بعد غياب تلفزيوني استمر سنة كاملة، أطل الصحافي السعودي أحمد عدنان على شاشة mtv، متحدثاً عن الوضع اللبناني والاقليمي ضمن برنامج "بيروت اليوم". من لبنان بدأ الكلام، حيث اكد ان من يعطل تشكيل الحكومة فيه ليس المملكة العربية السعودية أو سعد الحريري، بل " بشار الاسد الذي يريد توزير فيصل كرامي وايران التي تريد استرهان لبنان من اجل التفاوض مجدداً مع الولايات المتحدة، حيث تعتقد أن زمن الابتزاز الذي كان ايام اوباما مازال مستمراً، حزب الله دمج الرغبتين معاً وعطل تشكيل الحكومة"، لافتاً إلى أنه" تولد الحكومة باختصار حين يدرك حزب الله ومن خلفه ايران ان زمن الابتزاز سواء في لبنان أو خارجه قد ولى، ووفق الدستور، تتشكل الحكومة بالتوافق بين رئيس الجمهورية وبين الرئيس المكلف، ولا توجد إشارة لحزب الله".
وعن القول ان المطلوب من سعد الحريري التشبث وعدم الخضوع لاي تنازلات اضافية والا تتحول الحكومة الى صورة مصغرة عن مجلس النواب علّق عدنان" الحريري ليس موظفاً في وزارة الخارجية السعودية بل هو زعيم لبناني حليف للمملكة، ثانياً المشكلة ليست فقط هنا بل في الاقتراحات التي ظهرت بعد ذلك لمعالجة هذا الامر، وفيها التفافات على الاتفاقات المعقودة" شارحاً" اذا قبل الحريري اليوم بحكومة من 32 وزيراً فمن الممكن بعدها ان تشكّل حكومة من 42 وزيراً وبعدها 128 وزيراً"، معتبراً" تشكيل حكومة من 32 وزيراً سيفتح الباب امام مشاكل دستورية وحكومية لا نهاية لها، والمطلوب تشكيل حكومة وليس برلماناً مصغراً".
"ما دام الرئيس سعد الحريري تحت سقف الدستور لا يحتاج إلى حلفاء" وعن وفاء "حزب الله" لحلفائه علّق" اي وفاء يقف ضد الدستور هو جريمة"، مشيراً" لا يمكن ان نضع في جملة واحدة كلمتين: حزب الله وسيدر، فهذه المساعدات جاءت الى لبنان بضغط وضمان من الرئيس الحريري، والانقلاب عليه ليس انقلاباً على شخص بل على تسوية محلية وتسوية دولية هي التي انتجت وصول الرئيس عون الى قصر بعبدا ووصول الحريري الى السراي الحكومي". من ينقلب على التسوية او على الطائف سيعامل دولياً بحسب عدنان" معاملة الحوثيين في اليمن، ومن يقود البلد الى ذلك سيحوله الى غزة" طارحاً مثال تسلم "حزب الله" لوزراة الصحة حيث سيؤدي الى انخفاض ميزانيتها نصف مليار دولار من المساعدات الدولية، مؤكدا ان" حزب الله لا يفكر الا بمصالحه الخاصة وهي مساعدة ايران في التفاوض مع المجتمع الدولي من اجل الهروب من العقوبات واحياء اتفاق اوباما النووي".
وعن الرسالة المنتظرة لرئيس الجمهورية الى مجلس النواب قال عدنان" دستورياً من حق رئيس الجمهورية ان يرسل اي رسالة الى مجلس النواب لكن ليس من حق احد في لبنان وفق الدستور ان يضع مهلة للرئيس المكلف او يسقط تكليف الرئيس المكلف" لافتاً الى ان" العهد يرفع شعار العهد القوي وانا متفائل جداً ان قوة الرئيس ستظهر في الرسالة امام المليشيات التي تعطل تشكيل الحكومة".
"على أوساط رئيس الجمهورية أن تتوقف عن الإساءة إلى رئيس الجمهورية، وقبل ذلك أن تقرأ الدستور" بحسب عدنان وعن السنة الستة المستقلين قال" أحد أعضاء اللقاء التشاوري حصل على ٣٠٠ صوت سني فقط، اي أنه عجز عن تمثيل سنة ضيعته ويريد تمثيل سنة لبنان"، متمنياً على فيصل كرامي أن يتذكر بعض من سيرة والده الراحل: ايد بيان المطارنة عام ٢٠٠٠، استقال بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، تراجع عن المشاركة في ساحة رياض الصلح أثناء حصار حكومة الرئيس السنيورة، رفض تغطية ٧ ايار، و إذا ظن كرامي أنه يعمل ضد سعد الحريري فهو مخطئ، هو يعمل ضد طرابلس وضد عمر كرامي" لافتا الى ان" اللقاء التشاوري الوهمي ليس مستبعدا من العقوبات الدولية على حزب الله وحلفائه".
وعن الحديث عن انتصار "حزب الله" في المنطقة، بدليل الوصول الى تسوية في اليمن، والابقاء على بشار الاسد في سوريا وفرض شروطه في لبنان قال" حزب الله ممثل ممتاز، هو يمثل دور المنتصر باقتدار، لكن المنتصر يفرض العقوبات ولا تفرض عليه" شارحاً" الدولة في اليمن باتت تسيطر على 80 بالمئة من البلد بعد ان كانت سيطرتها لا تشمل 0 بالمئة منه، والمملكة في ملف اليمن لم تغير كلمة قالتها منذ اليوم الاول، اكدت انها لن تسمح بنسخة لحزب الله على حدودها ومازال ذلك قائماً، ولن تتوقف الحرب الا حين تبسط الدولة اليمنية سلطانها على كامل اراضيها وسيبقى هذا الكلام قائماً"، مؤكدا ان" السعودية دخلت اليمن بطلب من الدولة اليمنية والجهة الوحيدة التي يمكنها ايقاف الحرب هناك هم اليمنيون... الاولوية للمملكة العربية السعودية ليست اليمن ولا لبنان بل صلب الموضوع اي الخطر الايراني على المنطقة، وحيث يكون الخطر الايراني تكون"، مشيراً الى ان" السعودية تحضر لقمة العشرين وإيران تحت الحصار، فمن الذي انتهى؟".
"المملكة هي عاصمة العروبة والإسلام والنفط، وحتى لو نضب النفط فزعامة الدول العربية والإسلامية ستبقى سعودية" ورداً على سؤال عن اهتزاز صورة المملكة بعد قضية جمال خاشقجي أجاب" على العكس كون من يخطئ في المملكة يخضع للمساءلة ولحكم القانون، انا مع الحقيقة والقصاص في قضية جمال خاشقجي ولست مع الاتجار بالقضية من أجل استهداف الدولة السعودية. وهذا ماتحقق في قرارات النائب العام السعودي، وأضم صوتي له لإعدام القتلة ١٠ مرات، ومن يجرم في المملكة يتم تحويله الى القضاء، في حين من يجرم في محور الممانعة يتم تحويله إلى قديس" لافتاً الى ان" النائب العام السعودي طلب من تركيا تسليم ما لديها من أدلة وتسجيلات فلم تفعل، والتفسير الأقرب انها تريد الابتزاز او المتاجرة وهذا مرفوض".
وختم معتبراً قضية الأنفاق" تلخص ازمة لبنان مع المعطل حزب الله، وهي ورقة من الاوراق لاختطاف الدولة من اجل ايران وهي بمثابة اعتداء إيراني وإسرائيلي مشترك على لبنان، ولا بد من التضامن مع الدولة اللبنانية".