مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"
قبل المهرجان كان الكلام على الحضور، فامتلأت قاعة البيال.
قبل المهرجان، كان الكلام على حجم التمثيل، فحضرت القيادات بغض النظر عن غياب بعض الزعماء.
قبل المهرجان، كان الكلام على الموقف، فأتى موقف الرئيس سعد الحريري من الوزن الثقيل.
قبل المهرجان، كان الكلام على تفاعل الجمهور، فجاء التفاعل في سياق ما كان عليه يوم جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري قبل ثلاثة عشر عاما.
وبعد المهرجان، استكمال خطة خوض الإنتخابات في كل لبنان، وعبر مرشحين من كل لبنان، في الأيام القليلة المقبلة، وفق ما أعلن الرئيس سعد الحريري.
وبعد المهرجان، تنفيذ خطة مستقبلية للنهوض بلبنان، وفق ما أكد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري.
في المهرجان، تناول الرئيس الحريري الماضي والحاضر والمستقبل، وبرزت عناوين مهمة منها أن تيار "المستقبل" سيخوض الإنتخابات بلا مال، ولن يتحالف مع "حزب الله"، إلا أنه شدد على الحوار في الخلافات السياسية، وتمسك بالسلاح الشرعي والقرارات الدولية، ورفض التدخل بشؤون الدول العربية، وإنهاء ملف النازحين السوريين، ورفض التوطين.
وفي المهرجان، حضور ديبلوماسي خليجي بارز في مقدمه السفير السعودي.
بإختصار ما قاله الرئيس الحريري في مهرجان الوفاء والثبات في البيال، سيكون مادة بحث دسمة مع وزير الخارجية الأميركي الذي سيعقد مؤتمرا صحافيا في السراي الحكومي ظهر غد، بعد محادثات مع رئيس الجمهورية ومع رئيس البرلمان.
وقد أكد الوزير تيلرسون على دور "حزب الله" في العملية السياسية في لبنان، ولفت إلى أهمية الموقف اللبناني في عدم المشاركة في أية حرب خارجية.
إذن مهرجان البيال اليوم محطة مهمة في مسار الوضع، والرئيس سعد الحريري أطلق مواقف، وتحدث عن خطتين: الأولى لنهوض لبنان والثانية لمرحلة الإنتخابات.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
اللبنانيون أعادوا عقارب ساعتهم ثلاث عشرة سنة إلى الوراء، أحيوا الذكرى- الزلزال لرفيق الحريري.
المناسبة الوجيعة حطت رحالها في البيال، في احتفال نظمه تيار الرئيس الشهيد، وانشد إلى حضوره ائتلاف واسع من الطيف اللبناني المتنوع.
الاحتفال الذي انتظم في القاعة الكبيرة تحت شعار: "للمستقبل عنوان: حماية لبنان"، كانت بداياته غنية بالمؤثرات الصوتية والإنشادية المبهرة والفقرات الشعرية والغنائية الوطنية ذات الصلة بالذكرى وصاحب الذكرى.
إذا كان الحاضرون في السنوات الماضية يقتصرون على لون سياسي واحد، فإنهم في البيال اليوم كانوا كوكتيلا متنوعا شمل الأحزاب والقوى السياسية من أقصاها إلى أقصاها، ما عدا "حزب الله" الذي يرتبط معه المستقبل بعلاقة ربط نزاع.
رئيس الجمهورية ميشال عون ناب عنه في الاحتفال الوزير سليم جريصاتي، بعدما كان تردد عن احتمال حضوره شخصيا، ورئيس مجلس النواب نبيه بري ناب عنه النائب ميشال موسى.
في مقابل السياسيين الحاضرين، كان الغائبون أو المتغيبون كثرا أيضا، وبينهم من هم من حلفاء الأمس، ومقاطعتهم الذكرى كانت لها مغاز ومعان قاسية. هكذا كان الحال مع سمير جعجع مثلا، وإن كان ثمة تمثيل ل"القوات اللبنانية". وهكذا كان الحال مع سامي الجميل، وإن عثر على تمثيل لحزب "الله والوطن والعائلة".
هذا في الشكل، وهو ذو دلالات سياسية في جانب منه. أما في الضمون فجاءت كلمة الرئيس سعد الحريري شاملة، بحيث عرجت على الكثير من العناوين الداخلية والإقليمية، لكنها كانت هادئة وغير استفزازية ما خلا بعض الفقرات الخاصة ب"حزب الله"، علما بأن الأمر مفهوم وهدفه شد عصب الجمهور الأزرق.
الرئيس الحريري أكد ان تيار "المستقبل" غير قابل للكسر، وان شعار النأي بالنفس عنوان أساسي من عناوين التحدي. تيار "المستقبل" سيخوض الانتخابات في كل لبنان، قال الرئيس الحريري، مضيفا أنه خلال أيام سيعلن أسماء مرشحيه لكنه لم يضئ على أي تحالفات انتخابية.
ورد على الذي يقولون أن تيار "المستقبل" سيكون الخاسر "لأنو ما معو مصاري"، وقال لقد قبلنا التحدي، نحن تيار "ما معنا مصاري للانتخابات منيح، ونرفض أي تحالف مع حزب الله، منيح". وأكد ان جمهور رفيق الحريري لا يباع ولا يشترى بالمصاري.
رئيس الحكومة غمز من قناة بعض حلفاء الأمس، قائلا إن بعض من كانوا أصدقاء فضلوا بدل الصداقة البحث عن أدوار في الداخل والخارج، وإعداد تقارير ضد سعد الحريري وتيار "المستقبل"، مضيفا إن هؤلاء يتصيدون فتات موائد "المستقبل"، معتبرا أن المزايدين لا يحققون سوى زيادة الأصوات الانتخابية ل"حزب الله".
الرئيس الحريري حدد ثوابت لا يمكن لتيار "المستقبل" التخلي عنها وأبرزها: الطائف خط أحمر، الالتزام بالحوار، حماية لبنان من ارتدادات حروب المنطقة، رفض التدخل بشؤون الدول العربية، الأحكام التي ستصدر عن المحكمة الدولية ملزمة للسلطات اللبنانية، حصرية السلاح بيد الدولة، الالتزام بالقرارات الدولية الخاصة بلبنان ولا سيما القرار 1701.
الحريري ميز خطابه هذا العام، بتوجيه تحية إلى القدس الشريف عاصمة فلسطين الأبدية. ودعا الحاضرين للوقوف دقيقة تحية لصمود الشعب الفلسطيني.
من القدس إلى بيروت حيث يظل الشأن الانتخابي عنوانا دائما، على مسافة ثمانين يوما من موعد موقعة الانتخابات النيابية. على هذا الخط، برز تأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره، انه من الأفضل ان تقوم وزارة الداخلية بارسال ممثلين عنها لمراقبة أقلام اقتراع المغتربين في الخارج. واعتبر ان دور وزارة الداخلية مهم في هذا الشأن، منعا لأي ضغوط قد يتعرض لها الجسم الديبلوماسي والسفراء والقناصل، من كل القوى السياسية ولو كان من حركة "أمل".
وأضاف رئيس المجلس إن هذه الانتخابات مصيرية بالنسبة إلى لبنان، مشيرا إلى ان هذه المسألة من الأفضل ان تناقش في مجلس الوزراء.
مجلس الوزراء يعقد جلسة عصر غد في قصر بعبدا، رصيدها 66 بندا إداريا وماليا عاما، وتسبق الجلسة محادثات يجريها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون مع المسؤولين اللبنانيين.
وقبل ساعات من وصوله إلى بيروت، سبقته تصريحات من عمان، من عيار ان "حزب الله" جزء من العملية السياسية في لبنان. لكن الوزير الأميركي قال إن الحزب يتأثر بإيران- وهو في عرفه- ليس مجديا للبنان على المدى الطويل.
في كلام تيلرسون أيضا، تعهد بمواصلة القيام بدور لتعزيز حكومة مستقلة وقوات أمن مستقلة في لبنان، وفيه كذلك أن الإجراءات التي تتخذها واشنطن تراعي عدم الإضرار بالشعب اللبناني.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"
ثلاثة عشر عاما على استشهادك، ولم تغادر الذاكرة والوجدان. راسخ أنت في القلوب، ارادة تغيير وحلم بمستقبل مشرق.
ثلاثة عشر عاما، ولن ننساك مهما طال الزمن. كيف ننسى، من روى بدمه تراب بيروت، قربان فداء لوحدة لبنان وسيادته واستقلاله. كيف ننسى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، من نهض بالوطن إنماء وعمرانا، ومن عبر به إلى بوتقة الانصهار الوطني، بعيدا عن الطائفية والمذهبية البغيضة.
في الرابع عشر من شباط من العام 2005 اغتالوك، وكانت الجريمة المدوية التي زلزلت لبنان وهزت العالم. الحاقدون القتلة اعتقدوا أنه بغيابك جسدا ستندثر القضية وينتهي الحلم والامل، ولكن أنى للمجرمين ومن يقف وراءهم، ان يفقهوا بأن حامل المشعل، رجل بحجم سعد الحريري.
تنكب المهمة وهو يقول للقاصي والداني، منذ جريمة الاغتيال، أنه ليس أمامنا خطوط حمر في المسار الذي رسمه الرئيس الشهيد، نهوضا بالوطن وتوحيدا لأبنائه.
واليوم، وفي الذكرى الثالثة عشرة للاستشهاد، أكد الرئيس سعد الحريري ان تيار "المستقبل" وجمهورالرئيس الشهيد، غير قابل للكسر، وهو ركن أساس من أركان الصيغة اللبنانية والتوازن الوطني، ولن تعبر فوقه أوهام الاطاحة بالصيغة واتفاق الطائف؛ وعروبة لبنان.
وقال: إن التاريخ سيكتب بأن جمهور الرئيس الشهيد رفيق الحريري، هو جيش الاعتدالِ الذي حمى لبنان من السقوط في مستنقع الفتن والتطرف، وان حماية الوطن أنبل من أي مشاركة في حروب الآخرين.
وأكد الرئيس الحريري انه وفي مواجهة من يعزف لحن المزايدة، يرفض رفضا قاطعا قيادة جمهور "المستقبل" إلى الهاوية، أو إلى أي صراع أهلي. وقال إن اتفاق الطائف خط أحمر، ولن يخضع للتعديل والتبديل والتفسير والتأويل.
الرئيس الحريري قال إنه وفي الاسابيع الفاصلة عن الانتخابات النيابية، ندخل حلبة الانتخابات تحت مظلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، موضحا ان برنامج "المستقبل" هو اعادة الاعتبار لزمن رفيق الحريري، محررين من ضغوط الوصاية ومن المتسلقين على أكتاف الدولة والقانون. وشدد على ان تيار "المستقبل" عابر للطوائف والمذاهب والمناطق، ويرفض التحالف مع "حزب الله".
وقال إننا سننزل إلى الانتخابات بلوائح ل"المستقبل"، وبمرشحين من كل الطوائف، وإن أصوات جمهور رفيق الحريري لا تباع ولا تشترى لا بالمال ولا بالهوبرة ولا بالمزايدات. وأكد ان جهمور رفيق الحريري وتيار "المستقبل"، لا يقبل ان يضعه أحد في علبة طائفية او مذهبية ويقفل عليه ويرمي المفتاح.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
في عامها الثامن دخلت ثورة البحرين، والشعار ثابت بسلميته والتضحيات غالية بوجه تعدد أساليب قمع المطالب المشروعة والحقوق المهدورة والمواطنة المسلوبة. الشارع البحريني نبض اليوم بزخم الساعة الأولى من الثورة في المنامة وسترة والمعامير وغيرها من بلدات الحراك والصمود. المطالب موحدة ومعروفة وتعترف بها كل المنظمات الانسانية حول العالم ولا يعيرها نظام آل خليفة آذانا صاغية.
إلى الآن، مئات الشهداء والجرحى بالذخيرة المحرمة، وقادة محاصرون في المنازل وآخرون معتقلون، ونساء مع أطفالهن في السجون، ومحاكم عسكرية تحكم بالاعدام على المدنيين المجردين من أبسط حقوق الدفاع عن النفس.
دوما، ينتزع مشهد البحرين مكانه في تطورات المنطقة الواقعة اليوم تحت تأثير العبث الاسرائيلي، ومواقف وزير الخارجية الأميركية ريكس تيليرسون الذي يصل غدا إلى بيروت لانقاذ تل أبيب من مازقها ومطامعها بالنفط اللبناني، مقابل عروض اعتاد اللبنانيون عدم الركون إلى مثلها مع الاحتلال.
لا تفريط بحبة تراب، ولا بنقطة نفط لمصلحة كيان غاصب، وأي اعتداء على حقوق لبنان سيقابل بجهوزية عالية على المستويات كافة، وفق ما أكد راس الجمهورية، وكل مكوناتها.
ولبنان المتسلح بوحدة الموقف تجاه التهديدات الاسرائيلية، يقف مجددا أمام تحدي ترتيب ملفاته العالقة، قبل دخول مرحلة الانتخابات. ويتصدر اقرار الموازنة الجديدة سلم الأولويات في الوقت الضيق، بانتظار ترجمة التوافقات السياسية في مجلس الوزراء غدا.
وفي الاطار، تحدثت مصادر مطلعة ل"المنار" عن جلسات حكومية مكثفة الأسبوع المقبل، لبحث الموازنة واحالتها إلى مجلس النواب لتقر قبل الانتخابات.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
الذكرى الثالثة عشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، جاءت هذا العام حبلى بالعبر والرسائل والرموز المعبرة والمحيرة في آن، صور "ثورة الأرز" هنا تزينت بها الجدران، إلا ان من يمثلوا معظمهم من الأحياء كان غائبا لأسباب أمنية أو سياسية. والمفارقة هي ان الغائبين كما الحاضرين، لم تتزحزح قلوبهم عن مبادئ هذه الثورة التاريخية، أما سبب تضعضع الصفوف، فهو ان ادارة مرحلة ما بعد اغتيال الرئيس الشهيد كانت صعبة، الأمر الذي دفع بعض قادتها للافتراق الكلي أو الجزئي، وسلوك طرق مختلفة اعتقدوا انها تؤمن العبور إلى الدولة، هذا أدى إلى السقوط المرئي من الرابع عشر من آذار، لكن روحها لا تزال هائمة تبحث عن الصدور التي حملتها وقادتها يوما إلى تحرير لبنان، والاصرار نابع من ان الوصول إلى الدولة لم يتم، وان القضية لا تزال هي هي والأعداء لازالوا هم هم، وقد اقتربوا من تحقيق الأهداف.
هذا المشهد المنقوص في الاحتفال بذكرى الرئيس الشهيد، والذي يمكن العقل السياسي البارد ان يبرره، لم يقتنع به شعب 14 آذار، والغالبية العظمى من ناس هذا التيار ما زالوا يحلمون بأن تتلاقى القيادات في الانتخابات النيابية، فالعناوين السياسية للمعركة موجودة، وقد كررها الرئيس الحريري بصوت عال من البيال اليوم.
المخاض الداخلي المؤلم بحثا عن الدولة، لم يحجب الاستحقاقات المتنوعة التي تنتظر اللبنانيين، من الحياتي إلى الأمني، وأهمها الخميس وصول ريكس تيليرسون إلى بيروت، وفي جعبته طروحات مقلقة لعل أخطرها الوساطة غير العادلة بيننا وبين اسرائيل، رغم انه أطلق كلام تهدئة استباقيا، حيث اعتبر ان "حزب الله" هو جزء من العملية السياسية في لبنان.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
الذكرى الثالثة عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، بدت أقرب ما يكون إلى احتفال أول لزعامة رئيس الحكومة سعد الحريري، في كل تفصيل وشكل ومضمون.
وحده كان على المنصة، لا شركاء، ولا حلفاء، لا صورة جماعية ولا أيادي مرفوعة لمجموعة. وحده سعد الحريري، ملأ المناسبة والقاعة والبرنامج ذا الخطاب الوحيد.
والخطاب جاء شاملا، من تحية القدس اللافتة، عشية وصول تيلرسون إلى بيروت، مرورا ببيان انتخابي كامل، من الداخل المستقبلي إلى ربط النزاع مع "حزب الله"، وانتهاء بكلام صريح صارخ، لامس بق البحصة، عمن قال أنهم ضلوا الصداقة وكتبوا التقارير وقصدوا شرذمة "المستقبل" وخدموا خصومه.
في 14 شباط 2018، سعد الحريري لم يكن وحيدا، كان زعيما.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
قبل ساعات من وصوله إلى بيروت، أعلن وزير الخارجية الأميركي انه سيناقش مع الرؤساء الثلاثة مستقبل لبنان، ما يعني، انه سيبحث حتما في ما أعلنه اليوم من الأردن، إذ قال: علينا ان نعترف ان "حزب الله" جزء من العملية السياسية اللبنانية.
سينتظر اللبنانيون غدا المؤتمر الصحافي لتيلرسون بعد لقائه الرؤساء عون، بري والحريري، علهم يفهمون ماذا يرسم لمستقبلهم، لا سيما ان لبنان وفي موقف موحد، سيبلغ الولايات المتحدة ان المس بالحدود اللبنانية المعترف بها دوليا ممنوع، وان لا مجال للتفريط ولو بمتر واحد من الحدود، لا بحسب خطة هوف ولا بحسب أي خطط أخرى. كذلك سيؤكد رفض فصل الحدود البرية عن البحرية، مشددا على التزامه حقه في الحدودين كسلة واحدة، حسب ما علمت الlbci.
الساعات الفاصلة قبل وصول تيلرسون، طغت عليها الذكرى الثالثة عشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، في الشكل وفي المضمون، بحيث تجلت في الشكل، حقيقة انفراط عقد قوى الرابع عشر من آذار، واختفت صورة الأيادي المتشابكة والوقفات الجماعية لهذه القوى، لتحل مكانها كلمات رئيس الحكومة الذي قال: بعض الأصدقاء ضل الصداقة وهو يبحث عن أدوار في الداخل والخارج، ويتحول إلى مصدر للتقارير عن سعد الحريري.
هذا البعض فقد رسالة الدعوة التي لم توجه إليه أصلا، أما من لم يضلَّ الطريق من الأصدقاء، ووصل إلى بيال، فلم يجد كرسيا له يضمه إلى الحضور، فراحت صور النقل المباشر تبحث عنه في زاويا جسد 14 آذار البارد.
أكثر من رسالة أطلقت في خطاب الذكرى، لعل أبرزها عدم التسليم بخروج لبنان عن محيطه العربي، ورفض بيع الأشقاء العرب بضاعة لبنانية مغشوشة كما يفعل المزايدون، واعتبار اتفاق الطائف خطا أحمر. أما التحديات فحددها زعيم تيار "المستقبل" بثلاثة: لا تحالف انتخابيا مع "حزب الله"، لا قوقعة مذهبية أو طائفية لتيار الاعتدال، ولا مال لدى تيار "المستقبل" لخوض الانتخابات.
هكذا إذا، عنون زعيم تيار "المستقبل" شعاره الانتخابي، فالمواجهة الحقيقية في صناديق الاقتراع ستكون بين "المستقبل" و"حزب الله"، أما خط سير الناخبين "المستقبليين"، فسيرسم تحت مظلة الرئيس الشهيد، وتحقيق نهوض البلد والانسان، ومن لا يصوت- يختم الحريري- يعني صوت لوقف مشروع النهوض.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
ثلاث عشرة سنة على اغتيال بدأ بصدمة ولم ينته بتراكم اللغز، الرابع عشر من شباط تاريخ من انقلاب عبرته شاحنة وحولت البلد إلى رقمين وفريقين لكن بحزن واحد مشترك. وتوقف الوطن عند الساعة الثانية عشرة وخمس وخمسين دقيقة، لم تقلب دقاته إلا للاتهام الذي لم يجد سوى فرضية الاتصال دمغة، ومضبطة مرور سنوات ما بعد الاغتيال صرفها اللبنانيون على رفد محكمة دولية بالأموال من دون الأفعال.
لكن الذكرى تحل اليوم على مفارق طرق انتخابية، وعلى مواعيد مع صدور قرار اتهامي جديد. وإذا كان القرار ذا صوت تفضيلي واحد، فإن "المستقبل" ولي الدم قد حصن أصواته اليوم في مهرجان متقدم الحشود، مرصوف الصفوف، محدد الخصوم من الداخل إلى الخارج القريب. وقدم "المستقبل" عرضا بالكراسي يمهد لعروض المقاعد النيابية.
هي الذكرى الثالثة عشرة على الاغتيال، والذكرى الأولى للولادة مرتين بعد محنة الاستقالة، استخلص الحريري العبرة، رسم خريطة طريق للمستقبل، وبالسلاح الثقيل العابر لصداقة المصالح، أطلق صلية مواقف أصابت ريف أشرف إصابات مباشرة، ومن دون أن يسميه قال إن الإبداع الفكري وصل ببعض المزايدين إلى المناداة بتسليم البلد ل"حزب الله" لتحميله مسؤولية التداعيات، وأضاف إن هؤلاء المزايدين كانوا أصدقاء لكنهم ضلوا سبيل الصداقة إلى دروب البحث عن أدوار في الداخل والخارج.
وعلى ابتسامة علت وجه السفير السعودي الحاضر في الصف الأمامي، قال الحريري إن هؤلاء برعوا في تسطير المواقف والتقارير ضد سعد الحريري وتيار "المستقبل"، وكل ما يقومون به لن يمكنهم من الحصول على ذرة واحدة من رصيد "حزب الله" وحلفائه، لكنهم يراهنون على أن يتصيدوا فتات الموائد في التيار ليجعلوا من هذا الفتات وجبة انتخابية.
من على المنصة ذاتها التي جمعت قبل عام الصف الأول لقيادات الرابع عشر من آذار بقبضاتهم المرفوعة، استعاد الحريري شعار "زي ما هيي"، مفتتحا معركة الانتخابات النيابية، حدد الخيار والمسار. وإذ هو أشهر إفلاسه المالي الانتخابي، حرك العواطف وجيشها ضد خصم حليف في الحكومة.
في المشهد الذي ارتسم اليوم في البيال، حضرت أرواح قيادات الصف الأول بممثلين عنهم، وارتسمت معها معالم التحالفات، ليكتمل المشهد بانسحابات كتائبية تكتيكية، غادر نديم الجميل معترضا على جلوسه خلف جبران باسيل والبقية، وشمع آلان حكيم الخيط وتسلل بعدما وصلت اليه الرسالة ببريد البروتوكول، أما ميشال معوض ومي شدياق فغردا اعتراضا: "ويللي بصغر عقله بيتعبوا إجريه".