يمكن أن يساعدك الجري الطويل أو جلسة شاقة في صالة الألعاب الرياضية على النوم ليلا، وفقا للعلماء.
ووجدت دراسة أجريت على أكثر من 30 ألف بالغ في منتصف العمر أن أولئك الذين يحصلون على ضخ الدم بانتظام، عبر ممارسة الرياضة، كانوا أقل عرضة للحاجة إلى حبوب لمساعدتهم على النوم.
وفحص باحثون نرويجيون السجلات الطبية للمتطوعين وبيانات الوصفات الطبية.
وقال أحد الخبراء: “تشير هذه النتائج إلى أن اللياقة البدنية يمكن أن تساعدك أيضا على النوم بشكل أفضل”.
وقال الفريق إن الأطباء يجب أن يفكروا في نصح أولئك الذين يعانون من مشاكل في النوم بممارسة الرياضة، بناء على النتائج.
وأرادت الدراسة، التي قادها فريق من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا في تروندهايم، معرفة ما إذا كانت الصحة الجسدية تؤثر على احتمالية بحث الشخص عن الأقراص المنومة.
ونظروا إلى 34357 شخصا تبلغ أعمارهم 52 عاما في المتوسط.
واستخدموا بيانات من دراسة صحية وطنية، تقيس معدل ضربات القلب أثناء الراحة ومحيط الخصر ومستويات النشاط البدني المبلغ عنها ذاتيا.
وربط الباحثون هذه البيانات بقاعدة بيانات الوصفات الطبية النرويجية، والتي تحتوي على بيانات عن جميع الأدوية التي تم صرفها في الصيدليات.
وتظهر نتائج الدراسة، التي نُشرت في Mayo Clinic Proceedings، أن 5800 متطوع سعوا للحصول على أدوية للنوم خلال الدراسة التي استمرت 14 عاما.
وشملت هذه الأدوية الزولبيديم والزوبيكلون والبنزوديازيبينات والميلاتونين – التي تُصرف بوصفة طبية لمشاكل النوم في المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
وهذا يعني أن ما يقرب من 17% من مشاكل نوم المشاركين كانت خطيرة بما يكفي لتطلب من الطبيب وصف الأقراص المنومة.
لكن المشاركين الذين كانوا في أفضل حالة بدنية ومارسوا الرياضة، استخدموا عددا أقل من هذه الأدوية المنومة التي تستلزم وصفة طبية.
ومع ذلك، تباينت قوة هذه النتيجة بين المجموعات.
وكان الرجال النشطون الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما هم الأقل عرضة للبحث عن الأقراص المنومة – ما يشير إلى أنهم استفادوا أكثر من ممارسة الرياضة.
وتظهر النتائج أن الرجال الأكثر لياقة كان لديهم خطر أقل بنسبة 15% للحاجة إلى الأدوية لمشاكل النوم المزعجة التي يعانون منها.
ومع ذلك، لم يتم تقليص معدل تناول الأقراص المنومة بين النساء الأكثر لياقة (12%).
وقالت معدة الدراسة ليندا إرنستسن، الأستاذة المساعدة في الصحة العامة والتمريض في الجامعة: “لاحظنا أن الأشخاص الذين يتمتعون بحالة بدنية أفضل لديهم مخاطر أقل لتناول الأقراص المنومة”.
وأضافت: “تشير هذه النتائج إلى أن اللياقة البدنية يمكن أن تساعدك أيضا على النوم بشكل أفضل”.
ونظرا لأن الدراسة تابعت المشاركين لأكثر من عقد، يعتقد الباحثون أن النتائج يجب أن تؤثر على نصائح النوم التي يقدمها الأطباء لمرضاهم.
ويُعتقد أن تمارين القوة والتمارين الهوائية، مثل الجري وركوب الدراجات أو السباحة، تعمل على تحسين النوم وتقليل الحاجة إلى أدوية النوم.
لكن الباحثين لم يشرحوا لماذا قد تخفف التمارين من مشاكل النوم.
ويعتقد الخبراء أن السبب في ذلك يرجع إلى التغيرات في درجة حرارة الجسم الأساسية. وهذا لأنه عند ممارسة الرياضة، ترتفع درجة حرارة جسمك ثم تنخفض بمجرد الانتهاء من التمرين.
ويحاكي الانخفاض في درجة الحرارة التغير في درجة الحرارة الذي يحدث عندما تهدأ لتغفو، ما قد يخدع عقلك ليعتقد أن الوقت قد حان للنوم، وفقا لدراسة أجريت في عام 1997.
وغالبا ما يسير الأرق إلى جانب القلق والاكتئاب لأن الأفكار المقلقة والتوتر يمكن أن يؤثر على نومك.
ونتيجة لذلك، يمكن أن تساعد التمارين في التغلب على الأرق من خلال تعزيز صحتك العقلية من خلال إطلاق الإندورفين.