الصواريخ الدقيقة هاجس إسرائيلي حقيقي!

الصواريخ الدقيقة هاجس إسرائيلي حقيقي!
الصواريخ الدقيقة هاجس إسرائيلي حقيقي!

رفعت إسرائيل ما تسميه مشروع الصواريخ الدقيقة لـ"حزب الله" إلى المرتبة الثانية في سلم أولوياتها الأمنية، بعد البرنامج النووي الإيراني، وقبل الطموحات التوسعية لطهران في المنطقة. وليست عملياتها الأخيرة في العراق وسوريا ولبنان إلا دليلاً على توسيع أهدافها سعياً وراء هذا المشروع.

فمنذ سنوات، تقول إسرائيل إن تزويد إيران "حزب الله" صواريخ دقيقة وإقامتها موقع إنتاج لمثل هذه الأسلحة في لبنان، هما خط أحمر، بذريعة أنها تساعد في تعزيز القدرات الصاروخية للحزب. ومع أن تقارير استخبارية إسرائيلية وأميركية أشارت مراراً إلى وصول مثل هذه الاسلحة والتقنيات إلى لبنان، تارة عبر مطار بيروت، وطوراً براً من سوريا، ومع أن نتنياهو ادعى مراراً أن "حزب الله" يطور مصانع صواريخ في لبنان، بما في ذلك جنوب بيروت، لم تتحرك اسرائيل عسكرياً واكتفت بتهديدات لم يأخذها لبنان على محمل الجد، لكون المسؤولين الاسرائيليين دأبوا على توجيه الاتهامات الى الحزب في كل مناسبة.

لكنّ الأمر تغيّر على ما يبدو، وانتقلت اسرائيل من التهديد الى تثبيت خطها الأحمر. فقد كشفت المعلومات التي نقلتها صحيفة "التايمس" البريطانية أن العملية الاسرائيلية بطائرتين مسيرتين في الضاحية استهدفت آلات دفع عالية الجودة تستخدم في صواريخ موجهة بدقة. وتقدر اسرائيل حجم الترسانة الصاروخية لإيران بأكثر من 100 ألف صاروخ، وتقول إن عدداً قليلاً منها، ربما عشرات، موجه بدقة، وتعتقد أن طهران تساعد الحزب على تحديث هذه الترسانة لتحدي إسرائيل عسكرياً.

وعكست الغارات الاسرائيلية على سوريا اقتناعاً بأن "الحرس الثوري" الايراني استخدم قواعد في سوريا لمساعدة الحزب على صنع مثل هذه الصواريخ. وتعتقد اسرائيل أن الغارات الاسرائيلية قوضت تلك الجهود، لذلك نقلت ايران جهودها لهذه الغاية الى داخل لبنان. وفي تقريرها، أوضحت "التايمس" أن "خلاطاً" استهدفته الطائرتان المسيرتان في الضاحية الجنوبية هو أحد الأجزاء الرئيسية للتكنولوجيا الدقيقة لهذه الصواريخ، وهو مصنوع في إيران.

ومع أن إسرائيل لم تتبن علناً عملية الطائرتين المسيرتين، بدا المعلقون الاسرائيليون بعد الاشتباك الحدودي الأحد واثقين من أن عملية الضاحية ستتكرر، وأن ايران و"حزب الله" يعجلان في مشروع الصواريخ الدقيقة في هذه الفترة ويبذلان جهداً كبيراً فيه.

ويتوقع معلقون اسرائيلون أن تضطر الحكومة الاسرائيلية التي سوف تنبثق من الانتخابات المقررة في أيلول إلى مواجهة هذا التهديد الذي يعتبرونه الأخطر على دولة إسرائيل، بعد الوضع الذي ستواجهه اذا حصلت إيران على سلاح نووي.

وبوجود تيار قوي داخل الادارة الاميركية يضغط من أجل نزع سلاح "حزب الله"، ويحاول ربط المساعدات للجيش اللبناني بتقدم في هذا المجال، تأمل إسرائيل في أن يدفع الضغط الدولي نصرالله والإيرانيين إلى وقف مشروع تحويل الصواريخ إلى صواريخ دقيقة وتجميده. ويبدو أنها باتت مستعدة أكثر من ذي قبل للتدخل عسكرياً لتحقيق ذلك "سواء أحبّ نصرالله و(قاسم) سليماني ذلك أم لم يحباه" على حدّ تعبير المعلق العسكري في "معاريف" بن يشائي.

موناليزا فريحة - النهار

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى