أدت الغارات الاسرائيلية ليل أمس على ريفي دمشق وحمص إلى مقتل 15 شخصاً بينهم ٦ مدنيين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان وإصابة 21 آخرين على الأقل.
وكانت طائرات حربية إسرائيلية أطلقت صواريخ مستهدفة مواقع عسكرية سورية في حمص ومحيط دمشق بحسب ما أعلن النظام السوري ليل الاحد الاثنين.
من جهتها أشارت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في تقرير نشرته، أمس، إلى أن الغارات التي يعتقد أن تل أبيب نفذتها على مواقع في محيط دمشق وحمص الليلة الماضية، كانت من أكبر الهجمات الإسرائيلية على سوريا في السنوات الأخيرة، لا سيما من حيث حصيلة الضحايا البشرية.
ونقلت الصحيفة عن إعلاميين في دمشق تأكيدهم أن الغارات استهدفت الليلة الماضية مواقع مختلفة تعد على صلة بإيران، بالإضافة إلى مستودع أسلحة عند الحدود السورية اللبنانية.
واعتبرت الصحيفة أن المواقع الجغرافية للأهداف التي ضربتها الغارات الإسرائيلية قد تسلط الضوء على الهدف الحقيقي لهذه الضربات، أي «استهداف ما يبدو سلسلة لوجيستية تستخدم لإمداد (حزب الله) بالأسلحة المتطورة وتربط إيران بلبنان عبر سوريا».
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى توقيت الغارات الأخيرة، إذ جاءت قبيل ورود أنباء عن تجاوز إيران للمخزون المسموح به حسب الاتفاق النووي من مادة اليورانيوم، علاوة على التوترات في الخليج، وبعد الاجتماع الثلاثي الذي عقد مؤخرا في القدس بين مستشاري الأمن القومي الإسرائيلي والأمريكي والروسي.
وأكد سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيقولاي باتروشيف، في هذا الاجتماع أن موسكو ترى في إيران حليفا لها في سوريا، غير أن الصحيفة أشارت إلى أن منظومات «إس-300» التي زودت بها روسيا الجيش السوري في الخريف الماضي لم تستخدم الليلة الماضية في التصدي للغارات الإسرائيلية.
من جهة أخرى أعلن مسؤولون في شمال قبرص أمس أن انفجارا سببه على الأرجح صاروخ روسي الصنع أطلق من سوريا، انفجر ليلاً في منطقة واقعة على بعد عشرات الكيلومترات من نيقوسيا عاصمة جزيرة قبرص المقسّمة بعدما أخطأ هدفه.
وبعد ترجيحها فرضيات عديدة منها أن الانفجار سببه سقوط طائرة مسيرة، أكدت سلطات «جمهورية شمال قبرص التركية» غير المعترف بها دوليًا أن سبب الانفجار على الأرجح هو صاروخ روسي.
وأفاد «وزير» خارجية شمال قبرص قدرت أوزارساي عبر «تويتر» أنه «بناء على الاستنتاجات الأولية، سقط صاروخ روسي الصنع، أطلق من منظومة دفاع جوي تم تفعيلها خلال قصف جوي على سوريا، على بلدنا مساء أمس (الأحد)».
وأضاف أن العلامات التي عثر عليها على الشظايا هي ذاتها التي كانت على صاروخ من طراز «إس-200» سقط في تركيا في تموز 2018. و»إس-200» هو نظام دفاع جوي من صناعة روسية.
على صعيد آخر أكدت واشنطن أنها استهدفت الأحد اجتماعاً لقياديين من تنظيم مرتبط بـ»القاعدة» في شمال غرب سوريا ما تسبب بمقتل عدد منهم، في ضربة هي الأولى للولايات المتحدة في هذه المنطقة منذ أكثر من عامين.
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية في بيان ليل الأحد الإثنين شنّ غارة ضد «قيادة تنظيم القاعدة في سوريا استهدفت منشأة تدريب قرب محافظة حلب» شمالاً.
واستهدفت العملية، وفق البيان، «عناصر من تنظيم القاعدة في سوريا مسؤولين عن التخطيط لهجمات خارجية تهدد مواطنين أميركيين وشركاءنا ومدنيين أبرياء».
واستهدفت القوات الأميركية، التي تقود أيضاً التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، مراراً قياديين جهاديين في منطقة إدلب في شمال غرب البلاد.
إلا أن وتيرة ذلك تراجعت بشكل كبير منذ عام 2017، لتتركز ضرباتها على مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، قبل أن تتمكن قوات سوريا الديموقراطية من القضاء عليه العام الحالي.
وكان المرصد السوري أفاد مساء الأحد عن مقتل ثمانية عناصر، بينهم ستة قياديين، في تنظيم «حراس الدين» المرتبط بـ»القاعدة»، في قصف صاروخي استهدفهم في ريف حلب الغربي.
والقياديون الستة هم اثنان تونسيان واثنان جزائريان ومصري وسوري.
وأعلن تنظيم «حراس الدين» في بيان على حساب له على تلغرام استهداف «المعهد الشرعي» التابع له في ريف حلب الغربي ما أسفر عن مقتل «ثلة من الإخوة المجاهدين»، نافياً أن يكون القصف استهدف معسكر تدريب.
المصدر: اللواء