رأى الرئيس نبيه بري أن عملية تشكيل الحكومة عادت إلى الصفر.
السؤال الآن: لماذا؟، ما هي الأسباب؟، من لا يريد تأليف حكومة؟.
الأسباب واضحة وهي تغرق في السجالات بين "التيار الوطني الحر" وحزب "القوات اللبنانية"، فقط بعد ساعات من إبداء الرئيس سعد الحريري تفاؤله في التأليف خلال أسبوع أو عشرة أيام.
وفيما أبدى الرئيس بري تشاؤما حيال ذلك، يبرز السؤال مجددا عن الجهات التي لا تريد تشكيل حكومة.
يضاف إلى ذلك، سؤال آخر هل هناك من متضررين من تأليف الحكومة، ومن يطلب منهم ذلك أكان في الداخل أو من الخارج؟.
ما يدفع إلى السرعة في تأليف الحكومة، وقائع وظروف صعبة أولها كلام لصحيفة عن استعدادات إسرائيلية لهجوم عسكري على لبنان. وثانيها: تحذير رئيس الإتحاد العمالي العام من الوضع المعيشي الإجتماعي. وثالثها: تأكيد حاكم مصرف لبنان على الإستقرار النقدي، لكن إلى متى؟.
ووسط تعثر قيام حكومة يرتقب أن يكون هناك إجتماعان: الأول بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، للبحث في انطلاقة جديدة، الثاني بين رئيسي حزب "القوات اللبنانية" و"المردة"، للبحث في تنسيق المواقف.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
موجة التفاؤل الحريري لم تصمد طويلا. نكسة قوية أصابتها في اليوم الأول من مهلتها ذات الأيام العشرة، وتواصلت تردداتها في اليوم الثاني، وخصوصا بين طرفي العقدة المسيحية: "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية".
البرتقاليون و"القواتيون" لم يتركوا تعابير إلا واستخدموها في حرب داحس والغبراء: من الجنون والهلوسة مرورا بالتخبط وصولا إلى الفاخوري ودينة الجرة.
على هذا الإيقاع، عدنا إلى نقطة الصفر، قال الرئيس نبيه بري. وأضاف: كانت هناك بوادر حلحلة لكن بعد التصريحات أمس صرت متشائما. ومازح الرئيس بري زواره بالقول إن كلا من رئيسي الجمهورية والحكومة يطالب بحصته في الحكومة بمعزل عن حصة تياره السياسي سائلا: "أين حصة رئيس المجلس النيابي؟".
الرئيس بري حصل على دعم لموقفه المحذر من التأخر في تشكيل الحكومة، من الزعيم "الإشتراكي" وليد جنبلاط، بإشارة الأخير إلى عامل الوقت الذي يصر عليه وينبه من خطورته رئيس المجلس ونشاركه القلق: القلق الشديد، قال جنبلاط.
في ظل الواقع الحكومي المستجد، هل يستطيع الرئيس المكلف ترميم الوضع خلال جولة مشاوراته الجديدة المنتظرة؟، وهل لا يزال اجتماعه الثاني مع رئيس الجمهورية على موعده الأسبوع المقبل قبل سفر الرئيس ميشال عون إلى أرمينيا؟.
في الانتظار، التزم الرئيس المكلف الصمت، فيما اعتبر عضو كتلة "المستقبل" هادي حبيش عبر الـNBN، أن التفاؤل مستمر لكن المطلوب خفض السقوف. أما أمين عام "المستقبل" فقال إن كلام الحريري الأخير بمثابة جرس إنذار للجميع.
الجميع يتابع التحضيرات الجارية للمصالحة في لقاء يجمع رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، برعاية كنسية. "القوات" تسوق منذ أيام بأن اللقاء بات وشيكا جدا، فيما يقول "المردة" إنه سيحصل عاجلا أم آجلا لكنه لن يكون قريبا.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"
على الرغم من كل التفسيرات والتأويلات التي حملتها الساعات الماضية على خلفية المهلة التي حددها الرئيس المكلف سعد الحريري لتشكيل الحكومة، وما قاله وزير الخارجية جبران باسيل في مؤتمره الصحافي أمس، فإن الصيغة الحكومية الأخيرة التي طرحها الرئيس الحريري لا تزال مدعاة تفاؤل، خصوصا وأنها تقترب من تحقيق طموحات الأطراف المعنية بالتشكيل.
هذا ما أكدت عليه مصادر معنية بالإتصالات الجارية، مشيرة إلى أن الصيغة تدعو في الوقت نفسه الجميع إلى تقديم التضحيات والتنازلات. وكشفت المصادر نفسها عن لقاء سيعقد الأسبوع المقبل بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس الحريري من أجل بلورة صورة المشاورات الجارية.
وإذا كان الكلام الأخير للرئيس الحريري قد تضمن جملة تأكيدات على دقة المرحلة التي يمر بها البلد، داعيا إلى التكاتف للنهوض من المأزق، فإن رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط أكد أن أن عامل الوقت ليس لصالحنا، لافتا إلى ما أعرب عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري من قلق شديد إزاء الوضع الراهن.
إقليميا، برزت في الساعات القليلة الماضية المقابلة الصحافية التى أجرها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والتي تناولت العديد من القضايا، مركزا على ضرورة العمل لكبح جماح إيران، وعدم السماح ب"حزب الله" آخر في الجزيرة العربية.
وفي سوريا، بدأت قوات المعارضة السورية اليوم بسحب الأسلحة الثقيلة من المنطقة العازلة بإدلب، تنفيذا لإتفاق سوتشي.
على شفا أسبوع تقريبا من نهاية وعد الرئيس المكلف، السجالات يعلقن التفاؤلات لبعض الوقت، ويدفعن رئيس مجلس النواب إلى تقدير غير مريح لمسار التأليف بعد تصريحات الجمعة.
في الاستنتاجات، يقرأ من رفع بعض أصحاب العقد صوته بعد لقاء بعبدا، انه يتشدد في الشروط اصرارا على تعقيد التشكيل، وبالتالي هو يفرغ حمولة غضبه على "التيار الوطني الحر" قبل خروج التأليف من نفق الأزمة.
في الاطار، توضيح من مصادر "التيار" ل"المنار" بأن ميزان التأليف مرتبط بالتقدم الحاصل بين رئيسي الجمهورية والحكومة.
وتزامنا، سجل خرق لدى رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط حول العرض الأخير للوزير جبران باسيل، محيلا إياه إلى الدراسة المعمقة والتدقيق الموضوعي، فهل يجري الاعلان عن حل لعقدة وزراء "الاشتراكي" في الساعات المقبلة فيتقدم التأليف خطوة إلى الأمام؟، وماذا عن عقدة "القوات"؟.
لم تستنفر التحديات المحيطة والخطيرة البعض للاسراع في التأليف، فهل يفعل ذلك اعلان العدو نواياه لعرقلة رحلة تصدير الغاز اللبناني إلى أوروبا، قبل ان يستخرج؟.
العدو ماض في عقد صفقاته مع قبرص واليونان وايطاليا، كي يصدر الغاز المنهوب من فلسطين المحتلة إلى اوروبا، فيما لبنان غائص في مصائبه، مهدد بخسارة أكبر ثرواته المستقبلية التي يبني عليها اللبناني آماله للتحرر من آلام موجعة تطارده في المستشفيات والطرقات والمدارس، وفي كل ما يؤكل ويشرب عبر ملوثات تستدعي تدخلات عاجلة، كما هو الحال مع ما كشف اليوم من تقارير حول استخدام مواطنين في الضاحية الجنوبية لبيروت مياها ملوثة بأعلى نسب الجراثيم والباكتيريا.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
إذا كان موعد العشرة أيام الذي حدده الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري حاسما بالنسبة إليه لولادة حكومته الثالثة، فيفترض أن تتفعل اتصالاته وحركة مشاوراته على قاعدة وحدة المعايير، قبل أن يتوجه مجددا إلى بعبدا للقاء رئيس الجمهورية وتقديم تصوره، الذي وبعد موافقة رئيس الجمهورية عليه، يمكن أن يتحول إلى اعلان إنتهاء المخاض بالولادة الحكومية وتوقيع المراسيم المرتبطة بها.
في غضون ذلك، تلقت مصادر "التيار الوطني الحر" بايجابية كلام النائب السابق وليد جنبلاط اليوم، على الأقل من حيث الشكل، حيث بدا مختلفا إلى حد التناقض عن رد فعل أفرقاء آخرين، أبرزهم "القوات اللبنانية". وهو ما يؤكد بما لا يقبل الشك، أن كلام الوزير جبران باسيل في مؤتمره الصحافي أمس اصاب الهدف، لناحية كشف حقيقة المطالب المضخمة والتنازلات الوهمية.
وأملت مصادر "التيار" في ان يشكل الكلام الجنبلاطي مدخلا لحوار عقلاني، يفضي في نهاية المطاف إلى تشكيل حكومة تعمل وتنتج، وهو الهدف الأساس.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
ماذا يحصل على صعيد تشكيل الحكومة؟، وهل صحيح ان ما قاله الوزير جبران باسيل في مؤتمره الصحفي الجمعة عرقل مسارا وضرب دينامية، كان يمكن أن يؤديا إلى تحقق التشكيل؟.
المعطيات المتوفرة تشير إلى ان ما قاله باسيل في المؤتمر قد يكون أخر المسار لبعض الوقت، لكنه حتما لا يؤدي إلى عرقلته نهائيا، فالفرصة لتشكيل حكومة في الأيام المقبلة متوافرة وبقوة، وعلى هذا الأساس من غير المستبعد ان يحصل لقاء بين الرئيس الحريري والوزير باسيل قبل سفر وزير الخارجية مساء الأحد إلى دول الخليج.
كذلك من المرجح ان يبدأ الرئيس الحريري سلسلة اتصالات ومشاورات مطلع الأسبوع المقبل، وذلك لأخذ أجوبة نهائية من الفرقاء المعنيين بالتشكيل. واتصالات الحريري ستتركز في شكل أساسي على 3 أطراف "الحزب التقدمي الاشتراكي" و"القوات اللبنانية" وتيار "المردة"، وقد علمت الـmtv ان العقدة الدرزية على طريق الحل، وان ثمة توافقا على ان يكون الدرزي الثالث مشتركا بين رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط والنائب طلال ارسلان، وتأكد ان البحث وصل إلى حد تسمية الشخص الذي يمكن ان يشكل نقطة التقاء بين جنبلاط وارسلان.
أما على صعيد "القوات" فالأمر أكثر تعقيدا، إذ ان "القوات" تنتظر من الرئيس الحريري ان يقدم لها عرضا متكاملا بالوزارات التي يمكن ان تحصل عليها، وذلك بعدما ذللت عقدة حصولها على نيابة رئاسة الحكومة. أما بالنسبة إلى تيار "المردة"، فهو يصر على وزارتين وعلى ان يكونا وازنتين. فهل يتمكن الحريري من حل كل هذه الأمور الأسبوع المقبل، بحيث نشهد ولادة الحكومة المنتظرة في نهايتها أو في بدايات الأسبوع الذي يلي.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
الأسبوع المقبل ليس لتشكيل الحكومة: رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يتوقع ان يكون في زيارة لأرمينيا، وزير الخارجية جبران باسيل في جولة عربية لتسليم قادة دولها دعوات لحضور القمة العربية الاقتصادية في بيروت في منتصف كانون الثاني المقبل، الرئيس سعد الحريري يتوقع ان يكون على سفر أيضا.
هكذا، من دون طول تحليل "الأمور مكربجة"، في ظل تداخل طرح المعايير التي تخضع للرفض المتبادل، بمعنى أنه إذا طرح طرف معيارا للتأليف، فإن طرفا آخر يرد بمعيار مغاير. وهكذا دواليك إلى أن يصبح المواطن في "دويخة" حقيقية في ظل تشابك المعايير.
في غضون ذلك، تبقى الملفات العالقة على درجة مرتفعة من التعقيدات: ملف عدادات المولدات اجتاز أسبوعه الأول، في ظل نجاح الوزير رائد خوري في تخطي التهويل الذي مارسه أصحاب المولدات، حينا بالتلويح برفع دعوى قضائية ضده، وحينا آخر بالتلكؤ في تركيب العدادات.
الملف الآخر الذي يشهد سجالا هو ملف التوظيفات، سواء بالتعاقد أو بالفاتورة، وقد علق هذا الملف عند التضارب في احتساب العدد الحقيقي للذين أدخلوا "جنة الإدارة" بشكل مخالف للقوانين المرعية الإجراء.
أما الملف الذي بدأ يتوسع فهو ملف تجاوز وزارات عدة موازناتها، وهذا ما بدأ التفتيش المركزي يضع يده عليه.
أما الملف الذي يستحوذ أكثر فأكثر على الإهتمام فهو ملف النازحين السوريين، وقد تناوله من كل جوانبه اليوم المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في مقابلة خاصة مع الـ "ال بي سي آي" تطرق فيها إلى معبر نصيب بين سوريا والأردن.
يدخل أهل التأليف في عصف فكري جمعا وطرحا للحسابات الرقمية والسياسية على حد سواء، في وقت برزت دعوة جنبلاط إلى دراسة معمقة لما طرحه باسيل، من دون إغفال أهمية طروح الحريري وقلق بري والقلق المكرر ل"الاشتراكي" أحاط زعيم الجبل بالهواجس من أطراف ثلاثة، لكنه لم يتوقف عند قلق معراب.
ومن سفوح الجبل، كان النائب جورج عدوان يعلن ل"الجديد"، أن ما أقدم عليه رئيس "التيار القوي" هو تعد واضح على صلاحيات رئيس الحكومة المكلف، وصلاحيات فخامة الرئيس في الوقت نفسه. وكشف عدوان أنه في اللقاء الأخير بين الرئيسين عون والحريري لم يمانع رئيس الجمهورية في إسناد نيابة رئاسة الحكومة إلى "القوات"، لكن من دون أن تتبلغ معراب هذا الطرح رسميا، الذي ستربطه ببقيه الحقائب. ورأى عدوان أن الرئيس المكلف انطلق من هذا التطور ليبني عليه الإيجابيات.
والصورة بما هي عليه حاليا، تتسابق والأيام العشرة التي تبناها الحريري لإنجاز التأليف، غير أن هناك تيارا أقوى لم يدرج في الحسابات المعلنة، وهو تيار الباخرة "إسراء" التي سينتهي العقد معها في الخامس عشر من الجاري، وإذا لم يجدد لها عبر مجلس الوزراء، فإنها ستبحر عائدة إلى تركيا، فمن يستعجل التأليف لتوقيف "إسراء" في عرض البحر؟، من له المصلحة والمنفعة في الإبحار مع الزمن المتبقي؟. يمكن القول إن العقد الحكومية أضيف إليها العقد مع "إسراء"، وذلك على وقع تهديد اللبنانين مجددا بين الباخرة والعتمة.
وفيما "إسراء" تنتظر التأليف للتجديد، فإن حركة ملاحة سياسية طارئة تفرض نفسها على الأسبوعين المقبلين، مع "إسراء" "القوات" ليلا ونهارا إلى حضن "المردة"، هاربة من جنة التفاهم. واليوم يتأكد الحديث عن لقاء سوف يجمع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بزعيم تيار "المردة" سليمان فرنجية، لكن من دون أن تقول معراب "سليمان عنا"، إذ إن الاجتماع سوف يعقد تحت مظلة بكركي، وفق معلومات "الجديد".
ولأن الأعمال بالنيات، فسوف تكون النوايا غير مكتوبة، إذ لن يتجه الطرفان إلى إعلان تفاهم، ولن ينتج عن الاجتماع "أوعى خيك" فرع ثان، حيث تدرج بنشعي ومعراب هذه الخطوة في إطار استكمال المصالحة بين زعيمين تخاصما بالدم.
وإذا كان "الدم ما بصير مي"، فإن المياه ممكن أن تتحول إلى "براز بشري" يدخل بيوت العاصمة والضاحية الجنوبية لبيروت، ويبدو أن الحكومة فهمت التصريف على شكل خاطئ، وطبقته من مجاري الصرف الصحي أولا. مناطق عدة ارتفعت شكواها من مياه "طالعة ريحتها" ولا تصلح للري، لكنها تدخل كل البيوت.