دفع الشاب حسين فشيخ حياته ضريبة الهجرة بحثاً غن لقمة عيش كريمة ومستقبل أفضل، وذلك بعد ان دفعت به شهامته قبل يومين الى انقاذ زميلين له ليغرق هو في نهر كوناكري في دولة غينيا الواقعة غرب إفريقيا.
ساعات طويلة من انتظار عائلة فشيخ ومعارفه لمعرفة مصير الشاب حتى كانت الصدمة اليوم باعلان الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير أنه تبلّغ رسميًّا من السلطات الغينية العثور على جثة فشيخ. ليقطع خيط الأمل البسيط بامكانية العثور عليه حياً، وليعم الحزن البلدة التي توافد أهلها والجوار إلى منزل عائلة فشيخ من أجل تقديم التعازي، كما بدأ أقرباؤه وأصدقاؤه بنعيه على وسائل التواصل الإجتماعي.
قبل سنتين سافر ابن بلدة بطرماز في الضنيه إلى غينيا للعمل في إحدى الشركات في مجال التكييف والتبريد والتدفئة، قبل ان يعود منذ نحو ثلاثة اشهر الى وطنه حيث احتفل بخطوبته ليعاود السفر من الجديد ويصل خبر غرقه عندما هم لانقاذ زميليه في العمل. وليضج لبنان بخبر فقدانه في النهر حيث ظهر كم ان محبته غرست في قلوب الناس، الجميع دعا له بالعودة سالما الى حضن عائلته، متذكرين صفاته الحميدة، فهو الشهم،صاحب النخوة والشجاع.
وفي آخر منشور له عبر "فايسبوك"، كتب حسين: "في يوم عرفة، فليسامح كل منا الآخر وليبدأ كل منا بفتح صفحة جديدة مع الآخرين، والله إنّها أفضل الأوقات للمسامحة ولإعادة النظر بكلّ تفاصيل الحياة... لا تنسونا من صالح دعائكم"... ساعات قليلة ويحين موعد زفاف العريس الى مثواه الاخير... رحل الشاب العشريني بعدما خلّد قصة شهامته وشجاعته لتبقى عبرة وذكرى.