"اختراق" ساحة تيار المستقبل بقاعًا

"اختراق" ساحة تيار المستقبل بقاعًا
"اختراق" ساحة تيار المستقبل بقاعًا

تشهَد​ السّاحة السنيّة في البقاعين الأوسط والغربي، حراكًا سياسيًّا لافتًا، ​محوره التسابق​ والاستيلاء على جمهور تيار المستقبل الذي لا يُحسَد على موقعه في هذه الظروف السياسيّة وما يعانيه من تشتّتٍ وضياعٍ، في ظلّ صراعٍ سياسيٍّ متنوّعٍ​ لاستقطاب بعض الكوادر الزرقاء التي انكفأت وأحجمت عن العمل الحزبي.

وبحسب المعلومات، فإنّ العلاقة بين تيار المستقبل مركزيًّا وكوادره، يغلب عليها الفتور والجفاء منذ فترة الانتخابات النيابية الأخيرة، وصولًا الى استمرار حالة الاعتراض على الخطاب السياسي، والتحالفات والتفاهمات التي لم يهضمها الجمهور الأزرق والذي يجد في مواقع التواصل الاجتماعي المنصّة الأنسب لإيصال المزيد من الرسائل المعترضة على أداء فريقه السياسيّ.

 

أمام هذا الواقع،​ تعرَّضت ساحة تيار المستقبل الى ​الكثير​​ من الاختراقات ​سياسيًّا وحزبيًّا، بدءًا من وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد، الذي لا يتعب ولا يستكين من تلبية الدعوات التكريميّة والإحتفالية التي تُقام على شرفه على طول القرى والبلدات في البقاع الغربي. واللافت في هذه الاحتفالات، حضور العشرات من كوادر تيار المستقبل، سواء الحاليين في مواقع تنظيمية أو سابقين ومعهم أغلب رؤساء البلديات في الغربي وراشيا.

هذا ولم يجد تيار المستقبل، حلًّا لهذا الحضور سوى بتعزيز حركة النائب محمد القرعاوي والوزير السّابق محمد رحال، اضافة الى زيارات انمائية يقوم بها الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير موفدًا من رئيس الحكومة ويحمل معه تنفيذ بعض المشاريع الانمائيّة من هنا وهناك.

ويتوقّف مراقبون، عند حركة الوزير مراد، الذي لم يستثنِ منها بلدة المرج، حيث عقد لقاءات وحفلات تكريمية شملت عائلة الجراح، حتّى أنّ هذه البلدة باتت بمثابة محطة شبه اسبوعية لوزير التجارة، تجعله في موقع التواصل مع الجميع وكذلك أخصامه السّابقين.

بدوره، وجدَ "التقدمي الاشتراكي" في هذا التشتّت فرصةً مناسبةً لزيادة توغّله في القرى السنيّة، حيث وسَّع وزير الصناعة وائل ابو فاعور​ من خارطة مكاتب داخلية الحزب​ في القرى والبلدات السنيّة​ التي وصلت ​ الى جبّ جنين عاصمة قضاء البقاع الغربي بالاضافة الى بلدات أخرى مثل الصويري وغيرها.

وفي خضم هذا التشتّت، برزت حركة خفيّة يقوم بها النائب نهاد المشنوق​، ترتكز على منطقة البقاع الاوسط، حيث حلّ ضيفًا على بلدة سعدنايل من بوابة تكريم مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس ويعمل وزير الداخلية السّابق حتى الآن، على إعادة توحيد ولملمة صفوف المستقبليين وجمعهم بخطابه السياسي الذي يلقى تأييدًا في هذا الشارع.

أمّا القوات، فوجدت في​ نائبها جورج عقيص، فرصةً ذهبيةً لاستقطاب العشرات من الاكاديميين والمحامين الذين يُجاهِرون بتأييدهم للنائب الزحلي ولحركته السياسيّة وعمله النيابي بقاعًا، ويعتبرونه من المقرّبين جدًا اليهم ويمثّل صوتهم بعدما عجزوا عن العثور على من يسمعهم أو من يشكون اليه واقعهم.

هذا التشتّت، وصل أيضًا، الى مسامعِ وزير الاتصالات محمد شقير في زيارته​ الاخيرة الى البقاعين الاوسط والغربي، حيث وصل اليه في كلّ محطاته، غضب الشّارع من جرّاء الخطاب السياسي، فما كان من شقير الّا أن حاول الوقوف في مركز المدافع، ولكنّه لم يشفِ غليل جمهور المستقبل الذي ركّز مطالبه على موضوع الخطاب والخدمات التي باتت شبه نادرة في أجندة التيار الأزرق.

سامر الحسيني - ليبانون ديبايت

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى