تظاهرات طرابلس: من خلف التصويب على ميقاتي؟

تظاهرات طرابلس: من خلف التصويب على ميقاتي؟
تظاهرات طرابلس: من خلف التصويب على ميقاتي؟

هي طرابلس.. صندوق البريد الدائم بين القوى السياسية المحلية والاقليمية، مدينة "رجال الاعمال" و"الفقراء" تنفرِد بتركيبتها الاجتماعية الخاصّة، رغم تغيّر ملامحها على مدى عقودٍ، استنزفت في خلالها القوى الحزبية طاقاتها ودفعت شباب عاصمة الشمال الى أن يكونوا بمثابة وقودٍ للقوي والذي يفرض سيطرته على الأرض.

من التل الى شارع عزمي والميناء وشوارع "الفقر" في البزركان وحي التنك وغيرها من الاحياء، قصصُ معاناةٍ كثيرةٍ يستغلّها اصحاب المال والنفوذ لحساباتٍ انتخابيةٍ تتمدَّد كي تكون واحدة من التركيبات الاقليمية، على غرار ما هو موجود في سوريا والعراق ودول اخرى، حيث "تتدبَّر" الانظمة العربية أمرها بما هو موجود على الارض.

 

خرج الشارع الطرابلسي قبل أيّامٍ، مُندِّدًا ومُطالبًا برفع الحرمان عنه وذهب البعض منه الى التصويب على سياسيي المدينة من نوابٍ وأحزابٍ، فكان "نجم" الرئيس نجيب ميقاتي ساطعًا في تلك التظاهرات التي دعت الى اخراجه من المدينة والتصويب عليه من قِبَلِ من نزل الى الشارع، وكأنّ المطلوب "رأس رجل الاعمال" لا الرئيس السّابق للحكومة.

ورغم الحملة المضادة من قبل مؤيّدي تيار العزم في طرابلس على من لجأ الى الشارع لتوجيه الرسالة الى ميقاتي، الّا أنّ "المكتوب يُقرأ من عنوانه" وفي جزءٍ منه، تبعات المنافسة داخل "الطائفة" بين القوى "السُنيّة" وجزء آخر مرتبط بميقاتي بوصفه "رجل أعمالٍ".

بعض المُقرَّبين من خطِّ ميقاتي، يعتبرون أنّ الحملة بدأت مع "زجّ" إسم الرئيس الأسبق للحكومة في قضية رجل الاعمال السوري رامي مخلوق إبن خال الرئيس السوري بشار الاسد، والكلام عن سرقة ميقاتي وشقيقه طه لملايين الدولارات من الدولة السورية التي رفعت دعوى ضد الشقيقين.

ويعتبر هؤلاء، أنّ ما يحصل اليوم يأتي استكمالًا لهذا الامر، من دون أن يستبعدَ المقرّبون استغلال بعض القوى في الداخل ذلك من أجلِ تحريكِ الشارعِ بوجهِ ميقاتي، ولاسيما أنّ المُتضرِّرين من قوة ميقاتي على الارض هم كثرٌ وعلى رأسهم تيار المستقبل، في حين أنّ الشعارات التي رُفِعَت توجَّه أولًا الى رئيس الحكومة ووعوده التي أغدقها على الطرابلسيين في الانتخابات ولم يفِ الى الآن بأيٍّ منها، ونوّابه هم بعيدون أيضًا من مطالب أهلِ المدينة وغير آبهين لما يحصل وقد اغلقوا مكاتبهم الخدماتية بوجهِ فقراء عاصمة الشمال، وجلّ ما يعطيه تيار المستقبل، تصريحات "رنانة" لأمينه العام أحمد الحريري لا يُمكِن صرفها بأيّ مشروعٍ تطلبه طرابلس.

في المقابل، تتّهم أوساطٌ طرابلسيّة مُقرَّبة من "المستقبل" ميقاتي، بالعمل على "شراءِ الناس" عوض تقديم الخدمات العامة لهم، والدليل يقول هؤلاء، أنّه عندما اوقف "الدفع" انطلقت التظاهرات ضدّه، ولاسيما أنّ البعض لم يحصل على امواله من ماكينة ميقاتي منذ الانتخابات الماضية، واعتاد الطرابلسيون على رئيس الحكومة السّابق فهو يفتح "حسابه المصرفي" قبل أشهرٍ من الانتخابات وعند اغلاق الصناديق تقف معها تلك الحسابات قبل يُعاد فتحها في الموسم الانتخابي المقبل.

وتؤكِّد، أنّ ميقاتي يحاول محاصرة "المستقبل" في الكثير من الملفات الداخلية، ويفسح لقوى اقليمية الدخول أيضًا في اللعبة الطرابلسية عبر الطابور الخامس الذي يقف منتظرًا أيّ خلاف بين "العزم" و"المستقبل" للدخول كطرفٍ ثالثٍ محرِّض، وهذا الأمر لم يعد مقبولًا ويتطلَّب الهدوء واتخاذ المواقف الهادئة لا التحريضيّة أو التي تصوّب على الاداء الحكومي في هذه المرحلة.

اما القوى المُستقلَّة، فتُحذِّر من انعكاسات الصراعَيْن الاقليمي والخليجي على المدينة، وتدعو الى الاطلاع أكثر على المشاريع المُمَوَّلة من بعض الدول التي تتنافس فيما بينها "السعودية والامارات" في مقابل "تركيا وقطر"، إذ أنّ كلّ فريق يحاول اجهاض دورِ الآخرِ في طرابلس مستندًا الى بعض القوى التي "يمون" عليها، ولكن كلّ ذلك على حساب المواطن الجائع الذي ينتظر "السنارة لا السمكة"، وهو الذي تعب من جولات الاقتتال الداخلية يُصلّي لابعاد هذا الكأس عنه.

علاء الخوري - ليبانون ديبايت

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى