عملية تشكيل الحكومة تراوح مكانها رغم الإتصالات البعيدة عن الإعلام، ورئيس الجمهورية يقود هذه الإتصالات التي يشارك فيها بشكل بارز رئيس المجلس النيابي الذي يتريث في الدعوة إلى جلسة تشريعية.
وينتظر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ما ستؤول إليه الإتصالات التي تسبق حدث العقوبات الأميركية على إيران غدا، والتي تستدعي تحصين لبنان بمظلة الحكومة الجديدة.
وفي الخارج، قضية اغتيال الصحافي جمال خاشقجي ما زالت تتفاعل سعوديا بالبحث عن مخارج، وتركيا بالضغط والتهديد بالأدلة والإثباتات، وأميركا بإتساع الهوة بين الجمهوريين والديمقراطيين وأيضا بين الكونغرس والرئيس ترامب.
أما الاثنين فهو موعد بدء العقوبات الأميركية على ايران التي استبقت بدء سريان العقوبات بالتوجه إلى الاوروبيين، مطالبة اياهم بقديم تطمينات فعلية لمواجهة الضغط الاميركي.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
إلى أن يخرج أرنب معين من مكان ما، يبقى الجمود متحكما بملف تشكيل الحكومة بحيث لم يسمع أي هدير لمحركات التأليف، فيما يبدو الرئيس المكلف ماضيا في إجازته الباريسية.
الأمور متوقفة، كما هو معلوم، عند مسألة تمثيل النواب السنة المستقلين في الحكومة العتيدة. الرئيس نبيه بري كشف أنه نصح الرئيس سعد الحريري وهؤلاء النواب مرارا في الأشهر الأخيرة، بالتفاهم قبل التسبب بالمشكلة، وهي سياسية بين أفرقاء ينتمون إلى الطائفة نفسها وليست بين سنة وشيعة.
"حزب الله" شدد من ناحيته اليوم على أن الحكومة لا تكتمل إلا إذا تم تمثيل السنة المستقلين، قائلا إننا ذكرنا الحريري مرات ومرات بأن هذا الأمر ضروري.
وبرز في المواقف إعلان زعيم "الحزب الإشتراكي" وليد جنبلاط تأييده ما وصفه بالموقف الممتاز لرئيس الجمهورية بشأن توزير النواب السنة المستقلين، قائلا إن اللبنانيين لا يستحقون هذا العقاب الجماعي، وذلك في سياق تعليقه على التعثر الحكومي.
وعلى مستوى التعثر الكهربائي، بشرت المؤسسة المعنية اللبنانيين بتعتيم قاس ينتظرهم. مؤسسة الكهرباء لوحت بإطفاء مجموعات الإنتاج تباعا في كل المعامل، وبالتالي خفض الإنتاج تدريجيا بانتظار حل لمسألة التزود بالمحروقات.
في المقابل، لا إطفاء للسجالات "القواتية"- البرتقالية، وجديدها حملة صحية- غير صحية قادها الوزير جبران باسيل على الوزير غسان حاصباني، إنطلاقا من مؤتمر الطاقة اللبنانية للصحة، فتوسل الوزير "القواتي" "تويتر" للرد على رئيس "التيار الحر"، زعيم التيار البرتقالي قال- غامزا من قناة زميله "القواتي": إن القطاع الصحي مريض، فرد الأخير على وزير الخارجية والطاقة المعتلة بعد عشر سنوات في الوزارة التي حولتموها إلى اللاطاقة ولا مياه.
أبعد من لبنان سجالات أميركية- إيرانية عشية دخول الحزمة الثانية للعقوبات على طهران حيز التنفيذ بعد غد الإثنين. الرئيس الأميركي خير إيران بين تغيير سلوكها أو تلقي كارثة إقتصادية، فجاءه الرد: دونالد ترامب ألحق العار بالولايات المتحدة، وهذه هزمت في تحديها طهران طيلة أربعين عاما.
طهران لا تبدو وحدها في المواجهة، فالعقوبات الجديدة مرفوضة من قبل قوى دولية وازنة: من روسيا والصين وغيرهما إلى الاتحاد الأوروبي. وعلى ما يقول خبراء، فإننا لسنا في عام 2012 عندما كان العالم موحدا وراء العقوبات. وربما كان ترامب يعرف هذه الحقيقة وربما لا يعرفها.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"
الاثنين تدخل العقوبات الأميركية الجديدة على ايران حيز التنفيذ. وفيما العالم يراقب ما ستتركه من تداعيات على طهران ومن يدور في فلكها، فإن لبنان لا يزال ينتظر تشكيل الحكومة العتيدة، في ظل رصف وتدبيج للكلام المتجدد لنائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم من دون أي مضامين جديدة.
فالشيخ قاسم، أشار إلى ان الحكومة لا تكتمل إلا إذا تم تمثيل نواب سنة "حزب الله"، ليؤكد ما هو مؤكد، من ان حزبه يقف وراء تأخير تشكيل الحكومة، وأن تصريحه لا يرتكز إلى أي منطق سياسي، ولا وظيفة له، سوى الضغط على رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري.
وإذا كان المطلوب الاسراع في اعلان التشكيلة الحكومية لمواجهة التحديات والاستحقاقات، فلا بد من إعادة الأمور إلى نصابها السياسي والدستوري وتسهيل مهمة الرئيس المكلف. فالرئيس الحريري المكلف دستوريا ووطنيا بتشكيل الحكومة بالتوافق مع رئيس الجمهورية، سبق ان أعلن ان التشكيلة الحكومية جاهزة وعلى الأطراف كافة ان تتحمل مسؤوليتها بايداعه الأسماء.
إقليميا، يتسلح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرزمة الثانية من العقوبات التي سيفرضها على إيران قبل يوم واحد من استحقاق النصف الثاني من الإنتخابات الأميركية. لكن إيران التي خيرت بين تعديل سلوكها النووي ووقف دعم الإرهاب، أو العقاب الإقتصادي، قررت مخاطبة شعبها على طريقتها، معلنة بدء إنتاج الطائرة المقاتلة المحلية "كوثر" على نطاق واسع.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
أميركا فشلت أمام الجمهورية الاسلامية في ايران لأربعين عاما، وكل مخططاتها ستسقط لأنها فقدت قوتها العسكرية والاقتصادية، وهي تنوء تحت الهزائم والديون: بهذه المواقف استبق الامام السيد علي الخامنئي تطبيق العقوبات الأميركية الجديدة ضد ايران في الخامس من الجاري، منطلقا من خبرة عميقة في مواجهة الادارات الأميركية المتلاحقة وتقليم أظفارها بوسائل شتى.
جولة المواجهة الجديدة بدأتها ايران منذ اطلق ترامب العنان لنواياه ضدها، فرمت على الفور الكرة في ملعب حلفائه الأوروبيين المستفيدين من الاتفاق النووي، ومن بينهم ارتفع الصوت متقاطعا مع الاصرار الروسي والهندي والصيني، على عدم مقاطعة طهران. والآن، ترامب يتراجع قبيل اعلان عقوباته، ويعفي منها ثماني دول ستبقى على خط استيراد الذهب الأسود الايراني. وفي النتيجة، عقوبات ترامب تصبح شبه فارغة قبل بدء تنفيذها، وايران تحقق انتصارا جديدا وتواصل المواجهة.
في المنطقة، الانكشاف الواسع لعلاقات بعض العرب مع كيان الاحتلال في اتساع. ومما يقتبس من اعلام العدو فإن البحرين على موعد لا بد منه مع زيارة لبنيامين نتياهو الذي أفرح دفاعه عن حكم ولي العهد السعودي أوساط الرياض، ورات في ما قاله عن المصلحة التي يمثلها محمد بن سلمان لأميركا واسرائيل مبعث اطمئنان، بحسب الاعلام الاسرائيلي.
على الخط اللبناني، لا بد للتوافق الذي انتج الانتخابات وقانونها أن ينسحب إلى الحكومة، ولكن دون ذلك ظروف وعوامل أولها الحوار والاستماع إلى الآخرين من أصحاب الحقوق والمطالب والممثلين لفئة من الشعب اللبناني يرون في الحكومة ما هو حق لهم.…"حزب الله" يدعم هذا المطلب، انطلاقا من التوافق وحفاظا على الوحدة، وصوغا لنموذج قادر على مواجهة التحديات والقادم من الصعوبات وتجاوزا للمطبات الاقتصادية، وأيضا منعا لأي سقطة يتأذى منها كل لبناني وجد في الانتخابات ممرا نحو وقائع جديدة تحمل التغيير المنشود وطنيا عبر البرلمان وأيضا عبر الحكومة.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
تمر نهاية الأسبوع بلا جديد يذكر، سوى ما رشح عن استمرار الأفكار البعيدة من الاعلام لانهاء آخر العقد، على الرغم من أن المواقف المعلنة للأفرقاء المعنيين لم تتبدل.
وإذا كانت الحكومة تنتظر الخبر اليقين، فإن خبرا إنسانيا أعاد إلى الضوء ملف المخفيين قسرا، الذي لا يزال ينتظر تحركا رسميا فاعلا أو صدفة، أو أي خروج عن صمت، لتكفكف دموع عائلات لبنانية خرج أحد أحبائها في يوم من أيام الحروب المتنقلة إلى عمل أو مدرسة أو زيارة قريب... ولم يعد.
فقد استراحت عائلة الدكتور طياح أخيرا، إذ أنهت عدسة مصور تنقل يوما على خطوط التماس مأساتها ولو على ألم، وهي التي انتظرت زهاء ثلاثة عقود على أمل لقاء مفقودها، لتكتشف أنه استشهد في يوم من أيام الحرب اللبنانية، لينتقل البحث عن المكان الذي دفن فيه.
حياتيا، شكل ملف التلوث في جونية محط تحرك نيابي اليوم، انضم إليه وزير الطاقة ليشرح خطوات الوزارة وما رافقها من عرقلات. هذه العرقلات التي حضرت في مؤتمر صحي قال فيه الوزير جبران باسيل: إن قطاعنا الصحي مريض، ووزارة الصحة الحالية كان همها الكهرباء.
أما إقليميا ودوليا، فتدخل العقوبات الأميركية الجديدة حيز التنفيذ في الساعات المقبلة، فاتحة صفحة جديدة من العلاقات الاقليمية والدولية، التي ستكون تردداتها المحلية محل رصد ومتابعة.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
ككيس الملاكمة يتلقى اللبناني الضربات من كل جانب، ورأسه المترنح ما عاد قادرا على تمييز مصادر الأذى التي تهدده ليتجنب اخطرها:
أهو التلوث وقد تحولت جونية بين ليلة وضحاها نموذجا فاقعا لرفيقاتها المدن اللبنانية المنكوبة الشهيدة التي لا ندري لماذا لم يشملها تقرير green peace؟. هل من العتمة الشاملة أم من السجالات غير الصحية بين الوزراء المعنيين بالطاقة والصحة؟. أم هو الخطر الزاحف إلينا من العقوبات الأميركية على ايران بأصولها وفروعها وفي مقدمها "حزب الله"، والتي سيبدأ العمل فيها الاثنين؟. أم هي الأزمة الاقتصادية المتصاعدة التي ستنجم عن عملية الخنق هذه، علما بأن ما نعانيه الآن قبل العقوبات يكفي لتدمير اقتصادات أكبر الدول؟. أم هو الخطر الكارثي المتأتي من أن لبنان يواجه كل المصاعب في ظل حكومة تصريف الأعمال، وقراره رهن أمزجة مريضة يختلط فيها الاقليمي بالمحلي بالشخصاني ولا من يسأل؟.
من الخطر الأكبر والأول نبدأ، فقرار تأليف الحكومة يصادره "حزب الله"، وما يترك في هذا السياق من صلاحيات لرئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية، هو تلقي الملامة بالعرقلة لأن الدستور أناط بهما هذه المهمة، ف"حزب الله" أعلن صراحة ان لا حكومة بلا سنة الثامن من آذار ولو استغرق التأليف سنوات. وفي ظل الاصرار المحق والمبرر للرئيس المكلف ورئيس الجمهورية على عدم توزير هذه الفئة، صارت الكرة في ملعب هؤلاء النواب، فمصير البلاد والانتظام العام والاقتصاد يتوقف على حسهم الوطني، والمطلوب ان يعوا عظمة المخاطر فيزوروا حارة حريك هذه المرة، لشكر الحزب على موقفه الداعم لتوزيرهم، علما ان لا ضمانة بأنه لن يستولد عذرا جديدا لتمديد تعطيل التأليف، فقليلون كانوا يتوقعون ان يفجر الحزب قنبلة سنة المعارضة، بعدما تنازلت "القوات" وقبلت بما حصلت عليه من حقائب.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
وعدنا بحكومة فكان التعطيل. وعدنا بالكهرباء فكان التعتيم. وعدنا بمكافحة التلوث فجاء تقرير "غرينبيس"، بأن جونيه من أكثر المدن تلوثا في العالم، ضربة على رؤوسنا. وعدنا بعودة ثقافة الموازنات العامة، فكانت النتيجة ان لا حكومة موجودة لتقدم موازنة إلى مجلس النواب. وعدنا بمعالجة جذرية للنفايات، فكانت النتيجة أن المخالفات تمتد من بيروت إلى عكار، وما من محاسب. وعدنا بمعالجة تلوث نهر الليطاني، فكانت النتيجة مهلا إدارية للتمادي في المخالفات والتلويث، علما ان الجميع يدرك ان المرض الآتي من التلوث، لا يمهل.
هناك دول تخشى من عقوبات خارجية عليها، أما لبنان فلا يخشى، والحمد لله، أي عقوبات خارجية عليه، لأن العقوبات الداخلية أقسى بكثير. نحن دولة مسؤولوها يعاقبون شعبها، يعاقبونهم بتقنين يصل إلى مستوى العتمة، ولا يهم الشعب لماذا تأخر فتح إعتماد الصرف للفيول.
كل ما يهمهم ان تكون لديهم الكهرباء، وبعودة التقنين القاسي، سيقع المواطن تحت مقصلة أصحاب المولدات لتصبح العدادات في خبر كان، ورجاء، لا يخرج أحد علينا ليطمئننا أن المولدات المخالفة ستحال إلى القضاء، معظم اصحاب المولدات خالفوا، وها قد مر شهر على انتهاء مهلة تركيب العدادات، فلم يشاهد مواطن صاحب مولد مخالف أمام القضاء.
نحن دولة مسؤولوها يعاقبون شعبها: لم يتحرك أحد لمعالجة التلوث العالمي في جونيه إلا بعد صدور تقرير "غرينبيس"، قبل التقرير أليس هناك من وزارات وإدارات ومؤسسات بحوث علمية يفترض فيها ان تعرف ما تعرفه "غرينبيس"؟، ولو لم تصدر هذه المنظمة تقريرها، هل كان المسؤولون ليستمروا نائمين نومة أهل الكهف؟.
نحن دولة مسؤولوها يعاقبون شعبها: يعاقبونهم بالتساهل مع معامل ترمي نفاياتها وفضلاتها وأمصالها في نهر الليطاني، وبدلا من الحزم في المعالجة فإن هذه المعامل المخالفة تعطى مهلا إدارية من الوزارات المعنية، للإمعان في المخالفات، تماما على غرار المهل الإدارية التي تعطى لأصحاب المقالع والكسارات الذين يعيثون خرابا بالطبيعة والبيئة.
بعد هذه المعطيات، يصح السؤال: هل نحن دولة؟، مبرر السؤال أن اليأس يغلب الأمل، والتشاؤم يغلب التفاؤل، والإحباط يغلب العزيمة، أما إذا كان ما سبق غير صحيح، فليبادر المعنيون إلى إثبات العكس، بالأفعال وليس بالأقوال. أولى علامات الإحباط، فضيحة الكهرباء، أو بشكل أدق، فضيحة اللاكهرباء.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
ليس في السبت أي نور حكومي مع الاعتكاف عبر السفر. والاختلاف الصامت بين رئيس الجمهورية و"حزب الله" الذي أعاد اليوم تصويب البوصلة وتحييد الرئيس عبر حصر الصلاحية بالرئيس المكلف تشكيل الحكومة. وقال نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم إن الحل بيد رئيس الحكومة، وهذا أمر يمكن معالجته بقليل من التفهم والتواضع والمعالجة الصحيحة.
وعلى دعم الحريري وموقفه من رفض تمثيل سنة المعارضة، اجتمعت دار الفتوى ووجهت نداء شرعيا إلى كل القوى والتكتلات السياسية التي سمت الرئيس الحريري لتشكيل الحكومة، ودعتها إلى الابتعاد عن العقبات والعقد والمطالب والمطالب المضادة، التي غالبا ما تؤدي إلى عرقلة عملية تأليف حكومة وحدة وطنية.
لكن الحل ليس لدى مجلس المفتين ولا الرئيس المكلف، بل أفتى به اليوم النائب فؤاد مخرومي الذي رأى أن هناك ثلاثة سنة مستقلين فقط يمثلهم شخصه، والرئيس نجيب ميقاتي والنائب أسامة سعد، فيما البقية تدور في فلك "حزب الله"، داعيا الحزب إلى ضمهم وتوزيرهم "على خانته".
وبغياب التأليف، فإن حكومة التصريف تقوم بواجب المناكفة على أكمل وجه، ويتصدرها نقمة وزير الخارجية جبران باسيل على وزير الصحة غسان حاصباني. والوزيران لم يألوا جهدا في تسديد الاتهامات. وبعد أن كان "التيار الوطني" حليفا للجمهورية "القواتية" القوية، ويتبادلان التفاهم على فراش سياسي واحد، أصبحا يتازعان على "فراش المرض" وعدد الأسرة وموازنة المستشفيات.
وقد افتتح الوزير باسيل اليوم مؤتمر الطاقة اللبنانية للصحة، وبغياب وزير الصحة، وأدلى بمواقف شديدة الهجوم على وزارة الحاصباني، معلنا أنه يتكلم باسم رئيس الجمهورية، ومنتقدا الهدر وعدم الفاعلية وغياب المحاسبة والرقابة الصحية، والتفاوت بين المناطق والتوزيع السياسي المجحف للخدمات والتكاليف الصحية، متحدثا عن فعل الإرضاء والخنوع السياسي.
والوزير المعني الغائب عن مؤتمر باسيل، لم يتغيب عن الرد إعلاميا، وهو استغرب في حديث إلى "الجديد" كيف يتحدث وزير الخارجية عن أرقام صادرة في حكومة الرئيس تمام سلام عام 2016، وعلى مرأى ومسمع وحضور باسيل شخصيا الذي كان مشاركا موجودا ولم يعدل في المرسوم. وقال حاصباني إن القضايا الصحية كانت تخضع للمحاصصة عندما لم نكن نحن موجودين في الحكومة. وعن البطاقة الصحية، رحب حاصباني بانضمام وزير الخارجية، وقال: لقد اكتشفت الأمر متأخرا معاليك فأهلا بك معنا على هذه الطريق.
هي اتهامات محلية لزوم التسلية ما قبل الحكومة، على ان تستكمل مشوارها في الحكومة المقبلة، باعتبار الوزيرين باسيل وحاصباني أحد وجوهها الباقين.
على أن الاتهامات الأبعد مدى في المكان والزمان، هي تلك التي بدأت تركيا بتوجيهها إلى السعودية، مع مرور شهر كامل على مقتل الصحافي جمال خاشقجي. وقد أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اليوم، وعبر صحيفة ال"واشنطن بوست" ان الأمر بالقتل صدر من أعلى المستويات في الحكومة السعودية، لكنه حيد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وقال أن لا علاقة له بالملف.
وشهر ما بعد الخاشقجي ليس كما قبله، وتحديدا في الداخل السعودي. لا سيما بعد عودة الأمير أحمد شقيق الملك سلمان بن عبد العزيز إلى المملكة، بضمانات أميركية- بريطانية جعلته طليق الحركة والمشاورات وربما القرارات. ولفت أن هذه العودة أعقبها إطلاق سراح الأمير خالد بن طلال بن عبد العزيز، وهو الابن الثالث للأمير طلال، شقيق العاهل السعودي وشقيق رجل الأعمال الأمير الوليد بن طلال، وكان الأمير خالد محتجزا منذ أوائل العام الحالي، ليس بتهم الفساد التي نسبت إلى أمراء سعوديين، بل لأنه اعترض على سجنهم من دون عرضهم على القضاء.
والمتغيرات في السعودية لا يتوقع لها ان تقف عند هذا الحد. أما المتغيرات الأشمل في المنطقة والعالم، فتلك التي ستبدأ مع بدء العقوبات على ايران الأسبوع المقبل. ومع خنق الجمهورية الاسلامية الايرانية اقتصاديا، ثمة حرب تتحرك لخنق الدولار الأميركي واستبداله باليورو أو بالعملات المحلية للعديد من الدول. اليورو، الايوان، الين، كلها عملات تستعد للاقلاع، ما يدفع الدولار إلى الهبوط وعندئذ تكون الولايات المتحدة قد طبقت العقوبة الأولى على نفسها قبل الدولة الإيرانية.