تعرضت منشأتين رئيسيتين تديرهما شركة أرامكو في بقيق في المملكة العربية السعودية لضربات جوية بطائرات مسيرة يوم السبت الماضي، ادت كما قال وزير النفط السعودي، عبد العزيز بن سلمان، إلى خفض إنتاج المملكة من النفط الخام بمقدار 5.7 مليون برميل في اليوم، وهو ما يعادل نصف إنتاج الدولة من النفط تقريبا. وقد تبنت حركة أنصار الله الحوثية الضربات، قائلة إنها استخدمت فيها 10 طائرات. وتوعد المتحدث العسكري للحوثيين العميد، يحيى سريع، بتوسيع نطاق الهجمات في المملكة.
لكن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، اتهم إيران بتنفيذ الضربات، قائلا إنه لا يوجد دليل على أن اليمن كان مصدر الهجمات. وقال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة تستند إلى صور التقطتها أقمار صناعية وتقارير استخباراتية تعزز اتهامها لإيران بالوقوف وراء هجمات على منشآت نفطية سعودية، في حين تنفي إيران الضلوع في الهجمات.
بعض المحللين يطرحون علامات استفهام فيما ان كان ما حصل ينذر باندلاع الحرب، وكأن الحرب كما غرّد الصحافي احمد عدنان في صحفته على "توتير" التي" تستهدف المملكة والعرب لم تندلع بالفعل، فتغلغل إيران في العراق وسوريا واليمن ومحاولاتها في الكويت والبحرين كلها تستهدف تطويق المملكة بهدف اختراقها وتدمير العرب، وما الانقلاب الحوثي في اليمن سوى حلقة صغيرة من مشروع كبير استيلائي ومدمر : تدمير الدولة العربية وطيها تحت المظلة الإيرانية الشريرة".
واضاف" تمكنت المملكة من التصدي لانقلاب اليمن كما تصدت من قبل للانقلاب الإيراني في البحرين سنة ٢٠١١، وفي ظل المخاطر المحدقة بالعرب وبأهل السنة والجماعة، وفي ظل المطامع التي تستهدف المملكة، وجدت قيادة المملكة أنه من الضروري أن يأخذ الدفاع عن النفس مداه الكامل، ونجحت في لفت أنظار العالم إلى علاقة إيران بالارهاب، ومن ثمار ذلك إلغاء الاتفاق النووي الايراني، حيث كانت خطورة هذا الاتفاق، أنه أعطى تصريحا دوليا لإيران يتيح لها العربدة في منطقتنا كما شاءت مقابل تحجيم مؤقت للمشروع النووي".
وقد اضطرت المملكة بحسب عدنان أن تخوض حرب اليمن بناء على طلب الشرعية اليمنية لعدة اسباب:
- منع قيام ميليشيا ايرانية على حدودها
- إنقاذ الدولة اليمنية من المشروع الإيراني
- رد الخطر عن المملكة وحدودها
لافتا الى ان "الحوثيون كشفوا عن حقيقة اهدافهم، فالهدف لم يكن اليمن، بل كان الهدف تحويل اليمن إلى منصة تستهدف المملكة. وقد شاهدنا الهجمات الصاروخية من اليمن ومن العراق قبل عدوان بقيق، وعليه فهذه الهجمات ليست حوثية او حشدية (نسبة للحشد الشعبي) بل هي هجمات ايرانية على المملكة.
ويعد خطأ فادحا ربط عدوان بقيق بحرب اليمن، لأن التحليل الصائب والصحيح هو استمرار إيران في عدوانها من اليمن و العراق واستمرار المملكة في الدفاع عن نفسها وعن امتها، والجديد في عدوان بقيق أن إيران مارست العدوان أصالة لا وكالة كما تدل المعلومات.
فقيام إيران في لبنان باغتيال القيادات الوطنية وتعطيل المؤسسات واحتلال بيروت وترويع الجبل (في ٧ ايار) سابق لحرب اليمن، وقيامها بمحاولة انقلابية في البحرين سابق لحرب اليمن، كذلك قتلها وتهجيرها السوريين، وتقويضها وابتلاعها العراق، وتفجيرها الخبر وبثها خلايا التجسس والإرهاب في دول الخليج ومصر (سامي شهاب وغزة)، وشقها الصف الفلسطيني، وتأسيسها للميليشيات "العربية" ودستور تصديرها كلها سابق لحرب اليمن، من أجل ذلك، فالسياسات السعودية كلها تسير بشكل أمين وأخلاقي ومشروع تحت مظلة مبدأ الدفاع عن النفس. وعدوان بقيق الغاشم يشكل مغامرة ايرانية جديدة وجنونية بهدف استجداء التفاوض من أجل تشريع التمدد الخارجي والصواريخ الباليستية. ولأن العقوبات الدولية اوجعت إيران بالفعل فعدوان بقيق في حقيقته تسول للتفاوض او تسول لمواجهة تقود إلى التفاوض، ووصل الأمر في الاختناق وفي التسول إلى القيام بعدوان لا يستهدف المملكة وحدها بل يستهدف كذلك مصادر إمداد سوق الطاقة العالمي".