في الوقت الذي يشهد فيه العالم سباقاً متسارعاً نحو تطوير الجيل الخامس من شبكات الاتصال الخلوي فائق السرعة، التي ستأتي خلفاً لشبكات الجيل الثالث 3G والرابع 4G، حيث من المتوقع ان تغير وجه العالم، لا يزال اللبناني يعاني من أبطأ، وأغلى وأدنى مستوى خدمة انترنت.
للأسف يحتل لبنان المركز 160 من اصل 200 دولة، والمركز الحادي عشر من بين 21 دولة عربية، وذلك بحسب التصنيف العالمي لسرعة الإنترنت ذات النطاق العريض (Broadband) لعام 2018، حيث تبلغ سرعة الإنترنت ذات النطاق العريض في لبنان 1.6 ميغابايت لكل ثانية، في حين ان متوسط السرعة يبلغ 9.1 ميغابايت في الثانية في العالم.
عشرون عاماً مرّت على دخول الانترنت الى لبنان، وبدلاً من ان تتحسن خدمته مع مرور الزمن، تشهد الشبكة ضغطاً وبطأ على الرغم من انها باتت محور حياة وعمل اللبنانيين الذين يدفعون اغلى فاتورة في العالم، مقابل ادنى خدمة، في ظل وجود القدرة اللوجستية للحصول على إنترنت سريع.
لم ينس اللبنانيون بعد وعد وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال "جمال الجراح"، الذي اكد ان "واقع الإتصالات في لبنان سيشهد نقلة من حيث النوعية والسرعة لجهة تنفيذ خطة مرحلة الـOptical fiber والتي ستكون الأسرع في لبنان" لافتا الى ان "إننا في الوزارة عملنا على شراء أحدث المعدات لنظام الهاتف الهوائي وتم تركيب 68 برجا من أصل 72 برجا، ومع انتهاء تركيب الأبراج والمعدات الخاصة بنظام الـOptical fiber سيكون لدينا أسرع انترنت في لبنان وسنعوض عن معاناة اللبنانيين عامة والمناطق التي كانت تعاني ومنها البقاع الغربي وراشيا خاصة على ما سبق من معاناة في شبكة الإتصالات والانترنت"، كما اكد المدير العام لهيئة اوجيرو عماد كريدية ان "خطة نشر شبكة الالياف الضوئية في مختلف الاراضي اللبنانية ستساهم في تحسين الاتصالات والإنترنت".
اعتاد اللبناني على الوعود من دون ان يجد لها ترجمة على ارض الواقع، هو لا يطلب من مسؤوليه ان تنافس سرعة الانترنت السرعة الضوئية، لكن على الاقل ان لا تبقى في "العصر الحجري"، ومع هذا يصعب على المسؤولين القيام بالحد الادنى مما يتوجب عليهم.