كل عام وأنتم بخير، وعلى أمل أن يكون العام 2019 أفضل من ما سبقه، وخصوصا سياسيا ووطنيا. المؤشرات حتى الآن لا تبشر بالخير، مع أن الوزير جبران باسيل، رأى من نافذة منزله في اللقلوق بارقة أمل بيضاء. لكن بياض الثلج في أعالي جرود جبيل لا يلغي السواد في السياسة اللبنانية ومعظم السياسيين اللبنانيين، صحيح إن الإتصالات الخفية والمستترة مستمرة وتتواصل، وصحيح أن رئيس الحكومة المكلف زار اليوم بعبدا للمعايدة، وبحث ورئيس الجمهورية في مسار التأليف ماضيا وكيفية إخراجه من عنق الزجاجة حاضرا، لكن صحيح أيضا أن العقد التي منعت تأليف الحكومة قبل عيد الميلاد لا تزال هي إياها، ولم يحل أي منها حتى الآن، وكل المخارج المطروحة لا تزال مشاريع حلول لا أكثر ولا أقل.
في هذا الوقت لفت ما قاله متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس، في عظته المطران عودة، استغرب كيف أن المسؤولين أفرغوا تعبير محاربة الفساد من معناه لكثرة ما كرروه، وتساءل إذا كان الجميع يريد مكافحة الفساد، فمن يكون الفاسد؟. وهذا القول يعبر عن حقيقة المعضلة اللبنانية اليوم، وكأن كلام معظم المسؤولين في واد وأفعالهم وممارساتهم في وادي آخر.
طبعا هناك نجاحات لبنانية باهرة تتحقق، وآخرها اليوم بإعلان أن بيروت حلت السابعة عالميا على صعيد إحتفالات رأس السنة. لكن الفرحة بهذه الإنتصارات والإنجازات تبقى ناقصة، لأن لا حكومة تعرف كيف تستثمر الإنتصارات وكيف تستفيد من الإنجازات، والدليل الأكبر ان القمة التنموية الإقتصادية العربية التي تنعقد في بيروت باتت ترتفع أصوات تدعو إلى تأجيلها، لأنه لا يجوز أن تنعقد في ظل حكومة تصريف أعمال، فهل يستيقظ ضمير المسؤولين اللبنانيين قبل فوات الأوان، وقبل أن يصبح مصير القمة العربية كمصير مقررات مؤتمر "سيدر"؟.
مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان":
وسط أجواء من الأمل بغد أفضل، احتشد الناس في كل ساحات العالم، مودعين عاما ومستقبلين آخر، عله يكون خير خلف، لسلف امتلأ بالكثير من الأزمات على مختلف الصعد.
وفي لبنان، استبشر اللبنانيون خيرا في العام الجديد، آملين أن تكون أولى بشائره تأليف حكومة جديدة ترعى أمور ومصالح الناس.
وفي هذا السياق، أعلن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من القصر الجمهوري في بعبدا، أن البلد لا يمكن أن يستمر بدون حكومة، وأكد العمل من أجل تشكيل حكومة في أسرع وقت.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون NBN:
لقد كان عاما مليئا بإنتظار عيدية أفنى اللبنانيون ثلثي أشهره وكل أعياده، من إنتقال وبشارة، وإسراء ومعراج، ومولد وميلاد، وتأريخ برأسيه الهجري والميلادي، من دون أن تولد الحكومة. ويبقون على قيد الأمل، فهل انطلقت أولى شراراتها بعد الاجتماع بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري في قصر بعبدا؟ الحريري أكد تصميمه على التشكيل وإنهاء العقدة الوحيدة ودعا الجميع إلى التواضع.
نحن في ال"NBN" مع بداية العام الجديد، أردنا ان نكون كما دائما، صوت الناس ومرآة حالهم، نعكس وجعهم و(نخلي عيننا) على كل ما يمكنهم من عيش حياة كريمة، خالية من الفساد والمفسدين.
نسأل عن ضمان الشيخوخة والبطاقة الصحية كي لا نفقد المزيد من الأعزاء على أبواب المستشفيات. نضيء على معضلة الكهرباء التي باتت أكثر من أي وقت مضى تحتاج الى حل عال يقي اللبنانيين التوتر والكلفة المرتفعة. ننبض بقلب شريان حياة الوطن: نهر الليطاني، ونقرأ في طالعه أن السرطان لن يفتك بنا بعد الآن لأن شفاءه من التلوث والتعديات آت آت، أليس من الماء جعل كل شيء حي؟
نريد حق لبنان في كل كوب من كأس ثروته النفطية، ونقاوم في سبيله، بما يطفئ الدين العام ويضمن مستقبل الأجيال في ظل عدو يتربص بالوطن.
نطالب مع الناجحين في الخدمة المدنية بالحق المكرس في إنصافهم ليكونوا حراسا على ما تبقى من أرزنا وأحراجنا وليكونوا معلمين أمناء على مستقبل الأبناء وحقهم في فرص عمل وفق إختصاصهم، نحو دولة مدنية هي الترياق الأوحد لعلة الطائفية.
نشد حزام الأمان على طرقات تخطف كل يوم خيرة شباب لبنان، واليوم كان فصل آخر من مسلسل حوادث السير.
نتابع الأوضاع المعيشية للاخوة الفلسطينيين الذين يعيشون تغريبة في ظل تقليص خدمات الأونروا، ونواكب عودة النازحين من الأشقاء السوريين الى بلدهم.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل":
في اليوم الأول من العام الجديد، يفتح اللبنانيون روزنامتهم على الآمال الكبيرة بمستقبل بلدهم بعد ليلة ميزتها الاحتفالات في بيروت والعالم.
فالاحتفال بوداع العام في قلب بيروت في ساحة النجمة والذي احتضن اللبنانيين من كافة المناطق، أثبت للعالم مرة جديدة ان بيروت ستبقى درة الشرق ومجسدة لفعل الايمان بقيامة لبنان، على الرغم من التحديات الماثلة ومحاولات التعطيل والعرقلة.
ففي تقرير نشره موقع "ناشونال جيوغرافيك" ان الاحتفال في بيروت قد احتل المركز السابع عالميا من بين أجمل عشرة احتفالات لليلة رأس سنة وليكون لبنان البلد العربي الوحيد على القائمة.
ونوه التقرير بالأنوار التي تلألأت فوق قبب الكنائس ومآذن المساجد في العاصمة اللبنانية.
وهذه الصورة المشرقة لبيروت رسمها الرئيس المكلف سعد الحريري الذي أوعز للمنظمين والمشرفين لإنجاز احتفال يليق بالعاصمة وباللبنانيين، مؤكدا من القصر الجمهوري في بعبدا ان احتلال احتفال بيروت المركز السابع يعكس الصورة التي نريدها للبنان.
الرئيس الحريري وبعد تهنئته رئيس الجمهورية بحلول العام الجديد، أكد على أهمية تشكيل الحكومة وبأسرع وقت، لافتا الى ان هناك عقدة واحدة يجري العمل على حلها.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار":
عام جديد وأمل متجدد بأن لا يرث الألفان وتسعة عشر من سالفه عقد الملفات، وان يلتف جميع اللبنانيين لإنقاذ بلدهم مع ضيق النوافذ ونفاد الوقت المتاح.
أول أيام العام الجديد فتحت بوابات السياسة على لقاء معايدة جمع الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري في بعبدا، ولم يكن الملف الحكومي بعيدا عن اللقاء.
لقد أطلنا طويلا في تشكيل الحكومة قال الرئيس المكلف، والجميع يريد الإسراع في التشكيل. ما يفصلنا عقدة واحدة يجب العمل لحلها قال الحريري، والمبادرات كثيرة، والمطلوب من الجميع التواضع كما قال.
أولى خطوات العام الجديد رجاء سياسي، فيما رجاء اللبنانيين عمل سريع لإنجاز التشكيلة الحكومية، فما بعدها كل أشكال التحديات لا سيما الاقتصادية منها والمالية، وحتى نيات الاحتلال.
فالعدو الصهيوني أطلق "بوابات النار" شمال فلسطين المحتلة، وهي فرقة جديدة في الجيش الصهيوني عالية التدريب والمهارات، أنشئت لمواجهة "حزب الله" كما ذكر الإعلام العبري.
أما مهمة الفرقة بحسب قائدها العقيد (روعي لافي) فإخراج "حزب الله" من الاراضي التي سيحتلها في الجليل بالحرب المقبلة. ويكفي كلام لافي لمعرفة الواقع الصهيوني، وخشيته مما سيأتيه، يوم لن تنفعه بوابات النار إن هو فتح بوابات الجحيم على مستوطنيه في أي حماقة ضد اللبنانيين.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون OTV:
كل عام وانتم بخير. لازمة نرددها كل عام ونتمنى ان تصدق التمنيات وتتحقق الصلوات. لكن اللبناني المفطور على الآمال، المغمور بالآلام، لا ينفك يحلم ويأمل ويعمل وينتظر من دولته غير الكلام والأوهام. هذه الدولة التي نامت على أمجاد انتخابات نيابية ومؤتمرات دولية ومبادرات أممية، استفاقت على انقسامات وتراجعات وتبدلات في الواقع الداخلي والمشهد الخارجي.
عنوانان أساسيان داخليا للعام 2018: إنجاز الانتخابات النيابية وإعجاز التشكيلة الحكومية. وعنوان خارجي مكمل للمشهد الداخلي تمثل بثلاثة مؤتمرات في باريس وروما وبروكسيل للاستثمارات والنازحين والأمن، لا يبدو ان لبنان- حتى الساعة على الاقل- استفاد من قوة الدفع الخارجي ولا من قدرة الزخم الداخلي لاطلاق ورشة النهوض والخروج من دوامة الجمود.
الانتخابات النيابية بدلت الى حد كبير في المشهد الداخلي، حقق فيها "حزب الله" اختراقات على كل الجبهات السياسية وتحول فيها "التيار الوطني الحر" الى أكبر كتلة تمثيلية سياسية شعبية، وحقققت فيها "القوات اللبنانية" قفزة نوعية وسجلت فيها "الكتائب" أعرق الاحزاب اللبنانية وأوسعها انتشارا، فيما مضى تراجعا دراماتيكيا وعرف فيها الزعيم الدرزي الأول والأوحد لعقود وليد جنبلاط نزولا عن القمة وضمورا في التأثير من غير ان يفقد ملكة التعبير الناعم والتعيير الخشن في نهفاته وتغريداته بعد ان فقد لقب بيضة القبان وكفة الميزان.
انتخابات أنهت أحاديات وكرست ثنائيات وأضعفت زعامات وأبرزت قماشات وأنتجت خيبات وعمقت انقسامات ولا سيما عند المسيحيين وبدرجة اقل عند السنة والدروز.
في جردة واقعية ل2018 تراوحت معدلات الحرارة في العلاقات الداخلية بين فاترة وباردة وحارة وعاصفة بين حلفاء اليوم وأخصام الامس. الامانة تفترض مواجهة اللبنانيين بالحقيقة مهما كانت صعبة. التسوية الرئاسية توعكت ثم تعافت. "تفاهم معراب" اصيب باعتلال وما زال في العناية المركزة و"تفاهم مار مخايل" كاد ان يتعرض لاختلال لو لم يكن مبنيا على قواعد فولاذية وارادات حديدية.
من الأخبار السارة للمسيحيين مصالحة "القوات" و"المردة"، وغير السارة استمرار سوء التفاهم بين "المردة" و"التيار". اما علاقة "حزب الله" بالحريري فبقيت كالمصعد هبوطا وصعودا وكالطقس انقشاعا او تلبدا، ولا يبدو انها ستشهد ثباتا في ظل التغيرات المناخية السياسية والإحتباس الحراري الإقليمي بين ايران وواشنطن وبين الرياض وطهران بالرغم من زوال العاصفة وانحسار الإعصار المدمر الذي اجتاح سوريا بصمود البنيان الرسمي والهيكل الشرعي للدولة السورية بما لم تشته رغبات وادوات الخارج.
كان عاما، نجمه الاستعراضي دونالد ترامب الذي حقق هاتريك لم يسبقه اليه اي رئيس في البيت الابيض: نقل السفارة الاميركية الى القدس- الانسحاب من الاتفاق النووي والانسحاب من سوريا والرابع على الطريق وقد يكون صفقة القرن اذا لم تتحول الى صفعة العصر. كانت سنة غير مؤاتية لمحمد بن سلمان الذي تعثر بحثة- ام ما تبقى من جثة جمال الخاشقجي ولم تكن سنة مؤاتية لماكرون الذي سقط مشروعه الطموح لان تكون فرنسا قائدة اوروبا لا بل انتقل للدفاع عن حكمه داخل شوارع باريس. كانت سنة صعود اليمين المتطرف وعودة شعارات الصليب المعقوف النازي الى مدن المانية واوروبية بما لا يبشر باقامة سعيدة للاجئين من الشرق الاوسط.
كان اللبنانيون يتمنون ان يقفل العام على حكومة ويفتح على انفراج يأملونه في ال2019.
كان عام 2018 وسيبقى عام الرئيس القوي النقي. عام الرجل الذي ينظر اليه الشرفاء والاوفياء كممثل شرعي وحيد لهم: ميشال عون.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون LBCI:
يا ست الدنيا يا بيروت، حين يتعلق الأمر بأهلك وناسك من المواطنين العاديين، تكونين عروس العواصم، وحين يتعلق الأمر بالسياسيين تحتلين الشاشات والعناوين بأنك واجهة التلوث ومكبات النفايات واختناق السير وتفجر المجارير. بيروت، بحسب "ناشونال جيوغرافيك "، السابعة عالميا في احتفالات السنة الجديدة، بعد مدريد وباريس ولندن، وقبل طوكيو وسيدني.
ما جعل "ست الدنيا" تتربع على المنصة السابعة عالميا هي حيوية الشعب اللبناني الذي رغم المآسي والإحباطات والضائقة الإقتصادية، أراد أن يبرهن أنه أهل للحياة وأنه قادر أن يحتل عناوين حضارية، وليس فقط عناوين النفايات والمحارق والمجارير.
آلاف من المؤمنين بالبلد نزلوا إلى ساحة النجمة ليستقبلوا نجمة السنة الجديدة، في أسلوب حضاري لم تحصل فيه ضربة كف، ولم تعكره حادثة. أليست مفارقة أن هذا الشعب، حين يترك ليعبر عن حضارته، يكون على قدر المستوى، وحين يتسلم سياسيوه الدفة تقع الكارثة؟
ساحة النجمة أمس كانت في لوحة سوريالية، في هذه الساحة مبنى بارد حتى الصقيع، فيه مقاعد لمئة وثمانية وعشرين نائبا، ومقاعد لأعضاء الحكومة، مرت ثمانية أشهر على ولادة هذا المجلس، ولم يسجل له أي إنجاز نوعي، ربما بسبب عدم وجود حكومة كان يفترض فيها أن تقدم إلى المجلس موازنة العام 2019، لكن الحكومة لم تولد، ويقول رئيسها المكلف سعد الحريري، بعد زيارته رئيس الجمهورية عصر اليوم، أنه لا زالت هناك عقدة واحدة "يجب ان ننتهي منها".
هذه الساحة ذاتها شهدت ليل أمس أروع مشهد في حب الحياة حاز إعجاب "ناشونال جيوغرافيك" وجعلها تضع بيروت السابعة عالميا، في جهد الفضل فيه يعود للناس لا للسياسيين.
إنتهت الإحتفالات، غدا أول يوم عمل في السنة الجديدة: تركة ثقيلة من مخلفات السنة الراحلة لعل أبرزها مجلدات الفساد.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد":
طلعنا على الضو. نجحنا في اختبار رأس السنة، وصنفت بيروت السابعة بين العواصم. السادسة من بين الدول عالميا لناحية طلوعها إلى الضوء "وحكاية بيروت حكاية الرصيف التعبان بالناس وبالحيطان، بالأمل العنيد بسكك الحديد". ما خاب ظن أهلها بها، ولا خسرت أصوات غنتها، ورفعتها إلى مدينة شرائع، إلى منارة ضائع، ففي مكان شطر يوما نصفين، مدينتين بمدفعين، بطرفي قتال، في قلب الأسواق القديمة، في وسط المدينة، ارتفعت نيران فرح ضارية واشتدت محاور القتال نحو نور السنة الجديدة. اندلعت حرب بنار الأعياد، فربحت مدينة، وللمرة الأولى جاءت التصنيفات لتعوضنا عن لوائح وضعتنا الأوائل في الفساد والتلوث وعدم النزاهة والأمراض السرطانية.
النصر السابع حمله الرئيس سعد الحريري إلى بعبدا، وغلفه بهدايا التأليف الفارغة بعدما كان قد شارك ليلا على أدراج احتفالات مدينة بيروت، راقصا من الفرح. وقال الحريري بعد لقائه الرئيس ميشال عون إن الحكومة يجب أن تولد في أسرع وقت، فنحن مصممون والعمل جار، وهناك عقدة واحدة نعمل على حلها، وعلى الجميع أن يتنازل قليلا.
لكن زيارة بعبدا أدرجت في خانة التهنئة بالأعياد، حيث لم يملك الحريري أي مقترحات جديدة في انتظار استئناف الوساطة التي يعمل على خطها اللواء عباس ابراهيم، على أن عيدية الرئيس للرئيس تبقى في باب المجاملات، ما لم يعمل عون والحريري معا على تقديم الحكومة عيدية للبلد، ومن دون أن يتحدث أي طرف عن تنازلات وتواضع، لأن أيا من المكونات السياسية لم يتنازل عن شروطه ومطالبه ومقاعده، وحتى عندما ظننا أنه وقع التنازل فقد جاء على صورة الخدعة.
ولا يعتقد الرئيسان أو أي من الأطراف المسؤولة أن الوقت يحتمل مزيدا من الهدر، لأن القمة الاقتصادية تنتظر بيروت هذا الشهر، ومقعد سوريا في القمة سيشكل ضغطا وحرجا دبلوماسيا على زمن عودة العرب إلى دمشق.
وفي سباق مع القمة تبرز ضرورة تأليف الحكومة ونيل الثقة وانعقاد أولى جلسات مجلس الوزراء لاتخاذ القرار حيال مشاركة سوريا، لكون الدول العربية ستكون قد سرعت عودتها إلى دمشق، وهذا ما أعلنه نائب وزير خارجية الكويت خالد الجارالله الذي توقع حدوث انفراجات في العلاقات الخليجية والعربية مع الجمهورية السورية في خلال الأيام القليلة المقبلة، بما فيها إعادة فتح السفارات، ومرد القوافل الدبلوماسية نحو الشام أن جوا عربيا ضاغطا أصبح جانحا نحو العودة إلى الجذور العربية وتفعيل جامعة الدول، بعدما شعر العرب أن قراراتهم قد جرى تذويبها من قوى عالمية، حيث ألغي دورهم ووجودهم وكيانهم وأصبحوا رهينة هذه القوى.
وأمام هذه الحالة سنكون ضمن حلقة مترابطة عربيا وصولا إلى قمة بيروت الاقتصادية، والتي يبدو أنها ستسرع تأليف الحكومة قبل غطاس الأرمن وفي خلال المهلة الفاصلة عن انعقادها في التاسع عشر والعشرين من الجاري، وقد تكون شرفة الوزير جبران باسيل في اللقلوق هي الرؤيا التي نزلت على المؤلف كالوحي من مرتفعات جبال لبنان، وإستمدت بشائر حكومية مكوناتها قوس قزح من الألوان السياسية، وقدر الله ولطف أن هذه الرؤية الخلابة لم يصبها رصاص طائش احتفاء بوصول السنة الجديدة، والذي جال من طرابلس إلى الجنوب فبيروت وأوقع جرحى.