* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”
ظاهرة الزلازل والهزات الأرضية تجتاح مناطق واسعة من العالم، فمن جزيرة لومبوك في إندونيسيا إلى المحيط الهادئ بالقرب من سواحل تونغا، إلى تركيا وسواحل موغلا التركية المطلة على بحر إيجه. وبرغم أن الأنباء الواردة حتى الساعة لم تتضمن وقوع ضحايا في المواقع الثلاثة، غير أن تزامن هذه الزلازل يطرح مخاوف من حصول تحركات زلزالية أخرى قد لا تكون المنطقة ببعيدة عنها.
وفي الإقليم، وفيما سجل توسع نفوذ تنظيم “داعش” في أفغانستان، بعد تراجعه في سوريا والعراق، لفت كلام جديد للرئيس دونالد ترامب مفاده أن إدارته لن تسدد الدفعات السنوية التي تعهدت بها سابقا من أجل برنامج اعادة الاستقرار في سوريا، محيلا المهمة على السعودية ودول غنية أخرى في المنطقة، ما فسره بعض المراقبين بأنه بداية حرب اقتصادية مالية على المنطقة بعد انحسار الأعمال العسكرية.
ولكن قبل الدخول في تفاصيل النشرة الاعتيادية، لا بد من وقفة مع فصل من ملحمة البطولة التي سطرها جنود رهنوا أنفاسهم وأرواحهم لحماية الوطن، ويمموا شطر حدوده الشرقية قبل فجر التاسع عشر من آب العام الماضي، في يمناهم بندقية، وفي يسراهم بلاغان: حماية الوطن من الارهاب أو الشهادة بكل شرف وتضحية ووفاء، فتبسم لهم فجر الجرود وكان الانتصار.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “NBN
في أجواء إيمانية ووجدانية حارة، تيمم بوصلة قلوب المسلمين وعقولهم شطر مكة المكرمة. في هذه البقعة المقدسة تجمع المؤمنون الآتون من أصقاع العالم، حيث يقضون يوم التروية في منى اليوم، تمهيدا للوقوف بعرفة غدا، وقفة تشكل الركن الأعظم للحج عشية عيد الأضحى.
في لبنان يحل العيد على مشهدين: مشهد الذكرى السنوية الأولى لمعركة تحرير الجرود الشرقية من الجماعات الإرهابية، وهي معركة انتهت إلى انتصار لبنان بجيشه ومقاومته وشعبه، واستئصال الإرهاب من جذوره ووأد مشاريعه.
أما المشهد الثاني فترسمه معركة تشكيل الحكومة التي لم تنته كما الأولى إلى انتصار، أقله حتى الآن وربما إلى أمد أبعد. ذلك أن جفافا قويا يضرب عملية التأليف يتعطل معه الTurbo على نحو شبه كلي، ليس فقط بسبب العطلات، وبينها عطلة الأضحى، وإنما أيضا بسبب استمرار التباعد في مواقف الأفرقاء السياسيين الذين عليهم تقليصه بما يسمح بولادة الحكومة التي تنتظرها مهمات مواجهة أزمات اقتصادية ومعيشية واجتماعية وضغوطات مالية ومدارس وجامعات على الأبواب، واستحقاقات سياسية لا تدير دفتها إلا حكومة كاملة الأوصاف.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المستقبل”
أهل السياسة غارقون في سبات ناتج عن فرملة اتصالات ومشاورات تأليف الحكومة إلى ما بعد عطلة الاعياد، أما اللبنانيون فاستعادوا اليوم ذكرى معركة فجر الجرود، المعركة التي حملت معها الإنتصار على الإرهاب التكفيري عند حدود السلسلة الشرقية، في أعالي قمم البقاع الشرقي.
فدماء شهداء الجيش اللبناني روت في ذلك اليوم المجيد تراب البقاع، لتعيد إلى لبنان إستقرار أمنه المحصن بإجماع أبنائه.
وإذا كان الإجماع الوطني هو الذي يبني الوطن ويعيد بناء مؤسساته، فإن التفرد والاستقواء بالخارج يعيد اليه أجواء الإنقسام والاصطفافات.
وفي هذا السياق، يأتي اللقاء الذي جمع الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصر الله مع وفد من الميليشيات الحوثية؛ الأمر الذي يدخل لبنان في أتون الصراعات العربية، ويضرب عرض الحائط مبدأ النأي بالنفس.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”
عام على التحرير الثاني وثمانية عشر عاما على التحرير الاول. في الاول اندحر العدو الاصيل، وفي الثاني سحق البديل.…الاسرائيلي والتكفيري وجهان لهزيمة واحدة. هناك في بنت جبيل كانوا أوهن من بيت العنكبوت. وفي السلسلة والقلمون والقصير لم تنفعهم كل الجحور.
جحور الموت التي صدروها الى الآمنين وسجنوا وذبحوا فيها العسكريين وأرادها مشغلوهم ورقة للانتقام من المقاومة المنتصرة من مارون الراس الى السلسلة الشرقية، ومن هناك ل”المنار” تغطية خاصة في الذكرى الاولى للتحرير الثاني مع الزميل محمد قازان:
في التحرير الاول تسيدت الرايات موقع الدبشة والقلعة وبيت ياحون، وهنا امتزجت رايات المقاومين والعسكريين في لبنان وسوريا على امتداد التلال، من موقع العمامة إلى رأس بعلبك والقاع وليس انتهاء بحليمة قارة.
وما بين التحريرين، وعد صادق دمر سمعة الاحتلال في الحجير عام ألفين وستة ودفع بقادته لاحقا الى تسول إبعاد المقاومين عن الجولان المحتل بعد ان اتسخت الخوذ البيضاء بالدم عام الفين وثمانية عشر.
هناك في “جبل الرفيع” امتزجت دماء هادي نصر الله وجواد عازار. وهنا كذلك، روت الدماء من الجيش والمقاومة هذه المرتفعات، وأنبتت أمنا واستقرارا في الفجر مؤذنا لكل غاصب، أن اذا عدتم عدنا ونهزمكم كما هزمناكم في التحريرين.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “OTV”
“باسم لبنان والعسكريين المختطفين ودماء الشهداء الأبرار، وباسم أبطال الجيش اللبناني العظيم أطلق عملية فجر الجرود”… بهذه الكلمات أعلن قائد الجيش قبل عام في مثل هذا اليوم انطلاق معركة استعادة سيادة لبنان على حدوده الشرقية، وعملية انتصار لبنان على الارهاب.
ففي التاسع عشر من آب 2017، ترجم القرار الرسمي اللبناني عملية عسكرية على الأرض، حولت فجر الجرود، فجرا جديدا للحدود، واستعادة لجثامين الشهداء.
عام مضى، أكد معه لبنان، ان لا مستحيل متى توافر القرار، وهو ما لم ينطبق حتى الساعة على الملف الحكومي.
ففي انتظار المعيار الواحد واحترام نتائج الانتخابات النيابية وتغليب اصوات الداخل على همسات الخارج، لا تزال ولادة حكومة سعد الحريري الثالثة ترتقب مبادرة الرئيس المكلف، بينما البلاد تستعد للدخول في مفاعيل ثلاثية عطلة عيد الأضحى، التي لا تعني عطلة للمشاورات، اذا ما توافرت الارادة بانهاء المراوحة، والانتقال الى الحسم.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “MTV”
البلد في اجازة والسياسة في اجازة، اذا تشكيل الحكومة ايضا في اجازة. وبدلا من البحث في الحقائب الوزارية، انصرف المسؤولون والقياديون الى تحضير حقائب السفر لتمضية اجازاتهم، ما جعل عملية التأليف في حكم المشلولة. لكن الشلل لا يمنع من الملاحظة ان العقد المعروفة تزداد تعقيدا، ف”التيار الوطني الحر” لا يزال متمسكا بالمطالبة بأحد عشر وزيرا، في المقابل لم تتخلى “القوات” عن الحقيبة السيادية بعكس ما صرح به النائب أسعد درغام اليوم ل”المركزية”.
درزيا، الموقف الجنبلاطي على حاله، والتصريحات تصعيدية ضد العهد وممارسات “التيار”، في حين ينتظر ان يحدد الامير طلال ارسلان موقفه غدا من التطورات الحكومية، وحدها العقدة السنية مؤجلة حتى اشعار آخر، ربما لان العقدتين المسحية والدرزية لم تتركا مجالا للعقدة السنية بأن تأخذ حقها اعلاميا وسياسيا.
توازيا، لفت الاعلان عن استقبال السيد حسن نصرالله وفدا من الحوثيين لبحث تطورات اليمن، والواضح ان الاعلان عن الزيارة وفي هذا التوقيت بالذات، يتضمن رسالة سياسية اريد توجيهها وهي برسم الاقليم الى الداخل اللبناني، وقد تلقى وزير (الدولة للشؤون) الخارجية الاماراتي انور قرقاش الرسالة ورد عليها متسائلا كيف تتفق سياسة النأي بالنفس التي يحتاجها لبنان لتوازنه مع استقبال نصرالله وفدا من المتمردين الحوثيين؟.
وبعيدا من الملفات الحكومية والسياسية المتفجرة والمتراكمة، بدأ الوضع الاقتصادي الاجتماعي يضغط اكثر فاكثر على المواطنين، محولا الوطن بأسره لمجموعة من المشاكل المتراكمة. يكفي ان نشير الى ان الوضع التربوي في اسوأ اوضاعه وان ثلث الللبنانيين يعتبرون فقراء. فكيف لحكومة مشلولة عنوانها تصريف الاعمال ان تواجه الاستحقاقات الداهمة والخطرة والآتية مع اوائل ايلول؟.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “LBCI”
رقمان جديدان سيدخل بهما لبنان كتاب غينيس للأرقام القياسية: الرقم الأول أطول منقوشة، وهو رقم مثبت ورسمي، والرقم الثاني هو أطول خط انتظار في مطار بيروت ولاسيما عند المغادرة. وإذا كان أطول منقوشة هو مدعاة فخر، فإن خط الإنتظار في مطار بيروت هو مدعاة ذل.
في اختصار، المواطن “يتبهدل” في مطار بيروت، والمعنيون لا يمسهم هذا الذل لأنهم إما “يقطعون خط عسكري” وإما يفتح لهم “صالون الشرف”، أما من لا تشملهم نعمة “الخط العسكري” أو “صالون الشرف” فإن مصيرهم الذل. وإذا انفرجت، ولو بعد ساعات، وبلغ المسافرون بوابات المغادرة، فإنهم يعلقون في قاعات لا مكيفات فيها، وكأن الخروج من البلد صار خروجا من الجحيم: جحيم الفوضى والذل وغياب المكيفات.
هل حكومة تصريف الأعمال عارفة بهذا الوضع المزري؟ إلى متى سيبقى المواطن تحت رحمة هذه اللامبالاة وهذه اللامسؤولية؟ قد يتذرعون بأن أوقات الذروة موجودة في كل مطارات العالم، ربما، لكن في مطارات العالم لا خطوط عسكرية لمحظوظين ولا صالون شرف لمقتدرين ولا أعطال في المكيفات بشكل دائم، ولا فوضى عارمة تجعل اللبناني يكفر بمؤسسات لا يأتيه منها إلا الذل.
صرخة اليوم ليست الأولى، ولكن على من تقرأون مزاميركم يا لبنانيين. المطار سيبقى هكذا، والإختناق من روائح النفايات التي تنتشر في المطار ستبقى هكذا. إنها صرخة وليست دعوة للمعالجة، لأن ليس هناك من يعالج.
في السياسة، البلاد في عطلة، إذا تشكيل الحكومة في عطلة ايضا، والحدث الوحيد الذي يستحق المتابعة هو زيارة وزير الخارجية جبران باسيل إلى موسكو ولقاؤه نظيره الروسي، وترقب ما يمكن ان يطرح على مستوى المبادرة الروسية في شأن النازحين السوريين.
أما على مستوى العلاقات السياسية بين الفرقاء في الداخل، فإن التجاذبات ما زالت قائمة وتتجسد حينا في مواقف سياسية وحينا آخر في مؤشرات على الارض، ومن هذه المؤشرات ما حصل مع وزير الطاقة سيزار ابي خليل في بلدة الرملية في قضاء عاليه حين كان يريد التوجه الى “دار البلدة” لكنه أبلغ أنه غير مرحب به.
لكن رئيس بلدية البلدة أوضح انه لم يكن من ضمن برنامج الوزير زيارة “دار البلدة” فيما الوزير لم يشأ التعليق.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”
انقطعت الأنفاس الحكومية تأليفا على مشارف الاضحى، ما خلا الشهيق والزفير تصريفا. غابت أنباء قيام الساعة حكوميا، وحضرت شياطين العقد التي تنتظر رجمها في شعائر الطواف حول التأليف وازالة المعابر المرفوعة أمام “الحج خلاص”.
وتسجل في الأيام المقبلة زيارات من خارج “الحرم الحكومي”، حيث يسعى الرئيس سعد الحريري إلى المملكة، لكن في رمي جمرات عائلية، فيما يحج وزير الخارجية جبران باسيل غدا إلى موسكو، قبلة الحلول السياسية في المنطقة لمناقشة أزمة النازحين.
وما بين الزيارتين، كانت معراب تعلن “صفاء” النية تجاه وزارة الدفاع وتؤكد أتباعها حسن سير وسلوك إذا ما أسندت هذه الحقيبة إليها. وقال النائب جورج عقيص ل”الجديد” إن “القوات” قدمت كل ما لديها لتسهيل تشكيل الحكومة والكرة لم تعد في ملعبها، وان التنازل عن خمس وزارت والقبول بأربع فقط هو تنازل كبير، وأي شيء آخر سيعتبر رضوخا.
لكن كل ذلك لا يقيم حكومات، والأمر مناط بعزم الرئيس المكلف على المضي قدما والضرب بيد من تأليف، لاسيما وان بعبدا عبدت له الطرق للمسير حتى ولو اختار حكومة عكس التيار وقرر تشكيلها من دون اللون البرتقالي. فقضايا البلد الملحة لم تعد تحتمل الدلال والوقوف عند الخواطر ووزير طالع ووزير نازل.
لكن أزمة رئيس الحكومة لم تكن هنا، بل في التعثر بقراره السياسي الذي ارداه خارج الحدود، ودفعه الى ترسيم العلاقة مع سوريا، مقفلا بوابات العبور اليها. وكلف الحريري نفسه اكثر من وسعها، حيث ذهب الى حدود رسم فيها ألغام العودة، وكان اللافت انه تبرع بمواقفه من دمشق بلا مشورة ملكية، لاسيما وان قوافل العودة السياسية الى الشام بدأت على غير جبهة.
ومن هنا تقرأ مواقف مستجدة منسوبة إلى مصادر “بيت الوسط” وتعتبر ان المزايدة في العلاقة المتوترة مع سوريا ليست من مصلحة لبنان، وان بند العلاقة اللبنانية السورية لم يرتق إلى مستوى العقدة أمام تأليف الحكومة. فهذا الأمر، وفق المصادر، قابل للحل. الحريري يفاوض في شأنه، وقد صودف ان هذه المعلومات تم تسريبها في اعقاب زيارة القائم بالاعمال السعودي الوزير المفوض وليد البخاري الى “بيت الوسط”.
وإذا ما اعاد الحريري تقييم العلاقة مع سوريا، فإنه بذلك لا يفتح على تسهيل تأليف الحكومة فحسب، بل انه سيساهم في حل اكثر العقد المتعلقة بالنازحين وتصريف الانتاج اللبناني من معبر نصيب الحدودي. اما اذا ما استمرت السياسية على كيديتها، ف “يطعمك الحج والناس راجعة ع سوريا”.