كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
إستناداً إلى «Harvard Health Publishing»، ينبض القلب نحو 2,5 مليار مرّة طوال الحياة، ويعمل بِلا كلل لضخّ الدم في جميع أنحاء الجسم ودعم وظائفه الأساسية. لذلك، من الضروري الاعتناء به جيداً لتفادي أيّ خللٍ قد يُصيبه.
بالنظر إلى أهمّية القلب، من المنطقي اتباع أسلوب حياة جيّد ينعكس إيجاباً على صحّته. ووفق جمعية القلب الأميركية، يشمل ذلك التقيّد بنظامٍ غذائي صحّي، وممارسة الرياضة بانتظام، وتجنُّب كافة منتجات التبغ.
ومع وجود معلومات غذائية كثيرة، قد تبدو مُحاولة معرفة أصول الأكل الصحّي لقلبٍ سليم أمراً صعباً. وفي الواقع، لا دليل علمياً على أنّ تناول مادة غذائية واحدة سيُخفّض خطر أمراض القلب. وتعليقاً على ذلك، شرحت جمعية القلب الأميركية، أنّ الحمية الصحّية للقلب تعني الحدّ من الدهون المشبّعة مثل الزبدة واللحوم المصنّعة، وإدخال المزيد من السمك الدهني، والحبوب الكاملة، والفاكهة، والخضار، والبقوليات، والمكسّرات، والبذور.
ولكن، استناداً إلى أطباء القلب، يمكن جَني فوائد كبيرة ببساطة عن طريق إضافة حفنة من الفستق حلبي إلى الغذاء اليومي.
وسلّط طبيب القلب، أنكيت شاه، من «Georgetown University Medical Center»، الضوء على أبرز خصائص الفستق حلبي الصحّية:
– خفض الكولسترول
يمكن تحسين مستويات الكولسترول بمُساعدة الغذاء الصحّي. يعني ذلك تحديداً اختيار الدهون الصحّية مثل المكسّرات. إنّ غالبية الدهون في الفستق حلبي هي غير مشبّعة، والتي رُبطت بخفض الكولسترول السيّئ «LDL».
– تقليل ضغط الدم
بحسب «National Institute of Health»، يُشار إلى الضغط الدم العالي بـ»القاتل الصامت» لأنّه عادةً لا توجد لديه علامات تحذير، ولكنه يستطيع رفع خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية. يُنصح مرضى الضغط المرتفع باتباع حمية «DASH» قليلة الصوديوم. تدعو هذه الخطّة الغذائية إلى تناول 2 إلى 3 حصص من الدهون الصحّية يومياً، و4 إلى 5 حصص من المكسّرات والبذور في الأسبوع، بما فيها الفستق حلبي. وجدت دراسة نُشرت عام 2020 في «Nutrients» أنّ تناول 1,5 أونصة من الفستق حلبي يومياً، أي نحو حفنة واحدة، مرتبط بتقليل معدل ضغط الدم.
– غنيّ بالألياف
تساعد الألياف الغذائية على دعم الهضم، وخسارة الوزن، وحتى صحّة القلب. ووفق «Mayo Clinic»، إنّ الغذاء الغنيّ بالألياف يدعم صحّة القلب من خلال المساعدة في خفض الكولسترول، وضغط الدم، والالتهاب. تحتوي أونصة واحدة من الفستق حلبي على 3 غ من الألياف الغذائية، أو نحو 11 في المئة من القيمة اليومية. علماً أنّ البالغين يجب أن يستهلكوا ما بين 20 إلى 25 غ من الألياف في اليوم.
– … وأيضاً بمُضادات الأكسدة
إستناداً إلى «Cleveland Clinic»، تُعدّ مضادات الأكسدة من أهمّ المغذيات المرتبطة بصحّة القلب. إنّ مضادات الأكسدة تدعم صحّة القلب من خلال محاربة الجذور الحرّة، التي تسبّب تلفاً خلوياً وقد رُبطت بأمراض القلب. إنّ الفستق حلبي غنيّ تحديداً بمضادات الأكسدة مثل الفيتامين E، والبوليفينول، والكاروتينات «Lutein» و»Zeaxanthin». ومقارنةً بالمكسّرات الأخرى، يملك الفستق حلبي أعلى مستويات من مضادات الأكسدة، بحسب مراجعة نُشرت عام 2015 في «The British Journal of Nutrition». في الواقع، إنّه يندرج ضمن لائحة أفضل 50 نوعاً من الأطعمة المضادة للأكسدة، وفق مراجعة صدرت عام 2021 في «Plants».
– دعم سكّر الدم الصحّي
هناك رابط بين السكّري وصحّة القلب. فقد أشارت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى أنّه مع مرور الوقت، يمكن لارتفاع السكّر في الدم إن يُتلف الأوعية الدموية والأعصاب التي تساعد في التحكّم في القلب، ومرضى السكّري هم الأكثر عرضة لأمراض القلب. توصّلت دراسة نُشرت عام 2014 في «Diabetes Care» إلى وجود علاقة بين تناول الفستق حلبي وخفض مستويات السكّر في الدم والإنسولين عند المُصابين بمقدمات السكّري (Prediabetes).