حسنا فعل رئيس الجمهورية ميشال عون من خلال تسريباته عبر "النهار" البارحة بالكشف عن دوره الفعلي في مؤامرة قبرشمون، فضلا عن موقعه الفعلي على الخريطة السياسية اللبنانية، في وقت يفترض فيه كرئيس للجمهورية ان يكون فوق الخلافات والنزاعات، والأهم ان يكون حكما بين اللبنانيين، وحكيما في المسائل الحساسة في البلد.
نقول حسنا فعل لانه أكد بما لا يقبل أي شك ما كان كثيرون يحذرون منه قبلا، ان رئيس الجمهورية في لبنان هو بالافعال والسلوكيات جزء أساسي من الازمة الكبرى التي يعيشها لبنان، لا بل انه طرف في حرب يشنها "حزب الله" من المقعد الخلفي لضرب وليد جنبلاط، ومن خلاله ضرب ما تبقى من ممانعة استقلالية سيادية في البلد. كما أكد كما سبق أن قلنا مرارا وتكرارا هنا، ان لبنان دخل منذ الحادي والعشرين من تشرين الأول ٢٠١٦ عصرا يستكمل فيه "حزب الله" السيطرة على لبنان، على مختلف المستويات، من الامن الى السياسة فالاقتصاد والمال، وذلك مع وصول رئيس للجمهورية، مثّل ويمثل غطاء مثاليا له وهو المنخرط انخراطا تاما في محور ذي امتدادات إقليمية، قيادتها في قلب طهران.
لقد بات واضحا اننا نعيش هذه الأيام في مرحلة شبيهة بمرحلة ٢٠٠٤ خلال معركة التمديد، والتي أدت في ما أدت الى انتقال الاستهداف السياسي للفريق الاستقلالي السيادي الذي مثله كل من رفيق الحريري، والبطريرك صفير، ووليد جنبلاط، الى استهداف أمني بدأ بمحاولة اغتيال مروان حماده في الأول من تشرين الأول ٢٠٠٤، وبلغ الذروة مع اغتيال رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط ٢٠٠٥، لتكرّ بعد ذلك سبحة الاغتيالات التي نعرف ويعرف القاصي والداني من كان يقف خلفها. اننا اليوم امام محطة مفصلية لا تقل خطورة عن محطة ٢٠٠٤.
لقد باتت الصورة واضحة من خلال الكمين السياسي – الأمني الذي نصبه فريق سياسي يقوده "حزب الله" في الجبل، والذي يراد منه استكمال محاصرة وليد جنبلاط، وصولا الى شن حرب إلغاء ضده، وعبره ضد ما تبقى من ممانعة استقلالية سيادية في البلاد. انها حرب لا تشن ضد جنبلاط وحده وانما تشن من خلاله ضد كل حر في لبنان، في ظل مرحلة تجميع الأوراق الإقليمية، وتصفية الحسابات المحلية القديمة، وتستخدم فيها أسلحة القضاء، والامن الرسمي المستتبع.
بناء على ما سبق، نقول إن حماية وليد جنبلاط واجب وطني، والوقوف بوجه الفاشيستية المذهبية، ومعها الفاشيستية العنصرية المتهافتة على المكاسب السلطة بوجوهها كافة واجب أخلاقي. فوليد جنبلاط يمثل اليوم رمزا لكل حر في لبنان مستهدف ليس من الوصاية الجديدة، وانما من القوى التابعة لها على مختلف المستويات.
وبناء على ما سبق، نقول انه صار لزاما إعادة تشكيل جبهة وطنية استقلالية لمنع ابتلاع ما تبقى من لبنان!
علي حمادة - النهار