تعددت القراءات لتقرير في صحيفة "الوول ستريت جورنال" عن تحذير قادة حوثيين سفراء أجانب من أن إيران تستعد لضربة جديدة، بعد أسبوع على ضربات بطائرات مسيرة وصواريخ كروز على منشآت "أرامكو" تبنتها حماعة الحوثي، واتهمت بها الرياض وواشنطن طهران.
وجاء هذا التقرير الذي أوحى بانقسامات في صفوف الحوثيين، مع مواصلة الصحف الإيرانية المتشددة، مثل "كيهان" المقربة من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية و"جوان" المقربة من الحرس الثوري، و"خراسان" المتشددة، تمجيدها بالمقاومة من اليمن إلى لبنان.
وقالت الصحيفة الاميركية إن قادة من الحوثيين نبهوا من الهجوم الجديد المحتمل بعدما ضغطت عليهم طهران للاضطلاع بدور فيه، بحسب أشخاص مطلعين أكدوا أن والحوثيين ردوا بشكل غير متوقع من خلال عرض وقف النار من جانب واحد يوم الجمعة.
ولم تتمكن الصحيفة من تحديد مدى خطورة هذا التهديد بهجوم ثان، علماً أن ادعاءات الحوثيين غالباً ما واجهت تشكيكاً غربياً. لكن الأشخاص الذي نسبت اليهم "وول ستريت" المعلومات قالوا إن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة تلقتا المعلومات، وأن السعودية عززت أمنها رداً على ذلك.
ورسمياً نفى محمد عبد السلام، الناطق الرسمي باسم الحوثي، السبت أن تكون المجموعة قد وجهت أي تحذير إلى الديبلوماسيين الأجانب عن الهجمات الإيرانية المحتملة.
خلافات
ولكن الصحيفة أفادت أن هناك خلافات داخل حركة الحوثي حول المدى الذي يجب ان تذهب إليه في ارتباطاتها مع طهران، ونسبت إلى مصادرها أن واشنطن وطهران سعتا إلى تمكين قادة الحوثيين الذين يسعون إلى الابتعاد عن طهران.
وإذا ثبت أن التحذيرات صحيحة، فقد تكون هذه إشارة إلى قطيعة بين إيران وبعض فصائل المتمردين اليمنيين على الأقل.
وقف النار
وأثار عرض وقف النار آمالاً في دق إسفين بين طهران وحلفائها اليمنيين. وحض محمد البخيتي، عضو المجلس السياسي للحوثيين، المملكة العربية السعودية على الانضمام إليهم في وقف إطلاق النار.
وقال لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن "اليمن ليس لديه ما يخسره...اليمن والسعودية لديهما مصالح مشتركة وهذا هو السبب في أننا نأمل أن تستجيب القيادة السعودية لهذه المبادرة".
تشكيك
شكك الكاتب والسياسي اليمني علي البخيتي في تقرير "الوول ستريت جورنال"، بحجة أن المبادرة التي قدمها الحوثيون لوقف الهجمات على السعودية من طرف واحد نوقشت قبل الهجمات على "أرامكو" بين المبعوث الدولي الى اليمن مارتن غريفيث والامير خالد بن سلمان.
ولفت إلى أن علاقة الحوثيين بايران استراتيجية ولها بعد سياسي مهم كما انهم يعتبرون ان مصيرهم مشترك." لذا يستحيل أن يوجه الحوثيون مثل هذه الرسائل لانها تعتبر خيانة وطعنة لايران. ويدرك الحوثي أن الغربيين لا يحفظون سراً".
وفي المقابل، غرد البروفسور المساعد في الكلية الملكية في لندن أندرياس كريغ بأن التقرير يعكس انقساماً واضحاً داخل حركة الحوثيين في شأن مدى عمق العلاقة البديلة مع ايران، وأن أولئك المنتقدين لاستغلال طهران العلاقة حذروا على ما يبدو السعودية والولايات المتحدة من ضربات جديدة تنسب إلى الحوثيين.
بدوره، رجح لباحث السياسي علي باكير أن يؤدي ارغام الحوثيين على تبني الهجمات الأخيرة على السعودية إلى تداعيات على التلاحم الداخلي للحركة، مشيراً إلى أن بعض زعماء الحوثيين يعرفون أن طهران ستبيعهم اذا حصلت على اتفاق جيد مع الأميركيين.
استراتيجية جديدة للمقاومة
وفي المقابل، تتزامن هذه الترجيحات عن انشقاقات داخل الجماعة الحوثية مع تمجيد الإعلام الإيراني استراتيجية جديدة للمقاومة بدأت من طهران وامتدت الى العراق وفلسطين واليمن ولبنان.
وتحت عنوان "بيعة "المقاومة" التاريخية للمرشد، ذكرت "خراسان بالصور بوفود من العراق وحركة المقاومة الإسلامية والحوثيين بايعت المرشد علنًا في طهران. وقالت إن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، بعث برسالتين، خلال الأيام الأربعين الأخيرة، يعلن بيعته للمرشد.
وتأكيداً على ما وصفته بـ"بيعة الفصيل الفلسطيني للمرشد"، أوردت جزءًا من رسالة هنية إلى المرشد يقول: "مرة أخرى، نعلن نهجنا الذي لا رجعة فيه، للحضور في صف المقاومة إلى جانب جميع قوى الحق والعدل والحرية، وتعزيزها، حتى النصر النهائي".
كذلك، تناولت "خراسان" بيعة "أنصار الله" الحوثية، وبعدها كلمة الأمين العام ل"حزب الله" حسن نصر الله في عاشوراء، التي وصف فيها خامنئي بـ"حسين زمانه". ووصفت المرشد بأنه صار "عمود خيمة المقاومة".
موناليزا فريحة - النهار