، ومنهما يأتي التوفير ويتقلص الهدر والعجز، ويسمح بتصحيح مالي بمقدار واحد في المئة سنويا وعلى مدى خمس سنوات، على ذمة البيان الوزاري.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
يحار اللبنانيون في تفسير بعض الظواهر- المساخر، هل هي جينية أم مكتسبة؟ هل تدخل في خانة الغباء الفطري أم زادتها الممارسات والسقطات والاخفاقات مناعة ضد المنطق الواضح والحس السليم والمقياس الصحيح؟. هل خضع هؤلاء لدورات مكثفة في الدعاية الحمقاء والشعارات الخرقاء؟، أم ان لديهم مخزونا وافرا وفائضا عامرا من الحول الأخلاقي والهبل السياسي يغنيهم عن الكد والجد والاجتهاد لنيل أعلى المراتب وأرفع المناصب في ميادين الشائعات السوداء والاكاذيب الصفراء والمقالات الجوفاء.
من يصدقهم بعد؟، من لا يضحك عندما يسمع النكتة السمجة عن التطبيع مع سوريا وخصوصا من فريق حمل الطائف وطاف به واستعطف وانعطف وقصف الجمهورية في عرين الشرعية وانتهى به المطاف حيث انتهى. هو ذاته الطرف الذي نسي دماء رفيق الحريري وأشلاء شهداء "ثورة الأرز" وطبع وربع في التحالف الرباعي. حلف التطبيع والتمييع لشعارات وكليشيهات وتصفية حسابات وتسوية أجندات فقط ضد ميشال عون، فقط لا غير.
الطرف الذي امتهن التهويل والتدجيل، يتصدر اليوم صفوف النادبين والنائحين على النازحين بكاء مرا ودمعا مدرارا. الشعبوية همه والمزايدة هدفه وغوبلز مثاله الأعلى. النكتة الأكثر سخافة وجلافة حاليا، هي هرولة "التيار" للتطبيع مع سوريا. لكن لنتذكر معا هذه الواقعة: منذ بضعة أسابيع أعلن جبران باسيل عزم "التيار الوطني الحر" المطالبة والسعي لوضع لوحة جلاء تؤرخ لخروج الجيش السوري في منطقة نهر الكلب. قامت الدنيا ولم تقعد على جبران باسيل. السوريون غضبوا- ولما زالوا كي لا يظن البعض العكس- حلفاء سوريا شنوا في السر وفي العلن في الصالونات والمنتديات في الصحف والإذاعات والتلفزيونات، حملة لا هوادة فيها على جبران باسيل الذي لم يتراجع ولم يعتذر ولم يبرر، بل بقي ثابتا على موقفه مقتنعا بحجته غير هياب لطنين الذباب ونعيق الغراب.
أين كان الذين يتمرجلون ويهوبرون اليوم؟، لماذا بلعوا ألسنتهم وسدوا حلقهم وقطعوا نفسهم يومها ولم يقفوا إلى جانب جبران باسيل و"التيار الوطني الحر"، وهم سردار الحرب على سوريا وبيرقدار العداوة معها، من أيام الفنيقيين واليبوسيين والعموريين والكنعانيين والظاهر بيبرس وسيف الدين قطز والناصر صلاح الدين واللائحة تطول إلى فخر الدين ويوم الدين؟. كانوا ببساطة يلتمسون الشفاعات ويحركون الوساطات ويعرضون الاحتمالات لعل وعسى.
منذ أيام بلغت الرعونة حد التمريك والتنمر والمزايدة على رئيس الجمهورية في أول جلسة للحكومة، التي قال رئيسها الحريري إن من سيعرقل عملها ويخربط أجندتها ويؤخر انطلاقتها سيضع نفسه في مواجهته- أي رئيس الحكومة- الرئيس عون الذي أنهى الجدل وأوقف محاولات التذاكي والتباكي بمطرقته وبيده التي هي أمضى من المطرقة، قطع الطريق، ومن أول الطريق، على مشاغبين مبتدئين، وحمى الحكومة وصلاحياتها ومشروعها وبيانها الوزاري. رئيس الجمهورية لا يحتاج إلى من يذكره بالصلاحيات، وهو أحرص المراجع على الوطن ودستوره ومؤسساته، وفي تاريخه وسيرته ومسيرته ووقفاته ما يغني النفوس وما يغني عن النصوص.
ميشال عون سيزيف لبنان. منذ 40 عاما وهو يرتقي بلبنان الصخرة صعودا لتعود وتتدحرج نزولا ليعود فيرفعها ويحملها ويرتقي بها إلى القمم الكبيرة، هازئا بأصحاب الهمم الصغيرة والذمم الحقيرة. ولم يكل ولن يمل. الرئيس الشيخ والشيخ الجليل إكليل الرئاسة أعطي له.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
"الإستثمار في الإستقرار"، عنوان القمة العربية- الأوروبية في شرم الشيخ. هذا العنوان يجب أن يعني الكثير للبنان الدولة، فهو يختصر الفلسفة البراغماتية التي تعتمدها الدول الكبرى لتقييم الدول المحتاجة إلى الاستثمارات، ولبنان أحدها. فالإستقرار في مفهوم هذه الدول فعل سابق للاستثمار، وعلى دولة كلبنان تهيئ نفسها لإستقبال مليارات "سيدر" أن تطبق هذه القاعدة، لا أن تعتبر ان الإستثمار هو الذي يعزز الإستقرار، فتترك العنان للفوضى في إدارة شؤونها كما هي فاعلة الآن. فما يحصل الآن من خلافات داخل الحكومة على ملفات أساسية، لن يشجع الدول المعنية بدعم لبنان على المخاطرة بأموالها، وهذا ما سيسمعه الرئيس الحريري في شرم الشيخ.
في السياق، لم تهدأ العاصفة التي هبت في مجلس الوزراء، والتي شكل فيها بحث ملف النازحين والتعجل في التطبيع مع النظام السوري، قنبلة عنقودية، أعادت طرح مسائل بديهية حسمها دستور الطائف منذ ثلاثة عقود.
تزامنا، طرابلس تستعد لمعركة لملء شغور المقعد السني، وسط كلام عن مفاجآت.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
كمن يحاول التقاط الحلم، علينا التقاط اللحظات التي خفقت خلالها قلوب كل اللبنانيين لأبطال الأرض، وهم يخوضون معركة الوصول بالمنتخب اللبناني لكرة السلة، إلى بطولة العالم في الصين.
هذه اللحظات لا تقدر، فخلالها، كنا لبنانيين فقط، محونا كل أبغاضنا وكل أحقادنا، وهتفنا مع كل محاولة تسجيل كرة "يا رب".
لم نسأل في تلك اللحظات عن الطائفة أو المذهب، ولم نلتفت حتى لرئيس أو زعيم أو حزب، فكلنا أراد أن يفوز لبنان.
هذه الليلة، ولو لم ندخل خلالها باب العالم عبر كرة السلة، إلا أننا حملنا آمالنا عاليا وكذلك أحلامنا، أما أنظارنا فإلى فجر الغد تتجه، وبالبعيد البعيد تتأمل، فلبناننا الصغير في قلب الأوسكار الأميركي، وعلى قاب قوسين من فوز فيلم "كفرناحوم" بالجائزة الأولى عن فئة الفيلم الأجنبي.
على أجنحة الأمل، سيصل دعاء "يا رب" إلى الولايات المتحدة، وسندعو جميعا لنادين لبكي وفريقها، وأيضا سنرمي بأحقادنا جانبا، فكلنا نريد أن يفوز لبنان.
فوز لبنان هو حلمنا الدائم، وما شهدناه اليوم لحظات لبنانية نادرة، لا ثمن لها، فاليوم تبوأ الوطن على قلوبنا جميعا، اليوم غلب لبنان، فما أجمل أن يجمعنا لبنان.
ما أجمل ان يجمعنا لبنان الذي هو بأمس الحاجة إلى تضامننا لاستعادته، وضرب المفسدين فيه، الذين يهدون بناءه يوميا، من خلال مخالفة القوانين والتلاعب بالحسابات، وهم قبل كل شيء متكئون على تشرذمنا بين مذاهبنا وزعمائنا.
غدا، المطلوب من كل لبناني مراقبة ما يجري في مجلس النواب، سواء على مستوى كشف حسابات الدولة أو التوظيف غير القانوني، لأن ما بعد الغد يوم آخر، فإما تبدأ المحاسبة وإما يستمر سقوط الدولة.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
رشقات متفرقة لملفات مفتوحة على أسبوع كشف الحساب، والتي تفتتح بأرقام الموظفين لدى لجنة المال والموازنة غدا، معطوفة على مؤتمر النائب حسن فضل الله وما سيكشفه من دفاتر المالية العامة. فيما يسلك النائب ياسين جابر دربا رئاسية للتنقيب عن القوانين التسعة والثلاثين غير الموضوعة بالخدمة، وهو قال ل"الجديد" إن هناك قوانين هامة تم تعطيلها عمدا وعن سابق إصرار، وهذا دليل على ما وصفه جابر بحب الاستئثار لاسيما من وزيري الطاقة والاتصالات حتى يتسنى للوزراء أن يسيطروا على هذا القطاع.
لكن مساعي نائب كتلة "التحرير والتنمية" وثورة حسن فضل الله وكشوفات ابراهيم كنعان، كيف لها أن تستكمل طريق الإصلاح إذا ما برز اسم وزير ضالع في الفساد. فالمجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء لم يتم ضبطه في اجتماع واحد منذ ثلاثة عقود لمحاكمة أي من الشخصيات، إما لأن المجلس مطوق بشروط تعجيزية، أو لأن لبنان لديه أفضل نوعية وزراء ناصعة البياض ولا تشوبهم أي شائبة، وعلى الشعب بالتالي تقديرهم واحترام انجازاتهم منذ ثلاثين عاما إلى اليوم.
ومنذ ذلك التاريخ، وعلى الرغم من مراحل الفساد المتنقل من حقبة إلى عهد إلى حكومات متعاقبة، لم تتم محاسبة وزير، إلا إذا استثنينا واحدا سرق "البقرات".
وما خلا ذلك، فإن المجلس الأعلى كان كفيلا ب"تصوين" الشخصيات الرفيعة وإبعادها عن المحاكمة، عبر تضمين المجلس الاعلى البنود المستحيلة، كتأمين الثلثين والأكثرية الموصوفة، فيما أن رؤساء دول أوروبية يخضعون لمحاكمات وفق القوانين المرعية الاجراء والعادية، وهذا ما خضع له نيكولا ساركوزي في فرنسا وبنيامين نتنياهو وبقية أفراد عصبته في اسرائيل.
وفيما تغيب المحاسبة عن الورزاء والنواب ضمن المؤسسات الرسمية أو تحت سقف القوانين العادية، فإنها تحضر داخل الأحزاب والتيارات لكن على طريقة المصادرة. فبعد تواقيع الوزراء على استقالاتهم المسبقة في "التيار الوطني الحر"، كانت قضية تجميد "حزب الله" نيابة نواف الموسوي تتفاعل، وفي أول تعليق للحزب على تجميد العضوية، قال رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد ل"الجديد"، إن هذه الخطوة إنما لحماية عضوية الموسوي في "حزب الله". وشدد على أنه عضو في الحزب ويلتزم مقراراته وما اتخذ من اجراءات لا يتعارض مع الحصانة، ولكنه قال: سنتابع معه بعد أن يقضي هذه الاجراءات ونحصل على النتائج.
هذا الطعن المؤقت بعضوية الموسوي، يترافق وتداعيات الطعن الدستوري في نيابة ديما جمالي، وما سيعقب ذلك من تدافع على العضوية في طرابلس، من دون ان تتمكن "العين الزرقا" من حماية الجميع هذه المرة. فالنائب محمد كبارة يعتزم ترشيح ابنه، فيما لم تقرر الزعامات الطرابلسية مصير أصواتها بعد.
لكن الرئيس سعد الحريري ترك هذا المقعد لحينه، وغادر إلى شرم الشيخ لحضور القمة العربية- الأوروبية والتي يتمثل فيها لبنان على مستوى رئيس حكومة ووزير خارجية.
وعلى مستوى التمثيل العربي، فإن الملك سلمان بن عبد العزيز حرص على إسناد الملك لولي عهده محمد بن سلمان والمشاركة شخصيا في قمة شرم الشيخ، وذلك في إشارة تطمين إلى الأوروبيين الذين كانت لديهم حساسية المشاركة في قمة يحضرها محمد بن سلمان نظرا لعدم إقفال ملف جمال الخاشقجي.
وعلى هذا، يكون ولي العهد السعودي قد "برم السند والهند"، لكنه لم يتمكن من حضور قمة يشارك فيها زعماء عرب جنبا إلى جنب مع رؤساء أوروبيين.
والحساسية الأوروبية كانت أيضا تجاه الرئيس السوداني عمر البشير، حيث يتضامن الغرب مع حراك الشعب السوداني ضد الرئيس المتهم بإرتكاب جرائم من المحكمة الجنائية الدولية، وذلك بالرغم من أن السودان يترأس الجانب العربي في القمة.
أما مقاطعة أمير قطر للقمة، فكانت بسبب الدعوة الواردة من مصر والتي تنتهك البروتوكول الدولي، فخلافا للدعوات الموجهة إلى رؤساء الدول العربية الأخرى، فإن رسالة قطر لم توجه إلى أميرها وأرسلت إلى السفارة اليونانية في الدوحة بدلا من البعثة الدائمة لقطر في جامعة الدول العربية.
ومن المقاطعين أيضا: الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وذلك بسبب إصرار الرئيس المصري على التغيب عن قمتي نواكشوط العربية والإفريقية، ويكون رئيس موريتانيا قد تضامن مع الرئيس اللبناني ميشال عون الذي قرر التعامل مع قمة شرم الشيخ وفق مبدأ "العين بالعين" والبادئ أظلم.