أخبار عاجلة
بشأن وقف النار في لبنان.. رسائل بين واشنطن وطهران! -
أميركا: قصف منشأة لتخزين الأسلحة في سوريا -
بيان جديد لمصرف لبنان -

نار العقوبات لا نار الحرب؟

نار العقوبات لا نار الحرب؟
نار العقوبات لا نار الحرب؟

يبدو واضحاً حتى الآن أن الرد الأميركي على الهجوم غير المسبوق، الذي تعرضت له "أرامكو" في بقيق وخريص، يميل الى سلاح العقوبات أكثر منه الى توجيه ضربة الى المواقع الإيرانية، والأكثر وضوحاً هو التراجع التدريجي في تهديد الرئيس دونالد ترامب وتعليقاته على العملية، وصولاً الى الإعلان أمس عن مروحة جديدة من العقوبات القاسية ضد ايران.

طبعاً لا معنى لرسالة الإيرانيين عبر السفارة السويسرية، الى واشنطن تحمل نفياً جديداً لمسؤوليتهم عن الحادث ولو اتخذ الأمر مساراً قانونياً، فقد سبق لهم ان كرروا هذا النفي مرات عدة، ولكن حتى لو كان الحوثيون هم فعلاً الذين قصفوا "أرامكو" مهددين سلامة الاقتصاد العالمي كما تقول الرياض، فإن السلاح يبقى ايرانياً وبتدريب إيراني، والحديث عن تحقيقات في الحادث، لن تمحو عملياً البصمات الإيرانية!

الواضح تماماً ان ترامب منذ حصول الهجوم يوم السبت الماضي، بدأ ينزل تدريجاً عن شجرة الرد العسكري، ليصل الى إستعمال سلاح العقوبات بدلاً من إرسال الصواريخ والقاذفات. وثمة من يرى هنا ان نيران الحرائق، التي قيل ان المعارضين الإيرانيين أشعلوها أخيراً في مقار الحرس الثوري في ٧٥ مدينة، والتي تأتي نتيجة طبيعية للأزمة الاقتصادية والمعيشية المتفاقمة التي تسببت بها العقوبات الأميركية، قد تبقى في نظر ترامب أكثر فائدة من إشعال الحرب.

ويبدو من خلال تبريد الموقف الأميركي، ان ترامب مقتنع بأن إشعال نار الحرب فوق بحيرات نفط الخليج، سيكون عملياً لمصلحة النظام الإيراني ليس على المستوى العسكري قطعاً، بل لجهة إعادة تجييش الرأي العام الإيراني الى جانب النظام، ثم إستطراداً لجهة تحميل الدول الأوروبية وروسيا والصين والهند، ترامب مسؤولية أزمة الطاقة التي ستستفحل نتيجة الحرب وتؤدي الى إختناقات على مستوى دورة الإنتاج العالمي!

أمس أعلنت الرياض ان طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز "دلتا ونغ" شاركت في الهجوم على "أرامكو"، بعدما كان مسؤول أميركي كبير اتهم ايران بإطلاق أكثر من ١٢ صاروخ كروز و٢٠ طائرة مسيرة من أراضيها على "أرامكو"، بعدما كان ترامب يقول إنه يدرك بصورة كاملة ان النظام الإيراني يقف وراء الهجوم، وانه ينتظر تحقيقات السعودية، ولكن ماذا كانت النتيجة حتى الآن؟

الإعلان عن المزيد من العقوبات الخانقة على إيران، بالتزامن مع قول الرئيس حسن روحاني أنه ووزير خارجيته محمد جواد ظريف لم يحصلا بعد على تأشيرتي دخول الى الولايات المتحدة، لحضور الجمعية العمومية للأمم المتحدة، في وقت رد ترامب على تصريح المرشد علي خامنئي، الذي رفض أي محادثات معه، بالقول انه هو أيضاً يرفض ان يلتقي روحاني، بعدما كان أعلن أنه مستعد للقائه من دون شروط مسبقة. يوم الأحد الماضي كان ترامب يقول هذا هجوم كبير جداً وقد تتم مواجهته بهجوم أكبر وسيكون هذا سهلاً علينا، لكنه تراجع الثلثاء ليقول انه لا يريد الحرب مع أي طرف، لأنه يفضل عدم التورط في حرب، إلتزاماً منه لوعوده الإنتخابية اي أنه سيطوي صفحة الحرب ويسحب جنوده من الشرق الأوسط.

وهكذا عندما يذهب ترامب الى عزل إيران ديبلوماسياً ويزيد خنقها إقتصادياً، فأنه سيحقق إنتصاراً لا يمكن ان تحققه أي حرب تشعل منطقة الخليج!

راجح الخوري - النهار

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى