"في برجا يتداول المعنيون بأرقام مخيفة! أرقام لا يمكن السكوت عنها في تعاطي المخدرات على أنواعها. العدد يناهز السبعمئة! ولا شك أن العدد في ازدياد طالما انّ الدولة غائبة وربما بعض المتنفّذون فيها متواطئون! عصابات المروجين والتجار تسرح وتمرح في بلدتنا والقوى الأمنية على اختلاف قطاعاتها غائبة أو هي تغضّ الطرف عنها."
هذه كانت عناوين خطبة الجمعة في جامع برجا الكبير للشيخ جمال بشاشة الذي أطلق صرخته بإسم الأسر المحطّمة، الآباء الحائرين العاجزين، الأمهات البائسات، والزوجات الضائعات بسبب ضياع أزواجهن، هي نكبة وفتنة وسرطان قاتل فتك بالشباب وحاصرهم بالأمراض والبلاء.
أمّا حملات التوعية ضد الإدمان، ولقاءات تحمل شعارات "برجا تتحدى المخدرات"، لا تغيب عن البلدة، فالبلدية والأندية والجمعيات مجتمعة تسعى الى مكافحة هذه الآفة على طريقتها، فهل تكفي جهودهم؟
الآفة منتشرة في كل إقليم الخروب وليس برجا فقط وبعاصير وكترمايا هي أوكار للمخدرات!
النائب د.بلال عبدالله قال لـ"اللواء" إن المخدرات هي آفة تجتاح لبنان كله بسبب تفلّت الحدود، والأخطر منه هو تصنيع بعضها في الداخل، أمّا التهويل الإعلامي عن أن برجا هي فقط وكر للمخدرات خاطىء جداً، وهو ليس محصوراً بها. وأضاف ان هذه الظاهرة منتشرة في كل إقليم الخروب وليس في برجا فقط، وعلى الأجهزة الأمنية ان تقوم بعملها بكشف كبار تجار المخدرات وليس الضحايا فقط، دون اي غطاء سياسي.
النائب د. محمد الحجار اعتبر في حديثه لـ"اللواء" بعد لقاء موّسع مع وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن، ضمّ فعاليات برجاوية من رئيس البلدية نشأت حمية، الى مخاتير وشيوخ ومسؤولي الأحزاب في البلدة، ان الأجهزة الأمنية تقوم بواجبها وستعمل على التشدد اكثر في هذه المسألة، لكن على الأجهزة القضائية أيضا ان لا تتراخى في التعاطي مع الموقوفين وتخلي سبيلهم بعد إلقاء القبض عليهم.
واكدت بعض المصادر لـ"اللواء" ان في بلدتي كترمايا وبعاصير، ينتشر مدمنو المخدرات بشكل أكبر من برجا. إنما الإنتفاضة التي قام بها أهالي المنطقة جعلت من البلدة في الواجهة خاصة بعد وفاة أحد الشبان بسبب جرعة زائدة، ومداهمة مكتب مكافحة المخدرات المركزي ومفرزة بيت الدين القضائية والمجموعة الخاصّة في وحدة الشرطة القضائية شقّة في برجا ضبط بداخلها كمية كبيرة من المخدرات عبارة عن: 4.300 غ. من حشيشة الكيف- 1000 حبة ترامال– 9.60 حبة كاريزول - 76 حبة اكستاسي - 13 عبوة كيناكيمو - 18 عبوة كيتامين - ميزان حساس واكياس لتوضيب المخدرات.
وفي هذا السياق، أشار مصدر أمني عن "ان الحديث عن 700 متعاطي غير صحيح، والرقم مبالغ به، واستخدم للتهويل فقط".
مطالبات ومناشدات للحكومة بالتدخل
الفعاليات البرجاوية مستنفرة تطالب رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن ونواب المنطقة بالتدخل فورا لايجاد حلول لهذه الآفة.
وخلال جولتنا في شوارع البلدة، سألنا عن آراء البرجاويين، فبعضهم طالب "بعدم السماح للغرباء بالسكن في المنطقة بشكل عشوائي وغير منظم، والقبض على كل مروج وحبسه وعدم اخلاء سبيله بحجة "حرام عندو عيلة.. ما لازم ينحبس".
كما إلتقينا بأحد الشبان الذي اعترف بتعاطيه للمخدرات علناً، وعبّر عن حقده على الطبقة السياسية التي اوصلته الى هذه الحالة قائلا: "انا بلا عمل ولدي عائلة واطفال، أنظروا الى حالتي!"
فيما يعتبر البعض الآخر ان "إيجاد فرص عمل للشباب وتحسين الوضع الإقتصادي والمعيشي لهم قد يخلصهم من هذه الظاهرة، فالأرقام المخيفة التي قيل عنها(700 متعاطي) يقابلها مئات وآلاف الشباب المتعلم والمثقف، لكن الفرص لم تسمح لهم ببناء مستقبل ووطن ومجتمع فاعل"، فكانت النتيجة هذه النبتة الخبيثة التي نمت في ربوع البلدة.
المصدر: اللواء