رحلت "نورما" لتحل "تريسي" ضيفة على البلاد حاملة المزيد من ابيض الثلوج، وسط تصاعد الاحتدام الداخلي على خلفية تراجع حظوظ تأليف الحكومة، والتباين بشأن انعقاد القمة الاقتصادية في بيروت الأسبوع المقبل، والتي سربت بشأنها معلومات عن اعتذار ليبيا عن عدم المشاركة، وإن كان هذا الاتجاه لم يترجم باعتذار رسمي بعد، وفق المعلومات المتوافرة ل"تلفزيون لبنان".
أميركيا، تحرك مكثف بين عواصم المنطقة لوزير الخارجية الذي حط بالدوحة اليوم، فيما مساعده دايفيد هيل يتحرك في بيروت تحت عنوان تفعيل القرار 1701، الذي أودع لبنان الأمم المتحدة ملفا حافلا بخروقات إسرائيلية يومية ومتتالية لتنفيذه.
المسؤول الأميركي الذي يستقبله رئيس الجمهورية صباح الغد، استمع اليوم من قائد الجيش والمدير العام للأمن العام إلى شروحات وافية بهذا الصدد.
قوات الاحتلال الاسرائيلي زعمت أن نفقا جديدا على الحدود مع فلسطين المحتلة تم هدمه اليوم.
وفي تل أبيب تحضيرات ساخنة للانتخابات المبكرة، واكبها نتانياهو بإقرار علني بغارة استهدفت مطار دمشق الدولي، بالتوازي مع اعلان معاون وزير الخارجية السوري إن الحكومة تأمل في "تكثيف" الحوار مع الجماعات الكردية السورية، وسط إجماع على ان مقاتلي "داعش يعيشون لحظاتهم الأخيرة" في آخر جيب لهم في سوريا قرب الحدود العراقية.
ومن القدس المحتلة نبأ مفاجئ الليلة، عن إصابة ثلاثة جنود في مبنى الخارجية الاسرائيلية.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
قولوا ما تشاؤون، إفعلوا ما تريدون، أكملوا ما تعدون، ولكن إعلموا أن لا ليبيا في القمة، مع نبيه بري لا تجربوا، هو واضح كعين الشمس، ومستعد لإحياء 6 شباط في عز كانون اذا كان الأمر يتعلق بتحرير الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه، ونقطة عند أول سطر القمة الاقتصادية العربية، أما من في آذانهم صم فلم ولن يسمعوا بستة شباط وهم في طغيانهم يعمهون.
بالعربي المشبرح: قرشوا الموقف من قمتكم كما شئتم، فالقضية غالية جدا ومبدئية، حضور السلطات الليبية بقذافيها الجدد ممنوع من الصرف أو التصرف به على أرض لبنان، ما دام الأمناء على القضية فيهم نبض من عباءة ذاك الامام الذي لم يقم بزيارة ليبيا بهدف سياسة التآمر السوداء، أو سياحة البيع والشراء الخضراء كما فعل البعض، بل كان موجودا هناك من أجل حماية لبنان وفي قلبه أمة العرب. وليكن معلوما ان الشعب الليبي ليس المستهدف، فالمواطنون الليبيون موجودون بكثرة في البلد، ولم يمسس أحد شعرة منهم، والمشكلة الأساس مع النظام الليبي الحالي.
أما العجب العجاب، فهو موقف بعض القوى السياسية اللبنانية من هذه القضية المقدسة كقدسية الأرزة في العلم وعمامة الإمام الصدر، وهي التي تم الالتزام بها في كل البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة.
ولأن القمة بالقمة تذكر، فإن قمة المراهقة السياسية تكمن في الامعان في استبعاد دمشق، من دون الالتفات إلى ما يمكن أن يتركه هذا الأمر من تداعيات على مستقبل العلاقات اللبنانية- السورية.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"
العاصفة "ميريام" التي بدأت ثلوجها تتراكم على الجبال، لم تحل دون رياح العاصفة التي تضرب البلاد بفعل الاشتباك السياسي الذي يتوالى فصولا بين بعبدا وعين التينة.
فالقمة الإقتصادية العربية التي ستنعقد في بيروت من دون سوريا ومشاركة ليبيا فيها، عنوانان لرفض الرئيس بري لإنعقادها، الأمر الذي فتح السجال قويا في اليومين الماضيين، لتتوسع دائرته اليوم برد لرئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل على كلام الرئيس بري عن 6 شباط سياسي، بتأكيده أنه لا يعرف إلا السادس من شباط في مار مخايل.
هذا الكلام لم يرق لحركة "أمل" التي ردت عبر النائب علي خريس، وبإنزال العلم الليبيي في منطقة البيال حيث المكان الذي ستنعقد فيه القمة.
وفي غمرة السجال، متابعة للوضع الاقتصادي والمالي في البلاد، عبر إجتماع في بعبدا ضم رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري ووزير المالية في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل، يؤكد أن موضوع إعادة هيكلة الدين العام غير مطروح على الاطلاق، والدولة اللبنانية ملتزمة المحافظة على حقوق المودعين والمصارف وحاملي مختلف سندات الدين السيادية.
أما التطاول على القامات القضائية والأمنية فاستمر به وئام وهاب، مما استدعى ردا من النائب محمد الحجار الذي قال: يخطئ وهاب إذا إعتقد أن الاستقواء بحضور "حزب الله" إلى جانبه يمكن أن يعطيه مشروعية التطاول على الدولة والشرفاء فيها والتي ستنتصر للمواطن والقانون.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
بكرت "ميريام" في المجيء إلى لبنان، أخذت الراية عن "نورما"، لها الأمر حتى الخميس المقبل بقرار واحد موحد على جميع الأراضي اللبنانية، تحمل الخيرات والبشرى: ثلوجا وأمطارا بعيدا عن تيارات السياسة الغارقة في خلافات عاتية، ومجار ضاعت فيها الحكومة لأشهر، ومزاريب فساد وإفساد أرهقت الدولة لعقود ولا تزال.
واستباقا لطوفان الشوارع، وما ستكشفه العاصفة عن بنى تحتية مهترئة تتوارثها الحكومات المتعاقبة، تظاهر ناشطون في مختلف المناطق تحت شعار "إلى الشارع للانقاذ ومحاربة الفساد".
لم يترك المحتجون شعارا يعبر عن ألم ووجع الناس إلا أطلقوه، لكن كيف السبيل إلى إزالة هذا الكم الهائل من الجليد المتراكم على عقول وقلوب بعض المسؤولين، والغشاوة عن عيونهم؟.
التحركات الشعبية اليوم اقتصرت على المناطق، وعلى موعد مع التظاهرة الأكبر التي ستقام نهار الأحد القادم وسط بيروت، بالتزامن مع القمة الاقتصادية.
وللتباحث في الأوضاع الاقتصادية والمالية، عقد اجتماع طارئ برئاسة الرئيس عون في قصر بعبدا، وبيان ختامي لطمأنة المعنيين. فإعادة هيكلة الدين العام غير مطروحة على الاطلاق، والدولة ملتزمة تاريخيا وحاضرا ومستقبلا بالمحافظة على حقوق المودعين والمصارف وحاملي مختلف سندات الدين السيادية، جاء في البيان.
وإن كانت "ميريام" ستحجب الرؤيا في عدد من المناطق، فإن التصريحات التي يطلقها المسؤولون الأميركيون خلال زيارتهم للبنان والمنطقة، لن تخفي حقيقة ساطعة. "حزب الله" يؤكد أن الحراك الأميركي لن يحجب مشهد تقهقر واشنطن مع قرار ترامب سحب قواته من سوريا، يقول عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق.
كذلك فإن القنابل الدخانية التي يلقيها حليفهم رئيس وزراء العدو بالحديث عن تدمير أهداف إيرانية في سوريا، أو استعراضات على الحدود، لن تخفي حقيقة المأزق الذي يعيشه بنيامين نتانياهو مع هذه العواصف التي تهدده وكيانه من كل الجبهات، حيث مقاومون لا تهز عزيمتهم ثلوج وصقيع.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
ألزمت آلام البحص سيد بكركي الفراش، فغابت عظة الأحد. واستلزمت نوبة البحص الرئيس بري الخضوع للعلاج، لكن ترددات وارتدادات مواقف حركته ونوابه والوزراء، من القمة الاقتصادية إلى الاوضاع المالية إلى الحرب اللبنانية، لم تغب.
وعلى مسافة أيام من القمة الاقتصادية في لبنان، وبدء التطواف بقضية عزيزة على قلوب جميع اللبنانيين وتحظى بتعاطفهم دون استثناء، لكنها للأسف تسحب غب الطلب والغضب واسطوانة العتب، وبعد ساعات على زيارة دايفيد هايل الافتتاحية الاستعراضية إلى وليد جنبلاط وليس إلى المراجع الرسمية في الجمهورية التي لا تمل واشنطن ولا تكل عن اعلان تأييدها لثباتها ومؤسساتها وتوجهاتها، احتفال في الجاهلية جمع ارسلان ووهاب و"حزب الله" ثالثهما، ظلله طيف الأسد وكلله سيف نصرالله، وأطلقت فيه مواقف تكاد لا تبقي للصلح مطرحا مع رئيس الحكومة وفريقه الأمني، مع رسائل بالبريد السوري السريع إلى "أبو تيمور" بأن عليه ان يختار بين التمور وأهون الشرور كي تحل الأمور.
خشي مايك بومبيو ان يحصل معه ما حصل مع سلفه ريكس تيلرسون في لبنان، فأوفد دايفيد هايل لإحياء عظام وجمع حطام واستنهاض ركام وتوجيه رسالة إلى سعد الحريري و14 آذار، بأن جنبلاط حليفنا وصديقنا ومعه سرنا وبه سررنا، وأن أوان تقاعده لم يحن بعد حتى ولو أراد هو ذلك.
في وقت تعلن فيه تل أبيب عن انتهاء عرض مسرحية الأنفاق العسكرية ل"حزب الله"، أو ما بات يعرف ب"درع الشمال" أو النفاق الاسرائيلي بالمصطلحات الواقعية، يعلن بنيامين نتنياهو وفي موقف نادر غير مسبوق لمسؤول اسرائيلي في موقعه، ان طائراته وصواريخه قصفت موقعا ايرانيا قرب دمشق، محرضا طهران على دمشق التي زودتها موسكو بمنظومة اس 300 ولم تستخدمها لحماية المواقع الايرانية، كما تسرب وتشيع وتزعم الدوائر الاسرائيلية.
وليس بعيدا من سوريا ولبنان، قمة عاجلة خاطفة مصرية- أردنية في عمان بين السيسي وعبدالله، في توقيت ومضمون ودلالة يتعدى العلاقات بين البلدين إلى العلاقة مع سوريا الأساس والجوهر والمحور والمفصل في الحركة العربية والاقليمية في الفترة الراهنة والمقبلة، سواء عادت إلى جامعة الدول العربية أم بقي العرب خارج سوريا.
حتى الساعة يبدو ان الحكومة تنتظر قيام الساعة، فيما البعض يحاول إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وإلى مرحلة الفوضى والهراء. الحرب انتهت. والفتنة دفناها لا حزن عليها ولا أسف، الهوبرات لا تنفع والعنتريات لا تجدي. يقول كتاب الله العزيز: أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض أما الزبد فيذهب جفاء.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
لبنان يتجه بمكوناته كافة أو يكاد، نحو التفكيك الارادي الممنهج لكل ما بني بنضالات الأجداد وبدماء الأحفاد. لقد أدى التدمير المتمادي للطائف كوثيقة سلام اوقفت المدافع بين اللبنانيين، ومن ثم الاجهاز على الدستور الذي انجبه هذا الاتفاق، أدى إلى غلبة كاذبة للطوائف، وها نحن الآن نتدافع كل إلى قوقعته الطائفية والعشائرية، ونتغنى بإنجازاتنا الدموية ونلوح باستعادتها.
لا أيها الأخوة، ليس هو العهد المهدد بالسقوط اليوم، إنه لبنان النموذج، لبنان الدولة، لبنان التجربة الفريدة، لبنان الكبير قبل احتفاله بمئويته الأولى السنة المقبلة. وبعدما بلغنا هذا الدرك المهين، لم يعد يصح السؤال عمن طير "سيدر"، وعمن يعمل لتطيير القمة التنموية، أو من يلحق لبنان بلهيب المحاور، وإلى ما سيؤدي بنا هذا النفق أو هذه الميليشيا، لقد صرنا عمليا في المقلب الآخر، وكأن لبنان الذي يعرفه الأوادم ويناضلون من أجل قيامه صار وراءنا.
في السياق، طرحت دعوة البطريرك الراعي إلى لقاء تشاوري مسيحي الأربعاء، جملة تحفظات ومخاوف، أولها ان اللقاء سيكون كضربة سيف في ماء، لأنه لن يدفع إلى تشكيل الحكومة، إذا كانت الدعوة له هي للمطالبة بذلك، وسيظهر وكأن المسيحيين كلهم يعطلون تشكيل الحكومة، خصوصا ان الدعوة إلى حكومة اختصاصيين لا تحظى بإجماع مسيحي. ثانيها ان المسيحيين ليسوا فريقا سياسيا واحدا، وكل فئة منهم لها تحالفاتها المتناقضة ولها رؤاها المتعارضة إلى مكمن مصلحة لبنان، وهي مختلفة على الاستراتيجية الدفاعية وسلاح المقاومة، ومبدأ الحياد والعلاقات مع سوريا بشار وإيران، وصولا إلى قانون الانتخاب. ثالثها الخشية من أن يتسبب اللقاء باشتباك علني على هذه الخيارات، يزيد الشرخ بين مكوناتهم الرئيسية. ورابعها أنه لا يعود للبطريرك أو أي لقاء مسيحي، مناقشة سبل مواجهة أي هجمة تستهدف تغيير الميثاق الوطني والدستور، طالما ان لا انقلاب عسكريا حصل وطالما ان الدستور صالح وهو المرجع.
وإذا كان من تدعيم مطلوب، فهو للدستور، وأول العلاجات تكون بمحاربة سرطان الأعراف الذي شلعه وحوله وجهة نظر، ولبعض الموارنة أكثر من خنجر في خاصرته.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
يبدو أن كانون الثاني لا ينزل بردا وسلاما بين رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل ورئيس حركة "أمل" الرئيس نبيه بري. في كانون الثاني الماضي، انفجرت بين الإثنين بعد تسريبة "بلطجة محمرش"، حين انتقد الوزير باسيل الرئيس بري من دون أن يسميه.
كلفت "البلطجة" آنذاك تحريك الشارع وإحراق دواليب، ولم تنته إلا بعامية الحدث حين اجتمع التيار والحركة برعاية الحزب "وصافي يا لبن".
أطل كانون الثاني الحالي، وطبيعي ألا يمر هانئا بين "عين التينة" و"ميرنا شالوحي". بدأ "المشكل" حين لوح الرئيس بري ب6 شباط سياسي، وغير سياسي، إذا لزم الأمر. ولأن 6 شباط 1984 كان موجها ضد رئيس الجمهورية آنذاك، أمين الجميل، فإن من باب ان "التاريخ يعيد نفسه" يعني ان 6 شباط 2019 موجه ضد الرئيس العماد ميشال عون.
وبدا ان هذا التهديد لم يمر، وتولى الرد رئيس التيار الوزير جبران باسيل، ليس على طريقة "تسريب محمرش" بل علنا وأمام عدسة الكاميرا. المناسبة كانت خلوة تنظيمية داخلية للتيار، بعيدة من الإعلام، لكن رئيس التيار أتاح للإعلام أن يسجل ما يريد ان يعرف. قال باسيل: "ما منعرف إلا 6 شباط 2006، تفاهم مار مخايل، هيداك 6 شباط ما منعرفو. 6 شباط الأول ما كنا، نحنا عملنا 6 شباط 2006 حتى ما يكون فيه غيرو 6 شباط".
رد حركة "أمل" لم يتأخر، وجاء على لسان النائب علي خريس الذي قال: "إن الوزير حتما لا يعرف 6 شباط 1984، هذا التاريخ الذي نقل لبنان إلى عصر المقاومة والتحرير، ونحن لا نلوم معاليه لأنه لا ينتمي إلى مدرسة المقاومة".
مؤشر ثان إلى التصعيد في وجه العهد، تمثل في إزالة علم ليبيا من نطاق انعقاد القمة الاقتصادية، ورفع علم حركة "أمل" مكانه.
ومن علامات التصعيد ما شهدته الجاهلية اليوم من تحد للقضاء، وتحديدا لمدعي عام التمييز، فكيف سيأتي الرد على السقف المرتفع الذي شهدته الجاهلية؟.
وبينما المواجهة محتدمة بين "أمل" و"التيار"، والتصعيد على أشده في الجاهلية، كان اجتماع مالي يعقد في قصر بعبدا لتصويب الموقف الرسمي المتعلق بالسياسة النقدية، بعد البلبلة، وهذا ما أعلنه وزير المال علي حسن خليل في بيان مكتوب تلاه وانصرف من دون الإجابة عن أي سؤال.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
غضب الطبيعة لم يأت وحده، بل وصل مصحوبا بعواصف رعدية سياسية، وبكتل هوائية مالية، ورفرف من فوقها علم حركة "أمل" متصدرا أسبوع القمة الاقتصادية. فمع وصول العاصفة "ميريام"، تسابقت الزوابع في المال والسياسة. بعضها جرت محاصرته، وبعضها الآخر لا يزال مؤهلا لهبوب أعاصير.
وفي الجزء الذي جرى استدراكه، انعقد في قصر بعبدا اجتماع مالي على مستوى قمة، ضم الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ووزيري المال علي حسن خليل والاقتصاد رائد خوري، مع الاستعانة بالخبرة المالية للنائب ابراهيم كنعان. وانتهى الاجتماع إلى جدولة ديون التصريحات المتهورة التي أدلى بها وزير المال وانتشر صيتها في الأسواق العالمية.
وتمكن لقاء بعبدا المالي من تحديد الخسائر، وضبط الإنفاق الكلامي لعلي حسن خليل وترشيده. وتجنبا لارتكاب وزير المال مزيدا من الهفوات، فقد حرص المجتمعون على كتابة بضعة أسطر محددة تلاها حسن خليل حرفيا، ومفادها أن إعادة هيكلة الدين العام غير مطروحة.
وإلى هنا فقد اقتصرت الخسائر على "الماديات"، بحيث سارعت فرق الإنقاذ إلى جرف الثلوج التي راكمها تصريح تائه. قرأ وزير المال بيانه المكتوب، قبل أن يتم سحبه من يديه بواسطة الرئيس سعد الحريري، تداركا لأي جواب على سؤال صحافي يتوه الأسواق مجددا.
وبعبدا التي عالجت مع وزير بري ملف المال، فإنها تشتبك معه في الملف السياسي بلوغا نحو القمة. وفيما أعلن الوزير جبران باسيل عدم الاعتراف سوى ب6 شباط واحد وهو تفاهم مار مخايل، فإن فيلق النائب علي خريس تصدى في الرد قائلا: إن الوزير باسيل حتما لا يعرف 6 شباط 1984، هذا التاريخ الذي نقل لبنان إلى عصر المقاومة والتحرير.
وأبعد من الكلام، كان الفعل بنزع أفواج "أمل" علم ليبيا وتثبيت علم الحركة مكانه، مع إعلان نواب من "أمل" أن التصعيد لا سقف له.
جرى ذلك على توقيت تفتيت دقيق لرئيس مجلس النواب مرة جديدة، حيث خرجت البحصة بسلام من مرارة بري، لتنضم إلى انتفاضة 6 شباط، ويتعافى الرئيس بري ليدخل المعركة بكامل قواه إسقاطا لدخول ليبيا الأراضي اللبنانية، في وقت بدأت طرابلس الغرب تدرس إلغاء المشاركة في قمة بيروت.
وعلى قمة خطر الشارع، والأخطار المالية التي استوعبها رئيس الجمهورية اليوم، ماذا ينتظر العماد ميشال عون لتفتيت البحصة الحكومية؟، فالاجتماع الذي حضره أركان الدولة ماليا واقتصاديا اليوم، هو من صلاحيات مجلس الوزراء مجتمعا، وبتعطيل الوصول إلى حكومة قد لا ينفع "الترقيع" في المرات المقبلة، إذ إن الخضة المالية كانت تستوجب انعقاد مجلس الوزراء حكما، فإذا كانت هذه الكارثة لم تحفز الرئيسين عون والحريري على الإسراع في التأليف، فما الذي سيدفعهما إلى الاقتناع؟.
كان من الممكن أن يطير البلد بضربة مالية طائشة، ومع ذلك فقد ارتأى المعنيون حل الأزمة "حبيا"، مع الإبقاء على شروط المؤلفين سياسيا. ولم تهز الأزمة الناشئة ضمير أي من المكونات، وهم على استعداد لأن يخسروا بلدا ولا يخسروا وزيرا واحدا، فالدين مسموح ورزق التأليف "ع الله".