نجحت المساعي بالواسطة في احتواء "الحرب" الكلامية التي نشبت بين الحزب التقدمي الاشتراكي و"تيار المستقبل"، واتفق الجانبان بعد تهشيم اصابهما، على ان العلاقة بينهما تحتاج الى مراجعة عميقة. وعلمت "النهار" ان الخط الساخن الذي دخل عليه الرئيس نبيه بري، فتح بين الوزير وائل أبوفاعور والوزير السابق غطاس خوري، وأدى التواصل بينهما الى ضبط جزئي للردود والردود المقابلة، وعمل كل جانب على ضبط صفوفه بعد تبادل التهم والكلمات التي تجاوزت الحدود المتعارف عليها. وغرد رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط: "أتوجه الى جميع الرفاق والمناصرين مطالبا بعدم الوقوع في فخ السجالات والردود العلنية مع تيار المستقبل".
وكان أبوفاعور أكد "ان العلاقة مع تيار المستقبل ليست على ما يرام، لدينا رؤية نقدية ورأي اعتراضي على المسار السياسي الحالي، والمآل الطبيعي بالاستناد الى العلاقة التاريخية بين الطرفين ان يحصل نقاش وحوار بيننا وبين تيار المستقبل لتبيان الخيط الابيض من الخيط الأسود في طريقة التعاطي المستقبلية، خصوصاً ان الامر يتعلق بأساسيات نظامنا السياسي ومنها اتفاق الطائف". وقال ان "الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديموقراطي لديهما رأي اعتراضي حول ما سمي التسوية السياسية وما جرته حتى اللحظة على البلاد".
في المقابل، أفادت أوساط "المستقبل" انه "اذا كان هدف جنبلاط اعادة الحريري الى تموضعه مع حلفائه الاسبقين في 14 اذار، مع ما يستتبع ذلك من تخليه عن تحالفه مع الرئيس ميشال عون، فانه اعتمد الطريق الخطأ، ويرفض الاعتراف انه خسر الرهان، لان الرئيس الحريري عقد اتفاقاً مع رئيس الجمهورية لا عودة عنه، وهو لم يتنازل عن الاساسيات بعكس ما يحاول البعض تصويره".
وخلاف أمس لم يكن وليد ساعته، بل هو نتاج احتقان حاول أبوفاعور احتواءه الاسبوع ما قبل الماضي بلقاء مع الحريري لم يحصل بسبب تغريدات جنبلاطية استبقت الموعد. وقد احتدم الخلاف قبيل التعيينات الادارية المتوقع ان تبدأ بشائرها هذا الاسبوع، او ربما تأخرت بعد التوترات المتنقلة، خصوصا بعد اعلان الوزير السابق وئام وهاب ان ثلث المواقع التي تخص الطائفة الدرزية ستذهب اليه وحلفائه في قوى 8 اذار، وان زمن الاحادية والاحتكار ولى الى غير رجعة، في رسالة ضمنية الى جنبلاط.
و"الحصار على جنبلاط" في رأي مؤيديه، انطلق منذ مدة غير قصيرة، وترى أوساط تحالف قوى 14 اذار السابق ان تدميراً ممنهجاً يصيب اطرافه من الاشتراكي الى "القوات" والكتائب، وان العملية تتم بعزلها عن "تيار المستقبل" بعدما "أخذ" الى مكان اخر بعيد. وهذا الامر ساهم في اضعاف تلك القوى واستفرادها. وقد ظهر هذا الخطاب في تغريدات المؤيدين أمس، فذكر كثيرون بدور وليد جنبلاط في "انتفاضة الاستقلال" عام 2005، فيما رد مستقبليون بانه لا ضرورة للتذكير الدائم، خصوصاً ان التيار الازرق "لم يقصر" مع زعيم الاشتراكي.
ومن التغريدات التي اطلقت أمس:
غرد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري: "مشكلتكم يا اخواننا في الحزب التقدمي الاشتراكي مش عارفين شو بدكم لما تعرفوا خبروني".
وعلق رئيس "حزب التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب: "يا شيخ سعد الوحيد إلي كان يعرف شو بدو وليد بك كان أبوك الله يرحمو كان عندو الدوا هلق المشكلة الدوا مقطوع من السوق والكل طفران بدك تتحمل".
وأعاد الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري، نشر تغريدة وهاب معبراً عن اعجابه بها.
وغرد النائب بلال عبدالله:"مشكلتنا معك دولة الرئيس للاسف،أننا نعرف ونعلم ماذا تريد وبماذا تفرط،خاصة بشيء ليس ملكك،وكيف تجاهد كل يوم لاضعاف بيئتك بحجة حماية الوطن، بينما الحقيقة في مكان آخر".
و رد عليه عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب محمد الحجار: "عزيزي بلال الرئيس الحريري ما بفرط بحقوق حدا ولا بيقلب ألف قلبة وببيع الحلفا عكل كوع ومفرق. مشكلة دولته معكن انو عزز بيئته ما عدتو قادرين تبيعو عضهرها وتتاجرو وتبتزو باسم العلاقة معه ومعها. وخبر رفيقك رامي الريس انو عنا رئيس حكومة معبي مركزه بس ما عاد قادر يعبي جيوب تعودت عالغرف".
وغرد مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريّس رداً على الحريري: "بدنا رئيس حكومة".
المصدر: النهاء