“الطائرة التي سقطت في منطقة معوض في الضاحية الجنوبية ليست لتصوير الأعراس”، هذا ما أكده الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله خلال كلمته أمس، في وقت أفادت معلومات بأنّ طائرة الاستطلاع التي ظهرت في الصور هي من نوع “M600″، ويمكن أن تستخدمها الجيوش لأهداف عسكرية معينة، لكن تقنياً، ما هي صلاحيات هذه الطائرة؟
تُعد “Matrice 600) “M600) منصة طيران جديدة لشركة “DJI”، مصممة للتصوير الفوتوغرافي الجوي والتطبيقات الصناعية، ويمكن لأي شخص الحصول على هذا المنتج التجاري بما يقارب 5000 دولار. كذلك، يمكن أن يستعملها كل من يعمل في مجال “Audiovisuel”، لتصوير فيلم سينمائي.
وفي هذا السياق، حاورت “نداء الوطن” خبيراً في طائرات “الدرون”، فكشف عن أنّ “لهذه الطائرة العديد من الإستخدامات، ويمكن أن يستعملها الجيش أو الدفاع المدني أو حتّى الطوبوغرافي… وبشكل أوضح تُستخدم كما تُجهز، فيمكن تجهيزها بكاميرا حرارية للتصوير ليلاً، أو بكاميرا يمكن تكبيرها بالـ”زوم” 30 مرّة وغيرهما… شرط ألا تتعدى حمولتها الـ 5 او7 كيلوغرامات”.
تبث “M600” الصور التي تلتقطها مباشرةً ويمكن التحكم بها بطريقتين، وبحسب الخبير فإنّ الطراز غير المتطور منها “يمكن تشغيله عبر جهاز التحكم عن بُعد وعن مسافة لا تتخطى الـ4 كيلومترات، (أقصى ارتفاعها: 2500 متر، وسرعتها القصوى 18 متراً في الثانية) شرط أن تكون في مجال رؤية حامل الجهاز، ومن الصعب التحكم بحركتها إذا كانت تحلق بين الأبنية أو أسلاك الكهرباء، لا سيما وأنّ من يتحكم بها يحتاج إلى ضمان نقاوة الإرسال الذي يلتقطه “الانتان” لنجاح عمليته. أمّا الطريقة الثانية فتقتضي تحليقها من دون التحكم بها بأي جهاز تحكم، عبر نظام يعرف بالـ”ground station”، حيث ترسل الطائرة الى نقطة معينة محددة مسبقاً بواسطة الـ”GPS”، وفي هذه الحالة يمكن أن تتخطى الـ 40 كيلومتراً”.
ترتبط مدّة طيران “M600” بثقل حمولتها ولا يمكن أن تتعدى الـ 40 دقيقة، ويوضح الخبير أنّ “أفضل أنواع البطاريات تصنعها شركة “DJI”، تسمح بطيران الطائرة ما بين 18 و20 دقيقة إذا كانت حمولتها نحو 5 كيلوغرامات، أمّا إذا كانت خالية من أي حمولة فتحلق 40 دقيقة كحد أقصى، وبالطبع لم تكن طائرة أمس خالية. ويمكن أن تكون معدّلة، ولكن من يعمل في هذا الاختصاص يعلم أنّ البطاريات المتطورة الموجودة بين أيدينا حتّى اليوم، لا تسمح بتخطي الـ 18 أو الـ 40 دقيقة. وبعد انتهاء شحن البطاريات تهبط الطائرة تلقائياً بما يعرف بالـ”Auto Landing”، مع الاشارة الى أنّ كلما ارتفعت قوة البطاريات، ارتفع معها وزنها، وبالتالي تقلصت مدّة طيرانها”.
نظرياً، ولو سلمنا جدلاً بأن الطرّاد الإسرائيلي أطلق هذه الطائرة الى منطقة معوض، لكانت رادارات الجيش اللبناني ستكتشفها حتماً، في وقت لم يذكر البيان الذي صدر عن قيادة الجيش أي شيء عن هذا الموضوع، حتّى الآن. ويؤكد المجال العلمي أنّ طيران “M600” من إسرائيل حتّى الضاحية الجنوبية… عملية مستحيلة. إذاً من أين انطلقت ومن أطلقها؟ يبقى هذا السؤال الذي لا يزال بلا إجابة حتى الساعة.
جنى جبّور - نداء الوطن