أخبار عاجلة
بشأن وقف النار في لبنان.. رسائل بين واشنطن وطهران! -
أميركا: قصف منشأة لتخزين الأسلحة في سوريا -
بيان جديد لمصرف لبنان -

ترامب لا يبيع حرباً لطهران؟

ترامب لا يبيع حرباً لطهران؟
ترامب لا يبيع حرباً لطهران؟

منذ بدأت العقوبات الأميركية على إيران في الرابع من تشرين الثاني من العام الماضي، إتخذت الأزمة مساراً متوازياً في التأزيم، فواشنطن تمضي في خنق الاقتصاد الإيراني، وإيران تمضي في إشعال الحرائق على خطوط الإمداد النفطي العالمي، لكن يبدو الآن ان الوضع سيبقى في نطاق العض المتزايد على الأصابع، وان كل هذا التصعيد لن يشعل حرباً في الخليج.

لم يكن أحد في حاجة الى توضيحات الرئيس دونالد ترامب أمس، وقبل ان تتوقف الحرائق في محطتي "أرامكو"، عن ان واشنطن تملك كفاية ذاتية من النفط والغاز، فهذا كلام موجه الى الداخل الأميركي، لكنه يشكل سيكولوجياً إيحاءات بأن ليس هناك ما يستدعي الذهاب الى الحرب، ورغم حديث ترامب عن "الرد على الهجوم الكبير بهجوم أكبر أضعافاً"، يبحث وزير الدفاع مارك إسبر عن "أساس قانوني لرد مقيد ومحدود". في المقابل ذهبت طهران الى التصعيد، فرد علي خامنئي على ترامب بأنه لن تكون هناك مفاوضات معه، و بإعلان طهران المضي في التخصيب النووي!

عملياً، منذ أسقط الحرس الثوري الإيراني في ٢٠ حزيران الماضي الطائرة الأميركية المسيرة "غلوبال هوك" جنوب ايران، بدا ان ايران تريد فعلاً ان تشتري إشتباكاً عسكرياً مع الولايات المتحدة، التي لا تريد الذهاب الى حرب في وقت يمكن العقوبات الاقتصادية ان تأتي بنصر من دون أي خسائر بشرية، ولهذا بعدما وضع جون بولتون خطة لضرب ايران بعد اسقاط الطائرة، سرعان ما اكتشف ان خطته ذهبت الى سلة المهملات قبل ان يقال من منصبه!

واضح ان ترامب لا يريد ان يخوض الانتخابات الرئاسية وهو منخرط في الحرب مع الإيرانيين وأذرعهم العسكرية في المنطقة، ثم انه يدرك جيداً ان النظام الإيراني يريد شراء الحرب بأي ثمن، لأنها رغم الفارق الهائل في ميزان القوى بين البلدين، تفيده على الصعيد الداخلي عبر تحميله أميركا مسؤولية ما ينجم عن الحرب من مآسٍ، بما يخفف المعارضة التي تحمّله الآن مسؤولية الإختناق الإقتصادي نتيجة سياساته!

ثم أنه من الواضح ان النظام الإيراني الذي تحمل كل العقوبات، يراهن على بضعة أشهر إضافية قد تلقي ترامب خارج البيت الأبيض، خصوصاً إذا فاز منافسه الديموقراطي جوزف بايدن أحد عرابي الاتفاق النووي أو غيره.

لكن ترامب لن يبتلع طعم الحرب مع ايران، بدليل ان واشنطن اكتفت بالتهديد وبيانات التحذير في مواجهة سلسلة متصاعدة من عمليات إشعال الحرائق التي نفذتها إيران. فمنذ الرابع من تشرين الثاني من العام الماضي مع بدء العقوبات، قامت مباشرة أو عبر أذرعها العسكرية في المنطقة، بسلسلة متلاحقة من العمليات هدفها تأكيد جدية تهديدها، بأنها إن لم تستطع تصدير نفطها فلن تسمح لأحد بتصدير نفطه، ولهذا كانت الإعتداءات على ناقلات النفط وقصف المحطات في الرياض!

على أساس هذه الحسابات الأميركية والإيرانية، يبدو حتى الآن ان ترامب لا يريد ان يبيع طهران حرباً تسعى اليها، كمخرج داخلي ينتهي بمفاوضات قد توفّر عليها قبول شروط مايك بومبيو الـ ١٢ القاتلة، ويبدو ان ايران مستمرة في المعادلة الواضحة: تخنقوننا بالعقوبات نخنقكم بدخان الحرائق!

راجح الخوري - النهار

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى