لا تقتصر قضية شركة السياحة والسفر نيو بلازا تورز New plaza tours على عدم الوفاء بالتزاماتها تجاه زبائنها من المسافرين، بل تتعداها إلى عملية احتيال مدروسة واختلاس مخطط له منذ أشهر، وقع ضحيته مئات المواطنين، وربما الآلاف، وعدد كبير من وكالات السياحة والسفر وشركة طيران الشرق الأوسط MEA وكذلك وزارة المال، أي الدولة اللبنانية.
صاحب شركة New plaza tours فواز فواز، المقرّب من أحد نواب حزب الله، فرّ يوم أمس الخميس إلى جهة مجهولة، تاركاً وراءه مئات وآلاف المسافرين على قارعة شوارع اسطنبول ومرمريس وأنطاليا وجورجيا وغيرها من المدن. إلا أن الصفقة الكبرى لفواز ترتبط باختلاسه ملايين الدولارات على مراحل عدّة، خلال الأشهر الماضية، وتمريرها إلى خارج لبنان تمهيداً لهروبه.
اختلاسات فواز فواز
تتراكم الديون على شركة New plaza tours بالملايين وتعود إلى السنوات الثلاث الماضية، إلا أن بعضها يطرح علامات استفهام حول سبب السكوت عن ملاحقة صاحب الشركة، أو أقله عدم السعي لتحصيل الأموال من شركته. ووفق مصادر موثوقة لـ"المدن" فإن فواز فواز يدين لشركة طيران الشرق الأوسط (الميدل إيست) بمبلغ 2 مليون دولار. ولطالما تخلّف عن سداد مستحقات الشركة. ولا زالت القضية عالقة بين الطرفين أمام القضاء. كما أن على فواز فواز مستحقات لصالح وزارة المال، بدل رسوم مغادرة عن المسافرين عبر شركته بقيمة 4 مليارات ليرة، متراكمة على مر السنوات الأخيرة، ويتهرّب من سدادها.
ليس هذا وحسب، فواز فواز وفق أحد المصادر، اختلس منذ قرابة الشهر ونصف الشهر من المدعو خ.م. وهو صاحب واحدة من كبرى وكالات السفر مبلغ متراكم يقارب 8 مليون دولار، ووقعت مشاكل بين الطرفين، انتهت يوم الخميس بهروب فواز.
فواز، وحسب مقرّب من مؤسسته، عمد إلى طرح عروضات مغرية جداً منذ بداية الموسم (packages)، حتى أن الحزم السياحية كانت في كثير من الأحيان تقل تكلفتها عن التكلفة الحقيقية بنسبة 40 في المئة، وتقل عن باقي وكالات السفر بأكثر من 50 في المئة، إلا أنه كان يعتمدها عن طريق تراكم الديون للوكالات التي يتعامل معها وللميدل إيست ووزارة المال. وكان لافتاً خلال الشهر الأخير تسويق شركة New plaza tours لعرض يتضمّن تذكرة سفر مجانية مع كل تذكرة مدفوعة.
عروض شركة New plaza tours لطالما لفتت نظر "أبناء الكار". إذ كانت كفيلة بخفض مبيعات كبرى وكالات السفر، وكان لافتاً أيضاً أن مبيعات وعروض New plaza tours تجاوزت حدود التنافسية. ولطالما اعتمدت أسلوب الغش مع زبائنها، لاسيما خلال الاشهر الأخيرة. بمعنى أنها لم تلتزم غالباً بالشروط الدقيقة للعرض المقدّم، لجهة مستوى الفندق والجولات السياحية وغيرها.
الشركات المخالفة
عملية احتيال فواز فواز تطرح ملف قانونية شركات السفر والسياحة وآلية الرقابة عليها. وهنا يجدد نقيب السياحة والسفر، جان عبّود، في حديث إلى "المدن"، تحذيره للمواطنين من التنبّه إلى قانونية الشركات التي يتعامل معها، كاشفاً عن وجود 213 شركة سياحية فقط عضواً في أياتا (الاتحاد الدولي للنقل الجوي)، ومرخّصة من وزارة السياحة اللبنانية، ومنضمة إلى نقابة وكالات السياحة والسفر. في مقابل قرابة 700 وكالة سياحية، غالبيتها غير مرخّصة وجميعها غير منضمة إلى أياتا.
وإذ يؤكد عبّود أن مخالفات شركة New plaza tours واحتيالاتها المالية كانت معروفة ومكشوفة من قبل الإدارات اللبنانية والسياسيين، يجدّد تذكيره للمواطنين بضرورة التعامل مع الوكالات النقابية المرخص لها من قبل وزارة السياحة، لمصداقيتها العالية في تأمين الخدمات السياحية، وفق القوانين المرعية ووفق مبادئ المنظمة العالمية للنقل الجوي.
ماذا عن العالقين؟
أما بالنسبة إلى العالقين في عدد من المدن التركية والأوروبية، فتتوالى الاجتماعات بين مديرية الطيران المدني في المطار وبين وكالات السفر التي اشترت مقاعد مسافريها من New plaza tours، بهدف معالجة آلية إعادة اللبنانيين، الذين تعرّضوا للإحتيال على يد الشركة، لاسيما أن ضرب الإحتيال طال مئات المسافرين ونحو 20 وكالة سفر.
يذكر أن أربع رحلات طيران كان مرتقب انطلاقها يوم الخميس تم تعليقها لارتباطها بشركة New plaza tours، كما تم تحذير ركاب إحدى الطائرات بعد صعودهم إلى الطائرة باحتمال أن تكون حجوزاتهم في الخارج وهمية، وذلك بعد هروب فواز فواز، فاختار 10 ركاب فقط النزول من الطائرة وإلغاء السفر فيما تابع نحو 162 راكباً رحلتهم.
عزة الحاج حسن - المدن