كتب جمال نازي في “العربية”:
إن المثابرة هي المهارة الناعمة رقم 1 التي يمكن أن تميز الأطفال الذين يمتلكون دوافع عالية بالمقارنة مع أولئك الذين يستسلمون بسهولة. في الواقع، دعمت العديد من الدراسات أن مهارة المثابرة هي مؤشر للنجاح أقوى من معدل الذكاء، بحسب تقرير نشره موقع شبكة “CNBC” الأميركية.
تقول الدكتورة ميشيل بوربا، اختصاصية نفسية تربوية وخبيرة في تربية الأطفال، في تقريرها إن الأطفال الذين لديهم مثابرة لا يستسلمون في مواجهة النكسات أو أي صعوبات تواجههم في حياتهم. إنهم يعتقدون أن جهودهم ستؤتي ثمارها، لذلك يظلون متحمسين للعمل الجاد وإنهاء ما بدأوه على الرغم من أي عوائق يمكن أن تظهر لهم في مسيرتهم.
وتقدم الدكتورة بوربا تسع طرق يمكن للوالدين من خلالها مساعدة الأطفال على بناء مهارة المثابرة في أطفالهم:
1. 4 عوامل تثبط عزيمة الأطفال
تقول الدكتورة بوربا إن الخطوة الأولى هي محاربة العوامل الأربعة التي تعرقل المثابرة:
• التعب: احمِ قدرات طفلك على التركيز من خلال الالتزام بروتين النوم المنتظم. قم بإيقاف تشغيل الأجهزة قبل النوم بساعة واحتفظ بالشاشات خارج غرفة النوم ليلاً.
• القلق: إن الضغط من أجل النجاح يمكن أن يسبب مشاعر غامرة. عبر لطفلك أن حبك لا يتوقف على نجاحه.
• الهوية التي ترتكز على الإنجازات السريعة: يجب غرس عقلية النمو في طفلك حتى يدرك أن النجاح ليس ثابتًا. امدحهم على جهودهم وليس نتائجهم.
• توقعات التعلم: ينبغي على الوالدين مراعاة أن تتناسب توقعاتهم لتعلم الأبناء مع قدراتهم، حيث يمكن وضع توقعات أعلى قليلاً من مستوى مهارة الطفل. إن التوقعات المرتفعة جدًا يمكن أن تسبب القلق، بينما التوقعات المنخفضة جدًا يمكن أن تؤدي إلى الملل.
2. الأخطاء هي فرص للنمو
ذكّر أطفالك أن الأخطاء يمكن أن تكون شيئًا إيجابيًا، حتى لو لم يكن الموقف كما توقعوه. اقبل أخطاءهم وأخبرهم: “لا بأس في أن تفشل. ما يهم هو أنك حاولت”.
اعترف بأخطائك أيضًا. سيساعدهم هذا على إدراك أن الجميع يرتكبون أخطاء، وأن هذا النجاح يحدث عندما لا تدع النكسات تحدد هويتك.
3. تقسيم المهام
إن تعليم أطفالك تقسيم المهام الكبيرة إلى أجزاء أصغر يمكن إدارتها سيساعدهم على الشعور بثقة أكبر بشأن إكمال الأشياء بمرور الوقت.
4. احتفل بالإنجازات الصغيرة
يمكن للفشل المتكرر أن يدمر المثابرة، لكن أصغر نجاح يمكن أن يشجع الطفل على الاستمرار، لذا ساعده على تحديد مكاسبه الصغيرة.
5. تعزيز تركيز الطفل
إذا أراد طفلك التخلي عن مهمة ما، يمكن أن تضع مؤقتًا على مكتبه واضبطه لفترة زمنية مناسبة، مصممة خصيصًا لتناسب مدى انتباهه. اشرح له أنه بحاجة فقط إلى الاستمرار في ذلك حتى يدق الجرس. ثم يمكنه أخذ استراحة سريعة وإعادة ضبط المؤقت. شجعه على معرفة عدد المشكلات التي يمكنه إكمالها قبل قرع الجرس حتى يرى أنه ينجح وبمرور الوقت سيكون تركيز الطفل أسهل.
6. شد عضد “المتعثرين”
عندما يستسلم الأطفال، ربما يكون ذلك بسبب عدم قدرتهم على رؤية طريقهم للخروج من التحدي. ابدأ بالاعتراف بإحباطهم والتعبير عن أنه شعور طبيعي. حاول أن يأخذ الطفل قسطا من الراحة. وبعدما يعود إلى استئناف المهمة ابحث مدى إمكانية مساعدته في تحديد سبب واحد صغير للتعثر يعترض طريقه.
7. مجهود الحمد
اكتشفت كارول دويك، عالمة النفس بجامعة ستانفورد، أنه عندما يتم الثناء على الأطفال لذكائهم، فمن غير المرجح أن يثابروا. ولكن عند الثناء على جهودهم (على سبيل المثال، أن تقول له: “لقد عملت بجد في ذلك! عمل جيد.”)، فإنهم يكونون أكثر حماسًا ويعملون بجد أكبر.
لزيادة المثابرة، امتدح جهد طفلك، وليس درجاته. إن الهدف هو أن يتم دفعه للنجاح بدون محفزات خارجية، إذ توصلت الأبحاث إلى أن المعززات السطحية يمكن أن تقلل في الواقع من مثابرة الأطفال.
8. ابتكار عبارات تقوي المثابرة
إن الحديث السلبي عن النفس مثل “لا أستطيع أن أفعل ذلك” أو “أنا لست ذكيًا بما فيه الكفاية” يعرقل المثابرة. ساعد طفلك على اختيار عبارة قصيرة وإيجابية ليقولها لنفسه عندما تصبح الأمور صعبة. يمكن أن يقول الطفل: “لا يجب أن تكون الأمور مثالية. سأكون أفضل إذا واصلت المحاولة “.
9. دعهم يكتشفون الأمر
إن واحدة من أهم قواعد الأبوة هي ألا تفعل شيئًا لأطفالك يمكنهم القيام به بمفردهم. في كل مرة تصلح فيها أخطاء طفلك أو تفعل شيئًا من أجله، يتعلم بشكل متزايد الاعتماد عليك بدلًا من الاعتماد على أنفسهم. وبمجرد أن تعرف أن طفلك يمكنه إكمال مهمة بمفرده، تراجع خطوة إلى الوراء. اسمح له باحتضان هذا الشعور بالإنجاز.