عون يدعو الى المقاومة الاقتصادية... خطوة على طريق المشروع الإيراني

عون يدعو الى المقاومة الاقتصادية... خطوة على طريق المشروع الإيراني
عون يدعو الى المقاومة الاقتصادية... خطوة على طريق المشروع الإيراني

اعلن الرئيس ميشال عون أمام الجالية اللبنانية في موسكو أن "لبنان يمر اقتصادياً بحالة صعبة ولكننا نعمل للخروج منها، والشعب اللبناني جاهز للمقاومة الاقتصادية."

والاقتصاد المقاوم هو طريقة للتعامل مع العقوبات ضد بلد أو منطقة في الحالات التي لا يسمح لها الواردات و الصادرات. وهي إحدى النظريات الجديدة التي طرحها مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي سنة 2012  كحل من الحلول للمشاكل الاقتصادية العويصة التي يتخبط فيها اقتصاد الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وسياسة ألاقتصاد المقاوم، ترتكز على تدابير طويلة الأمد لإقتصاد البلاد في محاولة لمنع تدهور الاقتصاد في مواجهة الصدمات المختلفة.

الردود الاولى على كلام عون جاء من الوزير السابق اللواء أشرف ريفي الذي غرد عبر حسابه في "تويتر" قائلا: "دعوة الرئيس عون الى المقاومة الإقتصادية خطوة إضافية على طريق الإلتحاق بالمشروع الإيراني، ستؤدي الى المزيد من إنهاك الإقتصاد اللبناني والى ترسيخ عزلة لبنان عن العالم العربي والمجتمع الدولي والى التأثير السلبي على مؤتمر سيدر.هذا الموقف يخالف هوية لبنان وتاريخه،فهل هكذا تدار الأوطان؟". كما غرد منسق "تجمع من اجل السيادة" نوفل ضو عبر حسابه على "تويتر" قائلا: "هل تخلى لبنان عن سيدر؟ أم أنه اقتنع بأن سيدر لم يعد واردا في حسابات المجتمعين العربي والدولي بسبب الموقف الرسمي الذي يؤمن التغطية لحزب الله وسلاحه؟ طرح رئيس الجمهورية المقاومة الاقتصادية أساسه سياسة المواجهات والحروب وهي نقيض لفلسفة سيدر القائمة على السلام والإستقرار". وفي تغريدة اخرى، سأل ضو:"لماذا التزامن؟ وهل هي مجرّد صدفة أن تكون الحملة الجديدة على مصرف لبنان قد انطلقت مع تحذير رياض سلامة من خطورة السياسات الحكومية على الأوضاع المالية؟". واضاف:"يعني خطورة وضع حزب الله يده على قرارات الدولة وتحديد توجهاتها؟ وما علاقة الهجمة الجديدة بـ"نظرية المقاومة الإقتصادية" لرئيس الجمهورية؟".

 في حين اعتبر النائب السّابق فارس سعيد في تغريدة على حسابه عبر "تويتر ان "استخدام كلمة مقاومة تؤكد ان حزب الله فرض على لبنان أدبيات سياسيّة قد تنسحب في المستقبل نحو مقاومة استشفائية وتربوية وترفيهية" وإذ أكّد اننا "نرفض إلغاء لبنان الفكرة والهوية لصالح ثقافة لا تشبهنا". توجّه سعيد الى الرئيس عون قائلاً:"فخامة الرئيس... تمهّل".

سبق ان استعرض قائد الثورة الإسلامية العناصر العشرة المكونة لخطة الاقتصاد المقاوم وهي: 
العنصر الأول:  إيجاد التحرك والحيوية في اقتصاد البلاد وتحسين المؤشرات الاقتصادية العامة .
العنصر الثاني هو قدرة المقاومة أمام العوامل التي يمكن أن تشكل تهديدا. وقال: إن هذه الطاقات تشمل الطاقات العلمية والبشرية والطبيعية والمالية والجغرافية والمناخية الواسعة والتي ينبغي الاعتماد عليها لتنفيذ هذه السياسات.
العنصر الثالث هو الاعتماد على الطاقات الداخلية وأضاف أن الاعتماد على الطاقات الداخلية لا يعني تجاهل إمكانيات الدول الأخرى بل إن النظام الإسلامي وإلى جانب اعتماده على طاقاته الداخلية يستفيد أيضا إلى أقصى حد من إمكانيات سائر الدول.
العنصر الرابع هو النهج الجهادي لخطة الاقتصاد المقاوم.
العنصر الخامس هو الاعتماد على الشعب.
العنصر السادس للاقتصاد المقاوم هو توفير أمن السلع الإستراتيجية خاصة الأغذية والأدوية وتحقيق الاكتفاء الذاتي فيها.
العنصر السابع، هو خفض الاعتماد على عائدات النفط.
العنصر الثامن للخطة هو تعديل نمط الاستهلاك، مؤكدا على المسؤولين تجنب الإسراف والتبذير.
العنصر التاسع للخطة هو مكافحة الفساد.
العنصر العاشر والأخير هو محور العلم، وأکد بان ظروف البلاد اليوم من حيث التقدم العلمي هي بحيث يمكننا من خلالها إن نجعل الوصول إلى الاقتصاد المرتكز على العلم والمعرفة ضمن أهدافنا.

عون يريد تطبيق خطة المرشد الاعلى للثورة الايرانية في لبنان، فبعد "المقاومة" العسكرية اصبحنا امام نوع اخر من المقاومة في بلد وصل فيه الوضع الاقتصادي للشعب الى الحضيض نتيجة فساد مسؤوليه والسرقات والنهب التي طالت كل ادارة ووزارة فيه. ففي وقت لا يجد فيه اللبنانيون عملا لتأمين قوت يومهم يجدون انفسهم امام مصطلحات جديدة تضيق عليهم حياتهم، من دون ان يجدوا اجابات على اسئلتهم، فهل سيتم مكافحة تجارة الكابتغون ووقف خط" المقاومة" عبر مرفأ ومطار بيروت الذي يسمح له بإدخال بضائعه وتجهيزاته وسياراته وغيرها دون تسديد الرسوم الجمركية، وهل ستتم ازالة التعديات على الأملاك العامة والخاصة في الأوزاعي والضاحية الجنوبية وغيرها ، ويتم سد مزاريب إدخال أموال "حزب الله" المشبوهة بالطرق الغير الشرعية حيث يعمد الى إدخالها عبر المصارف والبنوك اللبنانية، وهل سيتوقف صرف آلاف الدولارات من المال العام لفتح صالونات الشرف كي يرتاح الوزير جبران باسيل في سفراته، ووقف معاشات النواب والوزراء والرؤساء السابقين والحاليين وإلغاء النظام التقاعدي للسياسيين وغيرها الكثير... ام ان مقصد عون من المقاومة الاقتصادية حصرها بالشعب من دون السياسيين؟!

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى