أضاء لبنان ليل باريس، بعرض فني ضجت به المدينة والعالم لفرقة كركلا العريقة، أعاد بهاء الصورة التي شوهتها الأزمات المتراكمة.
سياسيا، ركود في الداخل حركه التشاور الهاتفي بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، بانتظار عقد لقاء بينهما.
وفيما تشريع الضرورة سيد الموقف إلى حين ولادة الحكومة، لمواكبة الاحتياجات الملحة وبينها ما يرتبط بإلتزمات خارجية ومؤتمر "سيدر"، نبه الرئيس نبيه بري من خطورة ما يعد للقضية الفلسطينية.
وغدا يعود معبر نصيب إلى دوره الطبيعي كشريان اقتصادي حيوي بين الأردن وسوريا وعبرهما، كصلة وصل بين لبنان وعدد من الدول.
النبأ أعلنته متحدثة باسم الحكومة الأردنية، بالتزامن مع اعلان التلفزيون الرسمي السوري. والمعبر كان مغلقا منذ سنوات بين الأردن وسوريا. وقد استحوذ على محادثات لبنانية على أكثر من صعيد في الفترة الأخيرة مع مسؤولين في البلدين المعنيين.
خارجيا أيضا، قضية الخاشقجي إلى مزيد من التعقيد والضبابية. وفي جديد المواقف، اصرار ألماني، بريطاني وفرنسي، في بيان مشترك، على كشف الملابسات ومطالبة السلطات السعودية والتركية بإجراء "تحقيق موثوق به" في اختفائه، والاعلان عن التعامل مع هذا الحادث "بأقصى درجات الجدية".
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
يوم ثان للرئيس نبيه بري قائدا ديبلوماسية برلمانية فاعلة، على هامش مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي الذي يفتتح غدا في جنيف. وبعد مشاركته في اجتماع المجموعة البرلمانية الإسلامية، كان للرئيس بري حضور فاعل في اجتماع رؤساء المجالس والوفود البرلمانية العربية.
وعلى مرأى ومسمع الحاضرين، حذر رئيس المجلس النيابي من المحاولات الجارية لتصفية القضية الفلسطينية، مشددا على ضرورة تصدي البرلمانات العربية لمثل هذه المحاولات في كل المحافل البرلمانية.
الرئيس بري كان له دور بارز في الدفع بأولوية التصويت على الاقتراح المتعلق بال"أونروا"، بعد محاولة استهداف هذا الاقتراح من خلال السعي لتمرير موضوع حقوق المثليين.
في بيروت تنتهي اليوم مهلة العشرة أيام التي حددها الرئيس سعد الحريري، من دون أن تولد حكومة ولا من يحزنون. لكن الرئيس المكلف يصر، بحسب أوساطه، على التمسك بحبل التفاؤل، مستندا إلى ما سمعه من رئيس الجمهورية الذي سيلتقيه مجددا الأسبوع المقبل على الأرجح.
فهل يستمر الرهان على إمكان إحداث خرق في الجدار المسدود قريبا، أم أن الملف الحكومي سيزداد ترنحا تحت وطأة التوترات المتنامية بين العديد من الأطراف السياسية ولا سيما "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"؟.
الخرق الحكومي اللبناني غير المحسوم، قابله خرق إقليمي واضح سجل اليوم على المسار الميداني السوري- الأردني، حيث أعلن البلدان إعادة فتح معبر نصيب الاستراتيجي اعتبارا من يوم غد، وهي خطوة في غاية الأهمية ويفترض أن يكون للبنان نصيب منها.
أبعد من لبنان وسوريا والأردن، برزت أبعاد الوقائع الإقليمية والدولية المتصلة بإختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول، وإفراج السلطات التركية عن القس الأميركي أندرو برانسون، وفرضت هذه الوقائع نفسها طارحة تساؤلات عما إذا كان قد حان وقت الدخول في مزاد المقايضات والمزايدات وترتيب الأوراق ومسالك الخروج من المآزق.
ومن رحم هذه الوقائع، انبثقت مواقف بارزة من الرياض حيث أعلنت السعودية، في رد رسمي ضمني على الرئيس دونالد ترامب، رفض المملكة لأي تهديد وتلويح بفرض عقوبات اقتصادية عليها، واستخدام ضغوط سياسية أو ترديد اتهامات زائفة.
وما لم تقله الوزارة رسميا، أفرج عنه عبر مقالات لكتاب سعوديين مقربين من دوائر صنع القرار، قالوا فيها إن المملكة سترد على أي عقوبات عبر السماح بإنشاء قاعدة روسية على أراضيها وشراء أسلحة من موسكو والتصالح مع إيران ومصادقة "حزب الله" و"حماس"، وعدم الالتزام بسقف الانتاج النفطي ما قد يرفع سعر البرميل إلى مئتي دولار.
على إيقاع هذا الاشتباك السياسي- الاعلامي، الذي ربما يكون ضمن سياسة رفع السقوف التفاوضية وربما لا، يستعد وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس ليسير على خطى نيكي هايلي في الاستقالة.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"
هل يحمل الأسبوع الطالع حدا للمواقف العالية السقف، والتي تضرب بعرض الحائط التحذيرات من خطورة الوضع الاقتصادي وما يواجه لبنان من تحديات؟، وهل سيشكل اللقاء المرتقب بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، انعطافة جديدة في مسار التأليف، لتركن الأطراف المعنية إلى صيغة جديدة تضع حدا للتجاذب بشأن الأحجام وتوزيع الحقائب؟.
وإذا كان اللعب على حافة الهاوية، هو التوصيف الذي يطلق على ما تشهده الحرب الكلامية بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، فإن عقلنة الطروحات لمواجهة الاستحقاقات هي الهدف الأساس، وفق مصادر متابعة، مؤكدة بأن الوقت الضائع بات الحافز لاطلاق الدول المانحة والبنك الدولي سلسلة تحذيرات من خطورة المرحلة التي يمر بها لبنان.
إقليميا، وفي قضية الصحافي جمال الخاشقجي، أكد مصدر سعودي مسؤول رفض المملكة التام لأي تهديدات ومحاولات للنيل منها، سواء عبر التلويح بفرض عقوبات اقتصادية أو استخدام الضغوط السياسية، أو ترديد الاتهامات الزائفة، مؤكدا ان المملكة ستظل حكومة وشعبا ثابتة كعادتها مهما كانت الظروف ومهما تكالبت الضغوط، كما تؤكد المملكة أنها إذا تلقت أي إجراء فسوف ترد عليه بإجراء أكبر.
وفي التطورات السورية، أعلنت الحكومة الأردنية عن فتح معبر جابر نصيب الحدودي مع سوريا يوم غد، مؤكدة ان المعبر يعد شريانا حيويا لحركة التجارة بين الأردن وسوريا وعبرهما إلى العديد من الدول.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
الاحتلال يقرع طبول عدوان جديد ضد قطاع غزة بعدما كبلت مسيرات العودة يديه وحققت مستويات متقدمة من ردع الرصاص الصهيوني بالدم الفلسطيني.
جواب غزة على تهديد نتنياهو وليبرمان لم يتأخر: إعلان عن مسير بحري جديد يؤكد التصميم على مواجهة الحصار والنار بثبات استثنائي محقق لخيارات شعبية محمية ببندقية المقاومة. فهل سيعي نتياهو الرسائل الغزية، أم سيجر كيانه الى مغامرة غير معلومة الافق؟
في مكان آخر من المنطقة، هناك من ترتد مغامرته ضد معارضيه وبالا سياسيا واقتصاديا عليه. وفي النتائج، إحراج من قضية الصحافي جمال خاشقجي يبلغ حده في الرياض، ويخرجها عن صمتها ببيان مكتوب مجهل المصدر بعيد اهتزاز بورصتها بخسارة مليارات الدولارات في يوم واحد.
السطور السعودية كشفت مستوى اهتراء الأعصاب جراء المخاوف من فرط عقد المشروع السلمياني الاقتصادي، ووطأة اصرار ترامب على حشر حليفه في زاوية الابتزاز المتواصل، وكذلك اعلان كيانات عالمية اقتصادية انسحابها من مؤتمر دافوس الصحراء أواخر الشهر الحالي اعتراضا على إخفاء خاشقجي.
في المؤشرات الاقتصادية الإيجابية للمنطقة، سجل اليوم بين الأردن وسوريا إعلان متزامن لقرار إعادة فتح معبر نصيب الحدودي ابتداء من يوم غد الاثنين. إعادة فتح هذا المعبر العابر لأسواق المنطقة، تعيد الروح الى خطوط التصدير اللبناني المخنوقة منذ بداية الأزمة السورية، فهل يعيد هذا الحدث التفاؤل لقطاعات خبا إنتاجها أمام المديونية المتراكمة وسقط أرضا جراء غياب الحكومة؟
في أخبار التشكيل، لا جديد قبل لقاء رئيس الجمهورية والرئيس المكلف الاسبوع الطالع، ويتقدم في المشهد استعار السجالات حول العقدة المسيحية بين "التيار" و"القوات". فهل يكون ذلك سببا لتأخير ولادة الحكومة، أم أن تقاذف المواقف هو في مكان فيما مسار التشكيل في مكان اخر؟
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
السؤال الأول الذي تبادر إلى أذهان اللبنانيين بعد سماعهم خبر اتفاق الأردن وسوريا على إعادة فتح معبر نصيب، هو عن المدى الزمني المطلوب لإعادة فتح معبر لبنان نحو مصلحته الوطنية بشكل عام، والاقتصادية بشكل خاص، بعيدا عن نهج المزايدات المعتاد، ومنطق الرهانات الإقليمية الخاسرة كالعادة.
فمعارضو النظام السوري وموالوه، تماما كمؤيدي العلاقات الطبيعية بين لبنان وسوريا تحت سقف الحرية والسيادة والاستقلال، ومعهم جميع خبراء الاقتصاد وأرباب العمل والنقابات وأصحاب الشاحنات والتجار، يدركون الاهمية البالغة لبنانيا لمعبر نصيب، في وقت ينوء الوطن تحت أثقال الأزمة السورية منذ سنوات، ويتكبد اقتصاده خسائر جمة جراء تداعياتها على مختلف المستويات.
وانطلاقا من هذا الواقع، يتطلع اللبنانيون بأمل نحو الأيام الآتية، عل معرقلي تأليف الحكومة المعروفين يدركون مصلحة لبنان واللبنانيين ومناصريهم من ضمنهم، ولو لمرة، فيمتنعون عن اتخاذ البلاد والعباد رهينة، فديتها حقيبة بالزائد، وعن غير وجه حق، في حكومة يفترض ان تشكل فريق عمل منتجا، لا طبخة بحص تتلاطم مكوناتها، ويعرقل بعضها بعضا.
وفي هذا الاطار، وغداة تشديد رئيس تكتل "لبنان القوي" الوزير جبران باسيل على أن الحكومة ستولد ردا على هواة التعطيل، ومدمني التلاعب بمصير الناس، تشير معلومات ال"أو تي في" إلى زيارة محتملة في وقت غير بعيد يقوم بها رئيس الحكومة المكلف لبعبدا، علما أن التطور البارز المعلن الوحيد الذي سجل حكوميا اليوم هو إعلان الوزير طلال ارسلان أن العقدة الدرزية لم تحل.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
الأسبوع الطالع يبدأ بموجة تشاؤم واضحة حكوميا، فالمواقف السياسية التصعيدية والاجواء المتوترة عند معظم الفرقاء وفي كل الاتجاهات، أثرت سلبيا وبشكل واضح على المساعي والاتصالات والمشاورات الهادفة الى تشكيل الحكومة المنتظرة.
وحسب مصدر سياسي مطلع، فان الاسبوع الطالع سيحدد اتجاه الامور في المرحلة المقبلة، فإذا نجحت الاتصالات في إحداث خرق ما في الجدار المسدود، فهذا يعني ان ولادة الحكومة ممكنة من الآن وحتى نهاية الشهر الجاري، أما إذا ظل الوضع يدور في حلقة مفرغة، فمعناه ان تشكيل الحكومة لن يحصل بسهولة، وبالتالي فإن الازمة قد تستمر طويلا.
إقليميا، قضية اختفاء الصحافي السعودي جمال الخاشقجي تتفاعل، فبعد تهديد الرئيس الاميركي دونالد ترامب السعودية بعقاب قاس اذا ثبت انها وراء اختفاء خاشقجي، نقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول ان السعودية سترد على اي اجراء ضدها باجراء اكبر، وما لم يعلنه المصدر المسؤول فصلته قناة "العربية" على موقعها، اذ رأت ان رد الرياض على اي عقوبات قد يشمل مشتريات الاسلحة والنفط وتبادل المعلومات الامنية مع واشنطن. كما أشارت "العربية" الى ان "العقوبات في حال فرضت قد تؤدي الى التقرب من ايران وتحويل حركة "حماس" و"حزب الله" الى صديقين"، فهل نكون انطلاقا من قضية الخاشقجي أمام عملية خلط أوراق في المنطقة؟.
هل تقع المواجهة السياسية- الاقتصادية بين واشنطن والرياض؟، وما هو تأثيرها على العالم قاطبة؟.
الداعي إلى هذا السؤال الرد السعودي المزدوج على التلويح الأميركي بعقوبات: الرد الأول أتى على لسان مصدر سعودي جاء فيه: "تؤكد المملكة أنها إذا تلقت أي إجراء فسوف ترد عليه بإجراء أكبر".
لكن الرد الأعنف جاء بقلم تركي الدخيل القريب جدا من مواقع القرار السعودي، رد الدخيل بلغ حدا لا يمكن التكهن بمضاعفاته، وربما هو الأعنف منذ عقود من الزمن، حتى منذ أزمة النفط عام 1973.
يقول الدخيل: "إذا وقعت عقوبات أميركية على السعودية، فسوف نكون أمام كارثة اقتصادية تهز العالم. وإذا كان سعر 80 دولارا قد أغضب الرئيس ترامب، فلا يستبعد أحد أن يقفز السعر إلى مئة ومئتي دولار وربما الى ضعف هذا الرقم. لم يكتف الدخيل بالإنعكاسات الإقتصادية، بل ذهب إلى خيارات عسكرية من خلال قوله: "ولا يستبعد أحد أن تجد من آثار هذه العقوبات قاعدة عسكرية روسية في تبوك شمال غربي السعودية"، أما الخيار الصاعق ففي قوله: "تحول حماس وحزب الله من عدوين إلى صديقين، كما أن الاقتراب لهذا الحد من روسيا سيؤدي للاقتراب من إيران وربما التصالح معها..".
أما في الخيارات المالية، فألمح الدخيل إلى "تصفية أصول واستثمارات الرياض في الحكومة الأميركية، البالغة 800 مليار دولار". اللافت في كلام الدخيل أنه ينسبه إلى "المصادر السعودية المقربة من اتخاذ القرار". السؤال هنا: كيف ستتلقَّف واشنطن تلاحق التهديدات السعودية على مسارات النفط والنقد والتسلح؟ من السابق لأوانه الإجابة، ولكن ما يمكن قوله إن ما بعد أزمة خاشقجي لن يكون كما قبله، إلا إذا بلغت الأزمة حد التسويات، تماما مثلما جرى بين واشنطن وأنقرة بالنسبة إلى القس الأميركي.
في سياق آخر، ومن التحولات العربية الإقليمية أيضا، إعلان الأردن إعادة فتح معبر نصيب بين الأردن وسوريا اعتبارا من غد.
محليا، لا حكومة لمن تنادي، مهلة تطوي مهلة، والمعنيون غارقون بالمعايير والحصص، فيما معيار هموم الناس لا أحد يتلفت إليه، فعدَّدات المولدا ، وفوضى التلوث والنفايات، وغيرها من الملفات، أمام معضلة غياب المعيار الواحد وحضور تعدد المعايير.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
أصبحت مهلة الأيام العشرة خلف الرئيس سعد الحريري المكلف نفسه اليوم تمديدا لنصف المدة. وهو إذ منح مهمته خمسة أيام إضافية، فإن قناة "الجديد" تركب عدادا بفرعه الثاني، يرافق خطى الرئيس للساعات المئة والعشرين المقبلة.
لكن المهل الاقليمية لا تنتظر، وتتسارع وتيرتها من اسطنبول الى الرياض فعمان وبغداد ودمشق. وما بين هذه العواصم ابواب مغلقة ومعابر سيتم فتحها، وفي طليعتها معبر نصيب الاستراتجي الحدودي بين الأردن وسوريا، وهي النقطة التي ينأى لبنان بنفسه عنها، على الرغم من اهمية شريانها الحيوي، بالنسبة الى تصدير البضائع.
وشرايين عراقية سورية ضخت فيها الدماء الدبلوماسية اليوم، بزيارة وزير خارجية العراق ابراهيم الجعفري الى دمشق، ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد.
عقارب الساعات الاقليمية تقلب بخطى سريعة، أما في لبنان فإن سياسييه عالقون في عنق التأليف الذي تحول الى زجاجة قيد الكسر، فالعالم في واد، ونحن في وادي الوزراء، نتنقل بين عقدة مسيحية وأخرى درزية، ووزير لهذا وآخر لذاك. فلا الرئيس المكلف يحسم، ولا القوى غير المعنية بصلاحيته ترفع يدها. ولا يسع الرأي العام سوى التقلب بين تفاؤل وتشاؤم، فيما خدماته الحياتية هي التي عادت الى المربع الاول والنقطة صفر، وكأن المطلوب من اللبنانيين فحص الذرة اللصوصية ومعرفة من يسرق لمصلحة من، وما هو دور علاء الخواجة في ديوانية سعد الحريري التجارية.
وهذا ما أعاد كشفه رئيس "تيار التوحيد" وئام وهاب على "الجديد" اليوم، قائلا للحريري، لو لم يكن رئيسا للحكومة ويتمتع بحصانتها لدخل السجن في تركيا وفي السعودية نظرا للشكاوى بحقه.
على ان الشكوى الأكثر تفاعلا بين هاتين الدولتين، تبقى في أزمة اختفاء جمال الخاشقجي، وحيالها افرجت السعودية عن كلام سلك خطى التهديد، إذ اعلنت الخارجية عن رفض السلطات السعودية التام لأي تهديدات ومحاولات للنيل منها، سواء عبر التلويح بفرض عقوبات اقتصادية أو استخدام الضغوط السياسية أو ترديد الاتهامات الزائفة. وأكدت انه "إذا تلقت السلطات أي إجراء فسوف ترد عليه بإجراء أكبر، وأن لاقتصاد المملكة دورا مؤثرا وحيوي في الاقتصاد العالمي، وما لم تسمه الخارجية السعودية دخل الى تفاصيله تركي الدخيل، الرجل الاكثر قربا من الديوان الملكي والامير محمد بن سلمان.
وكشف الإعلامي السعودي نقلا عن معلومات من أروقة القرار، عن أكثر من 30 إجراء سعوديا مضادا، في حال تم فرض عقوبات على الرياض، وكلها سيناريوهات كارثية للاقتصاد الأميركي قبل الاقتصاد السعودي. ومن بين هذه الاجراءات: عدم التزام السعودية بإنتاج السبعة ملايين برميل ونصف مليون من النفط، بل وربما تصبح عملة تسعير برميل النفط هي العملة الصينية. وتحدث الدخيل عن احتمال ارتماء العالم الاسلامي في أحضان إيران وعن تقارب بين السعودية وإيران وروسيا وتحول "حركة حماس" و"حزب الله" من عدوين إلى صديقين".
ولا يستبعد أحد أن تجد من آثار هذه العقوبات قاعدة عسكرية روسية في تبوك شمال غرب السعودية. كل هذا لن يعفي المملكة من السؤال عن مصير الخاشقجي. وهذا ما توجهت به كل من فرنسا وبريطانيا والمانيا، إذ طالبت الدول الثلاث في بيان مشترك كلا من السعودية وتركيا بإجراء "تحقيق موثوق به" في اختفاء خاشقجي وضمان محاسبة الفاعلين، قائلة إنها تتعامل مع هذا الحادث "بأقصى درجات الجدية".