ردت وزارة الخارجية والمغتربين على التهديدات التي أطلقها رئيس حكومة العدو الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الخميس الماضي من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي أكد فيها وجود مصانع أسلحة لـ"حزب الله" قرب مطار بيروت، بدعوة جميع السفراء المعتمدين في لبنان، الى الحضور عند الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم الى وزارة الخارجية والمغتربين، للاستماع الى رد الوزارة على ادعاءات بنيامين نتنياهو في ما خص مخازن الصواريخ، على أن يلي العرض زيارة للمواقع التي اشار اليها نتنياهو بالقرب من مطار بيروت.
وبالفعل جال باسيل في محيط مطار رفيق الحريري - نادي الغولف، مع سفراء الدول المعتمدين في لبنان الذين كان التقاهم في وزارة الخارجية، وفي المنطقة المحيطة بالمطار، كما زاروا نادي العهد الرياضي حيث ملعب فريق العهد وقاموا بجولة في أقسام الملعب، وكان باسيل قد اكد بعد لقائه السفراء المعتمدين في لبنان أنّ "اسرائيل لا تحترم المنظمة الدولية ولا تطبق قراراتها وفي لبنان لم تحترم القرار 1701"، معتبراً ان "اسرائيل انتهكت ارضنا وجونا وبحرنا ما يقارب 1500 مرة خلال الاشهر الثمانية الاخيرة... ومن دون اي براهين قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إن هناك 3 مخازن صواريخ قرب مطار بيروت" وأوضح أنّ "لبنان ملتزم بالقانون الدولي والقرارات الدولية وهو لا يلتزم النأي بالنفس عندما يتعلق الامر بالدفاع عن ارضه وشعبه"، مشيرًا إلى أنّه "لا بعقل وحكمة حزب الله ولا بمصلحة لبنان يمكن ان يتم تخزين صواريخ من النوع الذي زعمته اسرائيل من دون ان تكون مرئية". وشدد باسيل على ان "اسرائيل تسعى لتبرير عدوان آخر على لبنان، بمزاعم عن مواقع صواريخ حزب الله"، مؤكداً" نجدد تمسكنا بالمقاومة، حتى تحرير كامل أراضينا".
الرد على باسيل جاء فوراً من المتحدث بإسم جيش العدو افيخاي ادرعي، حيث نشر فيديو عبر تويتر أرفقه بما يلي: "عندما تجمع وزارة الخارجية اللبنانية سفراء دول مختلفة، لتجيب عن "أكاذيب" إسرائيل. تعالوا نشوف ماذا كان من المفترض ان يحدث منذ اكتشاف مواقع حزب الله قرب مطار بيروت ".وأرفق التغريدة بهاشتاغ:" #بلكيهالمرّةتقول_الحقيقة #باسيل". موجها أسئلة الى باسيل" حضرة وزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، إنّو شو بدك تقول يا باسيل للسفرا؟ المفروض أول شي توقف إرهاب حزب الله وتسحب سلاحه من قرب مطار بيروت؟ فحصت منيح إذا الحزب الإلهي بعدو مستملك المواقع اللي كشفنالكو عنا أو على عينك يا تاجر؟...
ليغرد بعدها باسيل قائلاً: "قريباً بدنا نلعب فوتبول بملعب العهد لنتذكر شو بـ33 يوم حقق لبنان انتصار بوجه اسرائيل... ولنعرف إنو بـ3 ايام ما بتقدر تغيّر حقيقة شعب مقاوم.... وإنو بـ3 دقائق ما بتقدر تجعل من كذبة على منبر الأمم المتحدة حقيقة... ولنتعلم إنو بـ3 ثواني الواحد بسجّل هدف وبغيّر المعادلة".
الرد الثاني على باسيل جاء من نتنياهو حيث اعتبر ان" الحكومة اللبنانية تضحي بسلامة مواطنيها من أجل التغطية على حزب الله"، مضيفاً أن "وزير الخارجية اللبناني أخذ السفراء إلى ملعب كرة القدم، لكنه امتنع عن أخذهم إلى المصنع المقام تحت الأرض قرب الملعب لإنتاج الصواريخ الدقيقة" لافتاً إلى أن" حزب الله يكذب بشكل صارخ على المجتمع الدولي حول مخازن صواريخه السرية في لبنان، ويقوم بتنظيف المواقع التي كشفتها إسرائيل".
ان كان لا يخفى على احد ان "حزب الله" يمتلك ترسانة عسكرية ضخمة من السلاح الثقيل خصوصاً الصواريخ، وقد جاهر في عدة خطابات ان قدراته القتالية تطورت كثيراً عما كانت عليه في حرب تموز 2006، فإن السؤال ما الغاية من الاتهامات التي وجهها نتنياهو للحزب؟ هل قرع طبول الحرب او ان امرا اخر خلف الاكمة؟ بعض المحللين السياسيين يرون ان اتهامات نتنياهو ما هي الا رد على كلام الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله العالي النبرة في اليوم العاشر من محرّم، وعن الصواريخ الدقيقة التي تحدث عنها حيث قال " الأمر انتهى وتمّ واُنجز وأن المقاومة باتت تمتلك من الصواريخ الدقيقة وغير الدقيقة ومن الإمكانات التسليحية ما إذا فرضت إسرائيل على لبنان حرباً، ستواجه إسرائيل مصيراً وواقعاً لم تتوقعه في يوم من الأيام"، في حين يرى محللون آخرون أن كلام نتنياهو ما هو الا تمهيد لعدوان جديد سيشهده لبنان عما قريب، ويبقى الاكيد ان لبنان دخل مرحلة جديدة من تضييق الخناق على " حزب الله".