أيام قليلة تفصل لبنان عن شهر "ايلول" المتوقع ان يكون عاصفا سياسياً وربما أمنياً هذه السنة، فخلاله ستلتئم غرفة الدرجة الأولى في "المحكمة الدولية الخاصة بلبنان" من أجل مناقشة نهائية للأدلة التي عرضت في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وعدد من المدنيين، منذ بدء جلسات المحاكمة عام 2014.
إذاً المرحلة النهائية من جلسات المحكمة الخاصة بلبنان بدأت، وغرفة الدرجة الأولى في المحكمة الدولية التي يرأسها القاضي دايفيد راي، تقترب من إعلان ختم المحاكمة والانصراف إلى كتابة الحكم وإصداره، بالاستناد إلى الأدلة التي قدمها الفرقاء جميعاً، وذلك بعد سنوات من المحاكمات العلنية.
وبحسب تصريحات صحافية للناطقة باسم المحكمة الدولية وجد رمضان،" فقد انتهى المدّعي العام من إعداد مذكرته، التي نشرها على موقعه الالكتروني نهاية شهر تموز المنصرم، كما أنهى فريق الدفاع صياغة مذكراته التي ستُنشر في الايام القادمة. ومن المنتظر عرض الحجج الختامية والأدلة امام الغرفة في جلسات علنيّة مع بداية شهر أيلول القادم، يقوم بعدها رئيس الغرفة بالاعلان عن بدء مرحلة جديدة وهي مرحلة المذاكرة اي مراجعة الأدلة والتأكد من قوة اثباتها".
ومع اقتراب ادعاء المحكمة على المتهمين حيث سبق وتوصّلت تحقيقات لجنة التحقيق الدولي إلى اتهام خمسة عناصر من "حزب الله" باغتيال الحريري، وهم: مصطفى بدر الدين (قتل في دمشق بظروف غامضة صيف عام 2016)، وسليم عياش، وحسن عنيسي، وأسد صبرا، وحسن مرعي، الامر الذي دفع بالحزب الى المسارعة لإعلان رفضه التعاون مع المحكمة الدولية وتسليم أي من هؤلاء المتهمين، واصفاً إياها بأنها" محكمة إسرائيلية"، أطل أمين عام "حزب الله" على اللبنانيين في احتفال "التحرير الثاني في الهرمل " مكرراً عدم اعترافه بالمحكمة الدولية، ومؤكداً أنّ" لا قيمة شرعية للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان... وما يصدر عنها لا قيمة له ولا نعترف به سواء كان إدانة أو تبرئة" مضيفاً" لمن يراهنون على قرارات المحكمة الدولية أقول: لا تلعبوا بالنار".
تهديد ووعيد نصر الله ما هو الا دليل على حالة التخبط والارباك والخشية التي يعيشها مع المتورطين بجريمة "العصر"، لاسيما مع اعلان مصدر مطلع في المحكمة الدولية عن وجود اتجاه لاتهام شخصيات سياسية من "حزب الله" منها رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا والمعاون السياسي لأمين عام الحزب حسين خليل في التخطيط والضلوع بعملية الاغتيال، لا بل ان الاتهام ربما يصل إلى الأمين العام للحزب حسن نصرالله وحتى للرئيس السوري بشار الأسد.
سيشهد الشهر القادم تطورات لافتة وربما مفاجأة في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والى حين اعلان القاضي ديفيد راي انتهاء مرحلة المحاكمة للانتقال إلى مرحلة المذاكرة من قبل قضاة الغرفة والتي تكون في شكل سري بين القضاة الخمسة، سيبقى الجمر يغلي من تحت الرماد في لبنان لا بل يمكن ان يخرج الى السطح ويقع ما لا تحمد عقباه، والاكيد ان لبنان سيدخل بعد قرار المحكمة مرحلة جديدة، يعاد فيها خلط الأوراق على الساحة المحلية، والخوف من أن تتسم بتوترات أمنية ريثما تنجلي الصورة الاقليمية الجديدة.