اغرقت ايران السوق اللبنانية بكميات كبيرة من الحديد والصلب بعد تهريبه من سوريا من دون إخضاعه لفحوصات المختبرات التابعة لمجلس البحوث العلمية في بيروت للتأكد من أن مواصفاته مطابقة للمعايير الدولية المعمول بها في لبنان، وذلك في محاولة للتحايل على العقوبات الاميركية.
صرخة أصحاب الشركات اللبنانية المستورِدة لمادتي الحديد والصلب بدأت ترتفع، بسبب تهريب هاتين المادتين من سوريا بعد تفريغ الحمولة في مرفأ اللاذقية ليتم بعدها نقلها الى بيروت بواسطة شاحنات وبيعها في السوق اللبنانية بسعر أقل من 150 دولاراً للطن الواحد.
ما يحصل اثار حفيظة الولايات المتحدة ودفعها الى التواصل مع السلطات المصرية حيث اعلمتها أن هذه البواخر تصل إلى اللاذقية عبر قناة السويس، طالبة منها اتخاذ إجراءات لمنع تهريب الحديد، خصوصاً أن طهران تستوفي ثمنه نقداً وبالعملات الصعبة.
ايران التي دخلت في الرابع من تشرين الثاني مرحلة العقوبات التي تهدف إلى تجفيف منابعها من العملة الأجنبية وتجميد "شريان الحياة” لاقتصادها الذي يتمثل في مبيعات النفط إلى الخارج، تحاول كل ما في وسعها للتفلت من العقوبات، وبما انها تعتبر لبنان مسرحا لها عبر ذراعها "حزب الله" سواء للحرب وارسال ما يحلو لها من الرسائل الى دول العالم، اتخذت من ارض لبنان منفسا عبر اغراق سوقه بالحديد في خطة اقل ما يقال عنها"خبيثة".
اليوم يوجد باخرة في مرفأ بيروت محملة بالحديد، يجري العمل من اجل انجاز اوراقها، حيث يرفض رئيس احدى الدوائر التوقيع على افراغ حمولتها، لاسيما وان نوعيتها غير جيدة، وما يترافق ذلك من الخشية في استخدامها في اعمال البناء الامر الذي يعرض اي مبنى الى امكانية الانهيار.
التفاف ايران على العقوبات الأميركية وابتكار وسائل وطرق بديلة لبيع نفطها وحديدها في الخارج من أجل إنقاذ اقتصادها من الأزمات، التي ستنتج عن العقوبات يدفع ثمنها اصحاب شركات الحديد في لبنان، واذا كانت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية قد كشفت عن وجود خطط لدى النظام في إيران من أجل "التحايل على العقوبات الأميركية"، مشيرة إلى أن من بين هذه الخطط هو “إحياء دور الوسطاء الذين سيقومون بشراء النفط الإيراني محلياً ومن ثم يعيدون بيعه في الأسواق العالمية تحت ستار أنهم من القطاع الخاص الإيراني وليسوا تابعين للحكومة، فان خطتها التي لم يكشف عنها هو بيع الحديد في لبنان واغراق السوق للحصول على العملة الصعبة.
ما يحصل مهزلة يجب ان تتوقف فوراً، فارواح اللبنانيين باتت مهددة كرمى للنظام الايراني، و"حزب الله" الذي لم يأبه بمشاركته بالحرب السورية تنفيذا لمطلب ايران على الرغم من الخسائر الفادحة في صفوفه، هاهو اليوم يستهتر بارواح جميع اللبنانيين من اجل انقاذ الاقتصاد الايراني.