تُجمع التقارير العربية والدولية بأن حزب الله يمر بأزمة مالية خانقة، ويمكن تلمس هذا الأمر على أرض الواقع، من خلال تقليص النفقات في مؤسساته. وقد دفع هذا الوضع القاتم الحوثيين في اليمن للدعوة لدعم الحزب مالياً، وجمع التبرعات كنوعٍ من "رد المعروف"، على دعم الحزب لهم طوال السنوات الماضية.
مراسل "المنار"
والمفارق، أنه وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها اليمن، أطلق الحوثيون، حسب صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية الناطقة بالإنكليزية، حملة لدعم حزب الله مالياً، وذلك من خلال إذاعة محلية تُدعى "سام أف أم". وقد دعت الإذاعة مستمعيها يوم الجمعة 24 أيار 2019 إلى دعم من وصفتهم " بأسياد المجاهدين في هذا العالم، أنقى الناس، حزب الله"، والتبرع لحملة "من يمن الأيام لمقاومة لبنان"، خلال الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان.
الإذاعة المحلية يديرها عضو الهيئة الإعلامية للحوثيين حمود شرف الدين، وهو أيضاً يعمل كمذيع فيها. وقد قال شرف الدين عبر "سام اف ام" إن جهود جمع التبرعات، التي يبذلها مكتبه من أجل حزب الله "سيكون لها تأثير كبير في تعزيز محور المقاومة"، في إشارة إلى التحالف الذي تقوده طهران، والذي يشمل سوريا وحزب الله وحماس. وأضاف شرف الدين، الذي عمل أيضاً كمراسل لقناة المنار التابعة لحزب الله، بأن الحملة من أجل الحزب هي الأحدث في سلسلة من جمع التبرعات، التي دعا لها زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي.
"البريد اليمني"
في الأسبوع الماضي، قام شرف الدين بتوزيع بيان عبر وكالة "سبأ" التابعة للمتمردين الحوثيين، شكر من خلاله إذاعة "سام اف ام" على تبرعها بـ 30.3 مليون ريال يمني، أي ما يعادل 120 ألف دولار أميركي. وقالت وكالة "سبأ" للأنباء إنها تتوقع أن تجتذب عملية جمع المحطات الإذاعية المال لحزب الله، مشاركة واسعة من القطاعين العام والخاص "في ضوء المرحلة الحالية من محنة الحزب، في أعقاب العقوبات المالية التي فرضتها الولايات المتحدة".
وجه إعلان الإذاعة اليمنية، حسب الصحيفة، إلى مستمعي المحطة للتبرع لحساب تم إنشاؤه عبر "البريد اليمني" الخاضع لسيطرة الحوثيين، والذي يعلن عن خدمات تحويل الأموال بالإضافة إلى عمله البريدي. وقد استخدم الحوثيون "البريد اليمني" في الماضي لتسهيل أنشطتهم، بما في ذلك حملة لجمع التبرعات لدعم مؤسسة منافسة للبنك المركزي، بعد أن نقلت الحكومة اليمنية المُعترف بها دولياً في عهد عبدربه منصور هادي، البنك المركزي من صنعاء إلى عدن.
"رد الجميل"
يأتي هذا الدعم من الحوثيين كرد جميل بعد سنوات من دعم الحزب لهم سياسياً وعسكرياً وحتى مادياً. وقد أشار التحالف السعودي الإماراتي سابقاً إلى أن الأموال التي تصل إلى اليمن من إيران تمر عبر حزب الله، حين كان الحزب يقوم بتحويل المبالغ عبر شركات صرافة يمنية ولبنانية، وليس عبر البنوك، بأسماء إعلاميين وناشطين موجودين في بيروت.
نعيم قاسم وموقع أمازون
على صعيدٍ منفصل، أشار المراسل حاييم إيزيروفيتش في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بأن موقع "أمازون" الأميركي، وهو الموقع الأشهر عالمياً في مجال التسوق عبر الإنترنت، قام بحذف كتابٍ لنائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، بعد مطالبات من الصحيفة بحذفه.
بدأ إيزروفيتش بالتحقيق في الكتاب، بعد أن التقى منسق الأمم المتحدة الخاص بلبنان يان كوبيس مع قاسم، وأهداه الأخير11 كتاباً. وقد اكتشف مراسل معاريف أن أحد هذه الكتب على الأقل (حزب الله: قصة من الداخل) تم بيعه بواسطة عملاق الكتب "أمازون".
ووفقًا لإيزيروفيتش، يحتوي الكتاب على بيانات معادية للسامية ومعادية لإسرائيل، بما في ذلك تبرير للهجمات الفلسطينية ضد المدنيين الإسرائيليين، على أساس أن "الجنود يختبئون من المعركة، ويبحثون عن مأوى في القرى والبلدات خلف المدنيين". وقد استغل إيزيروفيتش هذه النقطة واتصل بالشركة الأميركية معتبراً أن الترويج للكتاب على موقع "أمازون"، والذي يسمح لقاسم بالربح على كل عملية بيع، يثير شكوكاً واضحة بانتهاك العقوبات والمساعدة في تمويل الإرهاب. وقررت الشركة بعد ذلك إزالة الكتاب على الفور من مواقع مبيعاتها في الولايات المتحدة وحول العالم. والآن، عندما ينقر أي شخص على عنوان الكتاب، سيتلقى رسالة مفادها "عذراً، لم نتمكن من العثور على هذه الصفحة".
المصدر: المدن