بعد سلسلة محاولات لإسترجاع رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين من سوريا، نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية نقلاً عن تقارير سورية، ان الرفات قد تم تسليمها، حيث اكدت ان الوفد الروسي الذي زار سوريا مؤخراً، غادر وهو يحمل تابوتاً يضم رفات كوهين، في حين لم تنفِ أي مؤسسة في إسرائيل، بشكل رسمي، ما ورد بشأن نقل رفات كوهين، حيث قال مراسل القناة الإسرائيلية الثانية، يارون أفراهام، إن النشر بشأن القضية لم يعد ممنوعاً في الوقت الحالي" وفق ما أشارت الصحيفة.
كوهين الذي عمل في مجال التجسس في الفترة 1961–1965 في سوريا، تنكر تحت اسم كمال أمين ثابت، وهو شخصية رجل أعمال سوري وهمي، زار سوريا عدة مرات سنة 1962، نجح في اختراق أعلى مستويات النظام السوري، حيث تمكن من نسج علاقات وثيقة مع التسلسل الهرمي السياسي والعسكري، وقد اعتبرت المعلومات التي حصل عليها مهمة جداً في احتلال اسرائيل لمرتفعات الجولان السورية في حرب 1967، وكانت عاملا هاما في نجاح إسرائيل في تلك الحرب، قبل ان تكتشف سلطات مكافحة التجسس السورية في نهاية المطاف امره، لتعتقله بعدها وتدينه بموجب القانون العسكري حيث حكمت عليه بالإعدام في 1965، لتفرض بعدها الطلبات والمساعي الاسرائيلية لتسليم رفاته.
ومؤخراً، قال جهاز الموساد الإسرائيلي إنه "تمكن في وقت سابق من استعادة ساعة جاسوس إسرائيلي أعدم في سوريا عام 1965".، ونقل في بيان عن رئيس الموساد يوسي كوهين قوله "هذا العام وفي ختام عملية، نجحنا في أن نحدد مكان الساعة التي كان إيلي كوهين يضعها في سوريا حتى يوم القبض عليه، وإعادتها إلى إسرائيل". وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الكولونيل جوناثان كونريكوس، استعادة إسرائيل لرفات جندي فقد منذ اجتياحها للبنان في صيف 1982". مشيراً إلى أن "رفات الجندي زخاري بوميل المولود في الولايات المتحدة والذي فقد منذ معركة السلطان يعقوب، بات في إسرائيل، من دون أن يكشف أي تفاصيل عن كيفية استعادة هذا الرفات".
في الوقت الذي يعذب فيه السوريون في المعتقلات حتى الموت، من دون ان تسلم جثث معظمهم الى عائلاتهم، حيث ان عشرات الالاف منها لم يعثر لها على أي أثر، ربما تم حرقها وتحولت إلى رماد، وفي وقت تنشر صور لجرافات النظام وهي تجرف جثث السوريين، بعد قتلها بدم بارد... سلّم نظام بشار رفات كوهين بعد أيام من توقيع ترامب قرار الاعتراف بسيادة الاحتلال على الجولان، والغارة الإسرائيلية على محيط مطار حلب، ليكشف عن عمق التنسيق الإسرائيلي الروسي مع النظام السوري، في ظل حالة الانحدار والانحطاط التي يتعامل بها المحتل الروسي والإسرائيلي مع بشار، وان كان النظام السوري واجهة لمفاوض آخر يقبع في ايران و يقدم التنازلات ليحفظ رأسه، فمخطىء من يظن ان الاسد يملك هذا الهامش من التحرك في ملف تسليم الرفات الإسرائيلية.
سقطت كل أوراق التوت عن بشار الذي ورث عن أبيه وظيفة العميل، وكذلك سقطت عن "حزب الله" الذي يدعي ان وجوده لمحاربة اسرائيل واستعادة فلسطين والقدس، وفي ذات الوقت يستبسل في الدفاع عن حليف اسرائيل، وبعد تسليم الرفات يطرح السؤال هل سيتخذ حزب "الممانعة" وضعية الميت حين يتم نشر صور تسليم كوهين الى إسرائيل تماما كما فعل عند تسليم رفاة الجندي الاسرائيلي قبل اسبوعين؟ وسواء كان تسليم الرفات نفحات وهدايا لابعاد ضربات اسرائيل عن سوريا ولاستمرار مسلسل المقاومة والصمود والتصدي المزعوم ، فإن الاكيد ان اعلان التطبيع بين دمشق وتل ابيب بات مسألة وقت لا أكثر!