"ثورة محرومين" أمام السفارة الكندية!

"ثورة محرومين" أمام السفارة الكندية!
"ثورة محرومين" أمام السفارة الكندية!

بينما ينشغل البلد بترقب احتمالات الحرب مع اسرائيل، والعقوبات الأميركية التي بدأت تطال المصارف بشكل مباشر، انشدّت الأنظار يوم الجمعة 30 آب إلى مشهدٍ صادم، وكأن طبول الحرب قد قُرعت في لبنان. ففي جلّ الديب، أمام السفارة الكندية، تجمهر نحو 150 شابًا طرابلسيًا مطالبين بفتح باب الهجرة أمامهم إلى كندا.

للوهلة الأولى، بدا المشهد سرياليًا، وتحول لمادة "سخرية" على صفحات التواصل الاجتماعي لدى البعض، ووجد فيه البعض الآخر انعكاسًا صريحًا لحجم المحن والإذلالات التي يعيشها اللبنانيون في "بلاد الأرز"!

كان المعتصمون جديّون، وبذلوا قصارى جهدهم لبلوغ هدفهم، فتكبدوا التكاليف وتجمهروا سويًا في ساحة عبد الحميد كرامي (النور) في طرابلس، للانطلاق إلى وجهتهم. فكيف "ابتدعوا" هذه الفكرة للتعبير عن معاناتهم؟

لإحراج الدولة أمام العالم
المهندس أحمد عبيد، وهو واحد من مؤسسي الحراك المطلبي في طرابلس "ثورة المحرومين"، وسبق أن جرى اعتقاله إثر الاعتراضات الشعبية في الشارع على إنشاء مطمر في جبل تربل، يشير في حديث لـ"المدن"، أنّ هؤلاء  الشباب أتوا واجتمعوا سويًا من حراكات مدنية مختلفة، بعد أن يأسوا من محاولات رفع الظلم عنهم وعن جميع المحرومين، والتصدي لمشروع تحويل الشمال إلى مطامر للنفايات. فـ"المعركة ما زالت مستمرة، ونحن في عهد وحكومة لا يهتمان ببيئتنا وصحتنا ولا يحترمان الإنسان".

وعن فكرة الهجرة إلى كندا، يشرح عبيد أنّهم بعد التشاور وجدوا أن طلب الهجرة الجماعية يحمل رسالةً أكبر وصدى أمام الدولة اللبنانية والمجتمع الدولي. وقد "نزلنا إلى السفارة الكندية طلبًا للهجرة الجماعية، من أجل إحراج الجمهورية اللبنانية والحكومة أمام المجتمع الدولي، ومن أجل وقف تقديم المساعدات إليها والقروض لأنها غير صالحة للائتمان على شيء. وفيما الناس كفرت من فقرها، نطالب أن نعيش في دولة تحترم الإنسان ولا تهينه، وقد كنّا حضاريين في رفع صوتنا، وكان هناك تنسيق مع موظف من السفارة من أجل أخذ طلبات هجرتنا".

في البدء، "كنا نحو 60 فردًا وحسب، ثمّ تفاجأنا أن هناك 9 باصات على متن كل منها نحو 30 فردًا وعدد من السيارات استعدت للانطلاق معنا من طرابلس إلى السفارة الكندية".

ممثلة السفارة
وعن الخطوة المقبلة، يشير عبيد أنّه بعد مقابلة ممثلة السفيرة، طلبت منا أن يأتي كلّ شخص ويقدم الطلب فرديًا، ويذكر أنه كان في الاعتصام. وبعد أن نقوم بتجميع الطلبات، سنرفع عريضة كاملة تحت شعار "بدنا نعيش بكرامة مع أولادنا". يضيف: "ندرك أن الأمر لن ينتهي بين ليلة وضحاها، ونحن سنمضي بخطواتنا من دون تراجع، رغم أننا لا نتلقى أيّ دعم من أحد".

هذا، وكانت ممثلة من السفارة التقت المعتصمين، وطلبت منهم "رفع كتاب رسمي بمطالبهم إلى السفارة"، مؤكدة أن "كندا تحترم حرية التعبير وحرية التجمع"، وشكرت المنظمين والقوى الأمنية محافظتهم على سلمية الاحتجاج. كذلك، أشارت أن "السفارة لا تقبل طلبات مباشرة للهجرة، إنما يمكن الدخول إلى موقعها الالكتروني للاطلاع على كل المعلومات المتعلقة بالهجرة إلى كندا، إضافة إلى معلومات تحمي الناس من عمليات الاحتيال والتزوير التي يتعرضون لها"، مؤكدة "أن السفارة لم تطلب مرة من أحد إيداع أموال في حساب ولا نقل أموال عبر شركات تحويل أموال خاصة".

يُذكر أن مجموعة ناشطين نظمت في مطلع آب اعتصاماً لمئات الفلسطينيين أمام السفارة الكندية طلباً للهجرة واحتجاجاً على سياسات التمييز التي تمارسها الدولة اللبنانية بحقهم.  

جنى الدهيبي - المدن

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى