الحديث عن قرب تشكيل الحكومة وإعلان المراسيم، في محله نتيجة أمرين: الأول أن الرئيس الحريري قطع شوطا كبيرا في موضوع الحقائب، وسيواصل الجهد لإسقاط أسماء الوزراء عليها، تمهيدا لتسليم الصيغة الجديدة إلى رئيس الجمهورية. الأمر الثاني ان فرنسا تضغط لبنانيا لتسهيل التأليف الحكومي، إنطلاقا مما قاله الرئيس ماكرون للرئيس عون، بأن الضرورة تحتم ولادة حكومة جديدة تأخذ على عاتقها مواجهة ارتدادات الأوضاع المتسارعة في المنطقة.
وفي جديد التطورات الخارجية، قول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن عقابا شديدا ستناله السعودية، إذا ثبت أنها تقف وراء اغتيال الصحافي جمال خاشقجي.
وفي سياق التمهيد لولادة الحكومة اللبنانية، إتصال هاتفي أجراه الرئيس الحريري برئيس الجمهورية، مهنئا إياه بسلامة العودة من يريفان، ومتشاورا معه في المرحلة التي بلغتها عملية التأليف الوزاري.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
بينما يستمر الدوران في حلقة حكومية مفرغة في بيروت، تنطلق الديبلوماسية البرلمانية اللبنانية بأبهى فاعليتها في جنيف. هذه الديبلوماسية يقودها رئيس مجلس النواب نبيه بري في إطار مشاركته بأعمال مؤتمر الإتحاد البرلماني الدولي الذي يفتتح بعد غد الإثنين.
عشية المؤتمر كان الرئيس بري يسجل اليوم حضورا فاعلا في إجتماعات المجموعتين البرلمانيتين العربية والإسلامية.
ليس ثمة فترة في التاريخ أكثر صعوبة وتعرضا لمقدساتنا الإسلامية والمسيحية من الفترة التي نمر بها، يقول الرئيس بري محذرا، ولا شيء يمكن أن يعطينا الرجاء والأمل في أن نستعيد شيئا ما، أو نوقف ما يسمى بصفقة العصر أو صفعة العصر سوى الوحدة، يضيف رئيس المجلس النيابي اللبناني.
مواقفه هذه في إجتماع برلمانات الدول الإسلامية، لقيت ترحيب المجتمعين الذين أعربوا عن تقديرهم لكلمته.
من جنيف إلى بيروت، لا حراك ظاهرا على خط تأليف الحكومة. حتى أن اللقاء المزمع بين رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف، لم يضرب له بعد أي موعد، والإتصال الذي أجراه الرئيس سعد الحريري بالرئيس ميشال عون ظهر اليوم، لم يقارب الملف الحكومي من قريب أو بعيد، واقتصر على تهنئة الرئيس المكلف لرئيس الجمهورية بالعودة سالما من أرمينيا، والإشادة بكلمته في القمة الفرنكوفونية، بحسب المعلومات الرسمية التي وزعت بعد الإتصال.
وقبل الإتصال الرئاسي، انشغلت الدوائر المتابعة بمسودة أسماء يزعم أنها ستدخل جنة الحكومة العتيدة، لكن مصادر متابعة أكدت للـ NBN ألا صحة لهذا الأمر، فيما شددت مصادر "بيت الوسط" على أن الحريري لم يصل في مشاوراته بعد إلى مرحلة طرح الأسماء.
وعلى ضفاف السجالات البرتقالية- "القواتية" ذات المنابع الحكومية، اغتنم رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع طلابا فائزين في الإنتخابات الجامعية، قائلا لمعالي الوزير جبران باسيل إن زمن الإنتصارات أتى، وإذا ما أردنا الكلام عن التمثيل الحقيقي، فهذا هو التمثيل الحقيقي، ومن له أذنان سامعتان فليسمع.
خارج لبنان، ما تزال قضية قتل أو إختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول، عنوانا ساخنا على مستوى معظم دول العالم. وفيما أكدت وسائل الإعلام التركية أن المحققين توصلوا لتسجيلات على ساعة ال"آبل" الخاصة بخاشقجي تظهر تعذيبه وقتله، وصفت وزارة الداخلية السعودية الإتهامات الموجهة للرياض بإعطاء الأوامر بقتله بأنها أكاذيب لا أساس لها.
أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فقد صرح بأنه سيكون هناك عقاب شديد للسعودية إذا تبين أن خاشقجي قتل داخل قنصليِته.ا وكرر في الوقت نفسه أن قطع المبيعات العسكرية الأميركية للمملكة ليس خيارا مطروحا.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"
التصعيد الذي أعقب موجة التفاؤل الأخيرة التي عبر عنها الرئيس المكلف سعد الحريري، كان كافيا لتقديم اشارات واضحة لتأخير تشكيل الحكومة، لكن من المفترض ان يكون هذا الأمر مطروحا للنقاش على جدول اللقاء المرتقب بين رئيسي الجمهورية والحكومة.
عطلة الأسبوع، وفقا لمصادر مطلعة، ستشهد إعادة تقييم للمرحلة، وان الرهان على إحداث خرق في الجدار المسدود لم ينته بعد، خصوصا في ظل التحديات الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي تواجه لبنان. ولعل أبلغ دليل الزيارة التي قام بها الموفد الفرنسي إلى بيروت، والتي أكدت على وجوب الاسراع في تشكيل الحكومة للانطلاق في وضع مقررات مؤتمر "سيدر" موضع التنفيذ.
المصادر نفسها أشارت إلى ان أمام البلد تحديات كبيرة وملحة، وهذا الموضوع لم يعد يحتمل المزيد من التأخير والتأجيل في عملية ولادة الحكومة. واليوم نفى مصدر مقرب من الرئيس المكلف صحة ما يتم تداوله من تسريبات وزارية في بعض وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. وشدد المصدر على ان الرئيس المكلف لم يصل في مشاوراته حتى الآن، لمرحلة طرح الأسماء وجوجلتها.
إقليميا، شجبت المملكة العربية السعودية على لسان وزير داخليتها الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، ما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام من اتهامات زائفة، وتهجم على المملكة على خلفية قضية اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي. وقال إن ما تم تداوله بوجود أوامر بقتله هي أكاذيب ومزاعم لا أساس لها من الصحة، والمملكة حريصة على تبيان الحقيقة كاملة في موضوع اختفاء المواطن جمال خاشقجي.
إقليميا أيضا، كشفت الولايات المتحدة الأميركية عن اتفاق بين اسرائيل ونظام بشار الأسد، يقضي باعادة فتح معبر القنيطرة في هضبة الجولان المحتل اعتبارا من بعد غد الاثنين.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
عقاب شديد وتهديد ووعيد، أو ابتزاز جديد، هو خطاب دونالد ترامب لحليفه السعودي على خلفية اختفاء جمال الخاشقجي؟.
فبعد ان ضاقت عليه المواقف الدولية وحتى الأمريكية، واقتربت الحقائق من تصديق ما ينشر عن ضرب وتعذيب وتقطيع داخل قنصلية سعودية من المفترض انها خاضعة للأنظمة والأعراف الديبلوماسية وقبلها الانسانية، خرج الرئيس الأميركي ملمحا إلى امكانية تورط حليفه السعودي محمد بن سلمان بما سماها بعض الاعلام بجريمة القرن، ولم تنفعه صفة القرن ولا مئات مليارات الدولارات عند مفترق دولي صعب، فتوعده بالعقاب الشديد ان ثبت تورط المملكة، على ألا تمس تلك العقوبات بالصفقات التي تدر على الولايات المتحدة المليارات، فهناك وسائل أخرى للعقاب، قال ترامب، وستؤمن للأميركيين المزيد من المليارات، تقول التجارب.
بلا شك إنها التجربة الأولى بهذه القساوة التي تخوضها المملكة السلمانية، فكل دماء اليمنيين لم تحرك العالم المستنفر اليوم لجريمة اخفاء الخاشقجي.
ألا وقد تحرك العالم، فإن كل ما يحكى عن صفقات تحاك ستكون للتقليل من الخسائر التي ستصيب ابن سلمان وليس لالغاء تداعيات الفعل، الذي سيفعل كثيرا في العلاقات بين أهل المملكة وفي علاقاتها الخارجية.
لغز القنصلية السعودية في اسطنبول على طريق الحل، فيما لغز الحكومة اللبنانية لا زال عصيا حتى الآن. لكن رئيس الجمهورية يحتفظ بالايجابية نفسها التي منحها للرئيس المكلف تشكيل الحكومة أثناء لقائهما الأخير، تقول مصادر متابعة ل"المنار"، والمهلة التي وضعها الرئيس الحريري لا تزال قائمة الصلاحية، وإن تجاوزت الأيام العشرة. فالعقدة الدرزية حلت، تقول المصادر، فيما تفكيك العقدة المسيحية ينتظر اللمسات الأخيرة. والجميع يسير بدفع الحاجة الاقتصادية والضغوط الاجتماعية، وبوهج "سيدر" الذي يحرق المهل والفرص، إذا ما ادرك الجميع الوقت، قبل فوات الاوان.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
لبنان لم يدفن في 13 تشرين الأول 1990، بل ثبت حقه بالوجود، وزرع مجددا. زرع في أرض طيبة خصبت وارتوت بدماء الشهداء وعرق الأبطال ودموع الأمهات واليتامى، وهو بكل تأكيد قد أوشك أن ينبت موسما متدفقا.
الكلام للعماد ميشال عون من منفاه الباريسي في ذكرى 13 تشرين منذ أعوام.
مر الزمن، إستشرس الناشطون نضالا، تحرر لبنان من الوصاية، فانطلقت مسيرة التغيير والاصلاح، كي تعود للمؤسسات هيبتها وللعيش المشترك حلته، وللميثاقية مكانها.
ولأن القطار عاد إلى سكته الميثاقية والوطنية الصحيحة قبل عامين تقريبا، عادت نغمة الاغتيال، السياسي هذه المرة. يوما عبر ماكينات الكذب، ويوما عبر آليات التعطيل، وحينا عبر تجمع الأضداد، ودوما عبر السعي إلى تطويق "العصي على التطويق" الذي تمكنوا يوما من سحقه، لكنهم لم يأخذوا توقيعه.
لكن، قبل ان نبدأ النشرة، نتوقف مع تعليق نشر في صحيفة "النهار"، وتناول إحدى مقدمات أخبار الـ otv هذا الأسبوع. فبغض النظر عن المضمون الذي قد يختلف معه كثيرون أو يتفقوا، تماما كأي رأي أو موقف يرد في أي وسيلة اعلامية، نستغرب محاولة الايحاء بأن الزميل جان عزيز هو من يقف وراء المقدمة، علما ان الزميل عزيز الذي لا نتنكر لفضله في تأسيس مديرية الأخبار والبرامج السياسية في محطتنا ورعايتها لحوالى عشر سنوات، لم تعد له علاقة لا من قريب ولا من بعيد بأخبار المحطة منذ آذار 2018، كما أورد هو نفسه اليوم في تغريدة. فاقتضى التوضيح، مع تجديد التمني باستقاء الأخبار من مصادرها الصحيحة في المستقبل.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
لا تزال مجريات لقاء الرئيسين عون وماكرون تتسرب بالقطارة، لكن القليل مما علمناه يؤكد فعلا ان الرئيس الفرنسي، الذي لم يتكلم مباشرة في الشأن في الحكومي اللبناني، تحدث بقوة واسهاب عن كل ما ينقذ لبنان من الأزمات الاقتصادية والمالية والحياتية، موحيا بقوة ان هذا الانقاذ لا يتحقق من دون حكومة لبنانية قوية ومتناغمة وصاحبة مشروع.
وطلب ماكرون من الوفد اللبناني القيام بعمل خلاصي يخرج الحكومة من الهوة التي هي فيها، انقاذا للبنان ولكن أيضا انقاذا لسمعة فرنسا وسمعة رئيسها عراب "سيدر". ولمزيد من الاقناع، نبه الرئيس الفرنسي محاوريه إلى ان الوقت لا يصب في مصلحة لبنان، وبأن حجته تجاه الدول المانحة تضعف يوما بعد يوم، وبالتالي سيأتي يوم قريب تسحب فيه هذه الدول منحها، فيسقط "سيدر" وتسقط الثقة بلبنان، وهذا ما لا يريده الأجانب لكم فهل ترضونه لأنفسكم؟.
داخليا، ما خلا بعض المتفائلين الذين يتنبأون بتأليف قريب للحكومة في الأسبوعين المقبلين، فإن الأرض المشتعلة بالتغريدات والحملات العنيفة على وسائل التواصل الاجتماعي، بين ميرنا الشالوحي ومعراب، لا تشي بحل قريب. وقد توجها رئيس "التيار" جبران باسيل بهجوم عنيف على "القوات" مساء. من هنا كيف الوصول إلى حكومة والتراشق على أشده، فيما مواقف المعنيين بالعقد تؤكد ان مخاض التأليف لا يزال في ليلته الأولى، والخطر يحدق بالوالدة الحاضنة أي الرئيس المكلف نفسه؟.
والتوترات كانت قد بدأت الخميس خلال حلقة "صار الوقت" على الmtv، وتواصلت على خلفية نتائج الانتخابات الطالبية، ولن تنتهي اليوم في ذكرى ال13 من تشرين. وفي خلفية الصورة تكريس المصالحة بين معراب وبنشعي.
وسط هذه الأجواء حلق رئيس الحريري فوق الجبهات، فأجرى اتصالا بالرئيس عون لا لتحديد موعد لزيارة تأليفية الطابع إلى بعبدا، بل وبحسب البيان المقتضب خصصه الحريري لتهنئة الرئيس عون على كلمته القيمة في القمة الفرنكوفونية.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
تعداد الأيام العشرة التي حددها الرئيس المكلف سعد الحريري لتأليف الحكومة ينتهي غدا، ولا شيء في الأفق يدل على قرب التشكيل.
فبعد إعلان الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، ان لا جديد لديه في هذا الخصوص، استبدل اليوم الرئيس المكلف سعد الحريري زيارته المرتقبة إلى قصر بعبدا، باتصال برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أبلغه في خلاله نيته لقاءه الأسبوع المقبل.
تزامنا، علمت الـLBCI أن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، طالب نواب كتلة "الجمهورية القوية"، بضرورة مواصلة العمل، على ما أسماه الخطة الاقتصادية الطارئة التي يعدها الحزب، تحسبا لامكان فشل مفاوضات التشكيل، على أن تعرض هذه الخطة في جلسة استثنائية لحكومة تصريف الأعمال، يتوافق عليها الفرقاء السياسيون، كما حصل في موضوع الجلسة التشريعية.
فكرة انعقاد الجلسة هذه شبه مستحيلة حسب معطيات المعنيين، إذ إنه وفقا للمادة 62 من الدستور، لا تمارس الحكومة صلاحياتها قبل نيلها الثقة، لا بعد استقالتها أو اعتبارها مستقيلة، إلا بالمعنى الضيق لتصريف الأعمال، ما يجعل طرح فكرة انعقاد الجلسة مجرد فرضية، لو حصلت، تكون السياسة تغلبت فيها مجددا على الدستور.
وبينما موجة التفاؤل بقرب تأليف الحكومة انتهت، في انتظار أخرى، كل ما يهم اللبنانيين، على الأقل مرحليا، محاربة الفساد. حرب لا تبدو سهلة، وآخر عراقيلها، محاولة لفلفة قضية عضو المجلس الأعلى للجمارك غ. ق. وعلاقتها المالية المشبوهة بمخلص جمركي ملفه منتفخ بالمخالفات.
فقد علمت الـLBCI، أن ضغوطا سياسية تمارس لنقل الملف من جهة إلى أخرى، خوفا من كشف فضيحة كبرى، أبطالها مخلصون جمركيون وموظفون رسميون، ومن وراء هؤلاء من الرؤوس الكبيرة، التي استفادت على مدى سنين من التهرب الجمركي والصفقات المشبوهة.
محاولة اللفلفة هذه، تضعها الـLBCI في عهدة الرأي العام، مدعومة بموقف رئيس الجمهورية الذي قال يوما: "سنعمل على ضبط كل أنواع التهريب، ونبذل جهودا لزيادة فاعلية الجمارك".
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
طوق من المعلومات أصبح يحاصر القنصلية السعودية في اسطنبول، ويرتفع فوق سورها ذي السيف القاطع، لكن حقيقة جمال خاشقجي لن يقطعها سوى إعلان تركي رسمي يذهب في اتجاه تأكيد ما ينشر من معلومات عن التصفية داخل الحرم القنصلي أو نفيها، أما الخيار الثالث فهو الأخطر الذي بدأ يحمل طلائع التسويات، وإذا كانت المملكة قد فعلتها فإن رجب طيب أردوغان ملك الصفقات السياسية وسيد مقاولي العروش، محصن بصحيفة سوابق.
ومن علامات تذويب قضية خاشقجي، الإفراج المفاجئ عن القس الأميركي أندرو برانسون، مع ترجيح إطلاق السلطات الأميركية سراح هاكان أتيلا النائب السابق لمدير مصرف "خلق بنك" التركي. والأهم من تبادل الرهائن، هو الحرب التركية بالإعلام فقط، وإرسال الإشارات إلى واشنطن والرياض بأن لدينا معلومات خطرة ففاوضونا.
ومن أخطر ما نشر اليوم كان عبر صحيفة "صباح" التركية، عن تسجيل الجريمة داخل القنصلية عبر ساعة "آبل" التي كان خاشقجي مزودا بها، ولم تفرج أنقرة رسميا حتى الساعة عن مجريات الساعة، وأبقت على المعلومات سرية، وإن تسللت إلى الصحف. لكن هذه السرية ليست بخفاء على الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي قال لشبكة "سي بي إس" في لقاء تلفزيوني، إن السعودية "قد تكون وراء اختفاء خاشقجي".
ومن ترامب إلى أردوغان، دخلت قضية خاشقجي مزاد التسويات العلني، والتي قد تنتشل رئيس تركيا من تحت ركام الليرة. وحل التسوية يشمل العلاقات السعودية- الأميركية، لاسيما منها في باب صفقات السلاح التي قال ترامب إنها ستبقى على إجراءاتها.
ملامح الإخراج الأميركي- السعودي- التركي ظهرت في بيان الداخلية السعودية، حيث ركز البيان على نفي صدور الأوامر لقتل الخاشقجي، وقال وزير الداخلية الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف إن المعلومات التي يجري تداولها في وسائل إعلام عن أوامر صدرت هي "أكاذيب ومزاعم لا أساس لها من الصحة تجاه حكومة المملكة المتمسكة بثوابتها وتقاليدها، والمراعية للأنظمة والأعراف والمواثيق الدولية".
وفيما أكدت المملكة التعاون مع أنقرة من لجنة تحقيق مشتركة، بدا أن تركيا لم تلمس هذا التعاون، إذ دعا وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو السلطات السعودية إلى السماح لمسؤولين أتراك بدخول قنصليتها في اسطنبول.
وإلى القنصلية السياسية اللبنانية المفتوحة على خطف الحكومة بهواء خارجي، وعكس هذا التيار سار اليوم وزير الخارجية جبران باسيل في ذكرى 13 تشرين معلنا: اننا مصرون على حكومة الوحدة الوطنية من الآن وحتى ينشق النفس، شرط ألا ينشق البلد، ومن يعيق تأليفها هو من يحاول إقحام الخارج في عملية التأليف. وسأل باسيل ما الفرق بين اليوم والأمس عندما كان يستعين السياديون الجدد بالوصاية، واليوم يستعين السياديون القدامى برعاية جديدة، من أجلها ومن أجل مالها تسقط قوانين الانتخابات ومنها "الأرثوذكسي"، وتسقط الحكومات وتسقط الاتفاقيات وتداس الصلاحيات؟.
واقترب رئيس "التيار القوي" أكثر فأكثر من توجيه الكلام غير المباشر إلى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، الذي كان حذر من وضع اقتصادي خطر، إذ قال باسيل: يهددوننا بالخراب الاقتصادي ويشيعون لانهيار الليرة إن لم يعطوا زيادة على ما يستحقون، بربكم أليس هذا استيلاء ميليشياويا على جزء من الحكومة؟، وما الفرق بين اليوم والأمس عنما استولوا على ما استولوا عليه في الدولة أيام الحرب وما بعدها؟.
واشتدت لهجة باسيل عندما قال إنهم يحاولون قتل العهد بالكذبة "وبدنا نخلصه ولو بدنا نستشهد سياسيا"، البعض كان مجرم حرب بمليشياته واليوم هو مجرم سلم بفساده. والعبارة الأخيرة لا يمكن أن تنحصر بسمير جعجع، بل إنها تصلح لكل زعيم حرب اختبر تجربة السلم ولا يزال على قيد الحياة السياسية.